عفرين بوست
تستمر اعتداءات المستوطنين على أهالي عفرين الكرد بدوافع عنصرية، وتستهدف حتى المسنين، فيما تشكل الفوضى الأمنية والاستقواء بالسلاح والمسلحين وانعدام آليات المحاسبة عوامل محفزة لمزيد من الاعتداءات التي تمر دون أدنى درجة مساءلة، بل قد تنتهي القضية بتغريم المواطنين الكرد.
أقدمت مجموعة من المستوطنين في قرية بعيه/ باعي بناجية شيراوا على ضربِ المواطن الكرديّ المسن ناصر عمر علوش من أهالي قرية باعي في ناجية شيراوا، بشكلٍ مروعٍ ما أدى إلى كسر ذراعه اليمنى وساقه الأيمن، بالإضافة إلى جروح ورضوض في كافة أنحاء جسمه، ويذكر أن المسن ناصر في مقطع مصور- انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي- أنّه لولا تدخل شخص عرّفه باسم “أسعد” لتم تقطيعه من قبل المعتدين.
يُذكر أن قرية باعي تخضع لسيطر ميليشيا “فيلق الشام”، وجرت الحادثة على مقربة من المسلحين ومرآهم، فيما لم يتدخل أحدٍ، والحادثة ليست الأولى في المنطقة، إذ يواصل المستوطنون التعدي على ممتلكات أهالي القرية الكرد ويعتدون عليهم بمجموعاتٍ كبيرةٍ.
ففي قرية باصوفان القريبة، اعتدى مستوطنون ينحدرون من قرية معصران بريف معرة النعمان، في 14/5/2022على مواطنين إيزيديين هما الشقيقان: “فتحي عزت بركات” (21 عاماً)، و”بركات عزت بركات” (23 عاماً)، بسبب منعهما مستوطنين من رعي أغنامهم في أرضهم.
وكان الشقيقان قد حضرا إلى أرضهم المزروعة بالعدس لإزالة الأعشاب والحشائش الضارة عندما فوجئا بوجود المستوطنين في الأرض وبينهم نساء فطلبا منهم الخروج، لكنهم رفضوا وتهجموا على الشقيقين وضربوهما. وشاركت النساء بالاعتداء والضرب بواسطة “مجرفة”، وأطلقن شتائم بحق الشقيقين. وقال أحد المستوطنين مهدداً: “حتى السنة القادمة لن يبقى لكم أراضٍ، وهذه الأرض سنأخذها ولن يبقى عندكم شيء”.
وفي حادث مماثل اعتدى مستوطنون على المواطن مصطفى طوبال من أهالي قرية جلمة بناحية جنديرس، وشاركت النساء بالاعتداء، وأصيب المواطن مصطفى بجروح ورضوض في أنحاء مختلفة من جسمه، إلا أن الاعتداء تسبب بتعثر امرأة مستوطنة وجروح في يدها، وعلى إثرها تشكلت لجنة من المستوطنين من عشيرة الموالي المنحدرين من ريف إدلب والقاطنين حالياً بقرية جلمة ومسلحي ميليشيا “فيلق الشام” وأصدرت اللجنة الإثنين 6/6/2022، قراراً بفرضِ غرامة ماليّة على المواطن “مصطفى طوبال”، مقدارها 4 ألاف دولار أمريكيّ، تعويضاً عن إصابة الامرأة.