عفرين بوست ــ تقارير
تلقت شبكة عفرين بوست إفادات من مواطنين من أهالي عفرين الكُرد، تتصل بالإتاوات المفروضة على أشجار الزيتون في قرى ناحية شيه/شيخ الحديد (هيكجه ــ سناره ــ آنقلة)، ما اضطر رجال مسنون وشباب إلى التخفي أو النزوح عن قراهم، بسبب حملات مداهمة المنازل في ساعات الليل والاعتداء على الأهالي بالضرب والتعذيب.
كما تفرض ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه/العمشات” إتاوات كبيرة بآلاف الدولارات على المواطنين العائدين مؤخراً من مخيمات النزوح القسري في منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، بعد غياب ومعاناة لنحو سبعة سنوات. وتتحفظ عفرين بوست على أسماء المواطنين الذين أدلوا بإفاداتهم حرصاً على سلامتهم.
إتاوات باهظة على أشجار الزيتون
يبدأ مواطن مسن كلامه بالدعاء إلى الله بأن يجازي من أشار إليهم بـ “هؤلاء” ووصفهم بالظالمين، وتساءل ماذا يريدون من الأهالي؟ ألا يكفي؟ ينتقم الله منهم.
فيما أكّد مواطن ثانٍ في إفادته صحة المعلومات الواردة من قرية آنقلة التابعة لناحية شيه/ شيخ الحديد، وقال: “الإتاوة المفروضة والمقدرة بمبلغ دولار أمريكي واحد عن كل شجرة زيتون للمواطنين المتواجدين في عفرين، ومبلغ 25 دولاراً عن كل شجرة من ممتلكات الغائبين. ويضيف: من دفع الإتاوة المفروضة باقٍ في منزله حالياً، فيما الذين لم يدفعوا لعجزهم، فقد غادروا منازلهم خوفاً من عقاب المسلحين.
وتساءل المواطن: بالنسبة للمواطنين الغائبين أصحاب الحقول، من أين لهم دفع الإتاوة؟ وهل شجرة الزيتون التي تثمر كل سنتين موسماً واحداً توفر للمواطن مبلغ 25 دولاراً؟ ويضيف: الأمر بهذا الشكل، إنّهم يزيدون معاناة الناس ويستفزونهم.
إتاوات مجحفة بحق العائدين مؤخراً
في الإفادة الثالثة مواطن يقول: المواطنون العائدون من مخيمات الشهباء إلى قرية أرنده، يخشون دخول قريتهم، فقد فرضت إتاوة مقدراها 4ــ 5 آلاف دولار عن كل سيارة، فيما إتاوة استعادة المنازل تصل إلى 15 ألف دولار، ولذلك فإنّ العائدون من أهالي قرية أرنده مكثوا في مركز ناحية شيه ومدينة جنديرس، يخشون العودة.
50 عائلة هربت من بيوتها
مواطن رابع وهو أيضاً مسن: يقول إنه يعجز عن توصيف الوضع القائم، فاليوم هناك نحو خمسين عائلة تركت منازلها وهربت، بسبب الإتاوات المفروضة بحقهم لأن بقاؤهم في المنازل يعني فرض دفع الإتاوات تحت طائلة التعرض للمعاملة القاسية والتعذيب، ويسأل: من أين للمواطن العادي الذي لا يملك المبالغ المطلوبة إمكانية الدفع؟ ويختم المطلوب حل لهذه المسألة.
في الإفادة الخامسة يقول مواطن آخر من أهالي ناحية شيه: لا أحد من الأهالي يجرؤ على الحديث عن الانتهاكات طيلة السنوات التي مرت، واليوم الأهالي العائدون من مناطق النزوح القسريّ لا يجرؤون على العودة إلى قراهم، ويؤكد أنّ الظروف التي مروا بها لا يعلم بها إلا الله.
الشكوى في دمشق
وأمام هذا الواقع يقترح مواطن سادس تشكيل وفدٍ من الأهالي، ليقصد مدينة دمشق لعرض قضيتهم ومطالبهم على السلطات القائمة بعد سقوط النظام، ولا توجد أية موانع بعد فتح كلّ الطرق، أو في الحد الأدنى يذهبوا إلى مدينة إدلب، وإلا سيتفاقم الأمر أكثر، فهناك مسعى لإنهاء وجود الأهالي، عبر هذا السلوك “الإجراميّ”، وكلنا نعلم أنّ هؤلاء المسلحين ينتمون لميليشيات وضعت على قوائم العقوبات بسبب انتهاكاتها وممارساتها بحق الأهالي، إذ لا هدف لهم إلا السرقة وتحصيل الأموال، وهؤلاء المسلحون مختلفون تماماً ومنفصلون عن السلطة القائمة حالياً في دمشق. ويؤكد المواطن أن المخطط أكبر مما يبدو للعيان.