عفرين بوست ــ متابعة
نشر موقع المونيتور الأمريكيّ، اليوم الإثنين، تقريراً تقييماً للسياسة المحتملة لتركيا بعد إعلان فوز أردوغان في جولة الإعادة، أمس 28 مايو، بولاية رئاسيّة جديدة ليمدد فترة سلطته إلى عقد ثالث، مع وجود أكوام من قضايا السياسة الخارجيّة. وخلافاً لمساعي أنقرة الرامية إلى إنهاء الإدارة الذاتية، فإنّ الرياض ودبي بذلتا جهداً لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوريّ.
التطبيع أصعب ملف
وأشار التقرير إلى أنّ التطبيع مع سوريا هو أصعب ملف يستدعي قرارات جذريّة. وكانت عودة اللاجئين السوريين – سواء قسراً أو طوعاً – من أهم القضايا في مسار الحملة. أي تقدم هناك لا يعتمد فقط على المصالحة مع دمشق ولكن أيضاً على توفير أماكن المعيشة للعائدين. لا يمكن لاتفاقٍ تركيّ-سوريّ وحده أن يمهدَ الطريق لإعادة الإعمار. كذلك يجب التغلب على اعتراضات الولايات المتحدة وأوروبا.
وكانت تركيا وسوريا قد اتفقتا في وقت سابق من هذا الشهر على مواصلة الحوار نحو التطبيع في اجتماع رباعيّ في موسكو تشارك فيه روسيا وإيران. ومع ذلك، تؤكد دمشق أنَّ انسحاب القوات التركية من سوريا شرط مسبق لأي لقاء بين قادة البلدين.
لا انسحاب فوري من سوريا
وبحسب التقرير فمن غير المرجح أن يقدم أردوغان على الانسحاب دون إنهاء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة “إرهابية”. وقد بنى ائتلافه الانتخابيّ حول التعهد بمكافحة “الإرهاب” بحزم.
كما أنه من غير المرجح أن يرضخ أردوغان لحلِّ ما يسمى “الجيش الوطني السوريّ”، وهو مظلة لجماعات المعارضة المدعومة من تركيا، أو تغيير الوضع الراهن في إدلب، حيث تسيطر “هيئة تحرير الشام الجهاديّة”، حتى يحصل على ما يريد على طاولة المفاوضات.
بينما لا يزال الدعم الأمريكيّ لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكرد مصدر إزعاج في العلاقات مع واشنطن، يتعين على أنقرة الآن أن تأخذ في الحسبان عاملاً مهماً آخر، ألا وهو أن العالم العربي بدأ في إعادة بناء العلاقات مع دمشق ويسعى إلى إنهاء الوجود العسكريّ التركيّ وكبح نفوذ إيران في سوريا، بعد إعادة قبول سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، ونددت جامعة الدول العربية ضمنياً بتركيا وإيران في بيانها المشترك الصادر في 19 مايو، رافضة “التدخلات الأجنبية” و “دعم الجماعات المسلحة والميليشيات” في الدول العربية. واعتبر التقرير أنّ إعادة الارتباط العربيّ مع دمشق يمكنه تقوية موقفها في محادثات التطبيع مع أنقرة.
ونقلت المونيتور عن مصادر كرديّة قولها إنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شجّعتا دمشق – بموافقة أمريكيّة ضمنيّة – على دمج قوات سوريا الديمقراطيّة في الجيش السوريّ كجزءٍ من جهود ردع النفوذ الإيرانيّ، وتتعارض مثل هذه التحركات مع مصالح أنقرة.