ديسمبر 23. 2024

“فهيم عيسى” من إسكافي في أحياء حلب الشرقية.. إلى أقوى ذراع لأنقرة في الشمال السوري

عفرين بوست ــ خاص

قصة صعود المدعو “فهيم عيسى” “صانع الأحذية” في أحياء حلب الشرقية وتأسيس ميليشيا “السلطان مراد”، تكشف الدور التركي المبكر وأسلوب تدخلها في الأزمة السورية واستغلال الانتماء القومي للتركمان، بنفس الطريقة التي استغلت التوجه الديني، لصناعة جيش تركي من السوريين استخدمتهم في سوريا ونقلتهم مرتزقة قتلة إلى ليبيا وأذربيجان.

من هو فهيم عيسى؟

في لقاء مع الناطق العسكريّ السابق لقوات سوريا الديمقراطيّة العميد طلال سلو نشر على موقع بوير buyerpress بتاريخ 2/9/2016، ذكر فيه أنه على معرفة بمتزعمي الميليشيات (نظراً لكون تركماني الأصل) وأن كلاً من المدعو فهيم عيسى متزعم ميليشيا السلطان مراد، كان يعمل في مجال صناعة الأحذية، وكذلك المدعو فراس باشا متزعم ميليشيا “المنتصر بالله” والذي كانت له علاقة شخصية هو الآخر “صانع أحذية” وأن لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالأمور العسكريّة. وأشار لوجود غيرهم، وقال عنهم “عبارة عن فئة من اللصوص والقتلة والمرتزقة بأيدي المخابرات التركيّة التي لم تستطع أن توجد ضباطّ أكفّاء لقيادة هذه التنظيمات”.

وذكر سلو أنه خلال وجوده في لواء السلاجقة تلقى الدعم العسكري والمالي واللوجستي وحتى العتاد والآليات من المخابرات والحكومة التركية بشكل مباشر، وحصل على رواتب منظمة لمدة ثلاثة أشهر، وأضاف “ثمّ قُطع الإمداد المادي عنّا بشكل كامل، وفضّلوا الاعتماد على مجموعة غير أكفّاء، لا زالت تعمل لصالح المخابرات التركية حتّى الآن، مثل لواء السلطان مراد والمنتصر بالله، ومحمد الفاتح على أساس أن يتدخلوا على النهج الذي رسموه لأنفسهم باسم التركمان” ويؤكد أن ما يسمى “لواء السلطان مراد” ليس فيه إلّا خمسة وعشرين عنصراً من التركمان.

فهيم عيسى شبه أمي!

أعلن قائد تنظيم “السلطان مراد”، المدعو فهيم عيسى، تنحيه عن قيادة التنظيم، وذلك في بيان مقتضب تناقلته وسائل الإعلام “المعارضة”، وفي بيان آخر، ممتلئ بالأخطاء الإملائية والنحوية، أعلن نفيه لتسلم قيادة تنظيم “الفيلق الثاني”. وجاء في بيان الاستقالة الأول “أنا المدعو فهيم عيسى، قاد فرقة السلطان مراد، أقدم استقالتي من منصبي قائد فرقة السلطان مراد، وأشكر الجميع لوقوفهم بجانبي أثناء منصبي وأتمنى للجميع التوفيق”.

وفور إعلانه لتنحيه، أشارت عدة مواقع إلكترونية “معارضة” إلى أن عيسى استقال من قيادة تنظيم “السلطان مراد” ليتسلم قيادة تنظيم “الفيلق الثاني”. ليردَّ “عيسى” في 23/11/2017 على أنباء تعيينه قائداً لـ “الفيلق الثاني” عبر حسابه على “فيسبوك”، في بيان ثان كتب بلغة ركيكة وألفاظ غير متناسقة، وصفها موقع إعلامي “بالسنسكريتية” نافياً ذلك مؤكداً أنه “اعتزل” العمل العسكري.

وبرر عيسى استقالته بأنه “بعد ما انتهينا من معارك “داعش” في منطقة الشمال السوري أردنا أن نكون منظمين كجيوش موجودة لدى الدول، حقيقتنا لكي نمثل الشعب السوري الحر بشكل جيد أصبحنا نعمل على تشكيل هذا الجيش”. وتابع بكلمات غير مفهومة: “إذ رأينا أصبح إخوانا في الساحة وخارج الساحة عدو أشد من عداء، فقررت الاستقالة، وأنا لا أعرف بتعييني قائد فيلق ثاني وأنا لم أقدم استقالتي لكي أكون قائدا لفيلق ولا لغير ذلك”.

وأضاف “استقالتي هي ابتعد عن الساحة نهائيا، وإذا يوجد لدى أحد أي شكوى عليه أنا جاهز امتثال لمحاكمة في أي مكان وزمان، أنا جاهز، وأطلب من جميع أن يسمحني والله ولي التوفيق”.

ولاء لتركيا

في صفحته على موقع تويتر يغرد المدعو “فهيم عيسى” باللغة التركية، وقد نشر صورةً لمشهد لافتٍ حيث يقف وسط مجموعة من التركمان يرفعون العلم التركماني، ويشيرون بأيديهم علامة “الذئاب الرمادية”، ما يُسقِط عنهم أي توصيفٍ وطني سوري. وتأكيداً لولائه التركي غرّد مرة ينصح بقراءة كتاب “حسب حال القائد والضابط” ونشر غلاف الكتاب، وقال بالتركية: “إن التجارب التي خاضها السيد مصطفى كمال أتاتورك ثمين بالنسبة لنا ويرشدنا على طريق الصواب وأنا قرأت الكتاب بفرحة غامرة وأنصحكم بقراءة هذا الكتاب”. كما نشر عيسى صوراً للقاءاته مع المسؤولين الأتراك ومن بينهم وزير الداخلية التركي سليمان سويلو.

الاستخبارات التركية شكلت ميليشيا “السلطان مراد”

كانت الانطلاقة عام 2012 مع بدايات الأزمة السورية بعدد محدود من العناصر بقوام ما يسمّى الكتيبة، ووفقاً لتقرير موقع تموز فقد “أُعلن عن تشكيل “كتيبة السلطان مراد” منتصف 2012 قرب مدينة حلب، أسسه “يوسف الصالح” وهو من قرية “قره كوبري” 25 كم شرقي إعزاز، القريبة من الحدود التركية، وكان يعمل في صناعة الأحذية قبل بدء النزاع السوريّ”. وأنها “تأسست بطلب من الاستخبارات التركية”.

 وفي آذار 2013 أُعلن عن تشكيل ميليشيا “لواء السلطان مراد” في آذار 2013 يتزعمها “العقيد المنشق أحمد عثمان”، والمدعو “فهيم عيسى” قائداً عسكريّاً ميدانياً، وضمّ إليه الميليشيات التالية (كتائب الشهيد جمال موسى، الشهيد ماجد عبد الحي، المستقبل، أنصار المصطفى، جبهة الحق، الشهيد أسامة بكور، الشهيد محمد الرحمو، اليرموك وأحفاد حمزة). واللافت اتخاذ اسم السلطان مراد، وهو أحد أهم وأخطر سلاطين الدولة العثمانية وأول من اتخذ لقب السلطان. وقامت ميليشيا السلطان مراد بوضع صورة ضخمة لأردوغان على جبل غر في ناحية بلبله.  

طلبت الميليشيا الدعم من أنقرة فكانت الموافقة مشروطة بأمرين: زيادة العدد وتوسيع الرقعة، وهو ما أدى إلى دمج الكتائب في ألوية. وخُصصت رواتب لعناصر الميليشيا المسلحة مقدارها 150 دولار شهرياً لكل عنصر، فيما راتب المتزعمين فيها يصل إلى 3 آلاف دولار”. وكان هدف المخابرات التركية أيضاً من تأسيس “لواء السلطان مراد”، تشكيل تنظيم تكون نواته عناصر تركمانية بحتة ذات أيديولوجية قومية، لضمان ولائها الكامل لتركيا.

في كانون الثاني 2015 أعلن عن تشكيل فرقة “السلطان مراد، وانضمت إليها ميليشيات (لواء السلطان محمد الفاتح، لواء الشهيد زكي تركماني المندمجة كلياً مع “لواء شهداء التركمان، لواء الأول مشاة، لواء المهام الخاصة، لواء اليرموك، لواء أشبال العقيدة). وأصحبت قيادة ميليشيا “فرقة السلطان مراد” من المسؤول العام المدعو يوسف الصالح، والقائد الميداني فهيم عيسى والمسؤول العسكري العقيد أحمد عثمان.

انخرطت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” بالصراع ضد فصائل مسلحة أخرى، بأوامر تركيّة، لتوسيع النفوذ التركي شمال سوريا، ونفّذت سياسة أنقرة، وزعمت أنها طردت مرتزقة «داعش» من مدينة الباب. ولعب أردوغان دوراً رئيسيّاً عام 2016 في التفاوض على تأمين خروج آمن من حلب للمسلحين التابعين له، وأغلبهم من المنضوين في مرتبات ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، الذين ساندهم على مدى خمسة أعوام.

في 7/7/2020 اُعلن عن انشقاق 4 ألوية ضمن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وهي: (اللواء 101 مركزية مدينة الباب بقيادة حسن أبو مرعي، والمكتب الأمني وقوته المركزية بقيادة المدعو أبو الموت، وسرايا حلب قطاع عفرين بقيادة المدعو أبو رحمو، وتجمع ألوية الحسكة بقيادة المدعو أبو معاوية). وعزتِ المصادر أسباب الانشقاق إلى سياسة متزعم ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، فهيم عيسى والتجنيد للقتال في ليبيا. ليصبح عدد الألوية المنشقة 10 ألوية، وتضمّ نحو 3000 مسلح، أي نصف قوام الميليشيا.

انتهاكات ميليشيا “السلطان مراد”

سجل الميليشيا حافلٌ بالجرائم البشعة وعمليات الخطف والابتزاز والاغتصاب، وكانت مدينة عفرين المحتلة ساحة لها إذ قامت بعمليات النهب والسرقة والقتل، ولم يسلم أهالي عفرين من الاعتقال والخطف بتهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الذاتي، وهي الذريعة التي استخدمها مسلحوها لاعتقال وخطف المدنيين.

أكدت التقارير تورط لواء السلطان مراد، في أكبر عملية سرقة جماعية ونهب لممتلكات المدنيين في عفرين ذات الغالية الكردية، بعد استيلائها على المدينة في 18/3/ 2018 بفضل القوات التركية، وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، ميليشيا السلطان مراد بخطف أكثر من 300 مدني من سكان عفرين منذ احتلالها، بتهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى إرغامهم على دفع فدية مالية وصلت إلى 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحهم.

ولا تتوقف جرائم ميليشيا السلطان مراد على جرائم الحرب وحدها، إذ تتجاوزها بكثير لتكون أبرز أدوات تركيا في سياسة التطهير العرقي الواسعة التي اعتمدتها في شمال سوريا، وحسب موقع “يورت” التركي فإن أنقرة تستخدم المسلحين وعائلاتهم نواة أساسية لمشروع إعادة هندسة شمال سوريا ديموغرافياً وعرقياً بطرد الأقليات الأخرى، وإحلال موالين طائفياً وعرقياً لتركيا في مكانهم.

ومن الانتهاكات المتداولة من قبل ميليشيا السلطان مراد جريمة في مدينة إعزاز، في وقت سابق، إذ اغتصب أحد متزعميها الكبار زوجة معتقلٍ، وابتزها وأجبرها على الطلاق من زوجها الأسير.

اعتقلت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” امرأة من “عفرين” عمرها 35 عاماً، ونقلوها إلى سجنها، لتخضع للتحقيق اليومي من قبل الاستخبارات التركية في ظل معاملة سيئة وضرب وإهانات وسباب مستمر، وأكدت مصادر أن السجناء كانوا يسمعون ما يدور في غرفة التحقيق، إذ طلبت السيدة من المحققين رؤية أولادها، قالوا لها إنهم قاموا بذبحهم في عفرين، إلا أنه بعد 3 أشهر اضطروا إلى إطلاق سراحها بضغط من شركة المياه التي كانت تعمل بها، حيث أكدت الشركة أنه لم يكن ممكناً العمل بدون وجودها”.

اعتداءات وانتهاكات ميليشيا “فرقة السلطان مراد” طالت مقاتلات في وحدات حماية المرأة ممن وقعن أسيرات خلال العدوان على عفرين، واحتجزن فترة في سجن “الراعي” سيئ الصيت، حيث تتعرض النساء للاغتصاب.

في 10/1/2019 اعتقلت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” رجلاً مسناً واقتادته إلى السجن بعدما اُتهم أحدهم بخطف ابنه في عفرين، وتعرض المسن لعمليات تعذيب ممنهجة في سجن “عفرين” التابع لـ “فرقة السلطان مراد” من بينها انتزاع شعر صدره بالكامل وكسر أضلاعه وكسر إصبع السبابة، وظل أسبوعاً كاملاً مستلقياً على ظهره بسبب كسر أضلاعه، ثم نُقل أخيراً إلى المشفى وأُفرجوا عنه بعد 7 أشهر من الاعتقال.

في 11/12/2018 اعتقلت ميليشيا “السلطان مراد” الناشط الإعلامي “بلال سريول” في مدينة عفرين، وبعدما عرّضته للتعذيب الشديد سلمته إلى السلطات التركية.

سجل ميليشيا “السلطان مراد” في عفرين حافل بالانتهاكات على البشر والشجر والحجر، والاختطاف، والمواقع الإعلامية نقلت الكثير منها.

 الانتقال إلى ليبيا

كشف الناطق باسم القائد العام للجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، في 23/3/2020 عن أسماء وصور قادة فصائل المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني في طرابلس. وهؤلاء القادة، وعددهم عشرة، تلقوا مليون دولار أمريكي لكل واحد منهم، وبالنسبة للمدعو فهيم عيسى ذكر المسماري أنه المرافق الشخصي للمدعو “أبو الفرقان”. وهو ضابط بالجيش التركي، مهمته قيادة القوات التركية والمرتزقة الأجانب في ليبيا، ولديه أعمال سابقة في قيادة التحركات التركيّة في سوريا. وتحفظ المسماري على اسمه وصورته لدى الجيش الوطني الليبي، لدواعٍ أمنيّة. وأنه يلقب “سليماني تركيا” نسبة للجنرال الإيرانيّ قاسم سليماني.

وفي 26/12/2019 طلبت القيادة العسكرية التركية الاجتماع بمتزعمي الميليشيات المسلحة في غازي عينتاب وطُلب منهم إرسال مرتزقة للقتال في ليبيا، إلا أنّ الأمر لم يلقَ القبول في البداية، بسبب الخشية من الحواضن الشعبيّة، ونظراً لحساسيّة الظروف وبخاصة في إدلب، وقد تنقلب النتيجة عكساً عليهم، وأنه من الصعوبة طرح الأمر على المسلحين.

وأكد خبر الاجتماع متزعم في فرقة السلطان مراد لـ “القدس العربي”، وهو مسؤول إحدى المجموعات القتالية الصغيرة في الميليشيا، طلب عدم الكشف عن اسمهِ. فقال إن اجتماعاً قد عقد في 20/12/2019 في مدينة غازي عينتاب التركية وجمع ضباطاً أتراكاً مع متزعمين لسبعة ميليشيات منضوية تحت راية «الجيش الوطني»، وطرح الأتراك فكرة القتال في ليبيا، لقادة تلك الفصائل، فرفض الكثيرون الفكرة في البداية، لكن متزعمين اثنين هما فهيم عيسى متزعم ميليشيا السلطان مراد وأبو العباس متزعم فصيل ميليشيا المُعتصم، وافقا على طلب الأتراك وأبديا استعدادهما لذلك”. بحماسة لافتة، وبدا من حديثهما في الاجتماع أنهما على اطلاعٍ مسبقٍ به، فهيم عيسى متزعم ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وأبو العباس” متزعم ميليشيا “فرقة المعتصم” الذي حضر معه عضو المكتب السياسي للفرقة، المدعو مصطفى سيجري، وكلا الفرقتين تنضويان في مرتبات “الفيلق الثاني.

وتشير المعلومات أن ميليشيا السلطان قد بادرت إلى إرسال مرتزقة من عناصرها إلى ليبيا خلال تشرين الأول 2019 وحتى تاريخ 6/1/2020 كان حوالي 300 مرتزق من السلطان مراد قد نُقل إلى ليبيا، أي بالتوازي مع المرحلة التي كان أردوغان ينكر مشاركة مرتزقة سوريين في القتال في ليبيا. وهذا ما يفسر بقاء المدعو “فهيم عيسى”، للتنسيق وتحديد المرتزقة الذين سيتم نقلهم إلى ليبيا وترتيب شؤونهم. فيما أبدى الجانب التركيّ غضبه من نتيجة الاجتماع، وعاد متزعمو باقي الميليشيات إلى سوريا،

وفوراً تشكلت لجنة استطلاع للسفر إلى ليبيا ضمّت ثلاثة أشخاص هم: فهيم عيسى متزعم ميليشيا “السلطان مراد والمدعو محمد شيخلي والمدعو علي يرموك، وهما قائدان ميدانيان، وكانت مهمة اللجنة استكشاف حاجة الموقف القتالي في ليبيا من العناصر والأسلحة.

موقع “جسر” الذي حاول تأكيد الخبر تواصل مع الأشخاص الثلاثة بعد اجتماع عينتاب بأيام قليلة، وتأكد من غياب الثلاثي (فهيم عيسى والشيخلي ويرموك)، قبل أسبوع، ترافقهم مجموعات منتقاة من عناصر الميليشيا، لم يُحدد عددهم ولا جهة المغادرة.

ولكن الموقع علم أنّ عناصر من ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”، يقودها المدعو “أبو دجانة الجحيشي”، وميليشيا الحمزة، وميليشيا “صقور الشمال”، قد باشروا بالفعل مهامهم في ليبيا، وتمَّ نقلهم بحراً ﻻ جواً، وسيتقاضى كل مرتزق مبلغاً مقداره ١٥٠٠ــ ٢٠٠٠ دولار أمريكيّ شهرياً، وتعويضاً بحال الإصابة قدره ٣٥ ألف دولار. وأنّ العقود التي أُبرمت نصف سنويّة، وأنها عُقدت على نحو “عقود عمل”، يحصل المتعاقد “المرتزق” خلالها على إجازة مجموعها شهر.

موقع تموز ذكر أن فيهيم عيسى كان من أوائل من وصل إلى ليبيا وأن تجنيد المرتزقة السوريين يتم من خلال شركة “صادات” التركيّة الخاصة التي يقودها الجنرال التركي عدنان تانريفردي – المقرب من أردوغان.

دور لشركة صادات

تشرف شركة “صادات” التركية على تجنيد المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس، وتدار شركة “صادات” الخاصة من قبل الجنرال التركي عدنان تانريفردي – الذي خدم سابقا في وحدة عسكرية خاصة وهو مقرب من الرئيس التركي رجب أردوغان. وكشف المرصد السوري أن ضمن المجموع العام للمسلحين المجندين للقتال في ليبيا، (300) طفل تتراوح أعمارهم بين (14-18)، غالبيتهم منضوين تحت لواء فرقة “السلطان مراد”.

وفي 30/5/2020 أعلن الجيش الليبي الوطنيّ مقتل المرتزق مراد أبو حمود العزيزي، قائد مجموعة “ميليشيا السلطان مراد”، إثر اشتباكات جنوب العاصمة طرابلس. وتعد عناصر ميليشيا “السلطان مراد” هم أكثر من يُقبلون على التسجيل للذهاب إلى اليمن والالتحاق بتنظيم الإخوان. والراتب الشهري المتفق عليه بين المكتب والمتقدمين، يبلغ (5500) دولار أمريكيّ، وهو أعلى بكثير من رواتب المرتزقة السوريين في ليبيا وفقاً لـ سكاي نيوز عربيّة.

العلاقة مع النصرة وداعش

وترتبط ميليشيا “لواء السلطان مراد” بعلاقات وثيقة بتنظيم “جبهة النصرة” الموصوف إرهابيّاً في ريف حلب وإدلب، بتنسيق من المخابرات التركيّة أيضًا، كما كانت لديه علاقات قوية مع “داعش” ويضم في صفوفه عشرات العناصر الموالية للتنظيم الإرهابيّ. ومن أمثلة عناصر داعش في صفوفه:

ــ المدعو باسل نايف الشهاب، الملقب ابو زيد الطائي، من قرية قرطبة التابعة لناحية تل حميس، وكان مع جبهة النصرة بالبداية، ثم انضم إلى “داعش” وقاتل وحدات حماية الشعب في مدينة كوباني، كما شارك في المعارك بمدينة منبج وأصيب هناك ونقل إلى مشفى بمدينة الموصل، هرب بعدها بشهر إلى ريف حلب الشمالي واستقر في منطقة الباب، وأصبح متزعماً في صفوف ميليشيا “فرقة سلطان مراد” بمدينة الباب.

ــ أنور إبراهيم الجبو مواليد عام 1976 من قرية البشيرية التابعة لناحية تربه سبيه، انضم لمرتزقة داعش وعمل سائقاً على صهريج ماء، وفي أواخر عام 2015 ذهب إلى تركيا وانضم إلى فصيل منضوٍ تحت راية ميليشيا فرقة السلطان مراد.

الانتقال إلى أذربيجان

ذكر موقع BBC نقلاً عن عدة مصادر عدة داخل ما يعرف بالجيش الوطني السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ “دفعة أولى من 500 مقاتل سوري من فرقتي السلطان مراد والحمزة قد وصلت بالفعل إلى أذربيجان من بينهم قياديان بارزان هما فهيم عيسى وسيف أبو بكر، وقال الموقع أن صحيفة الغارديان لم تتحقق من صحة هذه التقارير.

وحول وصول متزعمي الفصائل السورية المعارضة لأذربيجان أكد أبو مؤيد القلموني (اسم مستعار) وصول فهيم عيسى القيادي في فرقة السلطان مراد لقرة باغ على رأس مئات من المسلحين السوريين في 20/9/2020

وقالت الغارديان عن الشقيقين محمد ومحمود -طلبا تغيير اسميهما بسبب حساسية الأمر- الذين يعيشان في إعزاز إنهما نُقلا لمعسكر في عفرين في 13/9/2020، وأن متزعما في “فرقة السلطان مراد” أخبرهما بوجود فرص للعمل في نقاط مراقبة لمنشآت النفط والغاز في أذربيجان بعقود لثلاثة أو ستة أشهر، مقابل راتب شهري يتراوح بين 700 و1000 دولار، وهو ما يزيد بكثير عما قد يحصلان عليه داخل سوريا.

ولم يقدم القائد تفاصيل بشأن طبيعة عملهما أو توقيت مغادرتهما البلاد، كما لا يعرف الرجلان كذلك اسم الشركة الأمنية التركية ولا الجهة التي ستدفع لهما الراتب.

من هو السلطان مراد؟

هو مراد الرابع بن أحمد الأول، السلطان العثماني السابع عشر، تولى أمر “الخلافة” بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول عام 1032 هـ. وتولى الخلافة وهو صغير بمساندة أمه “السلطانة قوسم”. ويذكر موقع “عثمانلي” أنّ “مراد كان مصاباً بمرض الشك فقتل أخاه قاسم عام 1635 قبيل خروجه على رأس الجيش لقتال الصفويين في بغداد وبعدها بثلاث سنوات قتل أخويه بايزيد وسليمان. ولم ينجُ من القتل سوى أخيه إبراهيم الذي شفعت فيه والدته قوسم، ولولا ذلك لكان نسل بني عثمان انقرض إذ لم يخلف مراد وريثا من الذكور فمات أولاده الخمسة في حياته”.

المصادر:

-https://www.jesrpress.com/2019/12/26/%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%82-%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

-https://www.almarjie-paris.com/13394

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-54342878-

-https://24.ae/article/542748/-

https://akhbarlibya24.net/2020/02/03/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%B2%D9%82/amp/

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons