عفرين بوست ــ خاص
أوقفت سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية منذ أسابيع، التسجيل في مدارس إقليم عفرين المحتل، وبالمقابل يكثر افتتاح مراكز تحفيظ القرآن والجوامع، فيما يخشى الأهالي الكُرد إرسالَ أطفالهم إلى المدارس بسبب ملاحقتهم من قبل المسلحين.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي وميليشياته أوقفوا تسجيل الطلاب في كافة المدارس منذ بداية شهر أيلول الجاري، كما منعوا أيضاً المدارس الخاصة، دون تبيان الأسباب لذلك.
وأشار المراسل إلى أن بعض المواطنين – نتحفظ على أسمائهم لدواعٍ أمنيةٍ – ذهبوا لتسجيل أولادهم في المدارس إلا أن الجهات المعنية أعلمتهم أن التسجيل قد توقف دون بيان المدة الزمنيّة، وتوضيح فيما إذا كان التوقف مؤقتاً إلى أجل محدد.
وأضاف المراسل أن الأهالي الكُرد يخشون تسجيل أولادهم في المدارس بسبب ملاحقة عناصر الميليشيات المسلحة لأولادهم، حيث يلاحقون كل من يحمل حقيبة مدرسية. وقد وقعت حوادث ملاحقة، ويتم فيها السؤال عن المدرسة التي يدرس فيها الطلاب واسم معلمهم. وأكّد مصدرٌ لعفرين بوست أن حوادث خطف أيضاً وقعت دون أن يُدلي بمزيد من المعلومات حول طبيعة هذه الحوادث وزمانها ومكانها، والفئة المستهدفة.
في حين تم افتتاح مدارس خاصة في عفرين بالسر دون علم الاحتلال التركي وميليشياته بحسب المراسل وإن الأهالي الكُرد يرسلون أطفالهم إليها مقابل 50 ألف شهرياً.
بمقابل توقف المدارس عن تسجيل التلاميذ ينشط التعليم الديني ويفتتح المزيد من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن، بدعم مباشر من سلطات الاحتلال التركي، والغاية هي استثمار العقائد الدينيّة ومبادئ الإخوة الإسلامية لإمحاء الخصوصية الثقافية والقومية لأهالي عفرين الأصليين الكرد، مع تجاهل واقع الاحتلال والانتهاكات اليومية التي يقوم بها عناصر الميليشيات المسلحة. ما يؤدي بالنتيجة إلى شرعنة الاحتلال والتغيير الديمغرافي باسم الدين، وتتحول عفرين إلى جغرافيا حاضنة للفكر المتطرف والمتشدد، على حساب مناهج التعليم الأساسيّة والمواد المدرسية المعرفية.
ويذكر أن عفرين تشهد مشاريع عديدة لبناء المساجد والمدارس التي تموّلها جمعيات تنظيم الإخوان المسلمين في تركيا وقطر والإمارات والبحرين والكويت ومصر، والتي تتعاطى مع واقع احتلال منطقة عفرين بمنظور ديني، وتتجاهل خصوصية عفرين الثقافية وتراثها وسكانها الكرد، سواء الباقين فيها ويعيشون واقع المعاناة أو المهجرين قسراً في المخيمات.