عفرين بوست ــ متابعة
أعلن السفير الروسي في بغداد، إلبروس كوتراشيف، عن تلقيهم معلومات سيئة عن التغيرات الديمغرافية في عفرين التي وصفها بأنها تحت الاحتلال.
جاء ذلك خلال إجابة السفير الروسيّ كوتراشيف على أسئلة مراسلة قناة رووداو اليوم الأربعاء 2/11/2022، وقال: “نسمع أنباء سيئة عن التغيير الديمغرافي الذي تم فرضه على المنطقة”.
ووصف السفير الروسيّ عفرين بأنها منطقة “محتلة” وقال: “نعتقد أنّ الوضع في عفرين كارثة كبيرة على الشعب الكرديّ، لأنّ عفرين كانت أكبر كانتون كرديّ في سوريا وهي الآن تحت الاحتلال”.
فيما يتعلق بسيطرة مسلحي “هيئة تحرير الشام” على عفرين والتهديد التركيّ باندلاع حرب أخرى قال السفير الروسيّ في بغداد: “نحن نتحدث الآن عن تلك المناطق الخارجة عن هيمنة روسيا …، تلك المنطقة تحت سيطرة تركيا ويجب أن يُسألوا هذا السؤال حقًا. مثل روسيا، نرى “هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً”، و”داعش”، على أنّها تنظيمات إرهابية يجب القضاء عليها وفقاً للشرعيّة الدوليّة وبالطريقة المناسبة.
وخلال مشاركته في ندوة منتدى MERI في أربيل حول روجافا، تحدث السفير الروسيّ في العراق إلبروس كوتراشيف كردستان وأعلن أن روسيا تتوسط بين الحكومة السوريّة والإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا. وقال كوتراشيف إنهم يريدون توقف الحرب بين القوات التركية والكردية في سوريا.
ووصف كوتراشيف الوجود العسكريّ الأمريكيّ في سوريا بأنّه غير شرعيّ وقال “أمريكا لها قواعد عسكرية في العديد من دول المنطقة ولها وجود غير شرعيّ في سوريا”. وبهذه الطريقة أصبحت قوة في المنطقة”. وجدد السفير الروسي في العراق موقف موسكو وقال إن النفط السوري يتم تهريبه.
وعن الاشتباكات بين القوات الكرديّة والقوات التركيّة أشار إلى أنّهم يريدون وقف الحرب بين القوات التركية والكردية.
حديث السفير الروسيّ كوتراشيف هو الثاني لمسؤول روسيّ بعد حديث المبعوث الخاص للرئيس الروسيّ إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، والذي قال خلال حديث لصحيفة الوطن المقربة من الحكومة السوريّة في 10/10/2022، معلقاً على الأحداث الأخيرة التي شهدتها عفرين المحتلة، فاتهم تركيا بالعمل على تحويل “هيئة تحرير الشام” المصنّفة على قوائم الإرهاب الدوليّ، إلى “معارضة معتدلة” عبر السماح لها بالسيطرة على مناطق ريف حلب تخضع لسيطرة الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ.
وقال لافرنتنيف: “هناك محاولات تركية لتحويل المنظمة الإرهابيّة المسماة (هيئة تحرير الشام) والتي تُعتبر جزءاً من القاعدة لما يسمى “معارضة معتدلة”، وهذا يتم رغم قرار الأمم المتحدة الذي يعتبر هذه المنظمة إرهابية بالطابع الإرهابي لهذه المنظمة”.
تصريحات المسؤولين الروس لا تتناسب مع مواقفها السياسيّة الرسميّة، وفي موقف على أعلى المستويات طرح سؤالٌ على الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين خلال مشاركته في منتدى فالداي الاقتصادي بموسكو، الخميس 27/10/2022، من قبل الدكتور محمد إحسان من إقليم كردستان: “عنوان هذا المنتدى هو “العالم بعد الهيمنة: العدالة والأمان للجميع”، هل تعتقدون بأنّ الكرد في الأجزاء الأربعة سيكون لديهم أمن أفضل وعدالة أكثر في المستقبل”.
وأجاب الرئيس بوتين: إنّه “حول مسألة الكرد، قلت مرات عدة، ليس بشأن الكرد والشعب الكردي وحسب، إنّما بشأن شعوب العالم كافة، يجب أن نخلق توازناً في المصالح. فقط عندما يتحقق توازن في المصالح، سيشهد العالم استقراراً، وينطبق الأمر نفسه على الشعب الروسي والشعب الكردي أيضاً”.
إجابة الرئيس كانت مقتضبة وفي غاية التعميم ولعلها أقرب إلى عدم الإجابة، فلم يعطِ أيّ تصور عن مستقبل القضية الكرديّة، ولكنها في العمق بالنسبة لكرد سوريا، تعني، أنّ الأهميةَ تنصب على مصالح الدول، أكثر منها على قضايا الشعوب.