عفرين بوست ــ خاص
Ĥec Qasma ، حاج قاسم أو حج قاسملي، يعتقد أنّ الاسم قاسم يعود إلى أحد السكان المحليين الأوائل، وحج كان لقباً دينيّاً.
تتبع القرية لناحية موباتا/معبطلي، وتبعد عن مركزها مسافة 15 كم، وتقع على السفح الجنوبيّ لهضبة تشرف على وادي خاستيا، وتنتشر عليها حراج السنديان والمراعي وحقول الزيتون، وعمرها نحو 250 سنة. يعمل سكانها بالزراعة البعليّة ومن الزراعات الزيتون والحبوب، إضافة لتربية المواشي.
تضم القرية نحو 70 منزلاً ويتجاوز عدد سكانها 400 نسمة من الكرد الأصليين، نزح معظمهم خلال العدوان التركي على منطقة عفرين، وعاد منهم نحو 15 عائلة فقط ما يعادل 40 نسمة، تم توطين 5 عوائل من المستوطنين على الأقل في القرية.
قُصفت القرية مرّةً أثناء الحرب، وتم تدمير منزل المواطن “عمر حسن أبو فخري” الذي كان في السابق مبنى للمدرسة، بشكلٍ جزئي.
تسيطر على القرية ميليشيا “محمد الفاتح” التي تتخذ من منزل “مجيد أحمد مجيد” مقرّاً عسكرياً، بينما تتخذ ميليشيا “سمرقند” من منزل “فائق حسين عزيز” في مفرق القرية مقرّاً عسكرياً؛ وبُعيد اجتياح القرية سرقت الميليشيات من المنازل المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، ومحتويات /6/ منازل بالكامل، ومجموعة توليد كهربائية عائدة للقرية، وسيارة بك آب داتسون لـ”حيدر حيدو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة.
وتستولي ميليشيا “سمرقند” على 200 زيتون + 40 جوز/ للمواطن “علي بكر”، 150 زيتون للمواطن “عمر بكر”، 400 زيتون للمواطن “حمي علوش، و400 شجرة زيتون لأبناء عائلة “أوسو” رغم وجود الأب والأم في القرية.
إتاوات مختلفة
تُفرض إتاوة 50% على انتاج مواسم الغائبين والمهجرين، و10% على مواسم الموجودين، إضافة إلى إتاوات مختلفة، ويُجبر الأهالي على عصر محصول الزيتون في معصرة قرية “روتا” المجاورة التي تستولي عليها ميليشيا “سمرقند”.
في ديسمبر 2019 فرضت ميليشيا “لواء سمرقند” التابعة للاحتلال التركيّ إتاوة على الأهالي الكُرد في اثني عشرة قرية تحتلها، مقدارها على حقول الزيتون مقدارها دولاران عن كلّ شجرة، مهددة بقطع الأشجار وبيعها حطباً بحال امتناعهم عن الدفع.
في مارس 2020 أقدم المدعو “أبو تراب” وهو متزعم في “الجبهة الشامية” على تكليف مختاري قريتي بريمجة وحج قاسمو بجمع إتاوة مقدراها 10 آلاف ل.س من كل صاحب بيت من السكان الأصليين الكُرد بحجة التبرع “للنازحين الجدد”، وقصد بهم المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركيّ لإحداث التغيير الديمغرافي.
وفي 19/4/2020 قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ ميليشيا “لواء سمرقند”، التي تسيطر على قرية “حج قاسم” تقوم بابتزاز السكان الأصليين الكُرد من خلال مختار القرية، بدعوتهم للاجتماع في وسط القرية ومطالبتهم بدفع إتاوات ماليّة تصل إلى نحو 15 ألف ل.س، عن كل عائلة وتهديدهم بالضرب بذريعة “حماية ممتلكاتهم”.
إضافة لقيام المختار بلعب دور المراقب للهواتف الخليوية لكل مواطن يخرج من القرية أثناء عودته والاستفسار عن جهات الاتصال التي تواصل معهم.
تتعدى السرقات مواسم الزيتون إلى باقي المحاصيل الزراعيّةـ ففي يونيو 2020 قام مسلحو مليشيا “سمرقند” بحملة سرقة واسعة لموسم السماق، شملت حقول الأهالي المهجّرين قسراً في عدة قرى (رمضانو، حج قاسمو روتا/روتانلي، كوندي مزن).
وفي مايو 2021 فرضت الميليشيا اتاوة مالية تتراوح بين (400 – 800 ل.س) لكلّ كرمة عنب في قرى (دَلا – رمدانا – روتا – مست عاشورا – حج قاسما) للسماح لهم بجني محصول ورق العنب “اليبرق”، إضافة للاستيلاء بشكل كامل على الكروم العائدة لمهجري تلك القرى، وذلك بتهمة ارتباطهم بالإدارة الذاتية سابقاً في الإقليم الكردي لمحتل.
يضاف إلى الإتاوات السرقات التي تطال المواسم، والرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعيّة، دون أن يجرؤ أحد من أصحابها على المنع أو يتمكن من الشكوى.
التعديات على الحقول والغابات
واعتباراً من أولى أشهر الاحتلال بدأ المسلحون بعمليات الانتهاكات والتعديات بحق الطبيعة وحرق الأشجار وبخاصةٍ الحراجيّة المحيطة بالقرية. وأقدم مسلحو ميليشيا “العمشات” على قطع مساحات واسعة وكبيرة من الأشجار الحراجية الواقعة بين قريتي “حج قاسم” و “مست عاشورا”، للاتجار بالحطب وبناء قواعد عسكرية ومستوطنات.
26/6/2022 أقدم مسلحو ميليشيا “سمرقند” على قطع “أشجار حراجية” في قريتي “دالو” بناحية جنديرس و”حج قاسم” بناحية موباتا.
أقدم مسلحو الميليشيا على قطع معظم الغابات الصنوبريّة الطبيعية في محيط القرية- مواقع (جبل تعتكا – غربي القرية، جبل كعنيكا – جنوبي القرية، وادي كعنيه – جنوب شرقي القرية)، وأربعة أشجار زيتون أعمارها /50/ عاماً عائدة لـ”علي بكر” من الجذوع، بغية التحطيب والتجارة.
تعديات على مخاتير القرية
في أواسط نوفمبر 2021 اعتدى مسلحو ميليشيا “لواء سمرقند” بالضرب المبرح على المواطن “لقمان حميد حسن”، مختار قرية حج قاسما بسبب عدم عصر محصوله من الزيتون في المعصرة الفنية التي تسيطر عليها للميليشيا.
وكان المواطن “لقمان” قد نقل محصوله من الزيتون إلى معصرة قرية كاخريه المجاورة لعصره، ولم تكتفِ الميليشيا بالاعتداء على المواطن “لقمان”، بل فرضت عليه دفع اتاوة عينيّة وماليّة (50 عبوة زيت زيتون ومبلغ 1500 ليرة تركيّة وإقالته من منصبه (مختار القرية) وتعيين بديل عنه، علماً أنّه من المفترض أن المجلس المحليّ في الناحية التابع للاحتلال التركي صاحب الصلاحية بتعيين المخاتير أو إقالتهم.
وفي مارس 2021 اختطف المواطن الكردي” كاميران حسين حنان” من منزله في القرية على يد مسحلي ميليشيا “لواء سمرقند”. علماً أنه كان يشغل منصب مختار القرية، وتم تعيينه من قبل سلطات الاحتلال التركي.
يتعرض الأهالي الباقون لمختلف الانتهاكات، من اعتقال وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وتهجير قسري وغيره، وذلك تسخير أربعة جرارات زراعية وأصحابها للعمل في خدمات الميليشيات عنوةً ودون أجور.
وفي إطار الحركة الدينية المتشددة النشطة في المنطقة، تم تحويل منزل “علي بكر” إلى مسجد.
انتحار شاب من القرية
ونتيجة الضغوطات، اضطّر المواطن “مصطفى منان يوسف” للنزوح مع أسرته إلى قرية حسيه/ميركان المجاورة بعد تهجيرهم من قريته من قبل ميليشيا “لواء سمرقند”، لتستولي على منزلهم، وفي 2/7/2020 عثر على جثمان نجله الشاب “محمد مصطفى بوسف”، مشنوقا في ظروفٍ غامضةٍ، وذلك على شجرة الجوز قرب المنزل الذي يسكنه مع عائلته في قرية حسيه.
القتل تحت التعذيب
صباح 22/12/2022م، أبلغت سلطات الاحتلال ذوي المحامي “لقمان حنان بن حميد” مواليد 1977 وأب لثلاثة أطفال، باستلام جثمانه من مشفى “عفرين العسكري- الشهيد فرزندا سابقاً”، وتم دفنه عصر ذات اليوم.
حيث اعتقل المغدور “حنان” من منزله في حي المحمودية، مساء 20/12/2022م، وهو يعاني من أمراض المفاصل والعظام، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الأمن السياسي” التي تتخذ من مبنى “السياسية” السابق وسط عفرين مقرّاً لها والمعروفة بالاحتجاز الطويل للمعتقلين بحجة “التحقيق” وتعريضهم للتعذيب بأقسى الأساليب، مع مصادرة هاتفه الخليوية وجهاز الكمبيوتر المحمول، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة ومساندتها، بعد وشاية من مسلّحي ميليشيات “الجيش الوطني السوري” ضده، كونه يساعد الأهالي في المطالبة بحقوقهم ويقف ضد الانتهاكات بما أمكن.
حسب الصور الواردة، يتبين بوضوح تعرّض المغدور للتعذيب، خاصةً كسر أصابع قدميه وصعقها بالكهرباء، حيث أشار محضر كشف- الذي ينفي آثار التعذيب – قاضي عدلية عفرين المناوب والطبيب الشرعي إلى وفاته قبل عشر ساعات من لحظة الكشف (العاشرة والنصف صباحاً)، أي في منتصف الليل.
يُذكر أن المغدور قد اعتقل مرّةً سابقة في 26/7/2022م من قبل الشرطة المدنية، واحتجز وابتز مادياً من قبل الميليشيات لأكثر من مرّة، وكان قد اُعتقلته ميليشيا الشرطة العسكريّة في 26/4/2020.
الاعتقالات
في 15/8/2018 اختطف “جميل محمد نعيم” (21 سنة) من قبل مجموعة مسلحة برفقة الجنود الأتراك.
وفي 7/4/2018 اعتقل “طاهر بكر” من منزله في عفرين بعد الاستيلاء على سيارته سابا.
وفي 22/8/2018 اختطف مسلحون 5 مواطنين هم “عكيد قدري حسن، مروان حمو حسن، رضوان حمو حسن، علي حنان، محمود اختيار هوريك”. وسبب الخطف عدم قدرة المواطنين دفع الإتاوات الضخمة التي قدرت بنحو 700 ألف ل.س فرضها جيش الاحتلال ومرتزقته على كلّ شاب. وتتم ملاحقة كل من لا يدفع الإتاوة.
وفي 19/4/2022 اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” المواطن “لقمان حسن” (38 سنة)، بتهمة التخابر مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وطالبت الميليشيا مبلغ 4 آلاف دولار للإفراج عنه.
وفي 1/11/2021 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية برفقة الاستخبارات التركية، المواطن الكردي “حسن حيدو” – في الخمسينات من عمره – من منزله في القرية بتهمة الخروج في نوبات الحراسة خلال فترة الإدارة الذاتية سابقاً.
وفي 24/7/ 2021 أفرجت سلطات الاحتلال أيضاً عن المواطن الكرديّ “شفان محمد” بعد دفع فدية مقدارها ألف دولار أمريكيّ.
قصة المسنة نظيفة
طُردت المواطنة الكردية المسنة “نظيفة” (78 سنة) من منزلها، في مارس 2021، وتم بيعه لمستوطن من القلمون بمبلغ 500 دولار أمريكي، لتضطر للإقامة في منزل نجلها المُقيم في المدينة.
كانت المواطنة “نظيفة” تدير ثلاثة منازل أخرى وتقوم بتأجيرها لعوائل كرديّة، إلا أن مسلحين ينحدرون من منطقة السبينة في الغوطة الغربية بريف دمشق، وينتمون لعائلة الصران استولوا على المنازل وطردوا المستأجرين، العناصر الذين استولوا على المنازل مع عوائلهم كانوا ينتمون لتنظيم “داعش” الإرهابيّ إبان سيطرة التنظيم على منطقة الحجر الأسود بريف دمشق (2013 ــ 2018). وتقدمت المواطنة “نظيفة” بشكوى لدى محكمة عفرين، لكن دون جدوى.
طردْ مسلحي سمرقند من القرية
اجتاح مسلحو “هيئة تحرير الشام” إقليم عفرين بعد معارك على مدى يومين بالتحالف مع ميليشيات “الحمزات والعمشات”، بهدف فرض واقع عسكريّ جديد، وشنت دوريات مشتركة من مسلحي ميليشيات “العمشات” وتنظيم “هيئة تحرير الشام” في 14/10/2022 حملة اعتقالات استهدفت مسلحي ميليشيات “سمرقند والوقاص” في عدة قرى، وتمكنت الدورية المشتركة من إنهاء الوجود العسكري لميليشيات “سمرقند والوقاص” في قرى حج حسنه، كفر صفرة، دَلا، رمدانا، روتا، مست عاشورا، حج قاسما، مروانية فوقاني وتحتاني، سناريه، أنقله، هيكجه وآشكان غربي.
ولم تقتصر الاعتقالات على المسلحين بل شملت متزعميهم، وحتى المندوبين الذين تم تعيينهم في معاصر الزيتون للإشراف على إتاوات موسم الزيت، ولم يعد هناك أيّ وجود على الأرض لميليشيات “سمرقند والوقاص”، فيما لم يبدِ المسلحون أيّ مقاومة لدى اعتقالهم واقتيادهم.
المصادر:
ــ شبكة عفرين بوست الإعلاميّة.
ــ التقارير الأسبوعيّة لحزب الوحد الديمقراطي الكردي (يكيتي).
ــ كتاب “جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية” ــ الدكتور محمد عبدو علي.
ــ كتاب “عفرين …. نهرها وروابيها الخضراء” ــ عبد الرحمن محمد.
ــ منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا.
– المرصد السوري لحقوق الإنسان.