ديسمبر 22. 2024

قياداتٌ في “القاعدة” تزور عفرين .. فماذا يخطط الاحتلال التركي لمستقبل الإقليم المحتل؟

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

زيارة متزعمي الصف الأول من “هيئة تحرير الشام” (النصرة) إلى عفرين، والعنوان العام هو التنسيق، والنتيجة مزيد من المقاتلين لخدمة أهداف تركيا وخطتها.

متزعمو “النصرة” في عفرين

لا يمكن فهم الهدف من زيارة متزعمي من “هيئة تحرير الشام” (النصرة) إلى عفرين ضمن السياق الخبري الاعتياديّ، بل بوضعه في إطار مجمل الخطة التركية وتعليمات استخباراتها.

زيارتان متتاليتان قام بها كلٌّ من السعوديّ “عبد الله المحيسني” برفقة “مصلح العليان” إلى عفرين، ليلتقيا بمتزعمي ميليشيا فيلق الشام المقربة من أنقرة، ومن بعدهما زيارة المدعو “عبد الزراق المهدي” الذي التقى بمتزعم ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات)، وهذا الثلاثي كانوا من المباركين لإعلان هيئة تحرير الشام تأسيسها في بيان أصدروه مع آخرين في يوم إعلانها نفسه في 28/1/2017، والغاية من هذه الزيارة تأسيس “غرفة عمليات” مشتركة تخدم المصالح التركيّة ومعاركها. وهذا ينسجم مع جهودها في تشكيل جسم عسكريّ موحّد، تأمل أن تنضم إليه هيئة تحرير الشام مباشرة أو بعد حلِّ نفسها.

غرفة عمليات مشتركة؟

الغاية من هذه الزيارتين تأسيس “غرفة عمليات” مشتركة بإدارة تركية لخدمة لمصالح التركيّة. وليس غريباً وجود هيئة تحرير في المناطق التي احتلتها تركيا، بل إنّ عمليات إخلاء نقاط المراقبة التركيّة في ريفي إدلب وحلب تؤدي إلى إعادة انتشار في مناطق أكثر قرباً من “هيئة تحرير الشام”، وبذلك فإنّ جهود أنقرة تصب باتجاه استحواذ المزيد من البدائل بانتظار معارك طويلة. وهذا شرط أنقرة لتعويم “هيئة تحرير الشام” وإسقاط توصيف الإرهاب عنها، وحصر التوصيف في المجاميع التي رفضت فك الارتباط عن القاعدة. ولذلك جاءت خطوات “الجولاني” التي وُصفت بالبراغماتيّة ومحاولته حيازة التوصيف السوريّ، والتقليل من العناصر الأجنبيّة والحديث عن أن “الحزب التركستاني” يبدي مرونة في التعاطي مع الشأن السوريّ، يحمل في دلالته معنى توطين الإيغور في سوريا، أي شمولية التغيير الديمغرافيّ على كامل الشريط الحدوديّ مع سوريا.

تتزامن الزيارة ليس مع العدوان التركي على عيسى رغم أهمية الحدث وخطورته، بل مع الجهود التركية المتواصلة منذ أشهر لتشكيل جسم عسكري موحد، يمكن أن تُضمًّ إليه “هيئة تحرير الشام” وبذلك يتم تعويمها وإسقاطها اسمها من لوائح الإرهاب الدوليّ.

وتم تداول عقد اجتماعٍ عُقد في 8/12/2020، في مدينة أعزاز، بين ضباط أتراك وقادة فصائل المرتزقة التابعة لتركيا، جرى خلاله التحضير لهجوم على مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر. بالتزامن مع توجّه رتلٍ ضخمٍ للقوات التركيّة إلى ريف منبج، قادماً من ثلاثة محاور (الباب والراعي وجرابلس).

وذكر موقع عفرين بوست نقلاً عن مصادره أنَّ ضباطاً أتراكاً عقدوا في 21/12/2020 اجتماعاً في مبنى السرايا القديمة مع متزعمي أربع ميليشيات للمرتزقة هي (الجبهة الشامية والسلطان مراد وجيش الإسلام وأحرار الشرقية).

دعوة للوحدة

في سياق الدعوة إلى الوحدة أيضاً تحدث المدعو أبو الفتح الفرغلي أحد متزعمي النسق الأول في هيئة تحرير الشام قد وجّه عبر قناته في تطبيق قد وجّه عبر قناته في تطبيق تليغرام مطلع الشهر الجاري كانون الأول /ديسمبر الجاري إلى ما أسماه المصالحة العامة في الشام قائلاً إن أي نظرة لوضع الساحة الشامية الآن تدرك أنها أحوج ما تكون لمصالحة عامة بين جميع مكوناتها.

واعتبر الفرغلي أن هذا هو الحل الوحيد للاستمرار والتقدم وتحقيق الهدف الأعلى وإلا سيتم دفع الثمن باهظاً مشيراً إلى أن لا بد أن يقدموا جميعاً بلا استثناء تنازلات مؤلمة من أجل المصالحة مهما كان الماضي مؤلماً والحاضر أسود حسب تعبير.

ويسعى الفرع السوري لتنظيم القاعدة (هيئة تحرير الشام /جبهة النصر) إلى تعزيز وجوده العلني في المناطق السورية التي تخضع للاحتلال التركي بعد سنوات من العمل السري في تلك المناطق

وقد لا تختلف المسألة بالنسبة لهيئة تحرير الشام إما يتم ضمهم إلى الكيان الجديد المزمع أو يتم حله ويسقط من لوائح الإرهاب الدولي ويصار إلى تشكيل كيان بسجل نظيف، وقد يتم مساندته ليكون شريكاً في العملية السياسيّة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons