وفاة أشهر صانعة أجبان كُردية في ناحية بلبل

عفرين بوست-خاص

يبدو أن القهر لما لاقوه من مرارة اغتراب الأحبة، واستيطان الغرباء في مكانهم، دفعت بروحيهما للرحيل سوية، حيث ما لبثت لروح الزوجة أن فارقت الحياة، حتى لحقتها روح زوجها بعد أقل من 24 ساعة!

فرغم تعرضهما لإصابات وجراح نتيجة القصف التركي على قريتهما، رفض الكهلان الكرديان الخروج من قرية “شرقيو” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، إلى ان امتثلا للشفاء.

إنهما الكهلان الكُرديان “خليل احمد مصطفي” وزوجته “زينب” اللذين وافتهما المنية أمس الاحد، حيث فارق الكهلان الحياة في وقت مُتقارب، فتوفيت السيدة “زينب” يوم السبت، لتلحق بها روح زوجها بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، وفق ما أعلن ذوو الكهلين.

وعرف عن السيدة “زينب” بأنها من أمهر صانعات الجبن الكُردي العفريني المعروف بلذته، حيث كان الزوجان يمتلكان قطعياً يرعيان به في ربوع قريتهما.

ويمثل صمود هذين الكهلين في قريتهما رغم ظروف الاحتلال وانتهاكات المليشيات الإسلامية واحدة من قصص التشبث بالأرض حتى الرمق الأخير، التي مارسها العفرينيون على مدار أيام الغزو التركي، وظهرت جلياً من خلال تعاضدهم معاً، واحتوائهم لأقرانهم ممن هجروا أولاً من القرى الحدودية إلى داخل مدينة عفرين.

يومها أجتمع أكثر من نصف مليون إنسان في مدينة لا تزيد طاقتها الاستيعابية عن مئتي ألف، وما قصة هذين الكهلين إلا واحدة من آلاف القصص العفرينية التي لا تزال غير مَروية، ولو رويت أحداث عفرين وكيف تعاضد العفرينيون في وجه المُحتل والغاصبين، لألفت قصصٌ أجمل من ألف ليلة وليلة!