عفرين بوست ــ خاص
موسم قطاف الزيتون على وشك أن ينتهي، وهو أبكر بنحو شهر مما هو معتاد في المواسم السابقة قبل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له لإقليم عفرين شمال سوريا، ذلك لأن مسلحي الميليشيات والمستوطنين بادروا إلى سرقة الموسم اعتباراً من بداية شهر أيلول أي قبل أن تنضج حبات الزيتون.
في الواقع حاول الأهالي مضطرين أن يجنوا الموسم قبل أن تطالها السرقات، ما أدى إلى زيادة الطلب على العمال وارتفاع أجورهم، وهو ما زاد من تكاليف الإنتاج.
يقُدّر إنتاج هذا الموسم الحالي بحوالي (2 مليون) صفيحة زيت (الوزن الصافي للصفيحة 16 كغ) وبذلك فقد انخفض الإنتاج العام بنسبة 33% وهو ما يعادل مليون صفيحة عن المواسم السابقة، ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها التضييق على الأهالي على مدى أيام العام والغلاء ما أثر سلباً في نوعية الخدمة المقدمة للحقول من الفلاحة والعناية والتقليم.
تم تقدير الإنتاج بنحو 1.8 مليون صفيحة وفق إنتاج البيرين استناداً إلى كميات البيرين المنتجة والتي تعادل 60 ألف طن من بيرين، وكل طن من البيرين يقابل نحو 30 صفيحة من الزيت.
يضاف إلى الإنتاج وسطياً 200 ألف صفيحة لزيتون المونة، ليصبح المجموع الكلي 2 مليون صفيحة زيت.
تُقدر نسبة شراء المركز التركيّ الكائن في معصرة “رفعتية” في ناحية جنديرس بنحو 80%، وهو ما يعادل 1.6 مليون صفيحة زيت، بإجمالي وزن يعادل 25600 طن من الزيت، وهي الكمية التي سيتم نقلها إلى الأراضي التركية وتصديرها إلى الأسواق الأوروبية والأمريكيّة عبر أقنية وشركات خاصة لا تُعرف هويتها.
فقد المواطن العفريني نسبة مرتفعة من الإنتاج نتيجة عوامل متعددة منها: الاستيلاء على الحقول بذرائع كثيرة، سرقة ثمار الزيتون من قبل المسلحين والمستوطنين، والإتاوات الباهظة التي فرضت على الحقول وشملت عدة مراحل من جني الموسم، الاستيلاء على الزيتون بعدة طرق حتى على الطرقات وكذلك مصادرة الزيت في المعاصر، ويضاف إلى كل ذلك فقدانات أخرى تفصيلاً تشتمل على نفقات الموسم)
تصل نسبة الفقدانات إلى 70% وهي تعادل حوالي 1.4 مليون صفيحة زيت. وقد فرضت أسعار بخسة على الزيت تقدر بـ (20 ــ 30 دولار، وهو أقل من السعر السابق بنحو 15 دولار، وقد يزيد عن ذلك تبعاً لسعر البيع. وبالتالي فالباقي لدى الأهالي هو 600 ألف صفيحة زيت.
وبحساب قيمة الفقدانات 1.4×40= 56 مليون كحد أدنى، وهي لا تصل إلى الأهالي.
خسارة الأهالي من بيع كميات الزيت المتبقية تعادل 600000×15= 9 مليون دولار
ومجموع الخسارة نتيجة الفقدانات بالسرقة وفرق السعر يعادل 56÷9= 65 مليون دولار.
بالمجمل هذه الحسابات تقديريّة، ولعل الخسائر تتجاوز هذه الأرقام، فيما كان متوسط الإنتاج في المواسم السابقة يعادل 3 ملايين صفيحة زيت كما في موسم 2018. وبالتالي فالإنتاج انخفض بنحو مليون صفيحة زيت.
إجمالي قيمة الإنتاج هي 2 مليون صفيحة ×40 دولار= 80 مليون دولار، والإجمالي المتبقي بيد الأهالي لا يتجاوز 15 مليون دولار، وبالمقابل هناك 18 مليون شجرة زيتون، وبالتالي فإن وسطي إنتاج الشجرة أقل من دولار، وقد فرضت الميليشيات 1,5ــ2 دولار لمجرد السماح بجني محصول الزيتون وبإضافة تكاليف الإنتاج من فلاحة وتقليم وعمال وأجور نقل وتنكات وإتاوات على النقل ستتجاوز تكلفة الشجرة 3 دولار.
بعد نهاية الموسم يشن مسلحو الميليشيات حملات اختطاف وطلب الفديات التي يتم دفعها من النسبة المتبقية وهي أقل من 20% من مجمل الإنتاج.