عفرين بوست ــ خاص
استبقت سلطات الاحتلال التركي عيد نوروز لهذا العام 2024، بوضع لوحات إعلاميّة احتفالية بالعيد، تم وضعها في عدد من قرى عفرين المحتلة، وجرى إشعال نيران نوروز في عدة قرى وليس على نطاق شامل كما جرت العادة في أعياد نوروز سابقًا.
وأقيمت عدة الاحتفالات بعضها كانت حاشدة بليلة نوروز كاحتفال قريتي بعدينا وباسوطة وأمام منزل عائلة بيشمرك بمدينة جنديرس، فيما لم تشهد مدينة عفرين أية مظاهر احتفالية بليلة ويوم نوروز.
وشهدت مرتفعات إقليم عفرين إشعالاً للنيران كتحدي وبشكل حذر، علمًا أن الأغلبية من أهالي عفرين أحجموا عن إشعال النيران خشية التعرض للمساءلة أو الاعتقال على يد سلطات الاحتلال التركي.
بالمطلق فإنّ الإجراء من سلطات الاحتلال التركيّ لا يقصد بها الاحتفال بعيد الكرد القوميّ في منطقة كردية تمارس فيها أسوأ السياسات العنصرية بحق الكرد ويتواصل التغيير الديمغرافي وتغيير الهوية الكردية للمنطقة ثقافيًا واجتماعيًا ويختطف الأهالي بشكل يوميّ فيما انتزاع الملكيات بالقوة.
وجاءت هذه الخطوة بعدما تناولت عشرات التقارير الإعلامية والحقوقية وحتى الصادرة من منظمات دوليّة مجزرة جنديرس التي وقعت عشية نوروز 2023 وارتقى أربعة أشخاص شهداء من عائلة بيشمرك الكرديّة، إذ أطلق مسلحون النار بدم بارد على خلفية إشعال النار احتفالًا بعيد نوروز القوميّ.
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، يوم 22 مارس، تقريرًا عن المجزرة التي ارتكبها مسلحون من ميليشيا تابعة لما يسمى “الجيش الوطني” التابعة لأنقرة في مدينة جنديرس وراح ضحيتها أربعة مواطنين كرد شهداء وأصيب اثنان عشية عيد نوروز. وذكر التقرير تفاصيل المجزرة وقال: “بصفتها قوة احتلال وداعمة للفصائل المحلية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمالي سوريا، فإنّ تركيا ملزمة بالتحقيق في عمليات القتل هذه وضمان محاسبة المسؤولين عنها. وعلى تركيا أيضًا قطع كلّ الدعم عن فصائل الجيش الوطنيّ المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة أو المنهجية وانتهاكات القانون الإنسانيّ الدوليّ”.
ووصف التقرير الدوري الصادر عن لجنة التحقيق الدوليّة الخاصة بسوريا 12/9/2023، مجزرة جنديرس كواحدة من أبرز الأحداث في الفترة المشمولة بالتقرير، وجاء في الفقرة 75، وقال: في 20 آذار/ مارس أطلق أفراد محليون من فصيل “جيش الشرقيّة” التابع للجيش الوطني السوريّ النار على أربعة رجال أكراد خارج منزلهم في جنديرس بعفرين كما أصيب صبي يبلغ من العمر15 عامًا في الحادث، بينما كان الرجال يحتفلون بعيد نوروز في منزلهم حول نيران تقليدية، وقال أفراد عائلة أحد المتوفين إن اثنين من أعضاء الفصيل اقتربا من أفراد المجموعة وصرخا فيهم ووصفوهم بـ”عبدة النار” قبل أن تندلع معركة بالأيدي وأن يشرع رمي الحجارة، ثم أحضر عضوا الفصيل عضوين آخرين وبدأوا في إطلاق النار باستخدام بنادق وقد توفي ثلاثة رجال أكراد من نفس العائلة على الفور وأطلق النار أيضًا على جثثهم كما يقال، وأصيب رجل كرديّ رابع بجروح وتوفي في اليوم التالي، وقالت شاهدة إنها اتصلت باثنين من قادة الفصيل المحليين من أجل التدخل، وقد دعا أحدهما إلى وقف إطلاق النار، ولكن دون جدوى، وفي 26 آذار/ مارس أعلن وزير العدل في الحكومة السوريّة المؤقتة” اعتقال خمسة رجال بسبب عمليات القتل هذه.
كما جاء هذا الإجراء بعدما شهدت مدينة جنديرس مظاهرة احتجاجية على خلفية جريمة القتل المروعة بدوافع عنصرية راح ضحيتها الفتى الكردي القاصر أحمد معمو مده في 13 مارس / آذار الجاري.
بالمجمل تسعى سلطات الاحتلال الترويج لصورة إعلامية مضمونها أنها تقدم كل التسهيلات لاحتفال الكرد بعيد نوروز، رغم أنّ تحطيم تمثال كاوا الحداد كان أول مشاهد احتلال مدينة عفرين، ثم أزالت دوار نوروز من وسط المدينة وحولت ساحة مخصصة للاحتفال بعيد نوروز في قرية آفرازيه إلى مستوطنة، وأما حوادث الاعتقال بسبب إيقاد شعلة نوروز فتكرر عشية كل عيد.
default