نوفمبر 14. 2024

أخبار

ناشط حقوقي ألمانيّ يكشف لصحيفة ألمانيّة مضمون الشكوى الجنائيّة إلى المدعي العام الاتحاديّ حول الانتهاكات في عفرين المحتل

عفرين بوست ــ متابعة

نشرت الجريدة اليوميّة الألمانية/ Tageszeitung، في 29 يناير الفائت، لقاءً أجرته مع المحامي والناشط الحقوقي باتريك كروكر وهو من بين نشطاء تقدموا بشكوى جنائيّة ضد الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ إلى المدعي العام الاتحاديّ الألمانيّ. ويقول: “عندما نتحدث عن عفرين، فإنّ بصمات تركيا موجودة في كلّ مكان. لكن العقبات القانونيّة والسياسيّة التي تحول دون اتخاذ إجراءات ضد تركيا كبيرة لأنّ الجناة المباشرين نادراً ما يحملون الجنسيّة التركيّة”.

ويعرب كروكر عن أمله بصدور أوامر اعتقال وإجراءات جنائيّة، ويعوّل على مصداقية نظام العدالة الجنائيّة.

باتريك كروكر يعمل لدى منظمة حقوق الإنسان ECCHR في برلين. وهناك يقود العمل على جرائم حقوق الإنسان في سوريا.

ماذا يحدث في عفرين

تسأل الصحيفة: لقد قدمت شكوى جنائيّة ضد الميليشيات في سوريا إلى المدعي العام الاتحاديّ وأحد شهودك اُختطف واُستعبد جنسيّاً. ويروي آخر أنّ أشجار الزيتون الخاصة به دُمّرت ماذا يحدث في شمالي سوريا؟

باتريك كروكر: فرضت هذه الميليشيات حكم الإرهاب والاستبداد في منطقة عفرين بناءً على طلب تركيا، التي سيطرت بدعمها على المنطقة لمدة ست سنوات. ويعاني السكان الكرد والإيزيديون على وجه الخصوص من ذلك. وتموّل الميليشيات نفسها بكل ما كان يملكه السكان السابقون.

وأضاف: تتعلق الجرائم بطرد السكان الكرد. وغالباً ما يتم احتلال المنازل ومصادرة الممتلكات. وعندما يعود الناس ويريدون استعادة منازلهم أو سياراتهم، يتم اعتقالهم وتعذيبهم، وغالباً ما يطالبون بفدية. لقد تم الآن تبديل السكان، تحاول تركيا “تعريب” أو “تتريك” المنطقة بمساعدة الميليشيات. يتم طرد الكرد، ونقل اللاجئين العرب والتركمان إلى عفرين من أجزاء أخرى من سوريا أو من تركيا.

ويقول كروكر حول الجرائم التي يتهمون بها الميليشيات تحديداً، بأنّها عمليات القتل المستهدف والتعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسيّ والنهب وغيرها. وأنّ المهم هو أنّ هذه الجرائم كانت وما زالت ترتكب بشكل منهجي ضد السكان المدنيين من أجل تهجيرهم.

ورداً على سؤالٍ بنية أنقرة ضم المنطقة، بناءً على معطيات وردت في الشكوى الجنائية، من استبدال اللغة الكرديّة بالعربية والتركية، على سبيل المثال لافتات الشوارع. واعتماد المدارس تدريس اللغة التركية بدلاً من الكرديّة. وتداول الليرة التركية ووجود مكتب البريد التركيّ أيضاً.

يقول كروكر: لم تقل تركيا قط أنّ عفرين هي أو ينبغي أن تصبح جزءاً من أراضيها. ومع ذلك، فهي تمارس السيطرة بنسبة 100%، وبموجب القانون الدولي فهو احتلال. وبالمناسبة، في استبعاد تام للمجتمع، ولا تستطيع الصحافة الدوليّة ولا منظمات حقوق الإنسان الوصول إلى محمية الأمر الواقع التركيّة في سوريا.

من هم المتهمون

وحول الأشخاص الستة الذين وُجهت الشكوى ضدهم وهم متزعمو ميليشيات. يقول كروكر: هؤلاء هم الأشخاص الذين يشغلون مناصب بارزة في إجمالي أربع ميليشيات. ولكن عندما تبلغ عن شيء ما، فإنك تبلغ عن حقيقة. الشكوى موجهة ضد كل شخص مسؤول عن الجرائم. لقد اخترنا أربع مجموعات كبيرة سيئة السمعة من بين عشرات الميليشيات، التي يُعرف متزعموها بما يكفي.

وعلى سبيل المثال: أبو حاتم شقرا من ميليشيا “أحرار الشرقيّة”. إنّه شخص لديه سيرة صراع حقيقيّة مع الكثير من الطاقةِ الإجراميّة. لقد انضم إلى ميليشيات مختلفة ليبدأ حياته المهنيّة، واستخدم الأمر برمته أيضاً لأغراض أنانية للغاية لإثراء نفسه. وتضم ميليشياته مقاتلين كانوا ينتمون إلى “داعش”، على سبيل المثال. وفي عام 2018، قاتلت المجموعة إلى جانب تركيا.

هل الميليشيات كلها إسلاميّة؟

الإسلام السياسي موجود لكنه ليس مهيمناً. الأمر لا يتعلق في المقام الأول بالأيديولوجية. غالباً ما يكون هدف الإثراء في المقدمة. يتم تطوير مصادر الدخل مثل أموال الفدية بطرق غادرة. وبالوقت نفسه، غالباً ما يتم إهانة الكرد والإيزيديون باعتبارهم “كفاراً”. لذلك فهو جانب واحد من بين عدة جوانب. الهدف الأسمى لتركيا هو تغيير التركيبة السكانيّة.

وتشبه الصحيفة الشكوى المقدمة بأنّها تبليغٌ عن سمكة صغيرة بينما لم يمس الراعي أردوغان. ويقول كروكر: يقول متزعمو الميليشيات إنّهم يقودون آلاف المقاتلين. قد تكون هذه الأسماك صغيرة مقارنة بأردوغان، لكنها أسماك متوسطة الحجم مقارنة بالأسماك الصغيرة حقاً التي تقوم بالعملِ القذر نيابةً عنهم.

ما الذي يدفع المقاتلين العاديين للانضمام إلى الميليشيات

يجيب كروكر: كثيرون يفعلون ذلك من أجل المال. كان بعضهم يعمل في الزراعة قبل الحرب، ثم انهار الاقتصاد الطبيعيّ. ومع الميليشيات كان هناك احتمال نهب والاستيلاء على مزرعة أو سيارة أو بستان زيتون. وكانت هناك أيضًا حوافز ماليّة. في البداية على الأقل، دفعت تركيا الرواتب، وربما تجاوزتها بكثير.

وأعرب كروكر عن أمله بأن تكون هناك أوامر اعتقال وإجراءات جنائيّة يوماً، وأوضح أنّ الأشخاص المعنيين ليسوا في ألمانيا، بل في سوريا، لكن التجربة تظهر أن الأشخاص الذين يتمتعون بمكانة معينة يرغبون بالسفر في نهاية المطاف، غالباً إلى أوروبا. ولا يمكن البدء بالتحقيق عندما يرغب شخص ما في العلاج في عيادة في هانوفر، كما يحب أعضاء النظام الإيرانيّ أن يفعلوا، على سبيل المثال. نحن بحاجة إلى أوامر الاعتقال الآن.

إمكانية اتخاذ إجراء ضد أردوغان فوراً

قال كروكر: يتمتع أردوغان نفسه بالحماية من الملاحقة القضائيّة أمام المحاكم الوطنيّة من خلال الحصانة التي يتمتع بها. ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نحافظ على الحد الأدنى الذي يجب أن يتجاوزه مكتب المدعي العام الاتحادي للتحقيق في الجرائم في عفرين. ومن خلال التركيز على الميليشيات، تصبح العتبة صفراً لأنّ هناك بالفعل إجراء هيكليّ في كارلسروه ضد الجهات الفاعلة غير الحكوميّة في الحرب الأهلية السورية. والهدف هو تسليط الضوء على سياق الجرائم وتأمين الأدلة لتحديد المزيد من المشتبه بهم.

وأضاف: عندما نتحدث عن عفرين، فإنّ بصمات تركيا موجودة في كلّ مكان. ولذلك يجب تحديد هذا الجانب على الفور. إنّ العقبات القانونيّة والسياسيّة التي تحول دون اتخاذ إجراءات ضد تركيا بحد ذاتها أعلى بكثير لأنّ الجناة المباشرين نادراً ما يحملون الجنسيّة التركيّة. إضافة إلى أنّه من الصعب سياسياً في ألمانيا اتخاذ إجراء ضد تركيا. ولهذا السبب بالتحديد نريد معالجة التدخل التركيّ. ولا تزال هناك نقاط عمياء في الجهود الرامية للتوصل إلى تسويةِ الصراع السوري، وأحد هذه النقاط هي عفرين، حيث يواجه شريكٌ في حلف شمال الأطلسي مشكلة. هذه فضيحة.

ونخشى أن تُترك الميليشيات بمفردها لأنّها تعمل بناءً على طلب من حليف وثيق. ولذلك، نحن مهتمون أيضاً بمصداقيّة نظام العدالة الجنائيّة الدوليّة. وهذا الأمر أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى على خلفيّة حرب غزة. فقط إذا تصرفنا بسلاسة، وإذا قمنا أيضاً بالتحقيق مع حلفائنا وجنودنا وشركاتنا دون تحفظ وفقاً للقانون، فسنتمكن في مرحلة ما من اتخاذ إجراءات ضد أردوغان وبوتين في هذا العالم.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons