عفرين بوست ــ خاص
قرية ݘما ــ جمان Çema، أو جمانلي، ويعود اسم “چَه ما” إلى عشيرة كرديّة، يوجد منهم حول منطقة بدليس، هي قرية متوسطة، تتبع ناحية شران، تبعد عن مركزها 3 كم باتجاه الشمال، تتربع فوق هضبة تحيط بها المنحدرات، وتنحدر سفوحها الغربيّة بشدة نحو وادي نهر عفرين. وتنتشر على السفوح المحيطة بها غابات الصنوبر وحقول الزيتون.
تتألف القرية من نحو 170 منزل، وعدد سكانها نحو 1100 نسمة من الكُـرد الأصليين، يعملون سكانها بزراعة الزيتون والكرمة وتربية الأغنام والماعز، ويقدر عمرها حوالي 350 عام، ويوجد في الجهة الغربية للقرية مزار شيخ محمد.
العدوان والاحتلال
خلال العدوان قصفت القرية عدة مرات وتعرضت للقصف الجويّ في 23/1/2018، واستشهد المواطن عبد القادر منان حمو (60 سنة) بقصف جوار منزله، وقصفت مدفعية الاحتلال في 8/2/2018، وشهدت القرية معارك عنيفة، وشهدت القرية اشتباكات عنيفة قبل احتلالها في 3/3/2018، وتم تدمير عربة عسكرية مصفحة BMB، بإصابتها مباشرة ومقتل طاقمها.
دمر قصف جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات أثناء الحرب /18/ منزلاً، لمواطنين من القرية: عبدو موسى خليل، شكري موسى خليل، نبهان شكري خليل، حنان محمد خليل، نبي نوري عارف، هوريك عثمان، صبري ياسين خليل، محمد رشيد سيدو، كاميران رشيد إبراهيم، عماد رشيد إبراهيم، حنان محمد رشيد، إبراهيم علو، مصطفى إبراهيم، بشير صبري محمد، محمد محمد علو، أنور محمد، حسن علي زينو، عبدو حمو”.
كما تضرر /16/ منزلاً للمواطنين: أوريا إبراهيم، حسن معمو، زكريا إبراهيم، إسلام حج شريف، نعسو إبراهيم، خليل حج ياسين، إبراهيم معمو، محمد معمو، نوري خليل إبراهيم، رفعت خليل، مصطفى محمد، محمد عبود، جمال نعسو خليل، رشيد إبراهيم، محمد سيدو، عبد الله شريف- بناء من خمس طوابق.
سيطرت في البداية على القرية ميليشيات “السلطان مراد والحمزات”، وفيما بعد تحولت السيطرة إلى ميليشيا “ملكشاه”، والتي تتخذ من أربعة منازل بالقرية مقرات عسكريّة، وتعود المنازل للمواطنين: خالد إبراهيم، حيدر مجيد، رشيد نعسو خليل، فيّلا منان محمد رشيد.
الاستيلاء على الممتلكات والحقول
لدى احتلال القرية سُرقت كافة محتويات المنازل والمحلات وورشات الخياطة، من المؤن والأواني النحاسيّة وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائيّة وماكينات الخياطة وأقمشة وغيرها، وكافة آلات معصرتي خليل حج ياسين مع تضرر مبناها بالقصف، منان رشيد الذي استرجعها بدفع مبالغ مالية كبيرة، وكذلك جرارات زراعية ودراجات نارية ومجموعات توليد كهربائيّة، استعيد بعضها بعد دفع أتاوى ماليّة من قبل أصحابها، ومحوّلة وكوابل وبعض أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي.
واستولت الميليشيا على أملاك كثيرة (حقول زيتون وغيرها)، تعود ملكيتها لمواطنين من القرية منهم: عبدالله عثمان، هوريك عثمان، يوسف عثمان، منان اسماعيل إبراهيم، قدري إبراهيم، عائلة حمو، واستعيد بعضها بموجب وكالات لمقربين لهم ولقاء دفع إتاوات بلغت 50% على الإنتاج، إضافة لفرض إتاوة 10% على إنتاج مواسم المواطنين الباقين بالقرية.
تفرض الإتاوات المتنوعة على حقول الزيتون والموسم، وتفرض على الأهالي مواعيد معينة لجني المحصول، تحت طائلة مزيد من الإتاوات، فيما تقوم الميليشيا والمستوطنون المقيمون في المخيمات بما فيها سكان المخيم الكائن في قرية ماتينا قرب مزار الشهداء، وتتم سرقة الموسم قبل حلول موعد جني المحصول، بطرق جائرة مع تكسير فروع الأشجار الكبيرة بغاية التحطيب.
التغيير الديمغرافيّ
كغيرها من قرى عفرين تعرضت جمان للتغيير الديمغرافيّ بتهجير أهلها قسراً والتضييق على عودتهم وعاد نصف العوائل، ومعظمهم كبار السن ويقدر عددهم 275 نسمة والبقية مهجّرون قسراً، وتم توطين حوالي /70 عائلة= 425 نسمة/ من المستوطنين، وأنشئت في القريبة بعض الخيم. وفي 1/4/2018، أقدم مسلحو ميليشيا “السلطان مراد”، على طرد خمس عوائل من قرية بعرافا ورحّلوها قسراً إلى قرية جمان. والمستوطنون الذين تدفقوا إلى القرية سكن بعضهم في منازل الأهالي المهجرين والباقي في مخيمات أقيمت في محيط القرية.
في مطلع 2022 بدأت سلطات الاحتلال مشروع بناء مستوطنة على الطريق الواقع بين قريّة جمان ومركز ناحيّة شران، وتتألف القريّة الاستيطانيّة الجديدة تتألف من 400 منزل، وتموّلها جمعيّة “العيش بكرامة” الفلسطينية ومنظمات خليجية بإشراف من سلطات الاحتلال. وتم توثيق عمليات التوسيع والبناء بمقطع مصور.
الاختطاف والاعتقال
تعرّض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز ماديّ وغيره، واعتقل العديد من المواطنين بتُهمةِ العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة لمدد مختلفة وفرض فديات وغرامات ماليّة.
في 22/9/2018 توفي المواطن المسن وقفي إبراهيم جاويش (80 سنة) تحت التعذيب، وكانت مليشيا “السلطان مراد” قد اقتحمت منزله واختطفته وعذبته بشكل وحشيّ بالعصي والكهرباء لمدة شهر تقريباً ما أدّى لوفاته. ورفض المسلحون تسليم جثمانه لعائلته لدفنه، خشية تصويره، وتم إبلاغهم أنّهم سيقومون بأنفسهم بدفنه.
ــ 21/3/2020 داهم مسلحو ميليشيا “السلطان مراد”، منزل خطف المواطن الكُردي فخري أبو علي (34 سنة) واختطفوه وسلبوا أجهزة الهاتف من أفراد أسرته، وكان المواطن “فخري” قد اختطف سابقاً، وأفرج عنه بعد دفع فدية ماليّة مقدارها ألف دولار.
– في مارس 2020 اختطف مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” 3 مواطنين من قرية جمان وهم: جوان رشيد حجي، عماد رشيد، فخري جمال حج ياسين
ــ 20/3/2022 اختطفت مسلحون مجهولون الفتاة فيدان أحمد يازو (18 سنة) بعد خروجها لساحة المنزل، وباليوم التالي اتصلت بوالدتها وأبلغتها بأنها مخطوفة، وطالب الخاطفون العائلة بفدية ماليّة مقدارها 20 ألف دولار أمريكي للإفراج عنها، وتقدمت والدة الفتاة شكوى بحق المجموعة المسلحة لدى سلطات الاحتلال التركيّ في ناحية شران، مطالبة باستعادة ابنتها ومحاسبة الخاطفين. علماً بأن والد الفتاة كان معتقلاً لدى ميليشيا الشرطة العسكرية قبل ستة أشهر بتهمة كيدية من أجل تحصيل الفدية. وكان قد اُختطف شقيقها “زكي” مدة شهر ونصف قبل فترة.
في أواخر سبتمبر 2023 اعتقلت ميليشيا الشرطة المدنية المواطن “محمد أنور” (41 سنة) من عائلة “مصر” وابن مختار القرية القديم، بعد عودته من مناطق النزوح القسري في الشهباء، بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتيّة السابقة. واقتيد المواطن “محمد أنور” إلى مقرها في ناحية شران.
قطع أشجار الحراج والزيتون
قطعت معظم الغابات في محيط القرية، بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما، منها غابة صنوبريّة اصطناعية شرقي القرية، زُرعت قبل نحو أربعين سنة بمساحة تقريبيّة /120/ هكتاراً، وتظهر صور بثلاثة تواريخ مختلفة (فبراير 2018م- قبل الاحتلال، سبتمبر 2019م، أكتوبر 2020م) بوضوح حجم القطع الجائر والذي يصل إلى درجة الإبادة الكاملة للغابة، وخلال سبتمبر 2020 قطع مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” أعداداً كبيرة من أشجار الصنوبر الحراجيّ المعمر.
في 2/7/2020 أضرم النيران في الأحراش الواقعة ما بين قريتي جَّمان وقرقينا، ما أدى لاحتراق مساحات واسعة من الغابة، واستمرت النيران إلى اليوم التالي.
في مارس 2020تم تداول مقطع مصور يُظهر قطعاً كاملاً من الجذوع لأشجار الغابة الواقعة على الطريق بين قريتي قسطل جندو.
في يناير 2021 قطع مسلحو “السلطان مراد” 35 شجرة زيتون في محيط القرية، تعود للمواطن محمد جاويش. وفي مارس 2021 قطع المسلحون 76 شجرة زيتون على أطراف بحيرة ميدانكي تعود للمواطن محمد معمو.
في أبريل 2023، قطع مسلحو “ملكشاه” ينحدرون من ريف حمص، 25 شجرة زيتون للمواطن حسن صبحي. وفي ديسمبر 2023 قطع مسلحو “ملكشاه” 15 شجرة زيتون من حقول القرية.
البحث عن الآثار وسرقتها
خلال تموز 2020، قامت مجموعة مسلحة من ميليشيا “السلطان مراد” يقودها المدعو “أبو عبد الله” من مدينة حمص، بعمليات الحفر والجرف بين الاراضي بهدف التنقيب عن الآثار في المنطقة الواقعة بين قريتي جما وبعرافا، وأحدثوا حفراً كبيرة.
وجرت عمليات حفر ونبش في مواقع أثريّة، منها موقع خرابة سيمون، وسُرقت منها كنوز دفينة لم يعرف عددها ونوعها.
عملية مقاومة في القرية
في 17 سبتمبر 2019، فجّرت قوات تحرير عفرين عبوة ناسفة بمقر لميليشيا “السلطان مراد” بالمنطقة الواقعة بين قريتي جما وأومرا ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين.
انشقاق في صفوف ميليشيا “مراد”
في 6/6/2020، نشب خلاف بين مسلحي “لواء الهدى” و”السلطان مراد” على خلفية رفض ميليشيا “لواء الهدى” إرسال مسلحيها للقتال في ليبيا وتطور الخلاف لتعلن ميليشيا “لواء الهدى” الانشقاق عن “السلطان مراد” ويقوم مسلحوها بقطع الطرق الفرعية في قرية جما تحسباً لأي هجوم من مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” وشهدت القرية حالة توتر واستنفار عسكريّ على مدى أكثر من يومين.
31/108/2022 قُتل المدعو “بلال أبو وليد”، المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية ــ الفيلق الثالث”، بانفجار عبوة ناسفة بسيارته على طريق شران – أعزاز قرب قرية جمان وأصيب اثنان من مرافقيه، وكان المدعو “أبو وليد” مسؤولاً عن معسكر للجبهة في ناحية شران.
المصادر:
ــ شبكة عفرين بوست الإعلامية.
ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ (يكيتي).
ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية، محمد عبدو علي.
ــ كتاب: عفرين… نهرها وروابيها الخضراء، عبد الرحمن محمد.
ــ بيان قوات تحرير عفرين المؤرخ 19/9/2019.