نوفمبر 08. 2024

أخبار

الاحتلال التركيّ يغطي حقيقة الانتهاكات ضد الكُرد الإيزديين بغربال التضليل وكذبة التسامح الدينيّ

Photo Credit To الفيس بوك

عفرين بوست ــ خاص

تستمر ماكينة إعلام دولة الاحتلال التركي وأدواتها من ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين،  بترقيع صورة الواقع في مسعى لتجميله، والتي شارك فيها المدعو نصر الحريري رئيس ما يسمى الائتلاف فزار سجن ماراته، وتحدث عن “لجنة رد الحقوق”، وفي جديد حلقات الترقيع، ادعاء الاحتلال “التسامح الدينيّ، والحرية الدينية وحُسن معاملة الكرد من أتباع الديانة الإيزيدية”، بعدما اتهموا كل الكرد بالكفر، واستباحوا المنطقة واعتبروا كل ما يسلبونه “غنائم حرب” لأنها من أملاك “الكفار” حسب زعمهم، ولم يكن ذلك جديداً فقد سبق أن هاجموا انطلاقاً من إعزاز قرية قسطل جندو خلال 2012 بذريعة أن أهلها “كفار”!

حملة إعلامية لتجميل الاحتلال

تجميل صورة الاحتلال هو مرحلة جديدة، بعد أكثر من عامين ونصف من الاحتلال، مورست خلالها كل أشكال التضييق على الحياةِ والتهجير ومنع الأهالي من العودة وأعمال السرقة والنهب والخطف وطلب الفديات والاستيلاء على البيوت، وأنجز نسب متقدمة من التغيير الديمغرافي، والتعرض للرموز الدينية والمقدسات وبخاصة للكرد الإيزيديين.

فيما المرحلة الجديدة لا يُقصدُ بها إرضاء أهالي عفرين الأصليين الكرد، أو صدق النوايا بإرجاع الحقوق ولا لأن الاحتلال غيّر سياسته، بل المطلوب تثبيت الواقع الراهن، وتقديمه إعلامياً على أنه يمثل حالة الاستقرار. ومن المؤكد أن ما يحدث في الإعلام، يتم بإيعاز من الاستخبارات التركية التي تدير شؤون المنطقة، فيما الميليشيات المسلحة هي أداة التنفيذ.

جديد محاولات التجميل أن قناةFHA  التلفزيونية بثت تقريراً باللغة العربية عن قرية باصوفان، لم تكن فيه مجرد مغالطات، بل تزوير لكامل الحقيقة اعتباراً من عدد سكان القرية الذي ادّعت أنه بحدود 200 نسمة، وهو أقل من عشر عدد سكان القرية، وبعد سردٍ تاريخيّ للوجود الإيزيديّ في المنطقة، قال التقرير إن الكرد الإيزيديين تعرضوا للاضطهاد والظلم وتعرضت مزاراتهم للتخريب الممنهج والعبث بشواهد القبور وكان ممنوعين من ممارسة طقوسهم الدينية والاحتفال بأعيادهم في مرحلة الإدارة الذاتية، وبعد “تحرير المنطقة” قامت الحكومة التركية بترميم مزاراتهم وافتتاح مدارس لتعليم الديانة الإيزيدية، علماً أن اتهام الكرد عامة صدر عن المسؤولين الأتراك أنفسهم، وكل المزارات الدينية كانت سليمة.

كان عدد الكرد الإيزيديين في عفرين قبل الاحتلال خمسة وعشرين ألف نسمة، يتوزعون على اثنتين وعشرين قرية، لهم فيها عديد من المزارات الدينية، ويحتفلون بأعيادهم ومناسباتهم وطقوسهم الدينية الخاصة. ويتجاوز عدد المزارات الإيزيدية في عفرين 17 مزاراً، تعرض معظمها، للتدمير أو التخريب إضافة لسرقة محتوياتها.

لماذا تناقص تعداد الكرد الإيزيديين إلى أقل من 1500 مواطن، بعد تحرير المنطقة؟ بل تناقصت نسبة الكرد وهم أهالي المنطقة الأصلاء إلى 20%، وبالتالي يمكن فهم الترويج لحملة التجميل بأنها محاولة تثبيت الواقع الراهن، بعد التغيير الديمغرافي. بعد صدور عشرات التقارير الإعلامية والحقوقية والأممية التي توثق الانتهاكات.

استهداف المزارات الدينية

في قرية باصوفان الإيزيدية قام مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” ومستوطنون في 23/4/2020، بتدمير أجزاء من قبة مزار الشيخ علي باستخدام آلية تركس (جرافة) وسط تكبيرات، “واصفين عودت المزار للملاحدة والكفار” على حد زعمهم. وتحوّل مكب نفايات بتدميره من الداخل أيضاً، إذ يرمي مسلحون أوساخاً داخل المزار وخارجه في خطوة استفزازية أخرى تحاول النيل من معتقدات الأقلية الدينية الإيزيدية والسخرية منها وبالتالي دفع الإيزيديين إلى الهروب والتهجير عن قراهم”. ويقع مزار الشيخ علي، قرب المدرسة الإعدادية في الجهة الشرقية من قرية باصوفان، وكانت الفصائل قد قامت بسرقة وتدمير محتوياته في كانون الثاني 2019.

ولكن الذي حصل أن المسلحين المتطرفين عادوا قبل حوالي أسبوع إلى القرية، وقاموا بتصوير أنفسهم وهم يرممون المزار من الدمار الذي ألحقوه به، رغم أنّ الترميم كان على نفقة شخصيتين إيزيديتين من سكان قرية “باصوفان”.

– الاستيلاء على أكبر مزار ايزيدي في سورية الواقع على تلة جبل الشيخ بركات المشرف على بلدة دارة عزة أعلى قمة جبل ليلون، وهو قلعة دينية إيزيدية تضم داخل كهفها قبر الشيخ بركات الذي حوله الاحتلال التركي لمركز مراقبة وأزال المعالم الايزيدية منه وأضفى عليه ملامح إسلاميّة.

وطال التدمير مزارات مثل: مزار بارسه خاتون ومزار الشيخ حميد في قرية قسطل جندو، مزار الشيخ ركاب بقرية شاديره الذي تعرض للتدمير مرتين وحُفر تحت الضريح في المرة الثانية، مزار ملك آدي في قرية قيبار، مزار هوكر، قرة جرنة قرب ميدانكي، تدمير مزار الشيخ غريب بقرية سينكا/ ناحية شرا والاستهزاء بإيزيدي القرية، وتدمير مزار الشيخ جنيد وعبد الرحمن في قرية فقيرا، وظهر مزار شيخ جنيد في شريط آخر، مدمراً من الداخل، بعد نبش القبر وسرقته. ومزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون.

– وفي مركز مدينة عفرين تم تدمير مقر اتحاد الايزيديين الثقافي والاجتماعي وتم تدمير تمثال النبي زرداشت وقبة لالش داخل المقر، وإقامة مشروع بناء مدرسة على أنقاض البيت الإيزيديّ الذي دمره العدوان التركي

وتم توثيق تدمير 9 مزارات عبر مقطع فيديو مصور وسلمنا نسخاً منه لمنظمات حقوقية ومنها لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة”. وقطعت الأشجار المقدسة، مثل الشجرة التي كانت أمام زيارة الشيخ كراس والشجرة أمام مزار هوكر.  تم تدمير أكثر من 350 قبر للإيزيديين في قرى قسطل جندو وقيبار وغيرها

فرض نمط حياة جديد

تم بناء مساجد أو تحويل منازل لمساجد في كل القرى الإيزيدية، ومُنع الإيزيديون من ممارسة أعيادهم وشعائرهم، والتضييق عليهم، وتوقفوا عن زيارة المزارات كما في السابق، خشية الاتهام بعبادة “الأصنام” وما لم يُحتفل بأيّ عيد ديني، (الأربعاء الأحمر (Çarşema Sor)، خضر الياس، عيد بيخون Bêxwîn الإيزيدي) ولم تقم مراسم دينية، بل باتوا يخشون حتى إقامتها بشكل سريّ داخل المنازل، فيُفتضح أمرهم، وبذلك تضاعفت معاناتهم قومياً ودينياً، فهم كُرد وإيزيديون. وفرض اللباس الإسلامي على النساء وفرض اعتناق الدين الإسلامي وبخاصة على الأطفال. وهناك حركة نشطة لجمعيات “خيرية” فاعلة في منطقة عفرين، وممولة من الحكومة التركية، لأجل إقناع الأطفال الإيزيديين بتغيير دينهم، من خلال مزايا وهدايا تقدّم لهم». فيما تمنع عنهم المعونات الإغاثية بسبب التمييز والعنصرية.

ففي قرية باصوفان مثلأً افتتح مسجد ومدرسة لتعليم الإسلام، ويجبر مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” أطفال القرية على ارتياد المسجد وتعلم الإسلام وقراءة القرآن.

وكل إيزيدي يمتنع عن إرسال أبنائه للمدرسة الإسلامية أو المسجد يتعرض للعقاب. وبات تعدادهم حالياً نحو 15 % فقط نتيجة تهجيرهم من قراهم، والاستهزاء بديانتهم، وإجبارهم على اعتناق الإسلام، إلى جانب عمليات الاعتقال والاختطاف، وبناء مساجد في القرى الإيزيدية، وغيرها من الانتهاكات.

انتهاكات وجرائم قتل بحق الكرد الإيزيديين

قتل امرأة تدعى فاطمة حمكي زوجة حنان بريم من ايزيدي قرية قطمة / ناحية شران (66 عاماً) بإلقاء قنبلة يدوية على منزلها في الساعة الثانية من فجر 27/6/2018، السبب أنها رفضت الخروج منه وتركه للمستوطنين

 – قتل الشابة نرجس داود من قرية كيمار (23 عاماً) في 17/11/2019 وسرقة مبلغ 3 ملايين كان بحوزتها.

ــ قتل المدني عبدو بن حمو فؤاد ناصر في منزله بواسطة لغم واختطاف والده وتعذيبه وأخذ فدية من والد الضحية للإفراج عنه بتاريخ 1/4/2018.

– قتل المدني عمر ممو شمو من قيبار في منزله بعد رفضه النطق بالشهادة الإسلاميّة.

– مقتل امرأتين من عائلة حمدو وهما فيدانة رشيد بنت خليل (60 عاماً) وابنتها شيرين سمو بنت حمدو (26 عاماً).

 ومن الانتهاكات نذكر تعذيب الأرملة الإيزيدية (ك.ح) أثناء اعتقالها بشكل تعسفي مع ابنتها لمدة أربعين يومًا في العام الجاري إضافة إلى اعتقال (ل.ح) بشكل تعسفي بعد رفض والدتها اعتناق الدين الإسلامي بالإكراه حيث ظلت معتقلة لمدة 11 يومًا،

فيما عمليات خطف الأشخاص وابتزازهم بدافع أخذ الفدية فهي عديدة. من جملتها المعتقلة الإيزيدية آرين حسن 21 عامًا، التي لا يزال مصيرها مجهول منذ تاريخ 27/02/2020”.

مشهد عفرين يتكرر في رأس العين

ما حدث في عفرين تكرر في منطقة رأس العين /سري كانيه، بحق الكرد الإيزيديين، من التهجير والتضييق على الأهالي وصولأً إلى تدمير أضرحة القبور.

يوجد في ريف رأس العين الشرقي أكثر من 10 قرى سكانها من الطائفة الإيزيدية هجرتهم عملية “نبع السلام” ويبلغ تعداد سكانها نحو 1000 نسمة، في كل من مريكيس وجان تمر ولزكة وشكرية وجافا ولدارا وكوع قبر شيخ حسين ومطلة وبير نوح وحميدية. وهناك عدة قرى في الريف الغربي لرأس العين مثل الأسدية وخربة بنات وخربة غزال، جميعها تخضع لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا والتي تمارس جميع أنواع الانتهاكات في ظل هجرة أهلها منها.

لجنة حماية الحريات الدينية الأمريكية تنتقد أنقرة

– فقد دعت اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية USCIRF، في تقريرها السنوي الذي صدر في 28/4/2020، الإدارة الأمريكية لممارسة ما وصفته بالضغط الكبير على تركيا لتحديد جدول زمنيّ لانسحاب قواتها من سوريا، ومنع أنقرة من توسيع عملياتها العسكريّة في سوريا، متهمة أنقرة بأن عملياتها العسكريّة أثرت في الأقليات الدينيّة من المسيحيين والإيزيديين، وتسببت بتهجيرهم، وتدمير دور العبادة الخاصة بهم، وهذا ليس التقرير الوحيد للجنة الأمريكية بخصوص الانتهاكات بحق الإيزيديين في عفرين وليست اللجنة الجهة الوحيدة التي نشرت تقارير حول وضع الإيزيديين في عفرين.

نادين ماينزا، نائبة رئيس لجنةUSCIRF  قالت: “تركيا طردت الكرد والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم من مدنهم عندما غزت عفرين ومناطق أخرى، وهم الآن يجلبون اللاجئين من أجزاء أخرى من سوريا – ما يشير إلى نوع من الاضطهاد القسري الديني والعرقي، والاستبدال الثقافي”.

وفي تصريح خاص لموقع عفرين بوست نشر في 20/9/2020 رحبت نادين ماينزا نائبة رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية USCIRF، بتقرير لجنة التحقيق الدولية الذي يؤكد الانتهاكات بحق الأقليات الدينية، واعتبرت أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لا تزال توفر أفضل ظروف الحرية الدينية في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالموقف التركيّ إزاء صدور التقارير الأممية واحتمال رفضها، قالت نادين ماينزا: “مع تقرير الأمم المتحدة الجديد عن جرائم الحرب، أصبح الآن من الصعب على تركيا رفض هذه التقارير باعتبارها خاطئة. ببساطة هناك الكثير من الأدلة.

ووصفت وزارة خارجية الاحتلال التركيّ تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدوليّة لعام 2020 فيما يخص وضع الأقليات الدينية في تركيا ومناطق سيطرتها في سوريا، بأنه “متحيز وبعيد عن الحيادية”، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في رده على الأقسام التي تخص تركيا من تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية لعام 2020. نادين ماينزا، نائبة رئيس لجنةUSCIRF  قولها إن “تركيا طردت الكرد والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم من مدنهم عندما غزت عفرين ومناطق أخرى، وهم الآن يجلبون اللاجئين من أجزاء أخرى من سوريا – مما يشير إلى نوع من الاضطهاد القسري الديني والعرقي، والاستبدال الثقافي”.

الإدارة الذاتية وفرت ظروف رائعة للحرية الدينية “، وأوصت بأن “توسع الولايات المتحدة من المشاركة وتوفير الدعم للإدارة الذاتية وإزالة العقوبات من المنطقة التي تحكمها”.

فيما وصفت وزارة خارجية الاحتلال التركي تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية لعام 2020 فيما يخص وضع الأقليات الدينية في تركيا ومناطق سيطرتها في سوريا، بأنه “متحيز وبعيد عن الحيادية”، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في11/6/2020، رداً على تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية لعام 2020. وأضافت خارجية الاحتلال التركية “أن وصف الوجود التركيّ في منطقة نبع السلام بمنطقة احتلال، يشير إلى نهج متناقض وغير متناسق”،

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، في 5/5/2020: “إن التقييمات الواردة في تقرير الحريات الدينية الأمريكي بحق الأقليات في تركيا “خاطئة وغير منصفة”. وأضاف لا يمكن اعتباره تقريرا ككل، حيث يشبه نص بروباغندا للأسف”. كما انتقد جليك وصف التقرير لمنطقة “نبع السلام” بـ”منطقة احتلال.

بعد عامين ونصف من الانتهاكات والجرائم بكل أنواعها الموثقة بعشرات التقارير والوقائع، يلجأ الاحتلال التركي إلى تغطية كل تلك الحقائق بغربال الدعاية والفبركة الإعلامية وشهود الزور.

Post source : خاص

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons