سبتمبر 20. 2024

أخبار

ملف || قرية علتانيا.. تغيير ديمغرافيّ تجاوز 90 % واعتداءات وتضييق على الأهالي الباقين

عفرين بوست ــ خاص

قرية علتانيا Eltaniya

بحسب كبار السن فإنّ اسم القرية يعود إلى أول من سكن المكان، وكان اسمه علي، وعُرف بلقب “علطاني”، ثم سكنت المكان أسرتان من قريتي بليلكو وجقماقه وهما أختان أصلهما من القرية، إلا أنّ إحداهما رحلت بالكامل خلال فترة الاحتلال الفرنسيّ، والثانية اندثرت في قتالها مع المريدين، لتأتي إلى القرية أسرة من قرية عطمانا القريبة.

تتبع قرية علتانيا لناحية راجو وتبعد عن مركزها بـ/6/كم شمالاً، وتتألف من نحو 80 منزل، وتجاوز عدد سكانها 350 نسمة من الكُـرد الأصليين.

علتانيا خلال العدوان التركي على عفرين

أثناء العدوان على القرية تم تدمير /3/ منازل بشكلٍ جزئيّ، واستشهد الطفل خليل حسين بكر (10 سنوات) في 22/1/2018 والشاب جلال رشيد صالح وكان أباً لطفلين بتاريخ 15/2/2018م نتيجة القصف. كما بقيت جثامين 5 شهداء من المقاتلين والمدنيين الكُرد مرميةً في موقعٍ مطلّ على القرية- قرب مفرق قرية جعنكا المجاورة ومكشوفة لأكثر من خمسة أشهر، ودون أن يجرؤ الأهالي على دفنها.

الشهيد جلال صالح

93% نسبة التغيير الديمغرافيّ

عادت إلى القرية 10 عوائل (نحو 35 نسمة فقط)، بعد ستة أشهر من النزوح والبقية مهجّرون قسراً، وتم توطين حوالي 80 عائلة بما يعادل 450 نسمة من المستوطنين ينحدرون من ريفي حمص وحلب فيها. لتبلغ نسبة التغيير الديمغرافيّ في القرية 93%. وهي نسبة مرتفعة جداً.

عمليات الاستيلاء بعد الاحتلال

استولت ميليشيا “فيلق الشام” على منزلي المواطنين وليد طوبال، الحلاق أمير، وحولتهما إلى مقرّين عسكريين.

الأهالي الذين سُمح لهم بالعودة إلى القرية بعد 6 أشهر من الاحتلال وجدوا بيوتهم منهوبة بالكامل من قبل المسلحين والمستوطنين وكانت إحداها تضمُّ مكتبةً غنية، وتمت سرقة /2/ سيارة لعائلة صالح” وسيارة للمواطن أحمد حسن صالح و/10/ دراجات نارية وعددٍ من الآلات الزراعية (كلفتور، تريلا، سكة فلاحة…) وكابلات وتجهيزات ثلاث مجموعات توليد كهرباء (أمبيرات) وتجهيزات شبكة انترنت للمواطن رشيد حيدر صالح وكافة كوابل وأعمدة شبكة الكهرباء العامة.

استولت ميليشيا “فيلق الشام” الإخوانية على أكثر من /15/ ألف شجرة مثمرة (زيتون وكرز وجوز ولوز…) في قرية علتانيا، منها ألفا شجرة زيتون تعود ملكيتها للأشقاء محمد ونوري وخليل عثمان صالح، وألف وخمسمائة شجرة زيتون للمواطن محمد علي طوبال.

قطع الأشجار وإضرام الحرائق

وأقدم مسلحو الميليشيا على قطع كافة أشجار الصنوبر في مدخل القرية والأشجار الحراجيّة الأخرى- بعضها معمّرة- في الجبال المحيطة بالقرية بغية التحطيب وصناعة الفحم، واقتلعت /200/ شجرة زيتون على تلةٍ شرقي القرية للمواطن حسن صالح من أهالي قرية جلا المجاورة ومحمد رشك حجي من علتانيا، لإنشاء مهبطاً للحوامات. إضافة للرعي الجائر لقطعان الماشية بين الحقول الزراعيّة.

في 4/11/2020، قطع مسلحو “فيلق الشام” شجرة بلوط عمرها قرابة قرن في القرية. دون اكتراث بالبعد المعنويّ للشجرة لأهالي القرية، التي شهدت عدة أجيال من أهلها، وكانت ملاذهم وكان ظلها ملتقاهم ونشر أحد مواطني القرية، يدعى فرهاد صالح بوستاً على الفيسبوك، ونشر معها صوراً للشجرة قبل قطعها وبعد قطعها، وقال “حتى هذه الشجرة لم يتركوها، كانت الشجرة تريح بالنا، كانت تحمينا من الأمطار، ماذا فعلت هذه الشجرة ليتم قطعها”. مسلحون قطعوا تلك الشجرة وذلك للاستفادة من حطبها في الشتاء وبيعه إلى المحال التي تبيع الحطب.

وفي 12/7/2023 أقدم مسلحون على إضرام النار الغابات الحراجيّة ما بين قريتي علتانيا ومامالا بغاية إخفاء الانتهاكات بحق الغابة والقطع الجائر الذي طالها وكعادته تعمد الدفاع المدني التابع للاحتلال التركي التأخر في الوصول إلى مكان الحريق ليلتهم الحريق أكبر مساحة ممكنة من الغابة الحراجية.

قاعدة عسكرية في القرية

استغل جيش الاحتلال التركيّ موقع قرية علتانيا الجبليّ والمرتفعات المطلة على الناحية والأراضي التركيّة لإنشاء قاعدة عسكرية، وفي هذا السياق اقتلع جيش الاحتلال خمسمائة شجرة زيتون في القرية بواسطة جرافة، وتعود ملكية الأشجار لثلاثة مواطنين هم: محمد علي قرمو من قرية حج جمال ــ ناحية راجو، محي الدين بلادينو وأحمد صالح من قرية علتانيا.. ولدى تقدم المواطن محمد علي بشكوى في مدينة عفرين، قيل له “نحن قمنا بغزو واحتلال عفرين، فهل من المعقول أن نستأذنك لنأخذ أرضك ونقتلع الأشجار؟”.

اعتداءات على أهالي القرية

في بداية تموز/يوليو 2018، داهم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” قرية علتانيا، بعد نشوب خلاف بين الأهالي الكرد ومستوطنين بالقرية ينحدرون من حمص، وأقدم المسلحون على حرق منزلين تعود ملكيتهما للمواطنين: محمد جعفر محمد ويقع بالجهة الغربية للقرية وحسن طوبال صالح في وسط القرية، وذلك بغاية ترهيب الأهالي وهددوا بطردهم في حال تكرار أي خلافات، ويعود سبب الخلاف إلى شكاوي من الاهالي بعدم نقل المسروقات الى القرية.

وفي يوليو 2018 أيضاً أقدم مستوطنون على سرقة القمح من أرض تعود ملكيتها للمواطن عبدالرحمن إسماعيل، وإضرام الحريق بالأرض ما أدى لحرق 800 م من خراطيم الري الزراعيّة نوع 4 إنش.

في 17/5/2021 اعتدى رعاة مستوطنين من أبناء عشيرة الموالي المحسوبين على ميليشيا “فيلق الشام” الإخوانيّة، على ثلاثة شبان كرد (غيفارا وعارف ومصطفى).

وفي التفاصيل حاول شبان من القرية منع راعٍ مستوطن من رعي قطيع الماشية بين حقول أهالي القرية، وتحولت المشادة الكلاميّة إلى عراكٍ بالأيدي ليشهر الراعي سكيناً ويهددُ بالقتل وتفاخر بقتله سابقاً اثنين من أهالي جنديرس سابقاً وأنه مستعد لقتل المزيد، واستقدم الراعي مزيداً من أقربائه ليعتدوا على الشبان الكرد، وتم تحويل قضية المواطنين المعتدى عليهم إلى المقر الأمني لميليشيا “فيلق الشام” في ميدان إكبس حيث تم تهديد الشبان الكرد مجدداً وإجبارهم على الصلح والتنازل عن حقهم، كيلا يلحقهم أذى لاحقاً.

في 18/5/2021 تهجم 3 مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” وهم: معاز، حكيم، هشام ” وينحدر ثلاثتهم من مدينة تدمر ــ محافظة حمص، على منزل المواطن رياض حسن صالح من أهالي القرية، واعتدوا عليه بالضرب وعلى أفراد العائلة من الأطفال ضمن المنزل، بسبب قيام أحدهم بركن دراجته الناريّة أمام منزل المواطن رياض، ووقوعه أرضاً بعدما عبث أحد أطفال المستوطنين بالدراجة.

اعتقالات لأهالي القرية

في نيسان/أبريل 2018 اعتقلت سلطات الاحتلال المواطن مسعود صالح (33 سنة) والشابين الشقيقين هيثم وبشار رمضان طوبال من أهالي القرية، ونقلتهم إلى مدينة كلس التركية، وحكمت على كل منهما بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر، بتهمةِ العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.

2/7/2021 اختطفت ميليشيا ”الجبهة الشامية” المواطن كمال جعفر محمد من أمام منزله في قرية علتانيا وسلمته إلى ميليشيا الشرطة العسكرية في مركز الناحية، دون تهمة واضحة وطالبوا من ذويه فدية مالية كبيرة لقاء الإفراج عنه.

14/3/2022 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية المواطن حسن عكو بن خليل (39 سنة) أثناء مراجعته للمشفى في ناحية راجو بغرض علاج طفله المريض. وداهم عناصر الشرطة العسكرية مشفى الأمومة واعتقلوا المواطن عكو وتركوا طفله المريض وحيداً في المشفى بعد اقتياد والده إلى المقر الرئيسي لهم في بلدة راجو، دون تهمة واضحة.

في 28/1/2022 اعتقل حاجز أمن الدولة على دوار الليرمون بمدخل مدينة حلب المواطن وليد محمد طوبال أثناء ذهابه إلى مدينة حلب بحجة أنه مطلوب لخدمة الاحتياط، وكانت السلطات الأمنية التابعة لحكومة دمشق قد اعتقلت في وقت سابق شقيقه المواطن شيرو محمد طوبال، وذلك رغم قيام الشقيقين بإجراءات تسوية الوضع.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons