عفرين بوست-خاص
تلقى مراسل “عفرين بوست” معلومات من أوساط مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تفيد بإقدام ميليشيا “فرقة الحمزة” على اعتقال 40 من مسلحيها في نقطة التجمّع الكائنة منطقة حوار كلس الحدودية، بسبب إخلال قيادة الميليشيا بالشروط المتفقة بين الطرفين.
وأوضح المراسل أن قيادة الميليشيا لم تسلمهم الدفعة الأولى من الراتب والتي تقدر بـ 800 دولار أمريكي، وعلاوة على ذلك قامت الميليشيا بمصادرة الهواتف الشخصية للمسلحين، ما دفعهم الاعتراض ورفضوا التوجه إلى أذربيجان حتى تنفيذ مطالبهم، إلا أن الميليشيا أقدمت على اعتقال الرافضين بأمر المخابرات التركي، ولا يزال التوتر سائداً في نقطة حوار كلس قرب مدينة إعزاز.
ويبلغ عدد المسلحين الذين جنّدتهم ميليشيا “فرقة الحمزة” لوحدها نحو 140 مرتزقا\قاتلاً مأجوراً، إضافة لـ 400 مرتزق من ميليشيا “السلطان مراد”، وسط ورود أنباء عن مقتل أكثر من 30 مرتزقاً من “الحمزة” في ضربة جوية نفذها الجيش الأرمني في قليم قره باغ/آرتساغ.
وكانت قد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في التاسع من أكتوبر، مقطعاً مصوّراً، يظهر شيخ من مديرية أوقاف وإفتاء بلدة شيه/ شيخ الحديد، التي أنشأتها السلطات التركية بعد الاحتلال، وهو يخطب أمام حشد من المسلحين والمستوطنين في مركز ناحية جنديرس، خلال وجبة غداء قُدمتها ميليشيا “الفيلق الثاني” التابعة للاحتلال التركي، تحت خيمة عزاء أقيمت بمناسبة مقتل أحد مسلحيها في أذربيجان.
وقال مفتي الاحتلال التركي أنّ ذهاب “المرتزقة السوريين” للقتال في ليبيا وأذربيجان، جهاد “فرض كفاية”، واضعا القتال في أذربيجان في سياق أكبر، ليجعلها “معركة الأمة الإسلاميّة” التي تواجه الامتحان في بقاع متعددة فقال: “إنّ أمتنا تمتحن في المشرق والمغرب، ومعركتنا في أذربيجان الآن كما هي معركتنا في بلاد الشام”.
وتأتى الفتوى المثيرة للجدل في وقت ظهرت فيه أصوات معارضة للخطوة التركية الجديدة، في أوساط السوريين الموالين لتركيا والتي انتقدت القتال إلى جانب الآذريين “الشيعة” ضد القوات الأرمنية، وخاصة عقب انتشار مقاطع مصورة تثبت التحاق مسلحي ميليشيات” الاخوان المسلمين” المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” بجبهات القتال في إقليم ناغورني قره باغ/ آرتساغ ضد القوات الأرمينية والقول إن ذلك القتال هو ضد “الصليبيين”، ويبدو أن الفتوى جاءت لتبرير وشرعنة القتال في أذربيجان وفق المنظور الديني، وصولا لاحتواء تلك الأصوات المعارضة لخطوة أنقرة التي تستخدم هؤلاء المسلحين في أجنداتها الخاصة.
وحولة هوية “الشيخ” قال مصدر في مركز ناحية جنديرس لـ عفرين بوست” أن الذي يتحدث في الفيديو هو على الأرجح ”الشيخ أبو طلحة الشامي” المقرّب من ميليشيا “العمشات”، بينما قال مصدر آخر ان الشيخ اسمه “إبراهيم بن عمر” وهو مقرّب من ميليشيا “فيلق الشام” وينحدر من ريف حلب الغربي.