أكتوبر 05. 2024

هيئة المرأة: في عفرين 1000 مُختطفة.. 67 حالة قتل .. 65 مُغتصبة.. خلاصة عامين ونصف من احتلال أنقرة للإقليم

عفرين بوست- خاص

وثقت هيئة المرأة في إقليم عفرين اختطاف أكثر من ألف امرأة على مدار عاميين ونصف على الاحتلال التركي، وأكثر من /67/ حالة قتل للنساء، بالإضافة لاغتصاب أكثر من /65/ امرأة أخرى، بجانب إجبار ذوي الفتيات القاصرات على تزويج بناتهم من مسلحي المليشيات الإخوانية، وتعرّضهن لأسوأ أنواع التّعذيب النّفسيّ والجسديّ، إلى جانب ابتزاز ذويهُنَّ ماديّاً، في حين لا تزال مئات النسوة مختطَفات حتّى تاريخه، فيما مصير العشرات منهُنَّ لا يزال مجهولاً.

وأدلت هيئة المرأة في إقليم عفرين اليوم الأحد، ببيان إلى الرأي العام، كشفت خلاله إحصائية عاميين ونصف من انتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية وذلك في ساحة مخيم برخودان في مقاطعة الشهباء، بحضور العشرات من النسوة.

وقرئ البيان باللغة العربية من قبل رئيسة هيئة المرأة في الإقليم زلوخ رشيد، وجاء في نصه ما يلي:

“لا يخفى على أحد تاريخ الدّولة التركيّة، ومن قَبلِها الإمبراطوريّة العثمانيّة، في سفك دماء الشعوب، والامتداد على جماجمها، حيث يحفل تاريخها الأسود بعشرات المجازر التي ارتكبتها بحقّ الشّعوب، دون أيّ رادِعٍ من أخلاق أو وازِعٍ من ضميرٍ، لتستغلَّ الدّين في أبشع أشكاله، وتمارس قمعها وطغيانها على الشّعوب، وخاصة شعوب منطقة الشرق الأوسط.

وما أشبه اليوم بالبارحة، فالدّولة التركيّة، ومن حيثُ هي وريثة الإمبراطوريّة العثمانيّة، أوغلت أكثر في ارتكاب المجازر بحقّ شعوب منطقة الشرق الأوسط، فالأحفاد يكرّرون فعلة الأجداد، بل وأَزيَدْ. فالإبادات التي ارتكبتها الدّولة التركيّة ضدّ الشعب الكُرديّ، واتّباعها أسلوب القمع في القضاء على كلّ مطالب الشّعب الكُرديّ، علاوةً على تتريك كلّ الشّعوب المُشاركة معها في الجغرافيا، وتغيير ديمغرافيّة المناطق الكُرديّة، تجاوزت في أبعادها ما ارتكبه العثمانيّون طيلة تاريخهم الاستعماريّ لبلدان الشرق الأوسط.

ومع وصول حزب العدالة والتنمية الإخواني المنشأ والإيديولوجيا إلى السلطة، اتّخذ من تفتيت دول وشعوب المنطقة وتفكيك بنية المجتمعات إستراتيجيّة رئيسيّة له، فزاد من تدخّلاته في شؤون دول المنطقة، وصولاً إلى احتلال أجزاء واسعة من أراضيها، كما في سوريّا، في انتهاك فاضحٍ لكلّ القوانين والمواثيق والعهود الدّوليّة وسيادة الدّول وحقّها في فرض سلطتها على أراضيها، ساعياً إلى إعادة إحياء أمجاد الإمبراطوريّة العثمانيّة البائدة، ضمن إطار مشروع احتلاليّ تحت مُسمّى “الميثاق المللي”.

بالتّزامن مع محاولات التوسّع والتمدّد في جغرافيّة المنطقة، فرض حزب العدالة بقيادة أردوغان سياسة كمِّ الأفواه وكبتِ الحُرّيّات في الدّاخل التركيّ وكردستان، من خلال تسيير الحملات العسكريّة في كردستان، والاعتقالات العشوائيّة التي طالت كلّ من لا يتوافق مع سياسة أردوغان، حيث طالت الاعتقالات القادة العسكريّين والصحافيّين وموظّفي الدّولة والمحاميّين وأساتذة الجامعات، وحتّى النّساء. هذه الحالة الرّاهنة من القمع والوحشيّة التي لا تشبه إلا نظيرتها “داعش” الإرهابيّة والمتوحّشة، نقلها بكلّ حذافيرها إلى المناطق التي يحتلّها في سوريّا أيضاً.

فالمرأة التي وقفت ضدّ سياسات العدالة والتنمية غدت هدفاً لآلته القمعيّة، فَزُجَّ بالمئات منهُنَّ في المعتقلات التركيّة السيّئة الصيت، ضمن ظروف اعتقال لا إنسانيّة، وعدم توفّر أيّ حقوق لَهُنَّ داخلها، حتّى أصبحت أشبهَ بالمعتقلات النّازيّة.

لقد وضع حزب العدالة والتنمية تدمير المرأة وتهميشها هدفاً ضمن إستراتيجيّته، باعتبارها تمثل جذوة المقاومة المتّقدة والتي لا تخبو نيرانها، والتي وقفت بكلّ حزم ضدّ سياساته، فوضع كلّ ثقله لتحطيم المرأة وإلغاء كينونتها، عبر سنّ قوانين تَحدُّ من حُرّيّة المرأة وتَسدُّ الآفاق أمامها للتطوير وممارستها لكامل حقوقها.

فالواقع المزري الذي تعيشه المرأة الكُرديّة في عفرين، خير دليلٍ على سياسات حزب العدالة والتنمية ضدّ المرأة، فبات الاحتلال لا يميّز بين فتاة أو امرأة مسنّة، فالكلّ معرّضات للاختطاف والقتل والابتزاز، عبر تلفيق التُّهم المتنوّعة لها، والتي لا تقنع حتّى أصحابها، فالعديد منهُنَّ اختطفنَ، ولمجرّد أنهُنَّ “كرديّات” فقط، وتعرّضنَ لأسوأ أنواع التّعذيب النّفسيّ والجسديّ، إلى جانب ابتزاز ذويهُنَّ ماديّاً، في حين لا تزال حتّى تاريخه مئات النسوة مختطَفات، فيما مصير العشرات منهُنَّ لا يزال مجهولاً.

كما أنشأ الاحتلال التركي ومرتزقته من الميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في كافة نواحي وقرى عفرين سجوناً يحتجز فيها النسوة المختطَفات. فكلّ ميليشيّا من المرتزقة لها سجون متعدّدة في القرى التي تسيطر عليها، فضلاً عن السّجون المركزيّة الموجودة في مركز مدينة عفرين مثل سجن “ماراتيه/ معراتيه” والذي تديره كلّ من مرتزقة ما تسمّى “الشرطة العسكريّة والمدنيّة”، وقبل أشهر اتّخذ الاحتلال التركيّ من مطبعة “روناهي” جانب مشفى “آفرين” سجناً للنساء أيضاً.

لقد أوعز أردوغان لمرتزقته المأجورين لديه بممارسة أبشع وأقذر الأعمال بحقّ المرأة والتي تحطّ من قدرها وكرامتها، من اغتصاب وخطف وتعذيب حتّى وصلت للقتل أيضاً. فبحسب “منظّمة حقوق الإنسان بعفرين”، والتي تمكّنت من توثيق بعض الانتهاكات التي تتعرّض لها المرأة في عفرين، حيث أكّدت اختطاف أكثر من /1000/ امرأة، إضافة إلى أكثر من /67/ حالة قتلٍ، واغتصاب أكثر من /65/ امرأة أخرى، بالإضافة إلى إجبار ذوي الفتيات القاصرات على تزويج بناتهم من عناصر المرتزقة، وذلك تحت التهديد والإكراه.

واللّافت في الأشهر الأخيرة، أنّ الاحتلال التركيّ ومرتزقته كثّفوا من انتهاكاتهم ضدّ المرأة في عفرين، حيث لا يمرُّ يوم إلا وتحصل فيه عمليّات خطف واعتداء على النسوة بشكل عام، حتّى باتت المرأة في عفرين لا تتجرّأ السير لوحدها في الشّارع، وغدت أسيرة البيت، إضافة إلى فرض “اللّباس الشرعيّ” عليها، وإجبارها على الالتحاق بالدّورات الدّينيّة التي افتتحها الاحتلال التركيّ وتنظيم الإخوان المسلمين في معظم مناطق عفرين.

إلا أنّ المرأة الكُرديّة لم ولن تستكين للظلم الذي تتعرّض له من قبل الاحتلال التركيّ ومرتزقته، إن كان في عفرين أو في باقي المناطق التي يحتلّها، فها هي الشهيدة “إيبرو تيمتيك”، ومن داخل المعتقلات التركيّة، رفعت صوتها عاليّاً ضدّ ممارسات الاحتلال وسياساته، حيث أضربت عن الطعام طيلة /238/ يوماً، حتّى نالت الشهادة، ودون أن تحيدَ عن مقاومتها أو تبديَ أيَّ تراجُعٍ أو تنازل لسجّانيها. فالدّولة التركيّة تحاول النيل من إرادة المجتمع الكُرديّ من خلال كسر إرادة المرأة الكرديّة، فالشهيدة “إيبرو” تحدّت آلة القمع التركيّة، وضحّت بنفسها في سبيل إعلاء راية المقاومة وعدم الرّضوخ للسياسات التي فرضتها دولة الاحتلال.

إنّنا وباسم “نساء إقليم عفرين”، وفي الوقت الذي نُدين فيه ونستنكر، وبأشدِّ العبارات، تعامل السلطات التركيّة مع النسوة المعتقلات والانتهاكات التي يرتكبها هو مرتزقته ضدّ المرأة في عفرين، فإنّنا في ذات الوقت نحمّل المنظّمات الدّوليّة الحقوقيّة والقانونيّة والإنسانيّة مسؤوليّة ما آل إليه مصير النسوة المختطفات في سجون الاحتلال التركيّ ومرتزقته، وذلك عبر صمتها المُريب، لتغدو هي أيضاً شريكة في الجرائم التي ترتكبها الدّولة التركيّة بحقّ المختطفين والمختطفات في عفرين. كما نجدّد مطالبتنا للمجتمع الدّوليّ وهيئات الأمم المتّحدة، بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دوليّة، للوقوف على الانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال التركيّ في كلّ المناطق التي احتلّتها في سوريّا، وخاصّة في عفرين، بعد أن انكشفت عورة الاحتلال تماماً في الفضيحة التي تفجّرت أثناء الاقتتال بين مرتزقتها داخل مدينة عفرين المحتلّة، وما تعرّضت له للشهيدة “إيبرو تيمتيك” تكرّر مئات المرّات في عفرين، حيث تمّ الاعتداء على المعتقلات الكرديّات جنسيّاً، فضلاً عن تعرضهُنَّ لكافّة صنوف التّعذيب النّفسيّ والجسديّ، والتنقّل بين عدّة أماكن احتجاز واعتقال، وبأوامر مباشرة من الاحتلال التركيّ.

ونتوجّه إلى كافّة أبناء شعبنا، وخاصّة المرأة الكُرديّة، بأنّنا اليوم أكثر إصراراً على الانتقام لشهدائنا، وتحرير أسرانا ومختطفينا من أيدي وحوش العصر، ونعاهده بأنّ إرادتنا فولاذيّة لن يكسرها صَلَفُ الاحتلال وهمجيّته”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons