نوفمبر 22. 2024

أخبار

حداد مُهجر في الشهباء: العمال يرغبون بتأمين قوتهم اليومي حتى يحين موعد العودة إلى عفرين

عفرين بوست-خاص

“أولى تهجيرنا للشهباء لم نرى طيراً في السماء ولا إنسانٍ على الأرض المنطقة كانت مدمرة، المأساة والمعاناة التي رأيتها في حياة شعبي أثرت بداخلي ودفعتني لخلق الأشياء وابتكارها بمهنتي المتواضعة لمساندتهم، وهدفنا تأمين قوتنا اليومي صموداً لتحرير عفرين”، هذا ما يؤكده حداد من عفرين.

مضيفاً لـ “عفرين بوست”: “أسمي موسى سيدو، من سكان قرية ميدانا في ناحية راجو بعفرين، قبيل الأزمة السورية كنا في مدينة حلب، كنت أملك محل حدادة وأعمل فيه وكل شيء كان متوفراً، والتفكير كان في حدود في العمل المتواجد فحسب، ومع الحرب في المنطقة، توجهنا لمدينة عفرين وأصبحت الحياة جميلة ومتطورة فيها”.

متابعاً: “إلا أن العدو لم يتقبل هذا التقدم والحياة السعيدة لشعبنا، وعليها تأمروا وهاجمونا وأخرجونا قسراً من ديارنا، وأنا كمواطن عفريني بعد التهجير نحو الشهباء التي تعرضت للكثير من الهجمات وشهدت الكثير من الفوضى والنهب، بداية وصولنا لم نرى طيراً في السماء ولا إنسانٍ على الأرض كانت المنطقة مهجرة ومدمرة”.

مردفاً: “كانت الوضع كما وكأنها حلت القيامة في المنطقة، حيث أن بعضٍ الأهالي كانوا يتوجهون إلى عفرين، وآخرون قادمون منها، نساءٍ وأطفال لم يبقى لهم منزل سوى سياراتهم الخاصة، وأكثر ما دفعني لإعادة العمل في الشهباء وأثر بداخلي، حينما رأيت الأهالي يفتقرون لخزانات المياه ويصعب عليهم تأمينها”.

ويكمل سيدو حديثه لـ “عفرين بوست” فيقول: “بادرت إلى تأمين مولدة كهربائية، وتشاركت مع صديقٍ لي في المهنة بالعمل، ومع الوقت، رأينا أن هناك الكثير من المهام التي تطلب منا، ونجحنا بالفعل بكوننا كنا نصنع ما تفتقره المنطقة من مستلزمات، حيث أننا بدأنا بتصليح وصنع خزانات المياه، الأبواب، وساهمنا في بناء قواعد لخزانات المياه في المخيمات بالإضافة للحمامات، وساعدنا الهلال الأحمر الكردي في صنع المقاعد المدرسية للطلبة وغيرها من المستلزمات المنزلية كالغاز، وفي هذه الآونة الأخيرة نصنع مدافئ المازوت وبواريها”.

ويضيف: “كوننا نعرض أعمالنا للبيع أقل من أسعار باقي الأسواق، شدّت مبادرتي انتباه الجميع، وباتت اعمالنا مطلوبة، ومع مرور عامين ونصف، زاد عددنا من عاملين إثنين إلى 30 عامل في الحدادة، والعمال راضون بالعمل وأجواره، كونهم يرغبون بتأمين قوتهم اليومي، ليصمدوا حتى يحين موعد العودة إلى عفرين”.

ويختتم سيدو حديثه فيقول: “مع الحصار المفروض على الشهباء، فإن المواد إلى أن تدخل للمنطقة تصبح بسعرٍ غالي، وهذا ما يجعل عملنا صعباً، إلا أننا نسعى لخلق الأِشياء وحمل العبء على عاتقنا بأنفسنا، وعلى هذا الأساس فأننا نعمل بضمير وأخلاق، بعيداً عن التجارة، فقط لنعيش سوياً ونحرر عفرين”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons