عفرين بوست ــ خاص
إسكا أو إسكان / Îska قرية كبيرة تقع في سهلٍ منبسط من الأراضي الزراعية، وعلى بعد /25/ كم من مركز مدينة عفرين جنوباً، وهي مؤلفة من /310/ منازل، ويعمل الأهالي بزراعة الحبوب والخضار بعلاً، والقطن بالري الشوندر السكري، وتتنوع فيها الأشجار (الرمان والجوز والتفاح وأشجار مثمرة أخرى)، وتتعدد مصادر المياه فيها من نهر عفرين والآبار الارتوازيّة إضافة لنبعٍ في غرب القريةِ، كما يعمل الأهالي بتربية الأغنام والأبقار والماعز.
عمر القرية نحو أربعة قرون، ومن أوائل العوائل التي سكنت القرية آل عمو، وسميت كان أو إسكان، أي مكان السكن. ويتجاوز عدد سكانها ألفي نسمة.
نزح أهل القرية بعد العدوان التركيّ، باتجاه مدينة عفرين ومن ثم إلى خارجها، عاد منهم فقط /120/ عائلة، وتم توطين /190/ عائلة من المستقدمين بدلاً عن المُهجَّرين قسراً، وتتبع للقرية:
– مزرعة كانيا دينكه- Kaniya Dînkê المؤلفة من /50/ منزل، أهاليها من الكُرد والعرب وفيها آثار إغريقية.
– مزرعة “قارصاق” المؤلفة من /70/ منزل، أهاليها عائلتان كرديتان والبقية من العرب الذين انضم معظم رجالهم إلى ميليشيات “نور الدين زنكي” بعد الاحتلال.
العدوان والاحتلال:
قصفت مدفعية جيش الاحتلال التركي قرية إيسكا عدة مرات في الأسبوع الأخير قبل العدوان على عفرين انطلاقاً من مرابضها في قلعة سمعان، وخلال العدوان على عفرين اُستهدفت القرية مرات عديدة وبخاصة يومي 23 و25/2/2018، وتم احتلالها 12/3/2018 بعد قصفٍ جوي ومدفعيّ.
وخلال العدوان ارتقى شهداء من أبناء القرية في مطلع مارس 2018 هم: محمد سيدو إيبو، عبدو جميل بازو، عمر منان معميكو.
السرقات وأعمال النهب
ميليشيا “فيلق الشام” هي المسيطرة على القرية، وخلال اجتياحها سُرقت محتويات معظم البيوت من أدوات منزليّة وتجهيزات كهربائيّة وأوانٍ نحاسيّة وزجاجيّة وأسطوانات الغاز والمؤن، ومعظم مضخات مياه الري والأدوات الزراعيّة، إضافةً إلى جرارات وسيارات، وخاصةً تلك التي تركها أصحابها في مدينة عفرين، منها سيارة للمواطن “جوان رشاد”، وحوالي سبع دراجات ناريّة؛ وكذلك سرقت تجهيزات معمل لطعج الحديد عائد للمواطن “أحمد عمر حمو” الذي جلبها من مدينة حلب إلى القرية منذ سنوات بغية حمايتها.
استولى متزعمو الميليشيا على أراضٍ زراعيّة عائدة لمواطنين مهجَّرين قسراً، منهم: عائلة سفكو Siviko من قرية جلمة المجاورة)، حيدر صبحي مستو، والمرحوم عارف إيبش الذي اُستولي على جميع أملاكه ومنزله مدة سنتين، واستردت زوجته بعضها، بعد عودتها من حلب، دون أن تتمكن من استرجاع منزلها الذي حوَّلته المليشيا إلى مقرٍّ عسكريّ.
أما البيوت التي استولت عليها الميليشيا وحوَّلتها إلى منازل ومقرّات خاصة بها، فهي العائدة للمواطنين: فوزي كولك ومصطفى كولك، حيدر مستو، عدنان مستو، أحمد عمر حمو، فؤاد جمو، محمد ناصرو، المرحوم الدكتور عارف محمد إيبش، عبد الرزاق عبدي، عبد الكريم محمد علو، شيار حيدر عمر، شوكت عزيز عمر، عزيز أحمد عمر.
كما حوَّلت منزل المواطن أسد جمو إلى مقرّ للجمعية الزراعية، ومبنى الإرشادية الزراعية الى مقرّ لـ”الشرعيّة”، ومدجنة المرحوم “فاروق عزت” إلى سجنٍ رئيسي لـ “فيلق الشام”. كما أقيمت عدة مقرّات عسكرية في القرية، بينها قاعدة عسكرية تركية على تلةٍ غرب القرية.
اتخذ الفيلق من موقع حرش مله – Hirşê Milê – شمال القرية وتعرّض الموقعُ لقطع معظم أشجاره بشكلٍ جائر بغية التحطيب وتجهيز المعسكر. واتخذت الميليشيا من الموقع معسكراً لتدريب عناصره، وأصيب في محيطه طفلٌ من مستقدمي “عنجارة- إدلب” برصاص أُطلق عشوائيّاً، وفي 29/10/2020، أصيب التلميذان رسول أحمد بكو وسوزان جمال بكرو وطفلان من مستقدمي مدينة دير الزور في باحة مدرسة القرية لدى سقوط قذائف، مصدرها من معسكر الحرش.
الاعتقالات والاختطاف
تعرض أهالي القرية لمختلفِ الانتهاكاتِ، منها اعتقال حوالي /30/ شخصاً، ولأكثر من مرّة، وتم سجنهم لـ /2-6/ أشهر، بحجّة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأفرج عنهم بعد التعرض للإهانات ودفع غرامات أو فدى ماليّة، ولايزال المواطنيّن “جيكر عبدو معمو وعلي رمضان علو” الذي أُصيب بجروح أثناء القصف بداية 2018” مخفيين قسراً في سجن الراعي- منطقة الباب منذ مارس 2018، والمواطنيّن “حسين سيدو ووليد معمو” مخفيين قسراً في سجن القرية الخاص بالفيلق منذ مارس 2018.
وفي 21 /2/ 2022، اُختطف المواطن وائل يوسف (21 سنة). وفي 23 /2/ 2022، اُختطف أربعة مواطنين كُرد بينهم امرأة، من أهالي قرية إيسكا، هم: بيار أحمد شيخو مصطفى وفراس مصطفى كيفو ورودي رفعت كيفو وحميدة محمد مصطفى. وقبل ذلك بشهرين اُختطف المواطنون: أحمد يوسف حسين، سليمان ذكي مصطفى، نضال محمد نور كيفو، ريناس بحري كيفو، دشتي عزيز بريمو، وعصمت حسن بريمو”، وقبل نحو 9 أشهر اُختطف المواطن: أيمن محمد علي كيفو” أما الشقيقان “عمر زياد حمو جملو، وبركات زياد حمو جملو” فقد تم خطفهما قبل 11 شهر. وأفرج عن أربعة مواطنين هم “جميل مصطفى علي، خليل أحمد بريمو، نيفين بحري كيفو، وفاطمة محمد نور كيفو. وكل المواطنين اُعتقلوا بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة بغرض تحصيل الفدية والضغط عليهم.
في 19/2/2022، اعتقلت الاستخبارات التركيّة المواطن حسن محمد (32 سنة)، من أهالي قرية إيسكا من منزله في شارع المسلخ بحي الأشرفية بمدينة عفرين. والمواطن “حسن محمد” أب لطفلين ويعمل في الإنشاءات والبناء.
قي 4/5/2022، علمت “عفرين بوست” أنّ سلطات الاحتلال التركيّ طالبت ذوي المواطن “سيوار بريمو” بمبلغ ألفي دولار للإفراج عنه. والشاب “بريمو” (27 سنة) من أهالي قرية إيسكا، اعتقل أكثر من شهر ونصف، وأفادت المعلومات التي لدى ذويه أنّه مسجون بسجن ماراته.
سجن إيسكا
بات سجن “إيسكا” علامة فارقة للقرية بعد احتلالها، واتخذت ميليشيا “فيلق الشام” من مبنى مدجنة المرحوم “فاروق عزت مصطفى” سجناً لها، ويضم غرفاً ومنفردات، احتجزت فيه مختطفين ومعتقلين بشكلٍ مستمر منذ مارس 2018، يتم نقلهم من مختلف القرى والبلدات التي تسيطر عليها نفوذها، ومارست فيه مختلف صنوف التعذيب والمعاملة القاسية.
في 5/3/2022، علمت “عفرين بوست” أنّ ميليشيا “الشرطة العسكرية أخلت سجن “إيسكا” بعد حل أمنية “فيلق الشام”.
واعتقلت سبعة مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام”، المختطفين، ونُقل السجناء إلى مكان آخر، بينهم المواطن “علي خليل خليل” المحتجز منذ نحو عامين، وكذلك المواطنة الكرديّة “غزالة منان سلمو” المختطفة من قبل الميليشيا نفسها في 4/12/2020م. وجاء الإخلاء على خلفية مقتل المستوطن “عبد الرزاق طراد العبيد النعيمي” من أبناء قرية معرزاف بريف حماة الشمالي، في السجن وكان قد اُختطف في 23/2/2022، من محل إقامته بقرية جلمة، واقتيد إلى سجن إيسكا، وبعد يومين سلمت ميليشيا “فيلق الشام” جثته لذويه وعليها آثار التعذيب في كامل جسده. ليعلن “شرعي الميليشيا العام” لمدعو “عمر حذيفة”، في 28/2/2022، حلّ أمنيّة إيسكا وتسليم عناصرها لميليشيات الشرطة العسكرية.
ولدى الميليشيا سجون سريّة أخرى، لا تتوفر عنها أيّ معلومات، وأبرزها سجن المحطة في بلدة ميدان أكس- ناحية راجو.
تل إسكان الأثري
طال التخريب تل إسكان الأثري، الواقع في السهل المحصور بين قرى إسكان وجلمة وغزاوية على الضفة اليسرى لنهر عفرين. وذكرت مديرية آثار عفرين أنّ عمليات الحفر التخريبية تمت بالآليات الثقيلة خلال فترة الاحتلال التركي في النصف الثاني من عام 2019 حسب صور الأقمار الصناعية التي تشير إلى غياب أي حفريات على التل حتى 14/7/2019، بينما الصورة العائدة إلى 28/9/2019 تشير إلى ظهور حفريات كبيرة على سطح التل وتدمير كل الطبقات الأثرية. وقدرت مساحة الحفريات التخريبية بـ (15,000) م2 حتى تاريخ 28 سبتمبر 2019.
تدمير وتنقيب مغارة تاريخيّة بالقرية
في 21 سبتمبر 2020، نشرت “عفرين بوست” أنّ مسلحي “فيلق الشام” أقدموا على تدمير مغارة “ديللك” التاريخية في منحدر جبل ليلون قرب قرية “إيسكا/إسكان”، بحجة افتتاح مقالع لاستخراج الحجر، وأظهرت الصور التي حصلت عليها “عفرين بوست” حجم التدمير الذي أُلحق بالمغارة. إلا أنّ أعمال الحفر كانت بغاية على التنقيب بحثاً عن لُقى أثريّة أو كنوز، وفق شهادات مصادر محليّة من قرية “إيسكا” التي أفدت أنّ المغارة قديمة جداً، وتعود للقرن الخامس الميلاديّ أي الحقبة التاريخيّة التي بُنيت فيها قلعة سمعان فيها. وبعد نشر الخبر توقفت أعمال الحفر في المغارة. وفي 5/11/2020 علمت “عفرين بوست” أنّ أعمال الحفر في المغارة عادت فيها.
مصادر المعلومات
ــ شبكة عفرين بوست الإخبارية.
ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكردي (يكيتي).
_ ويكيبيديا.