عفرين بوست ــ متابعة
كانت الإغراءات كبيرة عندما جندت سلطات الاحتلال التركيّ مرتزقة سوريين وزجتهم في ميادين القتال في ليبيا، ولم تقتصر على رواتب مرتفعة، بل حتى التعويض الماليّ بحال الإصابة أو القتل، لكن التجنيد في معارك خارج سوريا أضحى شكلاً من المتاجرة، فسُرقت الرواتب ونُهبت التعويضات ليقع أهالي القتلى في دوامة المطالبة بين متزعمي الميليشيات وسلطات الاحتلال والمؤسسات القضائيّة.
تظهر ثلاثة مقاطع مصورة متداولة حصلت عليها “عفرين بوست” لثلاثة أشخاص هم آباء مرتزقة من ميليشيا “فيلق المجد” قتلوا قبل نحو أربع سنوات في ليبيا، يشتكون من تضييع تعويضات دماء أبنائهم القتلى في معارك خاضوها في ليبيا.
المقاطع الثلاثة متشابهة في مضمونها، وتدور حول دوامة المطالبة بالتعويضات بين عدة جهات اعتباراً من المدعو “ياسر عبدالرحيم” متزعم ميليشيا “فيلق المجد” كون القتلى كانوا في صفوفها. ولا يمكنهم مقابلته إلا بصعوبة وكثيراً ما يتهرب منهم بداعي أنه موجود في ليبيا أو تركيا أو الحج.
كما أنهم راجعوا متزعم ميليشيا “سليمان شاه/العمشات” المدعو “محمد حسين أبو عمشة” ومتزعم ميليشيا “السلطان مراد”.
ويقول أحد آباء القتلى: “إذا لم يكن بالإمكان الوصول إلى ياسر عبد الرحيم فكيف يمكن الوصول إلى فهيم عيسى؟”، ويطرح هذا السؤال مشكلة تنظيمية عميقة فيما يسمى بـ”الجيش الوطنيّ”.
وتتفق الروايات الثلاث حول عدم جدوى مراجعة جهات مختلفة، ومنها والي عفرين ممثلاً لسلطات الاحتلال التركيّ، وكذلك ميليشيا الشرطة العسكرية وحتى القضاء.
يُذكر أنّ عوائل قتلى المرتزقة في ليبيا يحصلون في البداية على 3 رواتب شهرياً، حتى يتم منحهم تعويضاً مالياً. إلا أنّ عوائل القتلى الأربعة لم يحصلوا على شيء للسنة الرابعة على مقتل أبنائهم.
المتحدثون الثلاث ناشدوا سلطات الاحتلال التركيّ لإنصافهم والحصول على مستحقاتهم، وهم إذ يصفون أبنائهم بالشهداء تبقى الحلقة المفقودة متعلقة بالقضية التي قُتل أولادهم من أجلهم! فقد جندتهم سلطات الاحتلال وزجت بهم في معارك لا مصلحة لهم فيها، وأما القتال من أجل المال فهو ارتزاق وفق تعريف القانون الدوليّ.