مايو 12. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: تدمير مزارات علوية.. مراكز تركمانية برعاية “الذئاب الرمادية”.. قرية “كورزيليه جيه” مُهجرة.. 16 مُختطف.. مناهج دينية.. النظام يواصل التجنيد.. و”بارين كوباني” في قلوب العفرينيين

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الأول إلى السابع من فبراير\شباط.

الاختطاف..

منذ يوم الجمعة\الاول من فبراير، أكد مراسلنا ان المليشيات الإسلامية شنت خلال اليومين الماضيين حملة دهم وتفتيش في مجموعة شوارع في محيط دوار معراتيه بمركز إقليم عفرين. ووفقاً للمعلومات التي استطاع مراسلنا استحواذها فإن المليشيات فتشت البيوت التابعة للسكان الكرد بحجة البحث عن أسماء موجودة لديهم، فيما أثارت حملة الدهم الجديدة المخاوف لدى الأهالي من شن عمليات اختطاف جديدة وبالتالي ابتزاز السكان الكرد بحجج واهية جاهزة كموالاة وحدات حماية الشعب او العمل سابقاً مع الإدارة الذاتية.

والسبت\الثاني من فبراير، ذكر ناشطون أن مسلّحي مليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات”، اختطفوا قبل يومين 4 مدنيين من قرية “جقالو وسطاني” في ناحية “شيه”، وهم (مظلوم بدو- محمد جمعه- محمد حمزاركه- عبدو علي)، مؤكدةً أن مصيرهم لا يزال مجهولاً.

والأحد\الثالث من فبراير، أكد مركز عفرين الإعلامي اختطاف عدد من المدنيين من مركز ناحية ماباتا\معبطلي من قبل مليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي، عرف منهم: أحمد مصطفى، محمد علي خوجة مع زوجته التي أفرج عنها لاحقاً، فراس حمباشو، وبحسب مصادر مقربة، اشترطت مليشيا “الشرطة” إطلاق سراحهم بعد دفع مبلغ ١٠٠ ألف ليرة سورية.

والثلاثاء\الخامس من فبراير، اختطف مسلحون من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، المواطن الكٌردي عبد الحميد سليمان، من منزله الكائن في مدينة جنديرس واقتاداه إلى جهة مجهولة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين اثنين يستقلان سيارة فان، أقدما على اختطاف المواطن عبد الحميد سليمان، من أهلي قرية كورا/كوران، واقتاداه إلى جهة مجهولة.  وكان عبد الحميد سليمان سابقا مديرا لمدرسة الثانوية الصناعية في مدينة عفرين.. كذلك شن جنود الاحتلال التركي حملة دهم وتفتيش في قريتي “زفنكي” و”كارّيه” التابعتين لناحية بلبلة/بلبل وأسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد، بينهم مختار معيّن من قبل الاحتلال. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن جنود من الاحتلال التركي يستقلون عربات عسكرية (بانزر) داهموا قرية “زفنكي\زفنك” وفتشوا منازل القرية وبين الأحراش المحيطة بها، ومن ثم أقدموا على اعتقال كل من مختار القرية “محمد يوسف\أبو نورس” والمواطن “نعسان عبد القادر إسماعيل” رغم تعرض الأخير للاعتقال مرتين سابقا. وأضاف المراسل أن دورية الاحتلال توجهت بعدها إلى قرية “كارّيه/صاغر اوباسي”، واعتقلت المواطن “رشيد خليل إبراهيم”. وكان الاحتلال التركي قد اعتقل في الثلاثين من يناير الماضي، “صلاح حنيف بطال” مُختار قرية “كارّيه/صاغر أوباسي”، وتوجهت إلى قرية قوتا/قوتانلي التابعة لناحية بلبل، واعتقلت من أمام مخبز القرية سبعة أشخاص آخرين من أهالي قرية كارّيه، كانوا يصطفون أمام الفرن الآلي للتزود بالخبز.

والأربعاء\السادس من فبراير، بين مراسل “عفرين بوست” أن المسلحين اختطفوا في دوار معراتيه كهلاً كردياً من قرية جلمة التابعة لناحية جنديرس، معروف باسم “مصطفى سنه”، حيث جرى اختطافه من منزله، بحجة أن له علاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وهي تهمة تطال كل من تريد المليشيات ابتزازهم للحصول على فدى مالية من ذويهم. وفي شارع الملاهي، قام مسلحو المليشيات الإسلامية بخطف مواطن وولدين له (شابين) من أهالي قرية بيخجه التابعة لناحية بلبلة\بلبل، من محلهم الخاص ببيع الخضار، ورجح مراسلنا نقلاً عن مصادر من الحي، أن الاعتقال تم بسبب الأوضاع المالية المقبولة للمُختطفين الكُرد. وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف في الحصول على الأموال، حيث تعتبر إحدى الأساليب التي اتبعوها لذلك منذ احتلال عفرين، في حين يشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات، باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، أو منع المُهجرين من العودة!

اعدام ميداني..

السبت\الثاني من فبراير، أكد المكتب الإعلامي التابع لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي في تقريره التاسع عشر الصادر، أن قوات الاحتلال التركي نفذت إعدام ميداني بحق مواطنين كُرد. وقال المكتب: “أفاد لنا مصدر موثوق أن الغزاة قد أعدموا الشابين (حسين عبد الرحمن حسين /24/عاماً، وليد صوراني /18/ عاماً) من أهالي قرية چقليه جوم رمياً بالرصاص، في باحة إحدى مدارس مدينة عفرين، خلال الأيام الأولى من دخولهم إليها، وتم تطويق القرية ومنع ذويهما من مشاهدة جثمانيهما أثناء الدفن في المقبرة”. وفي حين كشف الحزب عن اسم الشابين اللذين نفذ بهما الإعدام الميداني، لا يزال مصير المئات من الشبان الكُرد مجهولاً، حيث تؤكد المصادر المحلية انقطاع الاتصالات بين المقاتلين الكُرد وقادة جبهاتهم في الأيام الأخيرة من المُقاومة في عفرين، قبل إطباق الحصار على المقاتلين في الثامن عشر من آذار، عندما أسقط الغزاة تمثال كاوا الحداد، معلنين الاحتلال العسكري للإقليم الكُردي.

جرائم متفرقة..

الجمعة\الاول من فبراير، أكد مراسلو “عفرين بوست” في مدينة عفرين ومدينة جنديرس التابعتين لإقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن المليشيات الإسلامية تعمل على إجبار الأهالي الكُرد على نفي الانتهاكات الصادرة من قبلهم. وفي هذا السياق، قال مراسلنا أن المليشيات الإسلامية وعقب صدور أنباء عن اختطاف مواطنين كُرد في إحدى قرى عفرين، عملوا على إجبار أهالي القرية في صفحات التواصل الاجتماعي على نفي الاخبار، وتكذيب الجهات التي تقوم بنشرها. وتسعى المليشيات الإسلامية إلى إخفاء الجرائم التي تقوم بها، كما تقوم في بعض الأوقات باللقاء مع اشخاص لينفوا تعرضهم للخطف او التعذيب كما حصل سابقاً المعالج الفيزيائي عدنان بستان كردي، ليثبتوا من خلال ذلك تلك الجرائم على أنفسهم.

والسبت\الثاني من فبراير، قالت شبكة نشطاء عفرين أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، أقدمت على قطع شجرة معمرة يفوق عمرها ال 150 عاما في قرية ” سيمالا ميدانو التابعة لناحية راجو.

والاثنين\الرابع من فبراير، قال مركز عفرين الإعلامي، أن مليشيا السلطان سليمان شله\العمشات، قامت بإطلاق النار على المدني “محمد خليل حسين” من أهالي قرية جقلي تحتاني التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد” بريف عفرين الأربعاء 30.01.2019، بسبب محاولته تجاوز الحاجز بالجرار المحمل بالحطب، ما أدى لإصابته في قدمه. كما تعرض “عصمت جارو” للضرب المبرح بعد هروبه من الحاجز، بعد مشادات كلامية بين عناصر الحاجز التابع لمليشيا السلطان سليمان شاه المعروف باسم العمشات، الذين رفضوا مرور محمد بجراره وقاموا بإطلاق النار عليه. وأشار المركز إلى هروب المدني عصمت جارو من الحاجز عقب الحادثة، لكنه تعرض للضرب المبرح بعد ملاحقته من قبل عناصر العمشات لوسط القرية.

والأربعاء\ السادس من فبراير، بدأ الاحتلال التركي إزالة أبراج الاتصالات السورية من ناحية جنديرس بالريف الجنوبي. وقال مراسل “عفرين بوست” إن إزالة الأبراج من جنديرس قد بدأت بالفعل، حيث أنه تم رصد إزالة آخر الأبراج وهو البرج القريب من الجامع الشرقي بمركز مدينة جنديرس. ونقل مراسلنا عن مصادر ميدانية أن الاحتلال التركي يعمد حالياً إلى تبديل الأبراج السورية المُزالة، بأخرى من الشبكات التركية. وأكد مراسل “عفرين بوست” أن إزالة الأبراج السورية وتبديلها بأخرى تركية، يثير مخاوف الأهالي، حيث ستعني الخطوة التركية انقطاع اتصالهم مع أهلهم وذويهم في باقي المناطق السورية، سواء حلب او غيرها. ولا يستطيع الكثير من الأهالي الاستعاضة عن الشبكات السورية باستخدام شبكات الانترنت، كون الكثير من المواطنين وخاصة المتقدمون بالسن منهم، حيث لا يعلم غالبية هؤلاء كيفية استخدام أجهزة الهاتف المتطورة، ويعتمدون غالباً على أجهزة اتصال بدائية للتواصل مع أبنائهم وذويهم في الداخل السوري.

والخميس\السابع من فبراير، عرضت وسيلة إعلامية موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي مقطعاً مُصوراً حول انتشار منظمة تركية متطرفة تسمى الذئاب الرمادية في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقالت تلك الوسيلة التي تسمى “ستيب نيوز” أن الذئاب الرمادية الآن في عفرين من بوابة الايتام، وذلك في إشارة إلى ما سمي بافتتاح مركز “سليمان الحلبي” في قرية كوتانا\كوتانلي التابعة لناحية بلبلة\بلبل، حيث حضر الافتتاح منظمات تابعة للاحتلال التركي قادمة من تركيا، إلى جانب موالين لهم من المليشيات الإسلامية وانصارهم من المستوطنين. ورفع الأطفال في المركز الذي يرعاه الاحتلال التركي الاعلام التركي وشعار الذئاب الرمادية، في حين قال أحد المسؤولين عن المركز أن الأطفال سيتلقون تعليم القرآن واللغة التركية! وأشارت الوسيلة أن المنظمة التركية (الذئاب الرمادية)، بدأت عملها بشكل كبير في سوريا عقب تنفيذ غزوتي درع الفرات وغصن الزيتون، اللتين جرى من خلالهما احتلال مناطق سورية عديدة كـ جرابلس واعزاز والباب ومارع، إضافة إلى إقليم عفرين الكُردي. ونوهت الوسيلة أن “الذئاب الرمادية” تقدم الدعم بشكل كبير للتركمان، حيث عقد في التاسع والعشرين من يناير، اجتماع لمن سموا تركمان المنطقة الوسطى، الذين يحاول الاحتلال التركي توطينهم في عفرين. ورفع في الاجتماع علم خاص بالتركمان، كما رفع التركمان المشاركون في ذلك الاجتماع شعار “الذئاب الرمادية”، بينما كان أحد الحاضرين الاتراك من “حركة اليسوي” يتحدث في الجمع باللغة التركية ويزودهم بتوجهاته! واتهمت الوسيلة بشكل مُبطن على صيغة سؤال المنظمة التركية بمحاولة غسل عقول الأطفال السوريين من صغرهم.. كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” اليوم أن ميليشيا ” الشرطة العسكرية ” الإسلامية انتقلت من مركزها “مبنى التوجيه التربوي” إلى مدرسة الثانوية التجارية بالقرب من حديقة “النوروز” وسط المدينة لتحل محلها ما يسمى بـ “أمنية” ميليشيا “السلطان مراد” ذات الصبغة التركمانية. ويشار إلى أن الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية حوّلوا العشرات من مدارس الإقليم إلى مراكز اعتقال أو مقرات أمنية وعسكرية.. وايضاً، أكد شهود عيان من إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن المستوطنين الذين يتشكلون في غالبهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، مستمرون في قطع الأشجار في عفرين بشكل مستمر منذ اطباق الاحتلال العسكري على المنطقة الكُردية. وفي هذا السياق، قال شهود أن تقريباً ربع المساحة المزروعة بالأشجار الحراجية بين قريتي “باسوطة” و”برج عبدالو” التابعتين لمركز عفرين، قد جرى قطعها من قبل المستوطنين ومسلحي المليشيات الإسلامية. ويعمد المستوطنون إلى قطع الأشجار وبيع حطبها بأسعار بخسة في مناطق أخرى تحتلها المليشيات الإسلامية كـ أدلب واعزاز ومارع وجرابلس وغيرها. ولم يسبق أن جرى قطع الأشجار الحراجية في عهد الإدارة الذاتية الكردية، حيث حافظت الإدارة الذاتية على الثروة الحراجية وعملت على رعايتها وتقديم ما أمكنها من خدمات عبر تعيين حراس لها لمنع العابثين من قطعها. ويأتي قطع أشجار عفرين كإجراء انتقامي جماعي من الشعب الكُردي، حيث تسعى القوات المحتلة إلى الانتقام من عفرين التي شكلت شوكة في حلق المتربصين خلال الأعوام الممتدة ما بين 2011 إلى العام 2018، حيث كانت الرافض الوحيد للمشروع التركي. كما يواصل المستوطنون والمسلحون التابعون للاحتلال التركي القطع الجائر لأشجار الزيتون، خاصة تلك العائدة للمُهجرين من أهالي عفرين الأصليين الكُرد

نشر التطرف..

الجمعة\الاول من فبراير، أقدمت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على تدمير ونبش مزار ديني خاص بالعلويين الكُرد في ناحية موباتا/معبطلي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا. ونشرت صفحة” أخبار معبطلي” على الفيس بوك خبرا مرفقا بصور توضيحية، يفيد بقيام الميليشيات الإسلامية بأعمال حفر وتدمير ونبش في مزار ”آف غيري” الذي يحظى بقدسية لدى أبناء الطائفة العلوية في البلدة. وقالت الصفحة” أن العصابات المسلحة قامت بهدم المزارات التاريخية في وادي بيري بين قرية قنطرة/ قنتري وبلدة معبطلي بحثا” عن الكنوز والذهب دون اكتراث إلى القيمة التاريخية” وعبرت الصفحة عن سخطها قائلة: “المزارات دينية وأصحابها كانوا أناسا يتقون الله يا متاجرين وحرامية باسم الله” مناشدة المنظمات ذات الصلة بالتدخل لحماية تراث المنطقة. ومزار آف-غيري أو بربه عوشي (Berbe’ ûşê)، مزار أثري قديم يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام، ويقع شمال غربي البلدة على مسافة 1كم وبجانب تل ونبع بنفس الاسم. فيه ضريح يتبارك به اتباع الطريقة العلوية وكرد عفرين بشكل عام. ويتألف المزار العلوي من غرفة صغيرة لها قبة وبداخلها ضريح قبر، وبجانبها شجرة معمّرة ونبع ماء، استغل ماؤه في امداد بلدة معبطلي بمياه الشرب. ويشار إلى أن أغلب المزارات الدينية، الإسلامية منها والايزيدية والعلوية، تعرضت لأعمال حفر ونهب ونبش وتدمير على يد الميليشيات الإسلامية وأبرزها مزار حنان التاريخي الذي يحظى بقدسية وتبريك لدى مختلف الطوائف والمذاهب الدينية في الإقليم. وافتتح الاحتلال التركي مؤخراً، بالتعاون مع “تجمع شباب تركمان سوريا”، معهداً دينياً باسم “معهد الفَتح المُبين”، في قرية كورزيليه/قرزيحل التابعة لمركز إقليم عفرين الكٌردي التابع للإدارة الذاتية سابقا، ونشرت صفحات عائدة للميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، شريط فيديو (نرفقه في التقرير) لتخريج أطفال بأعمار صغيرة جداً من دورات تحفيظ القرآن الكريم من المعهد المذكور. ويسعى الاحتلال التركي وحلفائه من جماعة الاخوان المسلمين والائتلاف” الوطني” والميليشيات الاسلامية، نشر التطرف الديني بين أفراد المجتمع الكردي الذي يتميز بالتعددية الدينية والمذهبية، حيث كان يتعايش فيه الايزيدي والمسيحي والمسلم دون أية توترات أو منغصات على أساس الدين أو المذهب.

والأربعاء\السادس من فبراير، حصلت “عفرين بوست” على صور جلاءات الاحتلال التركي التي وزعت في عفرين، وتتضمن قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية! وتتضمن قائمة المواد الدينية، المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، حيث خصص لكل منها خانة في الجلاء! ولا تعتبر هذه المحاولة التركية جديدةً، فعبر التاريخ نفذت تركيا محاولات مُماثلة، ففي الأعوام الممتدة بين 1930 إلى العام 1940، دعمت تركيا حركات دينية متطرفة تحت مسمى “الحركة المريدية” في “كرداغ\جبل الكُرد” أو عفرين الحالية، بهدف نشر التطرف الديني وحض أهالي عفرين على الانضمام لتركيا القائمة على أنقاض العثمانية. في المقابل، عمل الانتداب الفرنسي حينها على دعم حركة الاغوات الكُرد وتم تشكيل قوات عسكرية من قبلهم سموا بالمليس (المليشيات)، وحدثت مواجهات عسكرية بين أهالي عفرين أنفسهم نتيجة تغلغل أدوات تركية تحت مسميات دينية في عفرين، بين مؤيدين للمريدية وآخرين مؤيدين للأغوات الكُرد. وعقب تنازل الفرنسيين عن لواء الاسكندرون للاحتلال التركي في العام 1938، سحب الاتراك يدهم من دعم حركة المريدين، وحدثت مواجهات عنيفة بين المريدين وقوات الآغوات الكُرد انتهت في العام 1940، عندما استخدم الفرنسيون الطائرات في قصف المريدين في اقوى تحصيناتهم التي كانت في شيخورزه التابعة لناحية بلبلة\بلبل. ويبدو أن الاحتلال التركي يسعى من جديد إلى إعادة المحاولة في عفرين، عبر تغذية النفس الطائفي والروح المذهبية بين السكان الكُرد، من خلال تكثيف الدروس الدينية في المدارس التي يديرها الاحتلال. ومنذ احتلال عفرين من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية، يتخوف الناشطون الكُرد على مصير منطقتهم، التي تم تهجير أكثر من 350 ألف من سكانها خلال آذار العام 2018، بفعل آلة الحرب التركي، حيث لا يزال غالبية هؤلاء مُهجرين، ممنوعين من العودة. ورغم أن بقاء المُهجرين في الشهباء ومخيماتها كان نقطة خلاف بين الناشطين الكُرد سابقاً، إذا شجع بعضهم العودة ورفضها الآخر، إلا أن الممارسات العنصرية للمليشيات الإسلامية التي تتم بإشراف الاحتلال التركي، أجبرت الكثير ممن عادوا إلى عفرين على مغادرتها لاحقاً، نتيجة لعدم تحملهم المضايقات من المليشيات الإسلامية، والتي شملت الترهيب والإساءة والخطف والتعذيب والابتزاز والفدى المالية، إضافة لسلسلة طويلة من الممارسات التي يطول شرحها. والاسبوع الجاري، علمت عفرين بوست من مصادرها أن مشايخ أتراك يتجولون في شوارع عفرين ويقومون بتوزيع كتب دينية مجاناً على المارة، في حين ذكر ناشطون كرد أن الاحتلال التركي قام بطباعة أكثر من 100 ألف نسخة من القرآن، بغية توزيعها في عفرين!.. إلى ذلك أدخل الاحتلال التركي أكد مراسل “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي أدخل 14 سيارة من نوع “كيا” مُشودرة وعلى متنها نحو 150 جهاديا أجنبيا، عبر مداخل قرية دير بلوط إلى داخل الأراضي السورية. مشيرا إلى أن الجهاديين كانوا يتكلمون بلغات مختلفة وتتراوح أعمارهم بين 15- 20 عاما. وأوضح المراسل أن القافلة اتجهت عبر مناطق سيطرة ميليشيا “فيلق الشام” في ناحية جنديرس إلى إدلب وذلك انطلاقا من قرية دير بلوط ومنها إلى قرية جلمة وثم إلى معبر الغزاوية الذي يربط بين عفرين ومدينة دارة عزة التي سيطرت عليها ” النصرة” بعد معارك مع الميليشيات الإسلامية مثل “الزنكي وصقور الشام” وغيرها. وأضاف المُراسل أن الاحتلال التركي لا يزال يغلق الطريق الواصل بين قرية دير بلوط في ناحية جنديرس وبلدة أطمة لأسباب أمنية وعسكرية. وتأتي الخطوة التركية في إطار تدعيم موقف “الجولاني” زعيم تنظيم “جبهة النصرة” في مواجهة الميليشيات الرافضة للانسياق وراء الأجندات التركية، كتنظيم “حراس الدين” وكذلك بعض القيادات من النصرة مثل “أبو اليقظان المصري” الذي حرّم المشاركة في العملية العسكرية التركية المُزمع شنها ضد” قسد”. وأبدى “أبو محمد الجولاني” زعيم النصرة في وقت سابق استعداده للانضمام إلى جانب جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية في حرب تخطط أنقرة شنها ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج مناطق شرقي الفرات.. وفي سياق متصل، أقدمت ميليشيا إسلامية تابعة للاحتلال التركي على تحطيم شواهد قبور في قرية حبو بريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا. وأفاد مصدر محلي لـ “عفرين بوست” أن ميليشيا “المنتصر بالله” الإسلامية قامت مؤخرا بتحطيم شواهد قبر في قرية حبو التابعة لناحية موباتا /معبطلي، تطبيقا لأفكارها السلفية المتطرفة بضرورة استواء القبر بالأرض وعدم جواز بناء قبب أو شواهد حجرية للقبور. وأوضح المصدر أن القبر يعود للمُتوفى بحري عكيد والد القاضي عبد الرحمن عكيد. والجدير بالإشارة أن أغلب سكان القرية المؤلفة من 35 بيتا، عادوا إلى منازلهم رغم أن عشر منازل طالها التدمير نتيجة الغارات الجوية لطيران العدوان إبان الغزو التركي وميليشياته الإسلامية على الإقليم الكُردي.

الاستيطان..

السبت\الثاني من فبراير، قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين أن “المواطنين الكُرد في كل من قريتي باعي و برج حيدر التابعتين لناحية شيروا في جبل ليلون يناشدون الشرفاء للتدخل من أجل إنهاء معاناتهم من جراء الممارسات و الانتهاكات التي تقوم بها العناصر المسلحة التابعة لفصيل فيلق الشام بقيادة ( حمزة أبو زيد و أبو عادل الحرمين ) التابعة للحكومة السورية المؤقتة الموالية للحكومة التركية، جراء منعهم من ممارسة أعمالهم الزراعية في حقولهم و رعي مواشيهم من الأغنام و الأبقار في الأراضي المحيطة بالقرية، و لهذا فإنهم يتحملون مصاريف إضافية لإطعام مواشيهم العلف داخل الإسطبلات. علما بأن مربي المواشي من أهالي بلدات عينجارة وقبتان الجبل يقومون برعي مواشيهم في الحقول التابعة لأهالي قرية برج حيدر”.. من جهة أخرى عقد الوالي التركي لمدينة هاتاي راهمي دوغان، لقاء مع أعضاء مجلس الاحتلال المحلي للوقوف على نتائج سياسات الاحتلال التركي. وأفاد مصدر مُطلع لـ “عفرين بوست” أن الوالي التركي دوغان، وفي إطار زيارته لإقليم عفرين الكُردي، التقى في مبنى مجلس الاحتلال-“جامعة عفرين سابقاً”، وتوقف على المشاكل التي تعترض سياسيات الاحتلال في الإقليم. وأكد المصدر أن معاون رئيس المجلس المدعو محمد حج رشيد، طلب من أعضاء المجلس قبل انعقاد الاجتماع مع الوالي التركي عدم إثارة الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الإسلامية بحق أهالي عفرين. وأشار المصدر إلى “أن الوالي التركي طلب في بداية الاجتماع، أرقام الإحصاءات السكانية التي أجراها المجلس مؤخرا، حيث سرد له معاون رئيس المجلس الإحصاء، وأبلغه أن عدد السكان الكُرد في حي عفرين القديمة بات يبلغ تسعة آلاف نسمة، بينما بلع عدد المستوطنين عشرة آلاف نسمة، أما في باقي الأحياء فإن الاحصاء لم يستكمل بعد. وأردف المصدر أن تلك الأرقام جعلت الوالي التركي سعيداً، بعد سماعه نبأ تناقص أعداد السكان الكُرد في المدينة، حيث لم يستطع إخفاء سعادته وضحك فرحاً.

والاحد\الثالث من فبراير، كشف مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن تعليم اللغة الكُردية يمكن أن يتم حالياً ضمن المدارس التي افتتحها الاحتلال التركي وميلشياته، لكن على شكل حصص غير إجبارية، مضيفاً أن تعلمها يتم كمادة ضمن المنهاج، بعد أن كان تعليم أبناء عفرين يتم بلغتهم الأم بشكل كامل، خلال عهد “الإدارة الذاتية”! وأضاف المصدر أن تعليم حصص اللغة الكردية ضمن المدارس في عفرين وريفها، يعتمد على طلب مدير المدرسة نفسها بتعليمها أو عدم طلبه لذلك، حيث يدير قسم من المدارس مستوطنون قادمون مع المليشيات الإسلامية من حمص والغوطة وغيرها من المناطق، في حين يدير مدراء كُرد من عفرين البعض الآخر من تلك المدارس. ونوه المصدر أن المدارس التي يديرها المستوطنون، لا تدرس اللغة الكُردية حتى كحصة دراسية، نتيجة عدم طلبهم تعليمها، في حين أن المدارس التي يديرها مدراء كُرد، هي الأخرى في الغالب لا تدرس اللغة الكُردية، كونهم لا يتجرؤون على المُطالبة بتعليمها. وكان مصدر سابق قد قال لـ “عفرين بوست” أن غالبية المستوطنين يعملون ضمن المنظمات الإغاثية والمؤسسات التعليمية وقف شهادات مُزورة، يتم استصدارها من مدينة اعزاز. وأردف ذاك المصدر: “عرض أحد المستوطنين على شبان كُرد أن يجلب لهم شهادات مزورة من اعزاز، كي يتمكنوا من تقديمها إلى المنظمات الإغاثية او التعليمية”، وهو أمر هام بالنسبة للتوظيف في القطاع التعليمي، كون المؤسسات التعليمية التابعة للمليشيات الإسلامية وواجهتهم السياسية المُمثلة بالائتلاف السوري، تشترط التوظيف على أساس الاختصاص سواء أكان معلم صف او رياضيات او غيرها من الاختصاصات التعليمية.. كذلك، افتتحت جمعية خيرية تابعة للاحتلال التركي، مدرسة ابتدائية في قرية بيباكا في ناحية بلبلة/بلبل. وقال موقع إخباري موالي للميليشيات الإسلامية، أن المدرسة جرى افتتاحها بدعم من جمعية “حركة يساوي للمساعدات” التركية و” المجلس التركماني السوري”، لاستقطاب أطفال المستوطنين وتدريسهم فيها. وكانت “عفرين بوست” نشرت في تقرير سابق أن ميليشيات” لواء المعتصم” و”السلطان مراد” تسيطر حاليا على القرية، وسمحت لإحدى عشر عائلة فقط من أصل 155 عائلة بالعودة إلى منازلها، فيما لا يزال بقية سكان القرية مهجرين في القرى المجاورة ومدينة عفرين والشهباء. ويحتل المسلحون والمستوطنين القادمون من إعزاز وتركمان بارح وريف إدلب وحماه وحمص، بيوت المهجرين من أبناء القرية ويتصرفون بممتلكاتهم، وينحدر غالبية المستوطنين من التركمان. ويأتي حدث افتتاح مدرسة بيباكا/ الطفلة بدعم من منظمات تركمانية بعد نحو أسبوع من قيام منظمة “تجمع شباب تركمان سوريا” بافتتاح معهد ديني “الفتح المبين” في قرية كورزيليه/قرزيحل. وفي السياق، افتتح الاحتلال التركي دارا للأيتام في قرية كوتانا /كوتانلي، عبر منظمات وجمعيات تتبع له مثل جمعية يساوي والفرات التضامنية، وهي جمعيات يدرها المستوطنون التركمان. ويغلب الطابع التركي الخالص من أعلام وأغاني على مشاهد الاحتفال، حيث يبدو واضحاً عمل الاحتلال على زرع الثقافة الفاشية الطورانية في عقول الأطفال، وذلك عبر تعليمهم رفع شعار الذئاب الرماية الخاصة بالحركة القومية التركية المتطرفة. ويعمل الاحتلال التركي في الخفاء عبر منظمات وجمعيات خيرية على تشجيع ودعم واستقطاب المزيد من التركمان من أرياف حمص وإدلب وحلب، بهدف توطينهم في إقليم عفرين الكٌردي لترسيخ التغيير الديموغرافي فيه.

والإثنين\الرابع من فبراير، نقل مراسل “عفرين بوست” في ناحية شرا\شران شرق عفرين، أن المستوطنين في منطقة النبي هوري يعمدون إلى مضايقة الأهالي والتجاوز عليهم من خلال مواشيهم. مردفاً أن المستوطنين جلبوا معهم آلاف المواشي ويقدر عددها بأكثر من 10 آلاف رأس (يُتوقع أن يكون غالبها مسروقاً من عفرين أثناء الغزو)، حيث يقومون برعايتها ضمن الأراضي الزراعية وحقول الزيتون المملوكة للسكان الأصليين الكرد، دونما مراعاة لحقوق. مشيراً أن المواشي ترعى هناك بشكل عشوائي، دون أن يتمكن الأهالي من التصدي للمستوطنين، كونهم في الغالب من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية، ويتمتعون بصلاحيات واسعة.. ومن جهة أخرى، علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية شرا\شران، أن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “قطمة” الكُردية، منعت المواطن (ع، س) من العودة إلى بيته، رغم أنه لم يخرج من عفرين منذ أن تم احتلالها، حيث لا يزال نازحاً في مركز ناحية شرا\شران. ومنذ احتلالها عفرين، منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات للمليشيات الإسلامية، أو أن “وحدات حماية الشعب” قد اتخذتها كأحد النقاط أثناء الدفاع عن عفرين، عقب تحول القرى إلى خطوط مُواجهة مُباشرة. وكشف مراسل “عفرين بوست” في شرا، أن نسبة السكان الأصليين العائدين إلى “قطمة”، تبلغ بشكل تقديري الـ 50%، في حين يشكل المستوطنون النسبة المتبقية، بينما لا يزال قسم كبير من أهالي القرية مهجراً في قرى شيراوا ومناطق الشهباء وحلب (ويبلغ تعداد منازل القرية قرابة الـ 700 منزل). وعقب احتلالها، مارس المستوطنون المرافقون للمليشيات الإسلامية انتهاكات عديدة بحق السكان الأصليين الكُرد، ففي السابع والعشرين من يونيو العام 2018، أكد مركز عفرين الإعلامي، استشهاد السيدة “فاطمة حمكي\ ٦٦ عاماً” في قرية “قطمة”، جراء إلقاء قنبلة يدوية على منزلها (أكد ناشطون أن المستوطنين من فعلها، لدفع العائلات الكُردية لترك القرية)، وأشار المركز أن “حنان بريم” زوج السيدة المغدورة قد تعرض للخطف والتعذيب سابقاً. وفي الرابع والعشرين من يناير الماضي، أوضح مراسل “عفرين بوست” أن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “قطمة” الكُردية بريف عفرين الشرقي، تضايق عائلات كُردية في القرية، بحجة أنها تسكن في بيوت كبيرة، وينبغي لها أن تقوم بإدخال المستوطنين إلى تلك البيوت إلى جانب العائلات الكُردية.

والثلاثاء\الخامس من فبراير، تطرقت “عفرين بوست” إلى الوضع في قرية “كورزيليه جيه\كورزيليه”، وهي قرية صغيرة تتبع لناحية “بلبلة\بلبل”، ويتم إلحاق اسمها ب “جيه” أي الجبلية، لتمييزها عن مثيلتها في سهل جوم “كورزيليه جومي” التابعة لمركز مدينة عفرين. وحسب كتاب جبل الكُرد، فإن عدد منازل هذه القرية في العام 1923 كان ثلاثين بيتاً، *إلا أن العدد وصل مؤخرا إلى 41 منزل، وتتألف من ثلاثة أقسام (محا وشيخلارا وعليماني) حسب التقسيم العائلي. وأطبقت قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية الاحتلال العسكري على القرية في الخامس عشر من آذار\مارس العام 2018، وتحتل القرية حالياً ميليشيا “المعتصم بالله” الإسلامية، وتتخذ من منزل المواطن “أحمد آغا” مقراً لها، بينما يتواجد مقرها الرئيسي في قرية زعريه\زعرة. وتعبر القرية من القرى شبه الخالية من سكانها الكرد الأصليين، إذ لم تتمكن سوى ست عائلات فقط من أصل 41 عائلة، من العودة إلى منازلها في الأقسام الثلاثة من القرية، بينما يعيش أبنائها المهجّرون في مدينة حلب وريفها “الشهباء”. في حين يحتل المستوطنون الذين استقدمهم الاحتلال التركي وفق صفقات إقليمية ودولية إلى الإقليم، جميع منازل القرية المتبقية، أي أن 35 منزلاً كردياً قد استوطنته عوائل المليشيات الإسلامية، التي تدير ممتلكات المُهجّرين العفرينيين وينهبونها دون رقيب أو حسيب. وينحدر المستوطنون من أرياف حماه وإدلب وحمص ودمشق، كما ينصب الرعاة من المستوطنين خياماً في محيط نبع “معمي شمي”، المًجاورة للقرية وعددها 5 خيام، ويسرحون بقطعان أغنامهم التي تقدر بـ حوالي 3000 رأس، بين الكروم وحقول الزيتون بشكل جائر. وحسب مصادر “عفرين بوست” فإن الرعاة المستوطنون لا يعطون أدنى اعتبار لشكاوى الأهالي واعتراضهم ويهددون الأهالي بـ “الثوار” (في إشارة إلى مسلحي المليشيات الإسلامية)، في حال اشتكوا أو اعترضوا!  أما بخصوص المواسم الزراعية في القرية، لقد أقدم مسلحو “المعتصم بالله” على جني ونهب محاصيل الزيتون العائد للمهجّرين، كما سرقوا ثمار حوالي 1000 شجرة زيتون، عائدة للمواطنين المتواجدين في القرية والقرى المجاورة.

والأربعاء\السادس من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تواصل منع أهالي قرية تللف التابعة للناحية، من العودة إلى منازلهم. وأضاف مراسلنا أن منازل المواطنين الكُرد قد تحولت إلى اسطبلات للمواشي (يتم وضع علف المواشي، والسماح للمواشي بالإقامة فيها)، حيث جلب المستوطنون الذين يتشكلون في غالبهم من عوائل مسلحي تلك المليشيات، آلاف رؤوس الماشي بصحبتهم (يرجح أن يكون غالبيتها مسروقاً من أهالي عفرين، عند إطباق الاحتلال العسكري على الإقليم الكردي). وأكد مراسلنا أن المليشيات الإسلامية تمنع أهالي القرية من السكان الأصليين الكُرد من العودة الى بيوتهم، بحجة أن قوات الاحتلال التركي لا تقبل بعودة الكُرد الى القرية! وكانت “عفرين بوست” نشرت في الرابع عشر من يناير، تقريراً عن إقامة الاحتلال التركي لـ “قاعدة عسكرية” في قرية تللف التابعة لناحية جنديرس، ضمن منازل سكان القرية الواقعة على قمة التلة، مع منع سكانها من العودة إلى ديارهم، والسماح للمستوطنين بدخولها والاستيطان فيها. وتمكنت 12 عائلة كُردية فقط من العودة إلى “الحي التحتاني” من القرية، من مجموع 65 منزلاً تتشكل القرية منها، ودفعت تلك العائلات مبالغ مالية طائلة لحاجز القرية التابع لميليشيا “الحمزة” لقاء السماح لهم بالعودة إلى منازلهم. واستجلبت قوات الاحتلال التركي وميليشياته رعاة غنم إلى القرية في وقت سابق، حيث قاموا بنصب الخيام في ميادين القرية للإقامة فيها، ويعمد هؤلاء الرُعاة إلى رعي قطعان مواشيهم بين حقول الزيتون بشكل جائز، ما تسبب بالحاق أضرار بالغة بالحقول الزراعية في القرية.

والخميس\السابع من فبراير، حصل مراسل عفرين بوست في ناحية جنديرس على معلومات أكيدة، حول الجهود القطرية لتشجيع الاستيطان والاستقرار في عفرين، عبر تقديم مغريات ومساعدات مالية للراغبين بالاستقرار في الإقليم الكُردي المُحتل. وعملت قطر منذ بداية الحرب الأهلية السورية على تمويل ودعم جماعات الاخوان المسلمين، التي ترعاها تركيا، سوآء العسكرية او السياسية، حيث تقود الجماعة المُصنفة كـ “تنظيم إرهابي” في العديد من الدول العربية، دفة المُعارضة السورية عبر ما يسمى “ائتلاف قوى الثورة والمعارضة”. وتقوم ما تسمى “منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل”، بالعمل على برنامج لتشجيع الزواج من الأرامل، عبر التوجه للمخيمات ونشر مناشير، واعداد قوائم للراغبين بالتقدم للزواج من الارامل. ووفقاً لعرض المنظومة القطرية، فإن الأخيرة سوف تتكفل بكامل مصاريف الزواج، وعلى المُتقدم فقط تأمين منزل أو ما يسمى “بيت شرعي”، ليحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي (وهو ما بات متوفراً للمستوطنين المرافقين للمليشيات الإسلامية عقب استيلائهم على بيوت الكرد وارزاقهم). كما من المحتمل وفقاً للمعلومات التي حصل عليها مراسل “عفرين بوست”، أن يتم تخصيص مرتبات شهرية للمتزوج بأرملة، وقدرها حوالي الـ 200 دولار امريكي، حيث من المفترض بموجب العرض القطري، أن تعمل مجالس الاحتلال المحلية على تعبئة قوائم زودتهم بها المنظومة القطرية، بغية تسجيل أسماء الراغبين بالزواج من الارامل. وأكد مراسل “عفرين بوست” أن المنظومة القطرية تعمل على تشجيع الاستيطان في عفرين، حيث توزع الإغاثة والمحروقات على المستوطنين، لدفعهم للبقاء في الإقليم الكردي. وخلال الغزو التركي على عفرين يناير العام 2018، كانت قطر الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت صراحة وقوفها إلى جانب الغزو التركي، حيث يشترك الاحتلال التركي وقطر في دعمهم وتمويلهم لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي تعتبر المرجع الروحي لغالبية مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بمسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني وجبهة النصرة).. من جانبه، أصدر المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكُردي في عفرين، تصريحاً بعنوان “الممارسات العنصرية لأبناء النازحين بحق أبناء الشعب الكُردي في عفرين الكُردستانية”. وجاء في التصريح: أقدمت طالبة من أبناء النازحين في ثانوية فيصل قدور بمدينة عفرين اليوم الواقع في 7 / 2 / 2019 م على شتم الشعب الكُردي وتلفظت بألفاظ نابية (الشعب الكردي زبالة – عفرين لأهلها الجدد – أنتو عم تعملوا تفجيرات – أنتو ولاشي – اطلعوا لبرا) ولم تكتف بتوجيه هذه العبارات العنصرية والشوفينية بل قامت بضرب إحدى الطالبات الكُرديات مما أدى إلى عراك جماعي بين الطالبات الكُرديات والنازحات”. مضيفاً: “علماً أن حالات شتم الشعب الكُردي وتوجيه إهانات إلى الطلاب والطالبات قد تكررت في عدة مدارس أخرى بمنطقة عفرين”. وأدان المجلس المحلي تلك الممارسات بالقول: “إننا في المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكُردي في سوريا، ندين ونستنكر مثل هذه التصرفات والممارسات سواء كانت فردية أو منظمة أو موجهة، لأنها تساهم في ازدياد زعزعة الأمن وتدخل المنطقة إلى دائرة الفتنة والفوضى في هذا الظرف الحرج. وندعو القائمين على شؤون التربية والتعليم إلى المعالجة الفورية لمثل هذه الحالات البغيضة والبعيدة عن ثقافة أهل العلم.” ويعتبر المجلس الوطني الكردي أحد مكونات ما يسمى “الائتلاف السوري المعارض لقوى الثورة والمعارضة”، الذي بارك غزو عفرين من قبل الاحتلال التركي، ويعتبر الواجهة السياسية للمليشيات الإسلامية المعروفة بــ (الجيش الحر، الجيش الوطني) وغيرها.

السرقات والسطو المُسلح..

الجمعة\الاول من فبراير، أفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” فرضت على السكان الكُرد دون غيرهم، في مركز ناحية شيه/شيخ الحديد، أتاوات تصل في مجملها إلى نحو 60 ميلون ليرة سورية. وأوضحت المصادر أن الإتاوة المفروضة تتراوح بين 50 ألف ليرة إلى 200 ألف ليرة سورية وذلك حسب الحالة المادية للعائلة ولا يقل المعدل الوسطي للإتاوة عن 75 ألف ليرة. ويبلغ عدد بيوت البلدة نحو ألف بيت، عاد نحو 750 عائلة منها الى بيوتهم بينما البيوت المتبقية فأصحابها مهجّرون ويحتل منازلهم المستوطنون والمسلحون. وفي السياق ذاته يجبر مجلس الاحتلال المحلي والميليشيا المسيطرة في البلدة “العمشات” السكان على استخراج بطاقات التعريف الخاصة بالاحتلال وتهدد من يمتنع عن استخراجها بحرمانه من حق التنقل. ويشار إلى أن السكان الكرد في الناحية يعانون من المضايقات والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وأن الحالة السائدة حاليا تشبه أجواء الأيام الأولى للاحتلال.

والسبت\الثاني من فبراير، قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أن “أصبحت ظاهرة السرقة والنهب وفرض الأتاوة من الظواهر المألوفة في قرية كفرزيت التي تقوم بها العناصر المسلحة التابعة لفصيل الحمزات بقيادة المدعو أكرم التدمري، إذ إنهم يقومون يومياً بانتهاك حرمة المنازل لأهالي القرية وسرقة الأدوات المنزلية الكهربائية والعدة الزراعية من خراطيم المياه ومعدات الحراثة. كما تم سرقة البطاريات الخاصة بالطاقة الشمسية من منزلي المواطنين عبود بريم وأبو حسن العزيزي. مع العلم بأن قائد لواء أبو عمارة المدعو أبو جابر لا يعلم بتلك السرقات وتمارس خلسة من قبل المدعو أكرم التدمري بسبب عدم تخصيص جزء من الإيرادات لصالحه” (وفق للمنظمة).

والاحد\الثالث من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” إنه توصل إلى معلومات تفيد بتشكيل مجموعات من المسلحين بغية سرقة منازل السكان الكُرد. وأضاف مراسلنا أنه وفي إطار المعلومات التي استطاع استحواذها من أوساط المسلحين، فإن هؤلاء باتوا يعمدون مؤخراً إلى إرسال مجموعات من المسلحين للسرقة ضمن قطاعات خاضعة لاحتلالهم، باستخدام حجج واهية كــــ “البحث عن نساء مطلوبات من قبلهم”. ومن المعروف أن عفرين وقراها قد قسمت إلى قطاعات، تحتكر فيها كل مليشيا أولوية السرقة واللصوصية والاستيلاء على أملاك المهجرين العفرينيين وتوزيعها على مسلحيها، والمستوطنين من عوائل هؤلاء المسلحين، وبالتالي لا يمكن لأي مجموعة مسلحة التحرك دون موافقة المليشيا التي يخضع لها القطاع. وأشار مراسل “عفرين بوست” بأنه قد حصل على معلومات بمداهمة مجموعة مسلحة لعدد من الأبنية في مركز مدينة عفرين، ضمن الأحياء الخاضعة لسطوة مليشيا “السلطان محمد الفاتح”، التي تتكون من مسلحين تركمان. منوهاً أن الأهالي علموا لاحقاً بأن المسلحين كانوا مجموعة من اللصوص الذين حاولوا مداهمة البيوت بغية سرقتها، بحجة البحث عن نساء مطلوبات من قبلهم. ونقل مراسل “عفرين بوست” أن مليشيا “محمد الفاتح” التي تحتل عدة مناطق من مدينة عفرين، قد أنشئت مستودعات للمسروقات، مضيفاً أن الأيام الأخيرة شهدت رمي مسلحي المليشيا التركمانية لأحد المواطنين في حديقة بعفرين، إثر تعرضه للضرب المبرح من قبلهم أثناء سرقة سيارته، قبل أن يعثر الأهالي عليه ويقوموا بإسعافه. وأضاف مراسلنا أن المليشيا التركمانية قد تعدت خلال الأسبوع الماضي، على عدد من المواطنين العرب القادمين من مناطق أخرى مجاورة لعفرين، عقب تدخلهم في نزاع نشب بين مسلحيها وعوائل كُردية عفرينية، حيث رفض مسلحو المليشيا تدخل المواطنين العرب ودفاعهم عن الكُرد.. كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادر موثوقة أن ميليشيا “الجبهة الشامية” الإسلامية والتابعة للاحتلال التركي تشترط على مواطن كُردي دفع مبالغ مبالية كبيرة ليتمكن من استعادة منشآته الصناعية التي تستولي عليها الميليشيا. وأكدت المصادر أن ميليشيا “الجبهة الشامية” عرضت على المواطن الكُردي حنان حمدوش، من أهالي بلدة كفرجنة في ناحية شرّا/شران، دفع مبلغ 40 ألف دولار لقاء إعادة معصرته الفنية إليه، كما عرضت عليه أيضا دفع مبلغ 20 ألف دولار لقاء إعادة مخرطة عائدة له إليه. ويذكر أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي ومنذ احتلالها لإقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا في 18.3.2018، تبتز المواطنين الكُرد في ممتلكاتهم المنهوبة من قبلها، حيث تفرض عليهم دفع مبالغ مالية لها مقابل السماح لهم بالعودة إلى الإقليم أو إلى داره أو لاستعادة ممتلكات نهبتها الميليشيات أثناء الغزو وبعده.

والأربعاء\السادس من فبراير، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية موباتا\معبطلي بريف الإقليم، أن ميليشيا ” لواء النخبة” الإسلامية فرضت على كل مواطن كُردي من قريتي “شيخوتكا” و”عمارا” دفع عدد من “تنكات\صفيحة تحوي 16 كيلو غراماً من الزيت”، يتراوح ما بين (5- 15 عبوة) بحجة حمايتها للقريتين!، ومنذ احتلالها عفرين، فرضت ولا تزال الميليشيات الإسلامية الاتاوات المزاجية على السكان الاصليين الكُرد، حيث قسمت المنطقة إلى قطاعات، وتم تسليم كل قطاع إلى مليشيا لتستبيحها كما تشاء، فتستولي على بيوت الكُرد وتتصرف بها، وتقوم بتوطين من تريدهم من عوائل المسلحين الذين تم جلبهم من ارياف دمشق وحمص وادلب وغيرها. وإضافة إلى اتاوات المليشيات، فرضت مجالس الاحتلال في البلدات والقرى حصصاً شرعنتها لنفسها، بموجب تعاميم صدرت قبل بدأ الموسم.

القصف..

السبت\الثاني من فبراير، استمر جيش الاحتلال التركي بارتكاب الانتهاكات في عفرين المحتلة، وسط صمت دولي يعتبره مسؤولون أكراد حافزاً لقوات الاحتلال على مواصلة انتهاكاتها وجرائمها في هذه المنطقة الكردية. وقالت مصادر إعلاميّة، اليوم السبت، إن القوات التركية والفصائل التابعة لها قصفت بالمدفعية قرية “بينه” في ناحية “شيراوا” بريف عفرين. وأضافت أن عدداً من القذائف سقطت على منازل المدنيين، دون ورود معلومات عن خسائر في الأرواح، مؤكدةً أن القصف لا يزال مستمراً.

اقتتال..

الثلاثاء\الخامس من فبراير، اندلعت اشتباكات دامية بين فصيلين من الميليشيات التابعة للاحتلال التركي في مدينة جنديرس، وأسفرت عن سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين وسط حالة من الهلع بين سكان المدينة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أنه في تمام الساعة الرابعة عصرا اندلعت اشتباكات عنيفة وسط المدينة بين مسلحي ميليشيات “نور الدين الزنكي” و”أحرار الشرقية” الإسلاميين، وأسفرت عن سقوط قتيل من “الشرقية” واصابة 7 مسلحين في صفوف الطرفين. وأوضح المراسل أن الاشتباكات امتدت لأغلب أرجاء مدينة جنديرس، حيث ساد الهلع بين المدنيين الذين التزموا منازلهم طيلة أربعة ساعات من الاشتباكات التي استخدم فيها قذائف والقنابل والأسلحة الرشاشة ما أدى إلى إغلاق كافة الأسواق في المدينة. وأضاف مراسل الموقع أن السبب يعود إلى مزاحمة مسلحي ميليشيا “الزنكي” الذي طردتهم “تنظيم “جبهة النصرة” من ريفي حلب وإدلب، لمسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” حول السيطرة على المباني السكنية والمحال التجارية العائدة للمهجرين الكُرد من المدينة. وتتعمد أحيانا اختلاق الاشتباكات بهدف الضغط أكثر على المدنيين الكُرد، بأمر من الاستخبارات التركية، ليضطروا إلى ترك أرضهم والوصول إلى إحداث التغيير الديموغرافي الشامل في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا.

والأربعاء\السادس من فبراير، هز انفجار ناحية جنديرس الواقعة بريف إقليم عفرين، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة متزعم مليشيا ما تسمى “جيش الشرقية”، ما أسفر عن أضرار مادية، وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المُقاومة الكُردية..

السبت\الثاني من فبراير، وبالتزامن مع ذكرى استشهادها في مواجهة الغزو التركي، استعرض “عفرين بوست” في تقرير خاص، حياة المقاتلة بارين كوباني، وجاء في التقرير: (شهد العام 1990 ولادتها، إنها “أمينة العمر”، المقاتلة الكُردية التي تنحدر من قرية “قعر كلبين” بريف منطقة الباب شمال سوريا، والتي انتقلت مع عائلتها الى عفرين في نهايات عام 2012، نتيجة ضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها العائلة من قبل مسلحي مليشيات “الجيش الحر” و”داعش”، العاملان معاً حينها. قبل انتقالهم الى عفرين، خطفت مليشيا “لواء التوحيد” والدها، وتقاضوا مبلغ 60 ألف دولار للإفراج عنه، والتهمة كانت أنه “كُردي”، فقررت بارين كغيرها من الكرديات التمرد على الظلم والإنكار الذي يطال شعبها تحت يافطات الدين والثورة، رافضة قوانين داعش المفروضة عليهم، وتوجهت لتحدي ذلك خاصة فيما يتعلق بالممارسات الوحشية ضد النساء. عاشت بارين في ظل عائلة تعاطت الشأن العام قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية العام 2011، حيث تعرض افرادها قبل اندلاع الحراك الشعب السوري الى الاعتقال من قبل النظام السوري. ربما أنها مشيئة القدر، أن بارين كانت على خلاف أسرتها ذات ميول دينية، حيث كانت تصوم وتصلي بخلاف بقية افراد العائلة، ومع انتقالها الى عفرين، بدأت تتأثر بدور المرأة كونها في عفرين التي تتوفر فيها مساحة واسعة لبلورة حقوق المرأة ورأيها. قررت بارين أن تثور على ذاتها، فالتحقت بدورة للغة الكردية وكانت مصرة على ان تتعلم، باحثة عن كينونتها، حتى اتخذت ذاك القرار المصيري بالانضمام الى “وحدات حماية المرأة”. يقول أحمد العمر أخ بارين لـ “عفرين بوست”: “قالت كلمة ما زلت اتذكرها، اريد أن اثبت ذاتي، لن اكون مجرد اسم عابر، وانضمت في نهايات 2013 الى وحدات حماية المرأة، وأطلق رفقاها عليها اسم روكان كونها كانت دائمة الابتسامة، بعكس ما كانت عليها في حياتها المدنية، حيث كانت تعيش في تناقضات بين طموحاتها والقيود المفروضة عليها (من المجتمع الذكوري)، بعد ذلك غيرت اسمها من روكان الى بارين”. وخلال فترة انضمامها إلى وحدات حماية المرأة انقطعت عن عائلتها، حيث لا يرى المقاتلون والمقاتلات ذويهم إلا ما ندر، منهمكين في الإعداد للدفاع عن عفرين، ويضيف أحمد: “لم نرها إلا مُصادفة، او في زيارتنا لها في مقرها”. مردفاً: “شاركت بارين في معارك تحرير الشهباء، ومعركة الرقة، آخر مرة رأيتها فيها قالت لي سأحارب حتى تحرير قريتنا وكل الأراضي المحتلة، قلت لها الا تفكرين بالعودة الى البيت وتتركي العمل العسكري، فكانت اجابتها: (هنا وجدت نفسي، وأصبح لدي رأي، ويخافون علي، هنا عرفت قيمة المرأة). تبدو ملامح الحزن بادية على محياه في ذكرى استشهادها الأولى، فيقول “أحمد” لـ “عفرين بوست”: “بارين كانت متعلقة جدا بأمي، وزاد تعلقها بعد ان انضمت الى وحدات حماية المرأة، وفي كل مرة كانت ترانا فيها، كانت توصي بأمي، لكن حبها للوطن وعملها كان من الأوليات بالنسبة لها، حيث كانت تعتقد أن تحرر المرأة هو وفاءٌ لدين أمها عليها”. متابعاً: “في حياتها المدنية، كانت تعشق الطبيعة والورد، ولا تكاد تخلو ذرة تراب من بيتنا المحتل من قبل الفصائل الإرهابية من عرقها وتعبها، فهي التي كانت تزرع وتهتم الى جانب أخواتها”، مردفاً: “أعتقد أنها كانت مصدر الحنان والتضحية في عائلتنا، حيث كانت تضحي براحتها في سبيل راحة الأخرين”. ولا يخفي أحمد تعقله بأخته الشهيدة فيصفها بأمه الثانية فيقول: “لا أبالغ ان قلت إنها كانت الأم الثانية في عائلتنا، لم تكن تشبه البنات قريناتها حتى أخواتها، ورغم أنها لم تكمل تحصيلها العلمي، الا انها اجتهدت على نفسها، وكانت دائمة البحث عن كل ما هو جديد، حيث كانت تقرأ الروايات وتطور نفسها بالاعتماد على ذاتها”.  وحول استشهاد أخته، يقول أحمد لـ “عفرين بوست”: “حسب رواية رفاقها، كانت ضمن المعركة منذ الصباح، واثناء دخول المرتزقة الى قرية قرنيه، كانت فترة الاستراحة الخاصة بها، الا انه وبعد اشتداد المعركة واستنجاد رفاقها بها، اصرت على الذهاب الرغم مُعارضة المسؤول عنها”. مضيفاً: “قال الهفال أمين إنه طلب منها ألا تذهب، لأن المقاتلين (الكُرد) قد وقعوا في الحصار، وإن ذهابها يعني أنها لن تعود”، مستطرداً: “قالت لـ أمين أنها لن تترك رفاقها وستذهب، وبالفعل ذهبت مع مجموعتها، واشتدت المعركة أكثر، واصيب عكيد فأمرت بارين اثنين من رفاقها بحمل عكيد، ما تسبب بتشتت المجموعة”. مختتماً بالقول: “قالت لهم بارين اذهبوا، وسأبقى أنا”، ونقل أحمد عن عكيد (اسم حركي لمُقاتل عربي من دير الزور من قوات سوريا الديمقراطية، تعرض للإصابة برفقة بارين) قوله: “كان بيدها سلاح بيكسي (رشاش)، وحتى مسافة 500 متر، كنت اسمع صوت الرصاص، ولكنه فجأة توقف، انا على قيد الحياة بفضل بارين”، أما قائدها “امين” فقال لـــ أحمد: “سمعتها على القبضة تقول اصبت، سوف أطلق على نفسي الطلقة الأخيرة”).

النظام السوري..

الاثنين\الرابع من فبراير، سجلت “عفرين بوست” استمرار قوات النظام السوري في حملاتها لسحب المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ضمن مدينة حلب، بحجة التجنيد الإجباري او الاحتياطي. وقال مراسل “عفرين بوست” في حي الاشرفية بحلب، أن دوريات للنظام السوري تشاهد بشكل متواصل وهي تنتشر في مجموعة نقاط كـ شارع الضبيط، وامام سوق الخضار الواقع بين الدوار الثاني وجامع صلاح الدين. ووفقاً للتسريبات، فإن قوات النظام تسحب المواطنين العاديين حتى سن الأربعين، في حين يتم سحب الأطباء حتى سن الخامسة والأربعين، وتم تسجيل اعتقال عدد من الشبان الكُرد من حي السريان على الأقل. وتمنع حملات التجنيد التي يسعى النظام السوري من خلالها سحب الشبان الكُرد، الكثير من هؤلاء ممن هم في مناطق التهجير القسري بمناطق الشهباء وقرى شيراوا، من التوجه إلى حلب، رغم انعدام فرص العمل في تلك المناطق، واعتمادهم بشكل شبه تام على الحوالات المالية التي يتلقونها من ذويهم في الخارج، إضافة للمساعدات الإنسانية التي تتمكن “الإدارة الذاتية” من تقديمها بين الفنية والأخرى. ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الحي، فإن حملات التجنيد التي يقوم بها النظام السوري، تمنع الكثير من الشبان الكُرد ممن هم في حي الشيخ مقصود، من التوجه لخارج الحي، حيث يخضع الأخيرة لسيطرة “وحدات حماية الشعب”. وفي السابع والعشرين من يناير، قال مراسل “عفرين بوست” في حي الاشرفية بمدينة حلب، أن قوات النظام السوري تعمد إلى إجراء مسح في المناطق الخاضعة لسيطرته، بحجة التأكد من قاطني المنازل، وذلك عقب عودة قسم كبير من السكان الكُرد الى الحي المعروف بأنه يحوي غالبية كُردية. وتجنب الشعب الكُردي خلال سنوات الحرب الاهلية السورية ارسال أبنائهم إلى الخدمة الإلزامية في قوات النظام، حيث سجل آلاف الشبان حالات تخلف أو فرار، لكن احتلال عفرين اجبر الكثير منهم على التوجه نحو مناطق سيطرة النظام في حلب، حيث قام الأخير باعتقالهم والحاقهم بصفوف قواته.. من جهة أخرى، أفاد مصدر خاص من “مجلس سوريا الديمقراطية” لـ “عفرين بوست” أن القيادة العسكرية الروسية طلبت أثناء لقاءات جمعتهم مع “مسد” في قاعدة “حميميم”، تسليم مدينة “الطبقة” للنظام السوري. وأوضح المصدر أن وفد “مسد” اقترح مُقايضة مدينة “الطبقة” بـ “عفرين”، أو على الأقل إغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي، لتقوم “قوات سوريا الديمقراطية” بإمكانياتها الذاتية بتحرير الإقليم من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي. وأضاف المصدر أن “الجانب الروسي رفض العرض الكٌردي بحجة أن “عفرين خارج البازارات حالياً”، ووفقاً للمصدر، يعلم الروس أن عفرين هي الأولوية بالنسبة لـ مسد، لذلك يتعهد الروس في كل مرة أمام وفود “مسد” بأنهم من سيحرر عفرين، لكنهم يطعنون من الخلف بعقد اتفاقات مع الأتراك ضد “مسد”. وأردف المصدر أن الجانب الروسي ومعه النظام، أقصى ما يفكرون به هو تكرار تجربة “مناطق الشهباء” في شرقي الفرات أيضا، حيث تتواجد “وحدات حماية الشعب” و”الإدارة الذاتية” على الأرض، لكن دون أن يكون لها حق رفع أعلامها وبدون اعتراف رسمي واضح. ويثير نموذج الشهباء مخاوف المراقبين الكُرد، الذين يؤكدون أن عدم وجود اعتراف رسمي بالقوات الكُردية سيعني أن النظام قد يتعاون معهم إلى حين إنهاء ازماته، وثم التفرغ لمواجهتهم، بتهم جاهزة كـ “الانفصالية”، التي لطالما رفعها النظام في وجه أي جهة كُردية تطالب بحقوق الشعب الكردي بشكل دستوري، للتهرب من مسؤولياته.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons