أكتوبر 05. 2024

الشهباء: الشابين هوزان وفاطمة يبدوان كطفلين صغيرين بسبب مرضهما النادر.. تعرّف على قصتهما؟ (فيديو)

Photo Credit To عفرين بوست

  

عفرين بوست ــ خاص

بعض البلاء قدرٌ كالإعاقات والتشوهات الخلقية، وفي زمن الحرب وبلد الحرب تجتمع البلايا لتلقي بأعبائها الثقيلة جداً على كاهل الأهالي، إذ تطيح الحرب وظروف النزوح بكلّ مقومات الحياة، وخيمة التهجير لا تنفع مكاناً للأصحاء، فكيف حال الأسر التي لديها أولاد معاقون أو مسنون أو مرضى يحتاجون لعناية خاصة، وقصة المواطن الكردي مصفى شيخو مثال اجتماع البلايا في أسرة عفرينيّة مهجرة.

عفرين بوست التقت أسرة مهجرة قسراً من عفرين، تعيش حالياً في مخيم التهجير القسريّ في ظروف بالغة الصعوبة، وفي تعريف أولي يقول رب العائلة: اسمي مصطفى شيخو من أهالي قرية شوديريه، أنا أبٌ لأربعة أولاد، بينهم اثنان يعانون من مرض الشلل الدماغي منذ ولادتهم وهما فاطمة (22 عاماً) وهوزان (18 عاماً)، حينما كنا على أرضنا عفرين كان وضعنا جيد ولم نكن نحتاج لأحد، فلدينا وارد ماديّ من الموسم، وعمل متواصل وبذلك كنا نتدبر عيشنا”.

ويضيف: “في خروجنا قسراً من عفرين واجهنا الكثير من المصاعب في ظل البطالة وعدم دخول المنظمات الدولية وتقديم المساعدات لمهجري عفرين ولا نتمنى أن يعيش أحد أخر هذه الصعوبات، مأساة هذين الطفلين يصعب تحمله حيث أن علاجهم يتطلب السفر لدول أوروبا”.

يوم التغريبة وخروج عشرات آلاف الأهالي سيراً على الأقدام عبر الحقول، كان استثنائياً في تاريخ عفرين ويشكّل جزءاً مهماً من ذاكرة المواطن العفريني، والمواطن مصطفى يسترجع ذلك اليوم: “يوم تهجيرنا من عفرين عانينا كثيراً مع حال هؤلاء الأولاد مع عدم توفر سيارة ولم يكن هناك من يساعدنا ويحملنا، فقد كان كل الأهالي منشغلين بحالهم، وسط قصف جيش الاحتلال التركي بالطائرات والقذائف، ودمروا منازلنا وقطعوا أشجارنا ونهبوا ممتلكاتنا ولم يتركوا شيئاً من خلفنا.

يتذكر مصطفى مشوار المسير: “بواسطة دراجة نارية ومن سيارة إلى أخرى بصعوبة في حمل ونقل أولادي مشلولين، استطعت إنقاذهم من الخطر، وأوصلهم إلى مدينة نبل، وهناك حاجز تابع لقوات النظام السوري، طالبونا بمبلغ قدره 100 ألف ل.س، فشرحنا لهم أوضاعنا، وأننا نزحنا هرباً من القصف، وتركنا كل شيءٍ خلفنا، ولا نملك المال، وأن لدي ولدان معاقان، إلا أن كل ذلك لم يغير من الأمر شيئاً، بل على العكس أهانونا بالكلام، وخيّرونا بين دفع المال أو العودة من حيث جئنا، إلى مكان القصف، وبذلك اضطررنا أن ندفع لنعبر الحاجز”.

من المؤكد أن مخيم التهجير ليس بديلاً للوطن، ولا تتوفر فيه مصادر العيش، والحاجة ماسة للمساعدة، فالتهجير انتقال من الاكتفاء إلى الحاجة، ويقول المواطن مصطفى: “نحن الآن في الشهباء وليس هناك مصدر رزق، وما من منظمات تساهم في مساعدتنا، وقد راجعنا الكثير من الأطباء في سوريا، وأكدوا عدم وجود علاج لهذا المرض في المنطقة، ما يستوجب السفر للعلاج خارج البلاد، أتمنى أن يصل صوتي للعالم، إلى من يعرف معنى حقوق الإنسان، وحجم المعاناة بوجود ولدين مشلولين مقعدين على الأرض، وأن يساعدوننا لعلاجهم في الخارج”.

الزوجة تشاطر زوجها المعاناة وربما كان العبء على كاهلها أكبر، وتقول بنبرة كسيرة: “اسمي سهام علوش، أنا والدة هذين المعاقين، وأواجه الكثير من الصعوبات اليومية معهم، بدءاً من طعامهم الذي لا يأكلون سواه منذ أكثر من 20 عاماً وهو الحليب فقط، وفي كل صباح استيقظ لأحضر لهم الحليب وأغيّر ملابسهم، وفي ظل هذه الظروف مع أيام الشتاء، وضعف الإمكانيات وعدم توفر المحروقات تزداد المعاناة حدةً”. وتختم الأم بمجرد الأمنية: “أتمنى من المنظمات الدولية والإنسانية، وكل من يسمع صوتي بأن يساعدوننا لتقديم العلاج والعون لهذين المعاقين”.

عائلة المواطن مصطفى شيخو هي واحدة من آلاف القصة، والذاكرة العفرينية أضحت اليوم مختزن عشرات آلاف قصص الوجع التي تحتاج للعون والدعم، وستبقى دون علاجٍ، إلا أن يعود العفريني إلى بيته ويزول الاحتلال.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons