عفرين بوست ــ خاص
أُعلن يوم الجمعة الماضي عن تشكيل تنظيم مسلح جديد باسم “حركة أحرار سوريا”.في إقليم عفرين الذي تحتله القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين
شهدت مدينة عفرين عرضاً عسكرياً بالسيارات على متنها عناصر مدججون بالسلاح طاف الشوارع الرئيسية في مدينة عفرين المحتلة، وانتهت قافلة السيارات العسكريّة إلى إحدى الحدائق، حيث كان التجمع، على وقع التهليل والشعارات الجهاديّة الإسلاميّة والتكبير تم الإعلان عن تشكيل ميليشيا عسكرية باسم “حركة أحرارا سوريا”، والميليشيا الجديدة يتزعمها قائد “لواء صقور” المدعو “ديدان حسن الكلي”. وتضم الميليشيا حسبما تم تداوله (28) ألف مسلح.
أحد متزعمي الميليشيا الجديدة وهو المدعو (حسن أبو علاء) قال: قمنا بعرض عسكري لفصيل تم الإعلان عنه في عفرين وريفها تحت مسمى حركة أحرار سوريا ويضم من جميع الشرائح السورية (الكرد والعرب والتركمان). وأضاف: “نقوم بالتنسيق مع الجيش الوطني دون التبعية له ونحن مدعومين من تركيا، ويضم تشكيلنا الجديد كتيبة للنساء، وهدفنا قتال النظام السوري والأحزاب الانفصالية الكردية ومن هو خارج نطاق الثورة السورية” على حد وصفه
تشكيل الميليشيا مناورة تركية
وإذ يزعم متزعمو الميليشيا أنهم مستقلون ولا يتبعون إلى ما يسمى “الجيش الوطني السوري التابع للائتلاف السوري – الإخواني”. إلا أنه من غير الواقعي ولادة كيان عسكري دون تعليمات مباشرة من سلطات الاحتلال التركية،
وإن كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد ذكر بأنّ التشكيل الجديد يتبع بشكل مباشر للمخابرات التركيّة. ولا ينضوي تحت جناح “الجيش الوطنيّ” المدعوم من أنقرة. فإن الأمر لا يخرج عن إطار مساعي أنقرة لاحتواء الانتقادات الدولية والتقارير الأممية والحقوقية والإعلامية التي وثقت الانتهاكات لحقوق الإنسان في إقليم عفرين المحتل، وهي مناورة من جانب أنقرة لتظهيرِ فصيل عسكري جديد لا توجد في سجله أي انتهاكات. والواقع أن ما تقوم به أنقرة هو مجرد عملية تفكيك لميليشيات موجودة على الأرض وإعادة صياغتها بأسماء جديدة، لإعادة ضبط هيكلياتها وآليات التحكم بها، في مسعى لتجنيبها المسؤولية عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها بحق المنطقة وأهاليها.
أحرار سوريا ميليشيا قديمة
من المؤكد أنه من المتعمد تضمين اسم سوريا ضمن اسم الميليشيا، مقابل الميليشيات التي استخدمت أسماء السلاطين العثمانيين وأسماء إسلامية، إلا أن هذا الاسم اًستخدم في أولى سنوات الأزمة السورية، من قبل ميليشيا مارست أعمال التعفيش وخطف الأقراد وتفكيك معامل منطقة الليرمون ونقلها إلى تركيا، واشتركت في معظم معارك مدينة حلب وريفها الشمالي.
ففي آب 2012أُعلن في أحياء الهلك والشعار والصاخور، وبلدة عندان، عن تشكيل ميليشيا باسم “لواء أحرار سوريا”، وكان تعدادها ألف مسلح، وتكوّنت نواتها الأولى من ثلاث كتائب رئيسيّة هي: “كتيبة شهداء عندان”، و”كتيبة أحرار عندان”
التي تزعمها أحمد عفش، و”كتيبة شهداء الجبل” التي تزعمها محمد غادة. وكان أول ظهور لهذه الكتائب في معارك عندان ضد قوات النظام الذي حاول اقتحام بلدة عندان في 25/3/2012، وخرجت عندان عن كامل سيطرة النظام في 19/7/2012، وشاركت الميليشيا في معارك حريتان وحيان وبيانون، وبلغ تعداد الميليشيا في أوج قوتها 5 آلاف مسلح.
تزعم ميليشيا “أحرار سوريا” المدعو علي بلو “قائداً عاماً”، وبحسب مواقع إعلامية كان قبل الأزمة السورية يعمل “بواباً” في ملهى ليلي، وقد تعرض للخطف في 5/8/2013، ولم يُعرف مصيره وقيل أن “داعش هي من اختطفته، فيما كان المدعو “أحمد عفش” “قائداً عسكرياً” للميليشيا وتفيد معلوماتٌ أنه قبل الأزمة تنقل في كثير من الأعمال اعتباراً من حمال في أعمال البناء إلى حفار “كمبريسه” ومن ثم سمسار عقارات وأراضي زراعيّة، وإلى جانب السمسرة قام بأعمال التهريب.
انضمت ميليشيا “لواء أحرار سوريا” إلى “الهيئة الشرعية بحلب” التي أسستها أوّل الأمر “جبهة النصرة”، وانضمَّت معها ميليشيات مثل (لواء التوحيد وحركة أحرار الشام)، وانسحبت بتاريخ 12/10/2013 من معبر بستان القصر وسلمته لميليشيات “منتدبة من قبل الهيئة”.
تلقى أحمد عفش التمويل من مصادر سعودية، قبل أن يتحول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي عبر أعمال السرقة وأعمال الخطف وطلب الفديات، ولُقب “المليادير الكبير”، ولدى إصابته بشظية في 3/4/2013 انتقل إلى مدينة مرسين في تركيا للعلاج.
ومن الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا أحرار سوريا: سرقة معامل الليرمون ونقلها إلى تركيا وقتل مواطن شتم الجيش الحر. ومصادرة كميات كبيرة من المشروبات الكحوليّة، وبيعها بأسعار مخفضة لتجار خارج حلب ونهب مجمع كارفور بأكمله، وجرى نقل المسروقات إلى مستودعات في حيان وعندان. واستولت على كميات هائلة من مخزون القمح في مستودعات مؤسسة “إكثار البذار” في الليرمون، وفرضت إتاوة 5 مليون ل.س على كل معمل بالمنطقة، ونهبت مصانع ومستودعات كفر حمرا والليرمون، ويمكن اعتبار عفش “رائداً” في مجال “التشويل” بحسب تقرير لصحيفة الأخبار بتاريخ 13/12/2013.
انضمت ميليشيا لواء أحرار سوريا، للجبهة الإسلامية منتصف عام 2014.
قصف الشيخ مقصود
في 29/11/2015 بدأت ميليشيا “لواء أحرار سوريا”، قصف حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، بعدما أصدرت بياناً في 25/11/2015، اعتبرت فيه الحي “منطقة عسكرية”، وطالبت المدنيين بالخروج منه. وجاء ذلك بعد اتفاق بين المدعو عفش وضابط تركيّ وأمراء من جبهة النصرة ومتزعمين من “أحرار الشام” في مدينة حلب، ودخل الضابط التركيّ مع 5 آخرين في مهمة تنسيق مع مختلف الميليشيات.
وبعد خروجها من مدينة حلب اتخذت الميليشيا لنفسها اسم “حركة حزم” وانتشرت في قبتان الجبل ودارة عزة وكفر حمرة وبلدات ريف حلب الشمالي، وبقيت إلى أن طردتها جبهة النصرة عام 2016، فانضم عناصرها إلى صفوف ميليشيا الجبهة “الشامية” وفيما انضم البقية إلى “الحمزات”.
جاء الإعلان عن تشكيل ميليشيا “حركة أحرار سوريا”، على خلفية خلاف نشب بين ميليشيا “الجبهة الشاميّة” وميليشيا “سليمان شاه” (العمشات)، في الآونة الأخيرة، فتم إخراج مسلحين من صفوف تلك الميليشيات، وضمها إلى الميليشيا المشكّلة.