ديسمبر 22. 2024

استمرار توافد اللبنانيين والسوريين الفارين من الحرب… مخاوف من التغير الديمغرافي

عفرين بوست- خاص

يتخوف بعض أهالي ريف حلب الشمالي، لاسيّما تلك القرى التي أفرغت من أهلها قبل عدة أعوام بعد سيطرة الحكومة السورية عليها، من تحويل تلك القرى إلى مراكز إيواء دائمة للنازحين اللبنانيين إلى سوريا، خاصةً وأنّ غالبية اللبنانيين الوافدين إلى سوريا موالين لحزب الله.

ووفق الأرقام الرسمية التي نشرتها الحكومة السورية أن قرابة 200 ألف سوري عادوا من لبنان عبر المراكز الحدودية الرسمية، إلى جانب قرابة 90 ألف لبناني قصد غالبيتهم مناطق دمشق وحمص وحماه، ووصل عدد قليل منهم إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، ووفق لبعض المصادر من البلدتين أن 30 عائلة لبنانية قصدوا البلدة وقد تم تأمين سكن مؤقت لهم.

وتوافد قرابة 17 ألف سوري إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وإضافة إلى 44 عائلة لبنانية قصدت المنطقة، بعد تسهيلات قدّمتها، وعبر قرابة 2000 سوري كانوا مقيمين في لبنان إلى المناطق المحتلة عبر مدينة منبج إلى جرابلس، وتم إيقافهم لمدة 12 ساعة ميليشيا “الشرطة العسكرية” للتدقيق في بطاقاتهم الشخصية قبل السماح لهم بدخول تلك المناطق.

تبدو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، لن تكون قصيرة الأمد، على غرار حرب إسرائيل على غزة، الأمر الذي دفع مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين للنزوح إلى سوريا.

في السياق ذاته، قالت “الوكالة اللبنانية للإعلام“، إن عدد النازحين الإجمالي في لبنان ارتفع إلى مليون و200 ألف شخص، انتقل معظمهم إلى منازلهم في مناطق أخرى أو للإقامة مع ذويهم أو في فنادق ومنازل مؤجرة داخل لبنان، إضافة إلى آخرين سافروا جوًا أو عبروا إلى سوريا.

وتعليقًا على نزوح السوريين إلى بلدهم، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، إن “عودة اللاجئين السوريين من لبنان، تثبت وجود مناطق آمنة في سوريا”، مطالبًا الأمم المتحدة بإعطاء الأولوية القصوى لمساعدة النازحين اللبنانيين.

كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد ذكرت أنه بلغ عدد الأطفال تحت سن 18 عامًا حوالي 60% من كامل الوافدين إلى سوريا، ما يؤكد وجود عدد لافت بين الأطفال النازحين.

تشهد الحدود اللبنانية- السورية حركة عبور بشكل يومي من النازحين تجاه الأراضي السورية بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، ومنهم من يغادر سوريا أيضًا إلى دول أخرى كالعراق والأردن ودول الخليج العربي.

وفي السياق، قال مصدر مسؤول في خلية الأزمة المشكلة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المعنية بمتابعة أمور الوافدين من لبنان، أنهم قدموا تسهيلات عدة للسوريين واللبنانين المتوجهين إلى مناطقهم، مع توفير مراكز عدة لإيوائهم ضمن المخيمات الداخلية في المنطقة والبعض منهم فضل التوجه إلى مناطق الاحتلال التركي، ورغم تخوف الإدارة من أن هذا النوع من العبور سيؤثر على ترسيخ التغير الديمغرافي في المنطقة، إلا أنها ولاعتبارات إنسانية لم تمنع مرورهم عبر مناطقها إلى جرابلس المحتلة من قبل تركيا.

من جانبه أكد محمد الخلف القاطن في أعزاز، من أن يتحول مسقط رأسه بلدة بيانون المحاذية لبلدتي النبل والزهراء إلى مركز إيواء دائم للعائلات اللبنانية بعد توارد أنباء عن إسكان عدة عائلات في تلك المنطقة، وكانت الحكومة السورية بالتعاون مع المسلحين الموالين لإيران فرضوا سيطرتهم على كامل القرى الرابطة بين مدينة حلب إلى بلدتي نبل والزهراء في عام 2019، وسعت إيران عبر السوريين الموالين لها استملاك الأراضي هناك وتمكنت إيران وفق مصادر عدة من شراء عقارات مهمة في مدينة حلب على مدار السنوات الماضية من الحرب السورية.

حسين الملقب بـ”أبو العبد” قلل من تخوف الخلف، وقال أنهم من منطلق إنساني احتضنوا عدة عائلات لبنانية وهم مستعدين لاستقبال أعداد أكبر من اللبنانيين وتقديم العون لهم، نتيجة الترابط العقائدي بينهم، وتابع “المنطقة المحاذية لنا غير صالحة للعيش وتفتقر للبنى التحتية وسبل العيش وبالتالي ليس بالوارد أن نجلب عائلات لبنانية على هذه المنطقة.

وأكد أبو العبد أن غالبية اللبنانيين الذين توافدوا إلى سوريا يفضلون البقاء في حمص ودمشق وتلك المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، جل العودة في أقرب فرصة، وأنهم لن يتركوا لبنان والعيش في سوريا على المدى الطويل، وبالتالي قلل من فرص التغير الديمغرافي في المناطق السورية، لاسيما أن أعداد السوريين العائدين من لبنان يفوق أعداد اللبنانيين كثيراً.

كما وصل عدد من العائلات السورية الفارين من لبنان إلى مناطق الشهباء شمال مدينة حلب، ويتم تجهيز خيم خاصة لهم، ووفق مسؤول محلي هناك 25 عائلة دخلت الشهباء وأن العدد مرجح للزيادة.

ترتبط لبنان مع سوريا بستة منافذ برية، وتعتبر الدولة الوحيدة التي لها حدود برية مع لبنان، عدا الحدود مع فلسطين المحتلة، المشتعلة بسبب التصعيد الإسرائيلي، ولا توجد فيها معابر لدخول وخروج المواطنين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons