نوفمبر 09. 2024

هيومان رايتس ووتش: القصف التركيّ للبنية التحتية في شمال وشرق سوريا فاقم الأزمة الإنسانية لملايين الأشخاص

عفرين بوست ــ متابعة

دعت منظمة هيومن رايتس ووتش دولة الاحتلال التركي إلى التوقف فوراً عن استهداف البنية التحتيّة الحيويّة في شمال وشرق سوريا، وأكدت أنّ هذه الاستهدافات ألحقت أضراراً كبيرة بمحطات المياه والكهرباء التي تخدم ملايين الأشخاص في المنطقة.

أصدرت منظمة هيومان راتس ووتش، اليوم 26 أكتوبر، تقريراً حول الهجمات الجويّة التي نفذها جيش الاحتلال التركيّ واستهدف البنى التحتية والمرافق الحيويّة، وقال إن “هجمات الطائرات المسيّرة التركية على شمال شرق سوريا ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيويّة وأدت إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص”، مشيرة إلى أنَّ سكان المنطقة يواجهون أصلاً أزمة مياه حادة ويرزحون الآن تحت وطأة القصف المتزايد، ما يفاقم معاناتهم للحصول على إمدادات المياه الأساسيّة.

ودعت المنظمة تركيا للتوقف فوراً عن استهداف البنية التحتية الحيوية اللازمة لإعمال حقوق السكان ورفاههم، بما يشمل محطات الطاقة والمياه. ونقلت المنظمة عن مواطنين “إنّ الغارات على أكثر من 150 موقع في شمال وشرق سوريا في محافظات الحسكة والرقة وحلب، قتلت عشرات الأشخاص، بينهم مدنيين، وألحقت أضرارا بالهياكل المدنيّة”.

وأضافت: أنّ الهجمات أدّت إلى “انقطاع كامل للكهرباء وإمدادات المياه” عن محافظة الحسكة. وتضررت أيضا منشآت النفط الحيويّة وكذلك المحطة الوحيدة العاملة في شمال شرق سوريا التي تؤمّن الغاز للاستخدام المنزلي. في مدينة الحسكة، كان النزاع المستمر على المياه منذ الغزو التركي لأجزاء من شمال سوريا عام 2019 قد عرّض حق نحو مليون شخص في الحصول على المياه للخطر، بمن فيهم السكان والمجتمعات النازحة.

قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش، آدم كوغل: “عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في أنحاء شمال شرق سوريا، بما يشمل محطات الطاقة والمياه، تجاهلت تركيا التزامها بضمان ألا تؤدي عملياتها العسكرية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية البائسة بالفعل في المنطقة. الناس في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها الذين يواجهون أصلاً أزمة مياه حادة على مدى السنوات الأربع الماضية، يتحمّلون الآن وطأة القصف والدمار المتزايدين، ما يفاقم معاناتهم للحصول على إمدادات المياه الأساسية”.

وأشارتِ المنظمة إلى أنّ ضربات تشرين الأول/أكتوبر الأخيرة لم تكن هي الأولى التي يبدو فيها أن تركيا تستهدف البنية التحتيّة المدنية عمداً، فالغارات الجوية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 ألحقت أيضاً أضراراً بالمناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الحيوية.

وذكر التقرير أنّه بموجب قوانين الحرب، طالبت المنظمة تركيا بعدم مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، بما في ذلك توزيع المياه والصرف الصحي، وبأنه على تركيا ضمان عمل محطة مياه علوك بكامل قدرتها دون انقطاع مقصود في ضخ المياه، وتمكّن فرق الإصلاح والصيانة المؤهلة من الوصول الآمن المنتظم إلى المحطة، لافتة إلى أن نقص إمدادات المياه الآمنة والكافية للشرب والطهي والنظافة والصرف الصحي أدى إلى لجوء الناس إلى مصادر المياه غير الآمنة، مما أدى إلى زيادة المخاطر الصحية التي تنقلها المياه مثل الكوليرا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons