عفرين بوست – متابعة
بعد صدور القرارات الجائرة من محكمة الجنايات بعفرين والتابعة للاحتلال التركيّ والتي تضمنت حكماً بالإعدام وأحكاماً بالسجن لمدد طويلة، كتبت المواطنة الكردية لونجين عبدو على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك منشوراً تحت عنوان “الأحكام بتوقف القلب”.
لا تستغرب لونجين صدور مثل هذه الأحكام وتقول إنّها شهدت هكذا أحكام عندما كانت مسجونة لدى الشرطة العسكريّة، والتي يعتبرون أنفسهم أفضل الفصائل بغض النظر إن كانوا مسؤولين أو لا عن الأحكام. وأنهم لدى تحويلهم إلى الشرطة العسكريّة بعد سنتين من التغييب القسريّ، من أجل تقديمنا إلى حوالي عشرين صبية وسبع أطفال بالمهجع أغلبهم كانوا محكومين وأقل حكم بينهم كان ثلاث سنوات فما فوق..
تقول لوجين: مصطفى حسين المحكوم عليه بالسجن ثلاث عشرة سنة، مسجوناً معي خلال السنتين ونصف، وكان بين منفردتي ومنفردته، منفردة واحدة فقط، وكنت أسمعُ صوته وقت التعذيب، وفي وقت يكون فيه جائعاً ويطالب برغيف زيادة، وكان دائماً يدق الباب ويطلب زيادة في الأكل، في بعض الأيام يضربوه وبعضها الآخر يطعموه، ولكن مقابل زيادة الأكل كان يدفع الثمن إهانة وذلاً.
تضيف لونجين “تقريبا رب العالمين فرّج عننا بنفس الوقت بيننا شهرين أو تلاتة”.
وتستأنف لونجين الحديث عن مصطفى فتقول: لم يكن قد مضى على حصوله على حريته إلا أسبوع واحد، ولنقل شهر، حتى عادوا واعتقلوه مع كل عائلته، وتلقى هذا الحكم.
سمعت كثيراً أنه هو متهم بكثير القصص، وتتساءل لونجين: معقول، خلال أسبوع لحّق يوصي ع قنابل من طرف الأكراد؟ ومعقول لحق يزرعهم…. أسبوع واحد كافي لهشي يا ترى؟
تؤكد لونجين استحالة أن يكون مصطفى قد نفذ التهم المسندة إليه، فتقول: ما أساساً نحنا طلعنا من سجونهم ونحنا صايرين معقدين نفسياً وجسدياً… يعني أكتر من إني أنا ما عرفت إخواتي، وما أظن يكون مصطفى أقوى مني وطلع وبدو يشتغل للكراد بكل هالذكاء وبهل سرعه.
من هي لونجين عبدو؟
لونجين محمد خليل عبدو (27 سنة) كانت معتقلة سابقة مع شقيقتها روجين محمد خليل عبدو، (21 سنة) وأمضت نحو 30 شهراً في الإخفاء القسريّ وأفرج عنها في 2/12/2020.
كانت لونجين وشقيقتها بين النساء اللواتي ظهرن في المقطع المصور والمسرّب من سجن ميليشيا “فرقة الحمزة” لدى اقتحام مسلحين من “جيش الإسلام” ومستوطنين من الغوطة لمقر لميليشيا الحمزات (مقر الأسايش سابقاً) قرب مطعم كبصو في مدينة عفرين في 28/5/2020 بعد أعمال عنف وإطلاق النار قتل رجل وطفل وأصيب آخرون. وتم اكتشاف وجود 11 فتاة في سجن ميليشيا “الحمزات”. وشوهدت الشقيقتان بوضوح دون أدنى شك.
وفي 15/6/2020 نشرت “عفرين بوست” تقريراً كشف فيه عن هوية الفتاتين من بين النساء اللواتي ظهرن في المقطع وتأكدت منهما عبر التواصل مع أقربائهما. وذكر الموقع استناداً إلى مصادره أنّ الميليشيا “الحمزة” كانت تتواصل في الفترات السابقة، مع عائلة الفتاتين وطلبت منهم مبلغ 10 آلاف يورو للإفراج عن الفتاتين ووالدهما “محمد خليل عبدو” المختطف أيضاً والمحتجز لدى الميليشيا في مكان آخر، وجرت محاولة للاحتيال على مقربين لقبض الأموال “الفدية المالية” والاحتفاظ بالمختطفين الثلاثة.
أثيرت فيما بعد ضجةٌ عارمةٌ حول الإفراجِ عن النساء المختطفات، إلا أنّ عدداً من المواقع أكّد نقلهن إلى سجن آخر بإشراف “الشرطة العسكرية” التابعة لتركيا ولم يُفرج عنهن. وكان مستوطنو الغوطة وريف دمشق قد أصدروا بياناً ذكروا فيه ملابسات أعمال العنف التي جرت، وطلبوا توضيحاً حول وجود نساء عاريات في مقر ميليشيا الحمزة.
في حيثيات اختطاف الشقيقتين “لونجين وروجين”، فقد اقتحم مسلحان ملثمان ليلة 25/6/2018 منزل المواطن “محمد خليل عبدو” (مواليد 1968) في قرية “دُمليا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، واختطفاه مع ابنته “لونجين”، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. واُتهم المواطن محمد خليل حينها، بجباية الضرائب في المنطقة الصناعيّة في عفرين لصالح الإدارة الذاتية السابقة، لمجرد أنه يمتلك ورشة لصيانة الجرارات الزراعية في المنطقة الصناعية، بينما كانت ذريعة اختطاف ابنته لونجين الحصول على رخصة قيادة سيارة صادرة عن الإدارة الذاتية” السابقة.
بعد اختطاف لونجين ووالدها بتسعة أيام بالضبط، أي في 4/7/2018 عاد المسلحون الملثمون واختطفوا الفتاة الثانية “روجين عبدو”، وعمها “كمال خليل عبدو” (مواليد 1966)، من منزلهما في حي عفرين القديمة.
بعد ستة أشهر أطلق الخاطفون سراح العم “كمال” وهو بحالة صحية سيئة نتيجة التعذيب خلال فترة الاختطاف لدرجة أنه لم يكن يتذكر شيئاً، دون أن يتجرأ فيما يبدو على كشف عن سبب خطفه وهوية الخاطفين وظروف اختطافه ومكانه أو كيفية الإفراج عنه، ويرجح أنه تم تهديده من قبل الخاطفين فيما لو أدلى بأي معلومات.