عفرين بوست – خاص
رصدت “عفرين بوست” قيام مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي مؤخراً بتلفيق تهمة “التحرش الجنسي بالنساء والأطفال” ضد مواطنين كرد في مناطق سيطرة الميليشيا بناحية بلبله/بلبل، بهدف ابتزازاهم مالياً وتصفيتهم اجتماعياُ، في إطار سياسة التهجير المتبعة ضد السكان الأصليين في إقليم عفرين شمالي سوريا.
واستطاعت “عفرين بوست ” توثيق خمس حالات من المواطنين الذين تم استهدافهم بهذه التهمة، ولكننا نمتنع عن ذكرها حرصاً على سلامتهم من الناحيتين الأمنية والاجتماعية، إذ أقدم مسلحون من الميليشيا في تلك الحالات على إلصاق تهمة التحرش بنسائهم بحق وجهاء وشخصيات محبوبة في المجتمع، ومن ثم لجأوا إلى تهديدهم بالقتل حتى يتوسط آخرون لحل القضية حسب الخطة المتبعة.
وبحسب المصادر فإن قيمة “الشرفية” المقبوضة لقاء عدم التعرض للمستهدفين من قبلهم كانت تتراوح بين 3000 – 5000 دولار، سوى حالة واحدة حيث فرّ صاحبها خارج عفرين للنجاة بنفسه، إلا أن المسلحين استولوا على منزله وكافة ممتلكاته.
وفي حالة أخرى، وبحسب منظمة حقوق الإنسان، لفقت ميليشيا الشرطة المدنية بالطبيب المخبري الكردي “محمد فريد عكاش” تهمة التحرّش بطفل عامل لديه، وقام عناصرها باعتقاله وابتزاز ذويه بفدية مالية مقابل الإفراج عنه.
ويبلغ الطبيب “محمد فريد عكاش” (60 سنة) مختص تقويم أسنان، حيث قام عناصر ميليشيا الشرطة المدنية في عفرين، بتاريخ 19/08/2023، بضربه في مخبره وأمام المراجعين، بتهمة التحرش بالطفل العامل لديه في المخبر والمدعو “يوسف عندان” (14 سنة).
وكان ضمن المجموعة المسلحة التي اعتدت عليه شقيق الطفل، ومن ثم اقتادوه إلى مقر الشرطة المدنية وضربوه بشكل وحشي للمرة الثانية، ما أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة خاصة في منطقة الظهر، بحجة استجوابه من قبل قاضي التحقيق المدني.
وطالبت ميليشيا الشرطة المدنية فدية مالية قدرها 7000 دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه خلال الأيام القليلة القادمة، مع مغادرة منطقة عفرين كلياً، ونتيجة لذلك عرض ذوو الطبيب منزلهم وعيادة المخبر للبيع.
يُذكر أن الطبيب “محمد عكاش” يتمتع بسمعة طيبة وأخلاق حميدة بين أهالي عفرين، فيما يُعرف عن الطفل “يوسف عندان” بعصيانه للأوامر وتصرفاته غير الأخلاقية، وقام شقيقه مع عائلته إلصاق التهمة بالطبيب طمعاً في ممتلكاته من المنزل والمخبر والحقول الزراعية.