عفرين بوست ــ متابعة
قالت، من أجل التوصل إلى اتفاق بين دمشق وأنقرة، لا بد أولاً لتركيا الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، وأوضحت أنهم يتوقعون إصرار نظام دمشق على هذا الشرط.
جاء ذلك في لقاء مع الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية لدى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، مع وكالة فرات للأنباء ANF، نشرته اليوم الإثنين 8/7/2024.
وقالت إلهام: “كل لقاء واتفاق من شأنه المساس بكرامة الشعب السوري يصبح قضية للمساومة، وقد تدخلت الدولة التركية في الملف السوري بأساليب مختلفة ومتنوعة في المراحل الأولى من الأزمة السورية، كما تجاوزت الدولة التركية حدود اتفاقية أضنة بهجماتها العسكرية، وتطبق سياسة الاحتلال والضم”
وذكرت وجود عقبات أمام اتفاقات كلا الطرفين، لأنّه لا الدولة التركية ولا حتى حكومة دمشق تتمتعان بتلك الاستقلالية في اتخاذ قراراتهما، فقد باتت الأزمة السورية مشكلة قائمة بين الدول، وهم يصرون على التغيير الديمغرافي، ولذلك، يجب مراعاة أمن ومصالح الشعب السوري أولاً وقبل كل شيء، وبهذا الصدد، ينبغي أن يكون انسحاب الدولة التركية من الأراضي السورية الشرط الأول للاتفاق، عدا عن ذلك، فإن الاتفاقيات التي سيتم إبرامها لن تكون لصالح شعب شمال وشرق سوريا فحسب، بل لجميع شعوب سوريا”.
وأشارت إلى أنّ التوصل إلى اتفاق بين دمشق وأنقرة، يتطلب استيفاء العديد من الشروط، أولها مغادرة القوات التركية المناطق السورية المحتلة، وأنّ النظام يصرُّ على هذا الشرط.
وفيما يتصل بالخطوات التالية ذكرت إلهام أنّ هناك قضايا مشتركة يتعين معالجتها وهي المتعلقة بالشعوب، وهي ليست قضية شمال وشرق سوريا فقط، بل تشمل أيضاً شمال وغرب سوريا، والتي تحتلها الدولة التركية الآن وخرجت من سيطرة حكومة دمشق، وحل هذه المشكلة يمثل عبئاً ثقيلاً على كلتا الدولتين. مشيرة إلى أنّ الحلّ، يجب أن يكون بطريقة تشمل سوريا بأكملها، والمطلوب من النظام اتخاذ خطوات جديدة ويتجه نحو التغيير، وإذا عاد الأشخاص الذين يعتبرهم النظام مجرمين إلى منازلهم، وعاد جميع المهجرين إلى منازلهم، وانسحبت الدولة التركية من المناطق المحتلة، أي، إذا كان هذه هي المقاربة، فإن المشكلة السورية أيضاً ستُحل”.
وفيما يتصل بالظروف الحالية التي يجري فيها مسار التصالح ذكرت إلهام أحمد أنّ الحرب في الشرق الأوسط آخذة في الانتشار تدريجياً، بالإشارة إلى احتمال تطور مفاجئ في لبنان، يؤثر بشكل وثيق على سوريا، ويبدو أنّ روسيا تريد إغلاق الملف السوري، وتريد إنهاء مسألة المعارضة؛ وأعربت عن اعتقادها أنّ هذا حل مؤقت كما هو الحال في مدينة درعا، وما لم تفكر روسيا في حل دائم، فإنّ هذا الجرح سيظل دائماً مفتوحاً ويستمر في النزيف.
ولأن قضية اللاجئين السوريين تشكل جزءاً مهماً من الأزمة السورية قالت إلهام أحمد: “لدينا مشروع لحل مشكلة اللاجئين ومنطقتنا هي منطقة يمكن لهؤلاء الناس أن يلجئوا إليها، وبهذا المعنى، فإنه يجب أن يكون لدى الأمم المتحدة مفهوم للإدارة الذاتية”.