سبتمبر 20. 2024

أخبار

ماذا تعرف عن طرق التهريب بين “المليشيات الإسلامية” و”النظام السوري” في “كفر نبو” و”كيمار”؟

عفرين بوست-خاص

قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا، أن المليشيات الإسلامية وقوات النظام السوري، اللتين تتقاسمان قرى ناحية شيراوا، تمارسان الاعمال والنشاطات التجارية بشكل روتيني، ولا كأنه هناك نزاع بينهما!

ونقل مراسلنا عن أهالي من المنطقة، أن القوات التابعة للنظام السوري والتي تنتشر في مجموعة من قرى الناحية كـ (الذوق الكبير\كوندي مازن، كالوته، برج القاص، مياسة، زعرنيتا، الزيارة، صاغونكيه، عقيبة، خريبكيه، ابين\بينه)، تمارس التبادل التجاري مع مسلحي المليشيات الإسلامية التي تحتل قرى الناحية كـ (كباشين، برج حيدر، براد، كفر نابو، جلبل\جلبر).

ووفق مراسلنا، تتنوع اعمال التبادل التجاري بين تجارة البشر وتهريبهم، إلى تبادل المواد التجارية، إضافة إلى الدخان وقطع السيارات، التي يبدو أنها من مسروقات عفرين الموجودة بحوزة مسلحي المليشيات الإسلامية.

وبين مراسل “عفرين بوست” أن طريقين رئيسيين يستخدمان من قبل الطرفين في عمليات تبادل المواد التجارية والمسروقة، وهما طريق (صاغوناكيه\صوغانة الخاضعة للنظام باتجاه قرية كيمار المحتلة من قبل المليشيات الإسلامية)، وطريق (كالوتة الخاضعة للنظام مروراً إلى قرية كفر نابو المحتلة من قبل المليشيات الإسلامية).

وكانت عفرين تخضع بكاملها لسيطرة قوات “الإدارة الذاتية” وتشكيلاتها العسكرية منذ العام 2012، عقب انسحاب النظام السوري منها، نتيجة اندلاع الحرب الاهلية السورية.

ومنذ اعلان الإدارة الذاتية في العام 2014، عملت الأخيرة على بناء مؤسسات عسكرية ومدنية، تمكنت معها من ضبط الأمور في عفرين وتيسير حياة الأهالي بشكل طبيعي وآمن، ما تسبب في دوران عجلة الاقتصاد بالمنطقة وتوسعها، وشجع الكثير من رؤوس الأموال الكرد من أبناء المنطقة على الاستثمار فيها.

ورفضت “الإدارة الذاتية” ضغوط (روسيا وتركيا) بغية دخول النظام السوري إلى مناطقها، مطالبة إياه بالاعتراف الدستوري بالشعب الكُردي، وإقرار “الإدارة الذاتية” كنظام سياسي في دستور البلاد، ضمن سوريا واحدة لا مركزية.

لكن وبسبب امتناعه عن الإقرار بحقوق المكونات السورية واصراره على عقلية الاقصاء وإلغاء الآخر، رفض النظام السوري مطالب “الإدارة الذاتية”، ليستغل الاحتلال التركي ذلك، ويعقد صفقة مع روسيا تسمح لهم بغزو عفرين، مقابل سحب تركيا لميليشياتها من محيط دمشق.

وتمكن الاحتلال التركي في آذار العام 2018، من احتلال إقليم عفرين الكُردي بعد غزو عسكري استمر قرابة الشهرين، تمكن فيها من انهاء تجربة حكم أبناء عفرين أنفسهم بأنفسهم من خلال نظام “الإدارة الذاتية”، في حين استغل النظام السوري هو الآخر الأوضاع لصالحه، ونشر قواته في باقي المناطق التي كانت خاضعة سابقاً لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، في مجموعة من احياء حلب، إضافة إلى الانتشار في قرى الشهباء وشيراوا.

وقد وفرت الصفقة للاحتلال التركي اقصى ما كانوا يتمنونه، في القضاء على الإدارة الذاتية، ومنع استحواذ المكونات العرقية والدينية السورية على حقوقها، كما قامت بجر المليشيات وعوائلها التي توالي جماعة الاخوان المسلمين السورية للاستيطان في عفرين، وساهمت بذلك في خلق صراع لما يكن موجوداً في السابق، بما يحقق مصالحها، وخاصة التغيير الديموغرافي والتهجير العرقي.

كما وفرت للنظام السوري مكسباً كبيراً من خلال إفراع الحاضنة السنية في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في ذات يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية عليها.

ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس المنصرم، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام.

كما شكلت عمليات تهريب المُهجرين العفرينيين من مناطق الشهباء نحو الأحياء التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” في حلب كحي “الشيخ مقصود”، إضافة إلى باقي أجزاء حلب، “تجارة رابحة” للمهربين الذين ينحدرون في غالبيتهم من بلدتي (نبل والزهراء).

ورصد ناشطون كُرد مجموعة ممارسات صدرت عن أنصار النظام السوري خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثلت في تحريضها على عفرين كونها رفضت من وجهة نظرهم “دخول الدولة”، علماً أن “الإدارة الذاتية” قد طلبت ببيان رسمي خلال فترة الغزو من النظام نشر قواته على الحدود لسحب الحجة التركية التي تتحدث عن انفصاليين، لكنه رفض ذلك مشترطاً حل “الإدارة الذاتية” وعودة سلطاته المركزية واجهزته الأمنية والمخابراتية كما سابق عهدها!

ولم يسبق أن طالبت الأحزاب الكردية أو “الإدارة الذاتية” بالانفصال عن سوريا او تشكيل كيان مستقل، حيث يسعى الكُرد حسب مشروعهم السياسي الى توزيع السلطات وإقامة نظام لامركزي، مؤكدين أن إعادة انتاج النظام السابق، ستعني صراع متجدد لاحقاً، في حين تشكل تلك التهمة بوابة للتهرب من الاستحقاقات الواجبة على أطراف الصراع السوري.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons