عفرين بوست- متابعات
يتزايد أعداد السوريين واللبنانيين الفارين من هول القصف الإسرائيلي على لبنان، إذ بلغ عدد الوافدين عبر المنافذ الحدودية قرابة 500 ألف بينهم قرابة 120 ألف لبناني.
ويعاني السوريون العائدون إلى مسقط رأسهم مصاعب عدة، نتيجة تعدد مناطق السيطرة في سوريا، وتعتبر المناطق المحتلّة من قبل تركيا هي الأسوأ من حيث المعاملة والاستقبال.
وفق مصادر رسمية من خلية الأزمة التي شكلتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، دخل 19 ألف شخص إلى مناطقها، وقد دخل قرابة 7 ألف منهم إلى جرابلس عبر معبر عون الدادات بناءً على رغبتهم، وجميعهم من السوريين المنحدرين من ريفي حلب وإدلب.
دخل هؤلاء السوريون إلى معبر عون الدادات على دفعتين، في الأولى بلغ عددهم 2000 شخص وفي الثانية والثالثة 4900 شخص، وقد عرقلت الميليشيات المسيطرة على المعبر في الطرف المحتل دخول هؤلاء، حيث مكثوا في العراء مدة تزيد عن 24 ساعة لحين الانتهاء من الإجراءات الأمنية وأخذ الموافقات من الجانب التركي.
تركيا هي المعرقلة
نقلت وكالة محلية عاملة في المناطق المحتلة عن مصدر أمني تركي، “عدم وصول الفارين من الحرب الدائرة في لبنان إلى حدود تركيا”، وهو ما يشير إلى أنّ عرقلة دخول الفارين من الحرب جاءت بأوامر تركية، وخشية أن يكون هدف دخول الفارين إلى المناطق المحتلة هو السفر إلى تركيا عبر شبكات التهريب التي تديرها الميليشيات الموالية لأنقرة.
مكوث النساء والأطفال في العراء لمدد طويلة قبالة معبر عون الدادات دون تقديم أي خدمات لهم
وقد انتشر الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق مكوث النساء والأطفال في العراء لمدد طويلة قبالة معبر عون الدادات دون تقديم أي خدمات لهم، باستثناء وجبات غذائية قدمتها منظمات إغاثية.
وكانت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، قد أطلقت مبادرة وفّرت عبرها المواصلات والتسهيلات للسوريين العائدين إلى مناطقهم، وتكفلت بجزء كبير من الأعباء المالية، بعد مراجعتهم مقرّ الممثلية ورابطة نوروز الثقافية في بيروت، ووفقٍ لهذه الآلية تم نقل أكثر من 19 ألف سوري من لبنان إلى المنطقة بشكل مباشر وعبر مناطق سيطرة الحكومة السورية، وخيرت السوريين بالقباء في مناطقها أو العبور لأماكن يرغبونها في الداخل السوري.
عون الدادات كان الأسواء
“أحمد سميح الصالح”، سوري ينحدر من ريف إدلب، نزح عام 2014 إلى لبنان ومكث في مدينة صور، وعمل في الزراعة هناك، ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على المنطقة المحيطة بهم، فرّ إلى بيروت، إلّا أنه لم يتمكن من البقاء هناك نتيجة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار أجارات البيوت، فاضطر للعودة إلى مسقط رأسه.
يقول الصالح في لقاء له مع صحيفة محلية، أنهم واجهوا مشقة السفر من لبنان إلى سوريا نتيجة كثرة الحواجز والتدقيق الأمني، إلا أن آلية عبورهم الجماعية سهلت الكثير عليهم، وأشاد الصالح بدور الإدارة الذاتية وأنّ التسهيلات الأفضل كانت من قبلهم، وتم قبول طلبهم بالعبور إلى إدلب وسهلوا وصولهم إلى معبر عون الدادات.
مكث أحمد مع عائلته في ذاك المعبر برفقة العديد من السوريين لمدة 34 ساعة، لحين تسوية إجراءاتهم الأمنية وقال “كانت هناك صعوبات عدة ولم تقدم التسهيلات لنا في المعبر وبعد العبور واجهنا العديد من المصاعب إلى أن وصلنا لإدلب”.
سلطات الاحتلال التركي ومجالسها المحلية لم تقدم أي مساعدات أو توفر أماكن لجوء للفارين من الحرب اللبنانية
لا مساعدات للفارين
ويذكر أن سلطات الاحتلال التركي ومجالسها المحلية لم تقدم أي مساعدات أو توفر أماكن لجوء للفارين من الحرب اللبنانية، بل حاولت عرقلة دخولهم للمنطقة وذلك لاعتبارات سياسية.
في الوقت ذاته أرسلت تركيا سفن عدة يوم الأربعاء الماضي إلى لبنان لإجلاء الأتراك العالقين هناك، دون الاهتمام بالسوريين المنحدرين من المناطق المحتلة من قبل الجيش التركي.
“سمير العمر” في العقد الخامس من عمره، نزح هو الآخر من إدلب عام 2013 وتوجّه إلى لبنان ومكث في مدينة صور، ومع تزايد وتيرة القصف قرر العودة إلى سوريا، هو الآخر أكد أنه خلال رحلة عودتهم بدءًا من الحدود السورية اللبنانية وحتى وصولهم إلى معبر عون الدادات لم يواجهوا صعوبات بل على العكس كان ثمة تسهيلات عدة وتقديم الخدمات لهم دون مقابل.
يقول سمير “لم تبقى حياة في لبنان، لذا كان قرارنا هو العودة إلى منازلنا التي هجرنا منها منذ أكثر من عقد”، وقال أنه خلال عبورهم مناطق سيطرة الحكومة واجهوا بعض التدقيقات الأمنية فيما يخص الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ومع وصولهم لمناطق الإدارة الذاتية اختلف الوضع وتم تقديم التسهيلات والخدمات لهم وإيصال الراغبين في التوجه إلى إدلب بشكل جماعي عبر 13 بولمان إلى معبر عون الدادات، هناك في ذلك المعبر بحسب سمير لاقوا صعوبات عدة ويقول “مكثنا هناك لوقت طويل دون السماح لنا بالتجوال أو الخروج من المساحة المسموحة لنا، المعاملة لم تكن جيدة وثمة صعوبات كثيرة حتى وصولاً إلى إدلب”.
وبلغ عدد النازحين الإجمالي من لبنان إلى سوريا عبر كافة المعابر الحدودية وفق الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة السورية 498 ألف شخص، أي ما يقارب نصف مليون نسمة، ووفق تقديرات لبنانية بلغ عدد اللبنانيين النازحين داخليا وخارجيا 1.2 مليون نسمة، ونشطة حركة النزوح عبر البحر في الفترة القليلة الماضية نتيجة توقف غالبية الرحلات الجوية على بيروت.