عفرين بوست-خاص
على وقع الموسيقا التركية التي تذكر بالحقبة العثمانية، خرجت في الرابع والعشرين من يناير الماضي، ما تسمى مليشيا “الشرطة” التابعة للاحتلال التركي، العشرات من مسلحيها في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
وبثت المليشيا شريطاً مصورا لعملية التخريج تلك، علماً أن مسلحيها يتلقون تدريبهم على أراضي الاحتلال التركي، ثم يجري سوقهم الى داخل عفرين، للقيام بمهامهم الاستخبارية والتي تتلخص في التضييق على السكان الكُرد والعمل على ترسيخ التغيير الديموغرافي لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية.

وتبين المشاهد، وضع المليشيا للعلم التركي على الطاولة التي سيقسم عليها المسلحون إلى جانب رايتهم و”القرآن الكريم”، حيث يظهر العشرات من المسلحين الذين جرى تدريبهم في تركيا، وهم في غالبيتهم ملتحون، وجميعهم من المستوطنين، وكانت “عفرين بوست” قد نشرت في الحادي عشر من فبراير الجاري، تقريراً حول قبول 20 مستوطن ضمن المليشيا ذاتها.
ويردد المسلحون خلال المسير الذي قاموا به ضمن بهو مكان التخريج، شعار (يا الله، بسم الله، الله أكبر)، وهو الشعار الذي كان ينادي به الجنود في الفترة العثمانية!، لتدل بما لا يدع للشك على النوايا الاستعمارية للاحتلال التركي الساعي الى إعادة العثمانية.

ويؤدي المسلحون قسمهم واضعين اياديهم على العلم التركي!، قبل أن يدلي المدعو “رامي طلاس” قائد مليشيا “الشرطة” بكلمة، (وهو أحد المستوطنين المطرودين من مدينة الرستن بريف حمص، بموجب اتفاقات الاحتلال التركي مع روسيا، والتي تم فيها تسليم عفرين مقابل طرد المسلحين من حمص ودمشق).
ويهاجم المستوطن “طلاس” في كلمته من اسماهم “الانفصاليين” في إشارة إلى القوات الكُردية، متناسياً كونه محتل جاء على ظهر دبابة عدوٌ غازي، ليحارب شركائه المفترضين في الوطن السوري، وأنه ساهم مع مسلحيه في احتلال ارض سورية وتقديمها للاحتلال التركي، وأن دماء الآلاف من المقاتلين الكُرد قد أصبحت في رقابهم!

ليتولى بعدها مسؤولون من الاحتلال التركي بينهم والي الاحتلال على عفرين، توزيع وثائق الانتساب للمليشيا على المسلحين، حيث قدم كل مُسلح اسمه سابقاً إياها بعبارة: “سيدي الوالي”!
ويتواجد على الوثيقة التي وزعت على المسلحين علم الاحتلال التركي، وراية مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر”، فيما يظهر في خلفية المشهد على نوافذ البناء الاعلام التركية وهي تتدلى من داخله، بينما يضع مسلحون آخرون الاعلام التركية على أكتافهم دونما حياء أو وجل!
