نوفمبر 08. 2024

مدرّسٌ مستوطن ينشر التطرف والدعشنة بين تلاميذ مدرسة قرية ترنده الابتدائية

عفرين بوست – خاص

علمت “عفرين بوست” من مصادرها الخاصة أن مدرّساً مستوطناً ينحدر من ريف حماة، يعمل على ترسيخ التطرف الديني لدى التلاميذ، في مدرسة ابتدائية بقرية ترندة – مركز مدينة عفرين.

في ظاهرة غريبة عن الطبيعة الاجتماعية لإقليم عفرين يقوم المدعو “الأستاذ أحمد” بفصل الذكور عن الإناث في المرحلة الابتدائية، كما يلزم الفتيات الصغيرات اللواتي لا تتجاوزن أعمارهن عشر سنوات على ارتداء الحجاب، بينما يمنع الصبية من ارتداء ملابس ذي ألوان أو عليها أشكال ورسومات، ويقوم بطردهم إلى أن يستبدلوا ملابسهم بأخرى ذي ألوان غامقة أو أحادية اللون.

ولا يتردد المدرس المتطرف في طرد الصبية من الصف بحجة إطالة شعرهم، بل ويقسو أكثر على الصبية الكرد دون أولاد المستوطنين في تعامل فوقي واضح يعبّر عن تمييز عنصري تجاه أبناء السكان الكرد الأصليين للقرية، ولا يكاد إن بلغوا الصف الرابع أو الخامس حتى يدفعهم لترك التدريس قائلاً “روح اشتغل مصلحة احسنلك”.

وحسب المصادر فإن الأستاذ المدعو “أحمد” له هيئة داعشية، طويل اللحية وحليق الشوارب، يرتدي جلباب قصير، بهذه الهيئة يدخل مدرسة ترندة ويبث سموم التطرف الإخواني والفكر التكفيري في عقول التلاميذ الصغار.

ولا تقتصر ممارسات مسلحي الميليشيات الإخوانية وعوائلهم من الدعاة والأرباب، في إصباغ هوية إقليم عفرين بطابع ديني بحت عبر غسيل أدمغة التلاميذ والطلبة، وزرع الفكر الجهادي والسلفي، بل تتعداه إلى إقامة العديد من المعاهد الدينية وتنظيم دورات للدروس الدينيّة التي تشرف عليها الجمعيات الإخوانية.

ففي 22 نوفمبر 2021، افتتحت سلطات الاحتلال التركي مدرسة في بلدة راجو، واسمتها باسم “ثابت خلف الهويش”، أحد قتلى ميليشيا “أحرار الشرقية”، والمعروف باسم “أبو عبد الرحمن شرقية”، كان مسؤولاً أمنيّاً سابقاً في تنظيم “داعش”، ومتزعماً في ميليشيا “أحرار الشرقية” لاحقاً، بعد قيام أنقرة باستقطاب المئات من عناصر تنظيم “داعش” بعد اندحاره في آخر معاقله بالباغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

وفي 8 سبتمبر 2021، أنهت جمعية “الأيادي البيضاء الكويتية” بناء وتجهيز مدرسة “الإمام الخطيب” تحت إشراف ما يسمّى “مديرية التربية والتعليم”، وهي نموذج مدارس كثيرة الانتشار في تركيا، تتبنى التعليم الديني مع التأكيد على الهوية العلمانية للدولة التركيّة، حتى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” نفسه كان من خريجي هذه المدارس. وذلك في سياق عملية التغيير الديمغرافي والثقافي، من خلال العداء مع ثقافة المنطقة، وإحلال التطرف والتكفير محله.

إذ ومنذ الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي، استنفرت أدوات التنظيم الإخواني الموالية لأنقرة من جمعيات وهيئات لتدخل الإقليم بأسمائها المتعددة وتنشط في مجالات البناء لتقوم بتثبيت ركائز الاحتلال عبر بناء منشآت تعليمية ودينية لتغيير الثقافة الأصلية للسكان، وتدمير العديد من المزارات الدينية الخاصة بالإيزيديين وأخرى مرتبطة بعقائد السكان الشعبية.

إضافة إلى نشر الشعارات الدينية على اللوحات الطرقية وانتشار أشخاص في الشوارع وأمام الجوامع يجبرون المواطنين على ارتياد الجوامع والصلاة، إضافة لإدخال تكثيف المواد الدينية في المناهج الدراسية الابتدائية ومحاولة فرض الحجاب على الفتيات الصغيرات وتحويل المدارس إلى مراكز لزرع الفكر السلفي المتطرف، إلى جانب لإجبار أطفال المدارس خلال العطل الموسمية على الخضوع لدورات في دينية في الجوامع.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons