عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الخامس عشر إلى الواحد والعشرين من أغسطس\آب، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:
جرائم القتل..
في الخامس عشر من أغسطس\آب، أقدم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على قتل مسن كُردي إيزيدي من أهالي قرية شاديريه التابعة لناحية شيراوا بسبب رفضه دفع إتاوة مالية، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية. وأوضح المراسل أن مسلحي الميليشيا اقتحموا منزل المواطن الكردي نوري جمو عمر شرف /63عاما/ الكائن في قرية شاديريه/شيح الدير، وذلك حوالي الساعة التاسعة مساء، وأطلقوا الرصاص على رأسه بدم بارد، فارتقى شهيدا على الفور. وأضاف المراسل أن المسلحين (عددهم 3) جاءوا قبل فترة إلى منزل الشهيد “نوري” وطلبوا منه دفع اتاوة مالية بعد سماعهم نبأ قيامه ببيع قطعة أرض زراعية، ولكنه لم يلبي طلبهم، فخرجوا من المنزل، ليعاودوا بعد عدة أيام ارسال تهديدات له قائلين فيها: “إذا لم تدفع المال فحقك رصاصة واحدة”، وفي ليلة أمس نفذ المسلحون تهديدهم وقتلوه. وكان الشهيد نوري تعرض في وقت سابق لعملية اختطاف من قبل الميليشيا ذاتها، وتم الإفراج عنه بعد دفعه فدية مالية تُقدر بـ “ثمانية آلاف يورو”.
الاختطاف وعمليات الابتزاز..
في الخامس عشر من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين” يوم الأحد الماضي الموافق لـ 9 آب 2020 على اختطاف ثلاثة مواطنين كُرد من منازلهم في قرية هيكجيه التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأكد مراسل عفرين بوست في الناحية أن المختطفين هم كل من (محمد صبري البالغ من العمر ٥٨عاما، فوزي صبري البالغ من العمر ٥٦عاما، حسن صبري البالغ من العمر ٤٩ عاما) مشيرا إلى أن الميليشيا تطلب من ذويهم دفع فدية مالية لقاء الافراج عنهم.
في السادس عشر من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، قبل نحو أسبوعين/أوائل شهر آب الجاري، على اختطاف مواطن كُردي من قرية معرسكة التابعة لناحية شرا/شران بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، وتطلب فدية مالية للإفراج عنه، وفقا لمراسل عفرين بوست. وأكد المراسل أن ميليشيا “الجبهة الشامية” تطلب من ذوي المختطف عبد الله إبراهيم محمد علي/ 51 عاما/ فدية مالية تبلغ 3 ملايين ليرة سورية لقاء الافراج عنه. وأضاف المراسل أن المختطف الكُردي قد يتعرض للتعذيب أو حتى القتل في حال لم يستطع ذويه دفع الفدية ومشيراً إلى أن الميليشيا تعتبر هذا المبلغ أقل فدية مالية قبضتها طيلة الفترة الماضية وأنها عادة ما تطلب الفدية المالية بالعملة الصعبة “الدولار”!
كذلك، أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، على اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية موباتا/ المعبطلي، ووثّق مراسل عفرين بوست في الناحية أسماء المعتقلين وهم كل من: (محمد منان رشو ومحمد رشو وزكي حنان رشو) ولايزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. كما أقدمت الاستخبارات التركية برفقة مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” على اعتقال عدد من الشبان في قرية مستكا التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، بذريعة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وعُرف من المعتقلين “أسد علو، مالشين علو”، وقد أطلق سراح بعضهم بعد أن دفعوا فدية مالية وقدرها /١٣٠٠/ ليرة تركية، كما قامت ميليشيا “الشرطة العسكرية” باعتقال الشاب “مصطفى عكاش بن جلال (٣٠ عاماً) من أهالي قرية جقلي وسطاني التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، ولا يزال رهن الاعتقال، بحسب منظمة حقوق الانسان- عفرين.
في السابع عشر من أغسطس\آب، أقدمت قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين، في الـ 13 /8/2020 على اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية ترميشيا التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وقتادتهم إلى جهة مجهولة. وقال مراسل عفرين بوست في الناحية أن المعتقلين هم كل من (خليل منان سيدو البالغ من العمر ٤٥عاما وكاميران خليل سيدو البالغ من العمر ٢٢عاما وفريد خليل سيدو البالغ من العمر ٤٠عاما) وتم اعتقالهم من قبل الاستخبارات التركية ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.
كذلك، استكملت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة لاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين يوم الأحد الموافق للخامس عشر من أغسطس\آب، اختطاف المواطنين الكرد من قرية “هيكجة” التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، أن المليشيا اختطفت المواطنين “حنان صبري طانا، ملاك صبحي حلبي، زهيدة خليل شيخ مصطفى، مقبولة عبدو طانا، فوزي محمد طانا”، ولايزال مصيرهم مجهولاً حتى الان.
كذلك، علمت عفرين بوست من مصادرها أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت مؤخرا، عن عدد من المعتقلين الكُرد، بعضهم مرّ على بقائهم في السجن أكثر سبعة أشهر، وذلك بعد إجبارهم على دفع اتاوة مالية تحت مسمى “كفالات مالية” التي تتراوح بين 800 – 3000 آلاف ليرة تركية. وتمكنت عفرين بوست من توثيق بعض أسماء المُفرج عنهم والمبالغ المالية التي دفعوها كإتاوة مالية “كفالة مالية” وعلى الشكل التالي: 1-رياض حمو من راجو – مقابل 1500 ليرة تركية، 2-جوان حمو من قرية “ديكي”- مقابل 1500 ليرة تركية، 3-رشيد بلال من قرية “ديكي”- مقابل 1500 ليرة تركية، 5-أصلان بكر من قرية “ديكي” – مقابل 3000 ليرة تركية، 6-علي حمو من قرية “ديكيه” مقابل 2100 ليرة تركية، 7-إدريس عمر من قري “ديكي” 1500 ليرة تركية، 8-فيدان بلال من قرية “مزن” مقابل 1500 ليرة تركية، 9-ريزان بلال – مقابل 800 ليرة تركية.
كذلك، أقدمت ميليشيا “لواء صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين على شن حملة اختطاف واسعة في قرية كمروك التابعة لناحية شرّا/شرّان بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، طالت عددا من المواطنين الكُرد بذريعة الخروج في نوبات حراسة إبان الإدارة الذاتية السابقة، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية. وطالت الحملة عددا من المواطنين الكُرد، هم كل من:(1- عدنان زكريا حسن ٣٥ عاما 2- أحمد زكريا حسن ٣٨ عاما ٣- عبد الرحمن عبدو أحمو ٧٥ عاما ٤- لقمان خليل أحمو ٣٥ عاما ٥- عبدو حسن رسول ٧٥ عاما ٦- زكي خوجة علي ٦٢ عاما ٧- كمال حسن احمد ٦٢ عاما 8-محمود رشو عبدو 9-وليد رشو عبدو)، وبحسب منظمة حقوق الانسان- عفرين، فإن الميليشيا أطلقت سراح المسن (عبد الرحمن عبدو أحمو ٧٥ عاما) بعد قيامه بدفع فدية مالية وقدرها ألف ليرة تركية، مشيرة إلى أن عدد المختطفين أكثر من عشرة أشخاص.
في العشرين من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست في مركز الناحية، أن المعلومات الجديدة التي استحوذ عليها بينت وجود 16 معتقل من أهالي القرية، تمكن من استحصال أسماء ستة منهم. وقال المراسل أن الأسماء الستة التي تمكن من الحصول عليها تعود للمواطنين (محمد محمد، حسن محمد أيوب، جمال عبدو عبوش، علي عبدو عبوش، محمد عبدو عبوش، فؤاد عبد محمد). وأفاد المراسل أن الأهالي اعتقلوا بتهم وحجج واهية ومفبركة، تقوم على افتراض تعاملهم مع “الإدارة الذاتية”، وقد فرضت مليشيا “الشرطة العسكرية” عليهم، فدية مالية تتراوح ما بين ٣٠٠- ٥٠٠ ليرة تركية لإطلاق سراح كل واحد منهم، حيث أوضح المراسل أن الأهالي أجبروا على دفع الفدية ليطلقوا سراح أبنائهم فيما بعد. وأضاف المراسل إنه قد تم إطلاق سراح بعض المختطفين لقاء دفع مبلغ خمسمائة دولار أمريكي لكل منهم، فيما دفع أحدهم مبلغ خمسمائة ليرة تركية، ودفع المواطن محمد محمد ٣٠٠ دولار أمريكيّ، مشيراً إلى أن حملة الاعتقال مستمرة، حيث يتم تحويل من يمتنع عن دفع الفدى المالية إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مركز الإقليم.
كذلك، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يزال مصير المواطن الكُردي “علي بكر عادل /50عاماً”، مجهولاً منذ اختطافه بتاريخ الثالث من يوليو الماضي، على يد مسلحي ميليشيا “المنتصر بالله” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، من منزله الكائن في قرية “معملا/معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وكانت مجموعة مسلحة من الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو جراح”، قد داهمت منزل “علي” واقتادته حينها إلى مقرها في القرية، بحجة إجراء التحقيق معه على خلفية اتهامه بالانتماء لوحدات حماية الشعب خلال عهد الادارة الذاتية السابقة، إلا أن مصيره لا يزال مجهولاً حتى اليوم.
الاستيطان في عفرين..
في الثامن عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يُسهّل الاحتلال التركي طريق خروج الكُرد من إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، صوب تركيا، وذلك خدمةً للتغيير الديمغرافي التي تحدثه بأيدٍ مستوطنة مساهمة في التهجير القسري والتطهير العرقي الممنهج. وفي الصدد، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبله\بلبل”، إن الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، يسهّلون خروج الكُرد من عفرين، بل ويشجعونهم على ذلك، وأضاف إن ذلك حدث مع مواطنين كُرد. وأضاف المراسل إنه قبل أسبوع، تم إيقاف مجموعة تحاول تجاوز الحدود بالتهريب، وأردف: “كانوا اثنين كُرد وخمسة عرب، الضابط التركي في المخفر سمح للكُردييّن بالعبور، إلا أنه أعاد العرب إلى عفرين مرةً أخرى”. وأشار المراسل إن مستوطناً عرض على مواطنة كُردية إخراج ابنها مقابل 250 دولار وإيصاله إلى إسطنبول، إلا إنها رفضت ذلك وقالت له إنهم سيبقون في عفرين. وأضاف المراسل نقلاً عن المواطنة: “قال المستوطن لنا إن عفرين بات لتركيا وتركيا ستظلم الكُرد لذلك اخرجوا إلى أوروبا واريحوا أنفسكم”.
في التاسع عشر من أغسطس\آب، أطلقت مجالس الاحتلال التركي (المجالس المحلية)، عملية إحصاء سكاني في كافة أرجاء إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، وذلك بتوجيه من الاستخبارات التركية، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأوضحت المصادر أن اللجان المشكلة من نصاب العاملين في سلك التربية والتعليم في مؤسسات الاحتلال، بدأوا عملية إحصاء سكاني تتركز على الفئة العمرية من (6 – 18 سنة)، مشيرة إلى أن الإحصاء يشمل السكان الأصليين والمستوطنين على حد سواء. وأضافت المصادر أنه توجد في كل قرية أو بلدة أو حي لجنة خاصة مشكلة من المعلمين والمعلمات، وتزور كافة العائلات وتسجل الاسم الثلاثي للفئة العمرية المحددة، مرجحة أن الاستخبارات التركية تسعى من خلال هذا الإحصاء لمعرفة نسبة السكان الأصليين من هذه الفئة العمرية تحديداً، والتأكد من مدى ودرجة نجاح خطط التغيير الديموغرافي.
الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين
في الثامن عشر من أغسطس\آب، أقدم مستوطنون منحدرون من بلدة “بيانون” بريف حلب مؤخرا، على بيع أربع شقق سكنية بحي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، رغم أن المالك موجود في مدينة عفرين. وأوضح مراسل عفرين بوست أن المستوطنين “4 عوائل” أقدموا على بيع أربع شقق سكنية كانوا يستولون عليها وهي عائدة للمواطن الكُردي “أحمد علي بن كمال”، من أهالي قرية ممالا/راجو، وذلك بمبلغ ألف دولار أمريكي لكل شقة. وتقع الشقق الأربعة في بناء سكني واحد يقع في طلعة دوار قبّان بالقرب من مقلع ترمانيني في حي الأشرفية. وأكد المراسل أن المواطن الكُردي تقدم بشكاوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية ” محكمة الاحتلال في المدينة وقدّم لهما الثبوتيات اللازمة، إلا المستوطنين رفضوا إخلاء الشقق وتسليمها لصاحبها، كونهم محسوبون على المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو ” أحمد عادل”.
السرقات والأتاوات في عفرين
في الثامن عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: بات الجلوس تحت الأشجار في قرية من قرى إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مقابل المال أيضاً، بعدما استباحت ميليشيا إسلامية أراضي القرية لنفسها، لتنشر فيها حالة من الذعر بين السكان الأصليين الكُرد. وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن الاحتلال التركي وميليشياته استباحوا كل شيء في عفرين حتى ظلال الأشجار، ليمنعوا الأهالي الجلوس تحت ظلال الأشجار إلا بعد دفع مبلع مالي. وأشار المراسل إن ميليشيا “أحرار الشرقية” التي استباحت لنفسها ممتلكات المدنيين في قرية “استير” بالقرب من مركز مدينة عفرين، تطلب من الأهالي المال مقابل جلوسهم تحت ظل شجرة!. ونوه المراسل إن الميليشيا إذا رأت مواطناً جالساً تحت الشجرة أو عائلة خرجت في سيران، يأتون ويطالبون بـ 3000 ل.س سورية! وإن لم يتم الدفع يتم طردهم، وقال المراسل إن الأمر حدث مع عائلتين دون أن يذكر أسمائهم حفاظاً على سلامتهم. وقال مواطن كُردي من عفرين لمراسل “عفرين بوست”: “نهبوا كل شيء والآن حتى ظلال أشجارنا بات بالمال، يؤجروننا طبيعتنا تخيلوا ضراوة المشهد، هؤلاء المسلحون حولوا عفرين إلى ملك خاص لنفسهم”.
كذلك، أشار مراسل “عفرين بوست” إلى وقوع حوادث سرقة في حي الأشرفية، حيث تعرضت ورشة أحذية تعود ملكيتها للمواطن محمد أبو دلو من قرية كاريه، للسرقة، وتمت سرقة بضاعة تُقدّر قيمتها بحدود ألف دولار، كما طالت أعمال السرقة منازل مواطنين كُرد في حي الأشرفية في المحلة الكائنة فوق ساحة البازار، وسُرقت أكبال كهربائية.
في التاسع عشر من أغسطس\آب، فرضت ميليشيا “الجبهة الشامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، إتاوة مالية على السكان الأصليين الكرد في قرية بريمجه التابعة لناحية موباتا/معبطلي في ريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، مقابل السماح لهم بجني موسم الجوز والمواسم الزراعية الأخرى، وفقا لمراسل الموقع في الناحية. وأوضح المراسل أن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو تراب” طلبت من كل مزارع كُردي في القرية دفع مبلغ 1000 ليرة تركية لقاء السماح لهم بقطاف مواسمهم من الجوز واللوز وغيرها.
اقتتال المليشيات التركية والإخوانية
في الخامس عشر من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أن العديد من المسلحين انشقوا مؤخرا عن صفوف ميليشيات “السلطان مراد وأحرار الشرقية والفرقة 23” وانضموا إلى ميليشيا “جيش الإسلام” المطرودة من ريف دمشق. وأوضح المراسل أن 8 مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” انشقوا وانضموا إلى ميليشيا جيش الإسلام وعُرف منهم “عبد الرحمن ومصطفى وأبو قصي” مضيفا أن مسلحين آخرين تركوا صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” والتحقوا بصفوف “جيش الإسلام”. وأضاف المراسل أن مسلحي ميليشيا “الفرقة 23” ينضمون أيضا لصفوف “جيش الإسلام” بعد أن شنت ميليشيا “الجبهة الشامية” هجوما على مقراتها في مدنية عفرين وإعزاز والسيطرة عليها وكذلك اعتقال متزعمها” أبو سمير الكل” حيث تم حلها بشكل نهائي. وتعود أسباب انشقاق المسلحين عن صفوف ميليشياتهم الأصلية والالتحاق بـ “جيش الإسلام” إلى أن الأخيرة لا تجبر المنضوين في صفوفها على التوجه إلى ليبيا كما يشاع، كما إن الرواتب التي يتقاضاها مسلحيها أعلى من الميليشيات الأخرى، بحسب المراسل. وكان العشرات من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، انشقوا أوائل شهر آب الجاري، وانضموا إلى صفوف ميليشيا “السلطان سليمان شاه”.، حيث بلغ تعداد المجموعة المنشقة عن “السلطان مراد” والتي يتزعمها المدعو “أبو رحمو”، نحو 130 مسلحاً، وكانوا يتمركزون في محيط مدرسة العروبة بحي عفرين القديمة. وكذلك قالت مواقع إعلامية موالية للمعارضة السورية أوائل شهر تموز/يوليو الماضي، إنه قد انشقت 4 ألوية ضمن مليشيا “فرقة السلطان مراد”. وقال المصدر ر إن المجاميع الأربعة التي أنشقت هي مليشيات “اللواء 101 مركزية مدينة الباب يتزعمها حسن أبو مرعي، “المكتب الأمني وقوته المركزية يتزعمها المدعو أبو الموت”، “سرايا حلب قطاع عفرين يتزعمها المدعو أبو رحمو”، و”تجمع ألوية الحسكة” التي يتزعمها المدعو أبو معاوية”. موضحا أن أسباب الانشقاق تعود لسياسة قائد مليشيا “فرقة السلطان مراد” المدعو “فهيم عيسى”. وأشار المصدر، إلى أنّ عدد المجاميع المنشقة عن مليشيا “السلطان مراد بلغت” 10 ألوية، وتضمّ ما يقارب 3000 مسلح، أي أكثر من نصف تعداد مسلحي المليشيا المُقدر عددهم الكلي بـ 6000 ألاف مسلح.
في السادس عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: كشفت قضية اعتقال العميد البحري أحمد رحال عن جملة من القضايا، في مقدمها الدور التركي وإحكامها قبضته على كل مفاصل ما يسمى المعارضة السورية السياسية والعسكرية، وكذلك التنافس بين الضباط المنشقين الذين تم تهميش دورهم بالاعتماد على متزعمي الميليشيات والذي يبدون أكثر ولاءً لأنقرة. وكانت السلطات التركية قد اعتقلت الخميس الثالث عشر من أغسطس/آب، العميد السوري المنشق أحمد الرحال من مكان إقامته في مدينة إسطنبول وذلك على خلفية ظهوره مؤخراً على عدد من وسائل الإعلام منتقداً الدور التركي في سوريا، وكشفه لملفات تدين متزعمي المليشيات الإخوانية المسلحة التابعة لأنقرة في إقليم عفرين الكردي المحتل، ومدن أخرى محتلة شمال سوريا. وجاء في التفاصيل أنّ مفرزة أمنية اعتقلت العميد الرحال من منزله في إسطنبول عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، مع شقيقه يوسف، ليطلق سراح شقيقه في ساعة متأخرة من المساء، بينما بقي العميد رحال قيد الاعتقال. وقال يوسف رحال شقيق العميد أحمد رحال، على حسابه في فيسبوك في الخامس عشر من أغسطس/آب، إن السلطات التركية قد أعلمتهم بأنها من اعتقلت شقيقه، دون كشف المزيد من المعطيات. وقال يوسف رحال، على حسابه إن التأكيد حصل من خلال مصدر في الائتلاف الوطني السوري، الذي أخبرهم أيضاً أن ملف العميد الرحال في أنقرة، ما يعني أنه تم ترحيله إلى هناك، وأضاف يوسف رحال بان الائتلاف وعدهم بمتابعة موضوع العميد ومعرفة الأسباب القانونية التي أدت لاعتقاله، والسعي لإطلاق سراحه. وكان يوسف رحال قد كتب على صفحته أيضاً: “أؤكد قاطعاً.. لا صحة لكل الروايات التي رافقت اعتقال العميد أحمد… ولم أصرح لأي أحد بأي تعليق أو أن سبب الاعتقال تهجمه على الجيش الوطني، أو رفضه إرسال قوات إلى ليبيا.. أو غير ذلك، ونحن كعائلة العميد على ثقة تامة بالأجهزة الأمنية التركية، وبأنها ستعطينا كل التفاصيل اللازمة سواء كان العميد عندهم.. وأما إن لم يكن عندهم، فنحن على ثقة بأجهزة البحث والتحري التركية، وقبل قليل تأكدنا بأنه لدى السلطات التركية”. وكان العميد الركن أحمد رحال ضابطاً بالقوى البحرية، ومدرساً بالأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، وأعلن انشقاقه في مقطع مصور في 7/10/2012، على أن ينضم إلى العمل العسكري عند انشقاقه، ولكنه ما لبث أن تحول للعمل الإعلامي ليكون أحد أهم ضيوف البرامج السياسية وأبرز المحللين العسكريين السوريين، فيما تم تهميش دور الضباط المنشقين واُستبعد معظمهم عن العمل العسكري المباشر. وعُرف العميد رحال، بمواقفه المناهضة لاتفاق أستانة الذي تشارك فيه تركيا، ومواقفه الحادة من سلوكيات متزعمي المليشيات الإخوانية مما تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، وانتقدهم، وبخاصة المدعو محمد جاسم “أبو عمشة”، متزعم ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه”. في 17/3/2020 قال أحمد رحال في تغريدة “موكب سيارات أبو عمشة… الذي يقارن بموكب الرؤساء والذي تحدثنا عنه بالأمس كيلا يٌقال إننا نختلق الأحداث والروايات ورداً على التهديدات… من أين لك هذا؟؟؟ ونشر رحّال مقطعاً مصوراً متداولاً عما قيل إنه زيارة معايدة للمدعو أبو عمشة للعناصر في النقاط… ووردت التراتبية كما يلي: الجيش الوطني ــ الفيلق الأول ــ الفرقة ١٤ ــ اللواء١٤٢ ــ لواء السلطان سليمان شاه. وفي 20/3/2020، رد المدعو محمد جاسم (أبو عمشة) في تغريدة بالقول: “مدلل دولة العاهرات أحمد رحال، (الدنيا عرض وطلب)، أنت افتريت علينا بأني أملك سيارة مصفحة بـ 8 مليون دولار وأنا أعرضها عليك للبيع بــ 8 الآف دولار، كما توعد أبو عمشة القائد بمحاسبة رحال، من خلال القضاء التركي، حيث يعيش رحال في تركيا”. وفي 30 أبريل/ نيسان رفض العميد رحال، لجوء تركيا والمليشيات الإخوانية اتهام “قوات سوريا الديمقراطية” بالوقوف وراء “التفجير الإرهابي” الذي استهدف مدينة عفرين يوم 28 أبريل/ نيسان 2020، وأدى لمقتل وإصابة قرابة 100 شخص، معتبراً أنّ توجيه مثل هذا الاتهام بدون أيّة تحقيقات أو أدلة، اتهاماً سياسياً لا يستند لأيّة حقائق، تتهرب عبره تلك الجهات من مسؤولياتها، وطالب الرحال بإجراء تحقيقات شفافة، تستند لأدلة وشهادات قبل إطلاق أي اتهام، معتبرا أنّه كذلك قادر على اتهام أيّة جهة أو دولة دون دليل.. وأشار الرحال أنّ عشرات التفجيرات السابقة، سجلت ضد مجهول، حتى في العمليات التي يتم اعتقال مشتبه بهم، ومتورطين يتم طي ملفها بدون الكشف عن أيّة معلومات. وانتقد الرحال أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية والتي قال إنّ عدد عناصرها وحواجزها يفوق عدد من يعيش في المنطقة، وإنّها لم تقدم لتاريخه أي دليل حقيقي في العشرات من التفجيرات السابقة، معتبراً أنّهم يلجؤون لاعتقال مشتبه ككبش فداء ويعتدون عليه في الشارع، في إعزاز قبل مدة قتل مشتبه به ضرباً في الشارع وتبين لاحقاً إنّه بريء. وتحدث الرحال بالشواهد والأمثلة إنّ الفوضى منتشرة في كل المناطق المحتلة تركياً عبر المليشيات الإخوانية، في ظل الفصائلية وغياب القضاء وغياب التنظيم الأمني والعسكري، وأنّ كل متزعم مليشيا يسيطر على منطقة تضم قرى وأحياء، قام بتحويلها لما يشبه مزرعة خاصة ونصب فيها قضاة تابعين له، وأنشأ فيها السجون، ووضع حواجز ويحكم فيها بقوانينه الخاصة، بمعزل عن بقية المناطق… وتحدث الرحال كذلك عن انتشار الفساد، والإتاوات والسرقات ونهب المحاصيل ونبش القبور والمزارات، وسرقة ما فوق وما تحت الأرض والأثار، مذكرا إنّ الوضع في هذه المنطقة هو الأكثر سوءاً على الإطلاق، وأعطى أمثلة عن قيام عناصر من مليشيا العمشات (سليمان شاه) باعتقال كل عناصر الشرطة بسبب مشكلة، كما ذكر بأنّ المدعو محمد الجاسم أبو عمشة اغتصب زوجة أحد عناصره، وخرجت المرأة على الإعلام وطالبت بحمايتها، وحكت تفاصيل قصتها، فتم اختطافها مع زوجها والتهديد بتصفيته، ثم نُشر مقطع مصوّر لنفي القصة. وأشار رحال إلى التسيب وعبور سيارة محملة بالمتفجرات دون تفتيش، ولو كانت السيارة محملة بالغنم أو الزيتون أو الخشب لتم تفتيشها ومصادرتها حتى دفع إتاوة، وذكر بحادثة لمعتقل أعلنت المحكمة براءته من التهم المنسوبة له، ورغم ذلك رفضت المليشيا التي تحتجزه إطلاق سراحه، ونقله لسجن يديره مسلحو ميليشيا “فرقة الحمزة” بمدينة الباب، حتى دفع أهله مبلغ 10 آلاف دولار للإفراج عنه، وقال هناك عشرات الحالات المشابهة. ورفض الرحال إطلاق اسم “الجيش الحر” على المسلحين، وقال إنهم فصائل السرقة والنهب والفساد، وغير مدربين أو مختصين في مهامهم وجهلاء، وأنّ هذه البيئة الفاسدة تدفع الناس للنزوح باتجاه مناطق النظام أو قسد، وتخلق أرضاً خصبة للتفجيرات. وحمّل الرحال كذلك المخابرات التركيّة مسؤولية وصول الأوضاع لما هي عليه الآن، وأنّ المسؤولين في هذا الجهاز المسؤول عن الملف السوري متورطين كذلك في عمليات فساد كبيرة، وطالب رحال أنقرة بإجراءات فورية لعزل المسؤولين الحاليين في عفرين عن الملف الأمني والعسكري وكذلك المسؤولين الأتراك على أرفع مستوى. في 30 أبريل/نيسان غرد المدعو أبو عمشة عشر مرات، ليردَّ على اتهامات العميد رحال ويكيل له اتهامات مقابلة، فقال: “إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال روبن هود إسطنبول الأوربية، إذا كان الجيش الوطني حرامية حواجز؟ فمن الذي وقف بوجه طغيان روسيا وإيران والنظام المجرم وحزب الله والفاطميين الأفغان والزينبيون الباكستانيين و٧٠ مليشيا عراقية شيعية لمدة ٩ سنوات؟”. وأضاف: “٢- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال زير النساء في مقاصف إسطنبول إذا كان الجيش الوطني يعيش على السرقات، فأنت من أين تعيش بإسطنبول وآجار بيتك ٣٠٠٠ دولار بالشهر واشتريت قهوة ب ١٥٠ ألف دولار، من أين لك هذا يا سبع الليل؟”. وتابع: “٣- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال الذي يريد أن يلبس على الناس البسطاء بكلام أريد به وجه محمد دحلان، اكشف ذمتك المالية للشعب المسكين بالمحرر إذا كنت صادقاً، سيارتك ثمنها ٥٢ ألف دولار، ومصروف شهري ٥٠٠٠ دولار بإسطنبول من أين لك هذا يا شريف مكة؟”. وأكمل: “٤- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال الذي أصبح كالعاهرة التي تحاضر بالعفة والشرف، اتهاماتك الباطلة ضد الجيش الحر، يستشهد بها الآن إعلام النظام وإعلام ال ب ك ك وأصبحت مادة دسمة لهما، فأنت لصالح من تعمل يا فهلوي زمانك؟”. وأستطرد: “٥- إلى حرامي المجلس العسكري بالساحل أحمد رحال إذا كنت فعلاً تدافع عن عرض تلك المدعية وتراها مظلومة وقد انتهك عرضها ظلما؟ فنطلب منك أن تدعو الله علناً أمام شعبنا وفي شهر رمضان أن يحشرك معها يوم القيامة ومعكم أمك واختك وزوجتك، تفضل غرّد يا مصلح زمانك”. وقال كذلك: “٦- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال: لا تنه عن خلق وتأتى بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم؟ إذا أردت الإصلاح فأبدا بنفسك، وأعيد الأموال التي سرقتها من الثورة للثوار بالساحل بدلاً من أن تهدرها على ملذاتك الشخصية بإسطنبول”، و”٧- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال بطل شاشات سكاي نيوز والعربية وروناهي وروج افا، ماذا قدمت أنت للثورة منذ أن شقك الثوار بالطابونة حتى الآن؟ لم تقدم للثورة إلا الطعن بالظهر وسرقت أموال الثوار بالساحل وهربت بها إلى إسطنبول حيث اشتريت طقم وكرافيت وعملك دحلان محلل استراتيجي”. وكتب أوب عمشة أيضاً: “٨- إلى الكذاب الأشر مسليمة المدعو أحمد رحال إذا كنت صادقاً فتفضل إلى ساحات القتال بالداخل، فالذي يقود الجيش الحر الوطني الآن آلاف من الضباط المنشقين الذين رفضوا أن يتركوا الساحة ويجلسون مع النساء بالمخيمات أو يتنعمون على شواطئ إسطنبول مثلك”، و”٩- إلى المنافق الدجال أحمد رحال بطل الشاشات والقهاوي والاراكيل، نحن في حالات حرب وتحصل التفجيرات في كل دول العالم المتحضر حصلت في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإسطنبول ودمشق وبغداد لكن أنت تريد التشويه والتحريض بكلمات حق أريد بها باطل”. وختم المدعو “أبو عمشة” بالقول: “10- آخر رسالة إلى الحرامي أحمد رحال العميل أتحداك أن تثبت بالزمان والمكان أن لواء سليمان شاه قد أعتدى على مؤسسات الجيش الوطني أقول لك لن تثبت ذلك لأنك كذاب، ولا تتطاول على اللواء سليم إدريس فشسع نعله يساوي شاربك وراسك المليء بالتبن”. وفي الرابع من يوليو/ تموز 2020 فجّر العقيد محمد مخباط فضيحة من العيار الثقيل عن العميد المنشق عن أحمد الرحال، وكشف مخباط، خلال مقطع مصور، أنّ الرحال أقدم على شراء مطعمٍ في إسطنبول بتكلفة 750 ألف دولار، منوهاً إلى أنّه سرق مبالغ مالية تقدر بـ 210 ألف دولار من العقيد رياض الأسعد. وأشار إلى أن الرحال سرق مبلغ يقدر بـ 360 ألف دولار من العميد مصطفى الشيخ بحجة تشكيل جبهة الساحل، منوهاً إلى أن شقيقه يعمل زعيماً لقطيع من شبيحة نظام الأسد، ولفت إلى أنه حوّل مبالغ مالية ضحمة بعملة الدولار لنظام الأسد بحجة أخوته ودعم اقتصاده المنهار، وجدير بالذكر أن المسألة لا تخلو من فضيحة عائلية، فالعقيد مخباط هو زوج سابق لشقيقة العميد رحال. ولا ينفصل اعتقال العميد أحمد رحال عن حالة التنافس العام بين كل أطياف المعارضة الإخوانية وتسابقها لتقديم الولاء لأنقرة، كما أنها تعكس حالة الحساسية العامة وغياب التنسيق ما يكشف قصص الانتهازية والفساد والسرقات، وكذلك أسلوب تعامل أنقرة معها على أنها مجرد أدوات، وهو ما يعيد للأذهان قصة المقدم حسين هرموش الذي أعلن انشقاقه في 9/6/2011 وأسس لواء الضباط الأحرار في عينتاب، ثم اختفى في ظروف غامضة على خلفية دعوة لحضور اجتماع مع مسؤولين أمنيين أتراك على الحدود في 29/8/2011. ومن المؤكد أنّ أمثال المدعو أبو عمشة هم أكثر أهمية لأنقرة، فهو يزود أنقرة بالعناصر المرتزقة للقتال في ليبيا وسواها، فيما أمثال العميد أحمد رحال شخصيات للتسويق الإعلامي
مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..
في الخامس عشر من أغسطس\آب، قررت خلية الأزمة في إقليم عفرين رفع حالة الحظر الكلي الذي كان مفروضاً على ناحية “أحرزيه\أحرص” في مُقاطعة الشهباء شمال سوريا، بعدما تأكدت من خلوها من إصابات جديدة بفيروس كورونا. وكان “محمد رضا علو” البالغ من العمر 45 قد توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ويقيم في ناحية “أحرزيه\أحرص”، وعلى إثره أعلنت خلية الأزمة في إقليم عفرين فرض حظر كامل على الناحية، لمدة 14 يوماً، والذي انتهى وتم رفع الحظر.
كذلك، وصل عدد الوفيات بفيروس كورونا في مقاطعة الشهباء شمال سوريا، إلى 3 حالات، بعدما ازدادت اليوم بوفاة شخص جديد، وذلك بحسب هيئة الصحة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. وقد بدأ انتشار فيروس كورونا في مقاطعة الشهباء منذ حوالي 10 أيام، ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 31 حالة منها 3 حالات وفاة. هذا وتشهد مقاطعة الشهباء فرض حظر جزئي من قبل خلية الأزمة في إقليم عفرين على خلفية انتشار الفيروس في عدد من قرى ونواحي المقاطعة. بدورها، أعلنت هيئة الصحة في “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” اليوم السبت، عن حالتي وفاة لمصابين بكوفيد ١٩ أحدهما في قامشلو والآخر في الشهباء. وأضاف الدكتور جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن هناك أحد عشرة حالة إصابة جديدة بكوفيد ١٩ تتوزع على الشكل التالي: ٦ حالات في الجزيرة، 3 حالات في كوباني، 2 حالة في الشهباء. وأوضح مصطفى أن الحالات هي ثمانية ذكور وثلاث إناث، فيما ذكر مصطفى أن هناك سبع حالات شفاء جديدة، ليصل إجمالي عدد حالات الشفاء إلى ١٧ حالة، فيما يبلغ عدد حالات الإصابة مع إعلان هذه الحالات الجديدة ١٨٢ حالة إصابة وعشر وفيات.
في السابع عشر من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا إن الاحتلال التركي يقوم منذ يوم أمس الأحد، بعملية زرع الألغام واسعة النطاق في مناطق التماس الواقعة في الريف الشرقي لإقليم عفرين، إمعانا في تطويق عفرين لمنع المهجرين من العودة لديارهم. وأوضح المراسل أنه يتم زرع الألغام في المنطقة الممتدة بين قريتي جلبريه/جلبل وقرية مريمين المحتلتين واللتان تقعان على الحد الفاصل بين عفرين – الشهباء، مشيرا إلى أن الاحتلال التركي كان قد حوّل المنطقة الممتدة بين قريتي كباشين – براد – كيمار لحقل ألغام. وشهدت المناطق الفاصلة بين عفرين المحتلة ومناطق سيطرة جيش النظام بريف حلب وتحديدا في المنطقة الممتدة بين قري براد/شيراوا وبلدة نبل وقوع العشرات من متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية “الجيش الحر” الفارين من درعا بين قتيل وجريح وأسير، وذلك أثناء محاولتهم مغادرة مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه إقليم عفرين المحتل، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال “تجمع أحرار حوران”، الخميس الماضي 13/8/2020، إن عدداً من أبناء محافظة درعا، بينهم المتزعم في فصائل المعارضة المدعو “رمزي محمود أبازيد”، قضوا نتيجة وقوعهم بحقل ألغام في الشمال السوري، فجر الأربعاء الماضي، خلال محاولتهم عبور مناطق النظام. وبحسب المرصد السوري فإن 8 أشخاص تمكنوا من الوصول إلى عفرين المحتلة، بينما عاد الباقون إلى مناطق سيطرة النظام التي وضعتهم قيد الاعتقال. وفي أبريل 2019، عزز الاحتلال التركي مناطق التماس وضع جدران عازلة بين القرى المحتلة في شيراوا والقرى الخاضعة لقوات النظام السوري، وهو ما اعتبره أهالي عفرين دليلاً دامغاً على الرغبة التركية في ضم الإقليم الكردي.
كذلك، قال تقرير لـ عفرين بوست: قبل نحو عامين ونصف وصل العم “محمد رشيد إيبو” البالغ من العمر 72عاماً، إلى قرية “الأحداث” شمال حلب بعد تهجيره القسري من قريته دراقليا بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، لينتهي به المطاف في منزل مدمر بفعل المعارك التي شهدتها القرية قبل تحريرها من تنظيم داعش. ورغم أنه لم يرق له السكن في تلك الخرابة، بيد أن للضرورة أحكام فقرر وزوجته إعادة ترميمه. وفي السياق، قال لـ “عفرين بوست” حول تجربته: “حينما وصلنا إلى هذا المنزل فقد كان خراباً وشبه مدمراً والأحجار المُهدّمة كانت متناثرة على كافة أرضية المنزل، وبالرغم أن بقاءنا هنا مؤقتاً فقد قمت برفقة زوجتي بإعادة بناء هذا المنزل بعد تنظيفه وجمع الأحجار من الأراضي والمنازل المهدمة بواسطة الجرار، وقد بقيت على هذا المنوال مدة أسبوعين لحين أن جمعت ما يكفي من الأحجار، فأنا أعتبر عملي هذا كتراث أحمله معي في كل مكان، فإن مت لتبقى هذه التصميمات ذكرى للأجيال القادمة”. كما جعل العم محمد من فناء المنزل المدمر حديقة مصغّرة مستفيداً من خبرته الزراعية، بجانب أنه استفاد من مخلفات الحرب والأحجار المميّزة المتوفرة في الأنحاء لتزيين المنزل، حتى بات كتحفة فنية يرتادها الشبان والشابات، وكذلك العرسان لالتقاط الصور التذكارية فيه، لتعكس صورة متخيلة عن منزله الحقيقة في قريته قبل تهجيره منه. وحوّل منزله الأصلي في قريته، يقول المسن الكردي: “كنت قد صممت منزلي في دراقليا كما يحب قلبي، وقد أسميته “قلعة هارون الرشيد”، فقد كنت أجمع الأحجار الكريمة والنادرة من الجبال وعند البحيرات لأزيّن بها المنزل، كان في منزلي مرآب صغير ولكن تعرض لغارة طائرةٍ إبان هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين، أرسل لي أحدهم صورة فعرفت أن مرآب منزلي قد تدمر وقد سرق الجيش الحر جميع ممتلكاتي وسرقوا البوابة الرئيسية للمنزل التي يبلغ سعرها الآن حوالي مليوني ليرة سورية، عدا ما سرقوا من أشياء أخرى”. ويختم العم محمد إنه مُذ كان شاباً، كانت تستهويه التحف الفنية والمنحوتات، وعمل في ذلك المجال، واليوم يتمنى أن يعم السلام ليعود كلٌّ إلى دياره، وأن يعود هو إلى قلعته في قرية دراقليا بـ عفرين.
كذلك، أطلقت هيئة الثقافة في إقليم عفرين، ورشة عمل فني في مناطق الشهباء، بهدف إعداد عمل فني شامل يجمع بين منحوتات ولوحات تشكيلية وفيلم وثائقي من إنتاج وجهود أبناء مقاطعة عفرين، وفقا لمراسل عفرين بوست في المنطقة. والورشة الفنية التي تُقام بالتنسيق مع مجلس سوريا الديمقراطية، ستكون بعنوان “عفرين تنادينا.. صرخة سوريا” وذلك بمشارك 40 فنان/ة تشكيلي من أبناء عفرين. حيث سيقوم الفنانون والنحاتون المشاركون في هذا العمل برسم وتشكيل ما بين 40 و60 لوحة فنية ومنحوتات وذلك خلال عمل متواصل يستمر على مدار شهر ونصف، علما أن الرسوم ستحاكي الواقع المعاش والانتهاكات والجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل. هذا وبعد انتهاء العمل سيفتتح معرض لعرض هذه الرسومات في مناطق الشهباء وعموم مناطق شمال وشرق سوريا.
نشر التطرف..
في السادس عشر من أغسطس\آب، عبّرت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها على سلامة رضوان محمد الذي اعتقلته ميليشيا “فيلق الشام” بتهمة الردّة، بسبب اعتراضه على تدخل مسلحيها في طريقة دفن زوجته المتوفاة، ودعت إلى إطلاق سراحه. ونقل موقع أحوال نيوز عن منظمة التضامن المسيحي العالمي، إن رضوان محمد، وهو مدرس لغة إنجليزية ومدير مدرسة قرية جقماق كبير/راجو، دخل في صراع مع الميليشيا المذكورة مرتين، الأولى عندما لم يتم دفن زوجته الراحلة، والتي تحوّلت عن الإسلام وفقًا للتقاليد المسيحية المحلية، والمرة الثانية عندما طالبت الميليشيا بإخلاء مبنى مدرسته لاستخدامها لأغراض التدريب الإسلامي. وقال رضوان للمسلحين بحسب الموقع “سوف أسلمكم المبنى في حالة واحدة فقط: إذا نزل السيد المسيح إلى الأرض مرة أخرى”. ونقلت منظمة التضامن المسيحي العالمي عن نهاد حسن، وهو راعي كنيسة كردية في بيروت، قوله إن الرجل المذكور محتجز على الأرجح في مقر مليشيا “فيلق الشام” في عفرين، ويواجه خطر الإعدام. وقال حسن: “نحن قلقون للغاية على حياة رضوان”، مؤكداً أنّ “هذه الجماعات الإسلامية وأسيادها الأتراك يسيرون على خطى (تنظيم الدولة الإسلامية). وفي الواقع، العديد من مقاتليهم أعضاء سابقون في داعش والقاعدة”، حسب ما نقله موقع “أحوال تركية”. من جهته قال ميرفين توماس الرئيس التنفيذي لمنظمة التضامن المسيحي العالمي “نحن قلقون للغاية بشأن وضع السيد رضوان ونحث خاطفيه على إطلاق سراحه على الفور ودون شروط”، متابعاً: “كما نحث السلطات التركية على التدخل”. وأكد توماس أنّ على تركيا كبح جماح المليشيات الإسلامية الخاضعة لسيطرتها، و”إنهاء جميع أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان على الفور في المناطق التي يسيطرون عليها”، ودعت منظمة التضامن المسيحي العالمي إلى وضع حدّ لاضطهاد غير المسلمين في المنطقة. كما أعربت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها على سلامة رضوان أيضاً، ودعت إلى إطلاق سراحه. وقالت مفوضة اللجنة نادين ماينزا في تغريدة على تويتر “دليل إضافي على أن ظروف الحرية الدينية تغيرت بشكل جذري في المناطق التي احتلتها تركيا، مقارنة بما كانت عليه في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”. والإدارة الذاتية، وفقاً للجنة، مشروع متعدد الأعراق والأديان أنشأته أغلبية من السكان الأكراد والعرب في مناطق شمال سوريا، مع ضمان التمثيل العرقي للآخر.
في السابع عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يولي الاحتلال التركي اهتماماً استثنائياً بنشر الفكر الديني المتشدد وفق توجهاته الإخوانية عن طريق وكلائه من الجمعيات الدينية المتطرفة والممولة من الجهات الخارجية مثل قطر والكويت. وفي السياق قام وقف الديانة التركي بالتنسيق مع ما يسمى ب (تجمع شباب تركمان سوريا) في ناحية بلبله/بلبل، بإجراء الاختبارات التأهيلية الدينية باسم مسابقة “بلبل القرآنية” في معاهد مركز ناحية بلبل وقراها على مدى يومين 15-16/8 /2020، ووفق زعمهم تقدم للاختبارات أكثر من 120 طالب وطالبة في مساجد الناحية، وما زالت نشاطاتهم مستمرة حتى تاريخه، وتدار كل النشاطات الدينية من قبل مستوطنين متشددين تحت مسميات دَعوية وجمعيات خيرية وإغاثية تموّلها مؤسسات ذات توجهات إخوانية، والهدف تغيير ثقافة الإقليم المحتل وإحلال الفكر المتشدد محلها. والمعروف أن “تجمع شباب تركمان سوريا” كان من أوائل المؤسسات التي انخرطت في النشاط الدعوي والتعليمي في عفرين بعد الاحتلال وتوجهت إلى الناشئة والأطفال، فافتتحت معهد “الفتح المبين” في قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، كما افتتح في عفرين في السياق نفسه مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”، وفي سياق متصل بدأ وقف الديانة التركي عن طريق منسقه المدعو “محمد الأنطكلي” وهو تركي الجنسية بمشروع بناء مسجد في قرية قسطل مقداد التابعة لناحية بلبله/بلبل وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي لناحية بلبله/بلبل المشكل من قبل الاحتلال التركي، بعد أن قام الأخير بتأمين قطعة أرض لبناء المسجد عليها. والمفارقة أن قرية قسطل مقداد فيها مسجد منذ أكثر ٣٠ عاماً، إلا أن الاحتلال التركي قام بقصفه أثناء عدوانه على الإقليم الكُردي السوري في 20يناير/كانون الثاني 2018 وانهار إثر ذلك المسجد وكافة المنازل والمحلات التجارية الكائنة على طريق عام بلبل –عفرين، وفيما بعد تمت إزالة الأنقاض من المكان. وفي قرية بيلان في ناحية بلبله أيضاً بُدئ العمل ببناء مسجد آخر في القرية للمستوطنين، باسم “مسجد النور” وذلك بتمويل من منظمة تُعرف باسم “البنيان المرصوص” وهي جمعية إخوانية مقرها إسطنبول، وقد تم تأمين قطعة الأرض عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الكرد المهجرين قسراً للبناء عليها أيضاً، فيما يقوم وقف الديانة التركي بدعم عمليات البناء. يذكر أن عدة مشاريع لبناء مساجد توالت في إقليم عفرين المحتل فتم في 25/7/2020 وضع حجر الأساس لبناء “مسجد الذاكرين” في عفرين، وقد تبنت إنشاءه جمعية الإغاثة الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها الإرهابي وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا وانفجرت فضيحتها بداية عام 2014، وفي قرية تل طويل بدأت جمعية فلسطينيي 48 العمل لبناء مسجد على أرض مستولى عليها بدعم مالي قطري، وفي السادس من آب الذي يصادف فاجعة شنكال عام 2014 تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء مدرسة “عفرين” بتمويل من جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية الإخوانية التوجهات، وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”، وتم اختيار موقع مركز اتحاد الأيزيديين السابق في عفرين لبناء المدرسة، تأكيداً لاستهداف ثقافة الاقليم الأصيلة، ويتم بناء المساجد على عقارات مُستولاة عليها تحت يافطة “غنائم”وتعود ملكيتها لمهجري الإقليم، وهو مشروع يجسد استثمار أنقرة للقوة الناعمة واحتلال العقول ونشر الفكر الديني المتشدد، علماً أن أهالي إقليم عفرين جسدوا على مدى عقودٍ طويلة نموذجاً فريداً لتعايش الأديان والمذاهب والتسامح الديني، وتجاوزت مفاهيم الأغلبية والأقلية الدينية، ولم تُعرف مصطلحات التكفير والردة إلا بعد احتلال المنطقة من قبل الجيش التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، حيث بدأ نشر الفكر المتشدد والتكفيري.
تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..
في الخامس عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: آيا صوفيا هي نموذج معركة دونكيشوتية قادها أردوغان عبر الشعارات الرنانة، وتولى عبيده الاحتفال بها على أنها نصرٌ كبيرٌ، رغم أن تركيا لا تحتاج عملياً مسجداً إضافياً وهي التي تحوي أكثر من 90 ألف مسجد، ومدينة إسطنبول تضم نحو 3600 مسجد، ولكن المطلوب التوظيف السياسي والإعلامي للمسألة لتأكيد ريادة أنقرة الإسلامية، وليتولى تنظيم الإخوان المسلمين التطبيل والاحتفال طويلاً بالمناسبة. فقد أظهر مقطع مصور عرضاً عسكرياً قامت به ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات” في معسكر “سي بلال” غرب العاصمة الليبيّة طرابلس، احتفالاً بإعلان تحويل مسجد آيا صوفيا من متحف إلى مسجد. وفي الواقع الاحتفال، يتجاوز المعنى الديني ليكون مناسبة لتجديد ميليشيا العمشات الولاء لأنقرة، وأكّدت معنى التبعية والارتزاق، بعدما بلغ عدد المرتزقة السوريين في ليبيا 17300 مرتزق\قاتل مأجور. فيما لا ينطبق حديث فتح القسطنطينية الذي يتم تداوله “لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” على الواقع، لأن ما حدث كان غزواً ولم يكن فتحاً، فالسلطانُ دكُّ أسوارَ المدينة الحصينة وحاصرها ودخلها محتلاً. وتذكرُ مراجع تاريخيّة رصينةٌ أنّ الجيشَ العثمانيّ ارتكب مجازر بالمدينة واغتصب النساء واسترقَّ الأطفال، ولكن أنقرة تصرُّ على ترويجِ توصيفٍ أسطوريّ للجيشِ الذي احتل القسطنطينيّة وإسباغِ هالاتِ القداسة على السلطان العثمانيّ ووصفهِ بالفاتح، الذي بشّر به النبيّ، وأول من قام بتأويل حديث الرسول عن محمد الفاتح وفتح القسطنطينية هو محمد شمس الدين بن حمزة المعروف باسم شيخ الإسلام آق شمس الدين، والقصة مجردُ تأوّلٌ، والمقصود غير ذلك تماماً. حيث يتم العمل على تجديد التاريخ العثماني بناءً على جملة من الأساطير وأحدها الترويج والتسويقِ أنّ سليمان شاه بن قايا ألب هو جدُ مؤسسِ الدولة العثمانيّة عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه، وأنّه أحدُ الزعماءِ الأتراك، عاش في الفترة ما بين عامي 1178-1236. لكن المصادر العثمانيّة التي كُتبت بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر، مثل تاريخ أحمدي، وتاريخ أنوري، وتاريخ سلجوق نامه ليازجي أوغلو، وتاريخ شكر الله، وتاريخ إدريس البدليسي وغيرها، نسبوا عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانيّة كما يلي: “عثمان بن أرطغرل بن كندز ألب بن قايا ألب بن كوك ألب بن صارقوق ألب بن قايي ألب”. ويشير ذلك النسبُ إلى أنَّ “كندز ألب” هو الجدُ الحقيقيّ لآل عثمان، وليس سليمان شاه، وتؤيد ذلك المسكوكات المكتشفة في العصرِ الحديث والمنسوبة إلى عثمان الأول، إذ كُتب فوقها عثمان بن كندز ألب. ويبدو سليمان شاه، حكايةً لُفقت في عصرٍ متأخرٍ لمنحِ العثمانيّين نسباً ملكيّاً أفضل من النسبِ البدويّ المجهول الذي كان المؤرخون الأوائل في البلاط العثمانيّ على علمٍ به، ومتفقين عليه. وقد أوردَ المؤرخُ التركيّ أحمد جودت باشا بالقرن الـ19 في كتابه عن تاريخ الدولة العثمانيّة، والمعروف بـ “تاريخ جودت”، روايةً حول تأسيس دولة آل عثمان، فقال: “إنّ الأمير عثمان الأول، مؤسسَ الدولةِ العثمانيّة، هو ابن أرطغرل بن سليمان شاه”، وسليمان ذاك كان رئيساً لقبيلة قايي، التي دخلت مع غيرها إلى الأناضول عقب انتصار السلطان ألب أرسلان السلجوقيّ على البيزنطيين في معركة ملاذ كرد الشهيرة عام 1071، وقد مات سليمان غرقاً وهو يحاول عبور نهر الفرات قرب قلعة جعبر شمال سوريا، ودفن هناك”. وقد حازت رواية سليمان شاه الواردةُ في كتاب “تاريخ جودت”، قبولَ السلطان عبد الحميد الثاني والدوائر العثمانيّة الرسمية، فسعى عبد الحميد، لإيجادِ شرعيّة لوجودِ دولته بالشام مقابل القوى الأوروبيّة، فبحث عن قبر سليمان المزعوم شمال سوريا لبناء ضريح فوقه، فوجد ضالته في قبرٍ تركيّ في قلعة جعبر على ضفة الفرات الغربيّة قيل إنّها ضريح سليمان شاه، فأمر ببناء ضريح فوق القبر، وعُرف من بعدها باسم “تورك مزار” أي الضريح التركيّ. وقد كتب المؤرّخ التركيّ يلماز أوزتونا في الجزء الأول من كتابه “تاريخ الدولة العثمانيّة”: “إن قصة جعبر ما زالت قصة لا يمكن القطع بصحتها ومن المحتمل أن تكون برمتها قصة ملفقة”.
مقاومة الاحتلال..
في التاسع عشر من أغسطس\آب، هاجمت مجموعة من النساء الكُرد من أهالي قرية “قره كول” التابعة لناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مستوطناً كان يسرق التين من بستان مواطن كردي من أهالي القرية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز بلبله، إن الاحتلال التركي وميليشياته والمستوطنون في القرية يسببون أرقاً كبيراً لأهالي قرية “قره كوله”، إلا أن الأهالي لا يصمتون عن حقهم. وأشار المراسل إلى مستوطناً من الغوطة كان يسرق التين من بستان المواطن “أبو صطيف” وهو كردي من أهالي القرية، يوم الإثنين الماضي، وإن زوجة صاحب الأرض حاولت منعه، إلا إن المستوطن لم يسمع لها. وأضاف المراسل: “ذهبت الزوجة وجلبت عدة نساء من القرية، ومعهم العصي، وضربوا المستوطن وطردوه من الأرض”. ولفت المراسل إن المستوطنين تعودوا على أن يسرقوا ممتلكات المدنيين وألا يتصدى لهم أحد، نظراً لدعمهم من قبل الاحتلال التركي والميليشيات، إلا أن هذه المرة اختلفت عن كل المرات بعد أن طفح الكيل بالسكان الأصليين الكُرد. كما كان سكان قرية “قره كول” قد هاجموا سابقاً، حاجزاً لميليشيا “صقور الشام” التي تحتل القرية، وذلك بعد الازعاجات المتكررة لهم.
النظام السوري..
في التاسع عشر من أغسطس\آب، قالت دمشق، أمس الأربعاء، أن النظام التركي مستمر في ممارساته الإرهابية واحتلال أراضيها، والتعاون مع تنظيم داعش لسرقة مقدرات البلاد. وذكر مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إن “مجلس الأمن لم يفعل شيئًا لإنهاء عدوان النظام التركي على أراضي بلادنا وممارساته الإرهابية فيها”. وتابع: “النظام التركي مستمر في تعزيز وجوده على أراضينا ويحاول تغيير الخصائص الديموغرافية والاقتصادية والقانونية للأراضي التي تحتلها قواته”، ولفت إلى أن “قوات النظام التركي تتاجر مع تنظيم داعش الإرهابي في النفط والآثار المسروقة من بلادنا”. وتواصل المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وأنقرة، انتهاكاتها بحق المواطنين وممتلكاتهم في مناطق احتلالها بشمال سوريا، من خلال سرقة المتاجر والمنازل وإرغام المواطنين على دفع إتاوات.