عفرين بوست ــ خاص
قال كتاب وساسة إن زيارة عضو مجلس الوطني الكردي إلى إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، استفزت مشاعر أهاليها، وأنه إذا لم يضغط أصدقاء المجلس على المسؤولين فيه فالمجلس سيفتح مكاتبه في عفرين وسيمنح الشرعية للمحتلين.
وقد تداولت مواقع إعلامية وأوساط المجتمع الكردي بكثير من الاستهجان ومشاعر الرفض الزيارة التي قام بها عضو المجلس الوطني الكردي عبد الله كدو إلى عفرين، مع وفد أعضاء “الائتلاف الوطني السوري”، فيما تشهد فيه عفرين انتهاكات جسيمة بحق الكُرد المتبقين فيها، ووقف كدو، جنباً إلى جنب مع المسلحين وسط أشجار الزيتون التي سرقها المسلحون أنفسهم وهجروا أهلها.
الزيارة قوبلت بردود فعل قوية في عموم الأوساط الكردية، واعتبره البعض شرعنة للاحتلال، فيما عده آخرون محاولة من جانب المجلس الوطني الكردي لضرب جهود الوحدة الكردية التي وصلت إلى مستويات متقدمة عبر الحوار.
وفي مشاركة له على فضائية روداو، برر المدعو عبد الله كدو موقفه وأقر بزيارته إلى عفرين مع وفد من الائتلاف وقال: “لا علاقة للمجلس الوطني الكردي فيه، وشكك بالتقارير الواردة حول الانتهاكات في عفرين ووصفها بأنها “غير صحيحة” ودعا المجلس الوطني الكردي لفتح مكاتبه في عفرين.
كلام المدعو عبد الله كدو جاء متوافقاً مع تموضعه السياسي في الحضن التركي ومع الجهة التي تعتبر العدوان على عفرين واحتلالها واستباحتها “تحريراً”، وكل ما يبدونه من مواقف وتصريحات هي تلقين مباشر من أنقرة كما هي حال الائتلاف تماماً.
الزيارة تشبه قيام مسؤول عربي بزيارة المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية
وقال الكاتب والباحث المصري المتخصص بالشؤون الكردية والتركية محسن عوض الله في تصريح لـ عفرين بوست معلقاً على زيارة كدو إلى عفرين: “دعنا نتفق أن هذه الزيارة تمثل استفزازاً لمشاعر أهالي عفرين وسكان المدينة الأصليين الذين يعانون الأمرين تحت نير الاحتلال التركي وميليشياته، وهذه الزيارة تشبه إلى حد كبير قيام مسؤول عربي أو شيخ الأزهر مثلاً بزيارة المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية، فمهما بلغت مكانته لن يحترمه شعب فلسطين نظراً لقبوله التعامل مع الاحتلال”.
واعتبر عوض الله: “زيارة كدو ما كانت لتكون إلا بتعليمات تركية، وهذه الأمر له دلالاته: أولها أنّ المجلس الكردي ألعوبة بيد المخابرات التركية، تحركه كيفما تشاء ولا يستطيع عناصره سوى تقديم السمع والطاعة أمام الأوامر التركية حتى لو كانت على حساب شعبهم”.
وأشار محسن عوض الله إلى أن هذه الزيارة محاولة تركية لضرب مساعي الوحدة الكردية في مقتل، وتعطيل جهود مظلوم عبدي في لم الشمل الكردي وقال: “هو أمر ربما نجحت فيه بشكل كبير خاصةَ أن الزيارة من شأنها تعميق الخلاف الكردي وزيادة الفجوة بين الأنكسة ومجلس سوريا الديمقراطية وأحزاب الوحدة الكردية”.
المجلس سيفتح مكاتبه في عفرين في حال لم يتم الضغط عليه
فيما أشار مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل لـ عفرين بوست، حول تقييمه لعمل المجلس الوطني الكردي: “إنه يحاول تكرار حججه السابقة” وأضاف: “خرج المجلس الوطني الكردي عندما تم وضع جبهة النصرة في قائمة الإرهاب، في مظاهرات منددة، فيما لم يفعل شيئاً إزاء ما حدث في سري كانية/رأس العين وعفري، بل على العكس رددوا حجج تركيا في الهجوم على المنطقة، رغم أن لجنة الدراسات العلمية في البرلمان الألماني أصدرت دراسة موسعة وقالت إن الحجج التركية للهجوم على المناطق الكردية في سوريا عارية عن الصحة، ومع ذلك لجأ المجلس إلى التشويه”.
وأضاف خليل: “أثناء سيطرة جبهة النصرة على إدلب، كان أعضاءٌ ضمن المجلس الوطني الكردي من بين المباركين لهذه السيطرة، وحينها قال المجلس: إن العضو المبارك لا يمثل المجلس كله، والآن يريدون تكرار فعل ذلك، ومنح شرعية لهذا الأمر، فؤاد عليكو يقول إذا خرجنا من الائتلاف “إلى أين سنذهب”!، وهل لم تبقَ بدائل سوى هؤلاء الذين احتلوا عفرين؟”.
وذكّر نواف خليل بقول مسؤولي المجلس عن أنفسهم وأنهم “موظفون لدى الائتلاف”، وتابع: “يقولون إنهم سيذهبون حيثما يُطلب منهم، لذلك لن يخجلوا من أشجار الزيتون وأصحابها”.
وفي توصيف زيارة كدو إلى عفرين، قال خليل: “وضع الذنب كله في رقبة عبد الله كدو فقط أمر خاطئ، وما يجب على كافة الكُرد الوقوف ضده هو جرأة هؤلاء في زيارة عفرين المحتلة، لا بل، يقولون إنهم من الممكن أن يفتحوا مكاتبهم، إذا لم يضغط أصدقاء المجلس على المسؤولين فيه فالمكاتب ستُفتح في عفرين لتمنح الشرعية للمحتلين”.
وختم نواف خليل بالقول: إن الزيارة تستهدف الانتصار للجناح التركي في المجلس، ونسفَ الحوار الكردي – الكردي وإضعافَ الطرف الداعم للحوار في الداخل”.