مايو 20. 2024

أخبار

تزامناً مع حلول يوم المرأة العالمي .. ما واقع المرأة الكُردية في إقليم عفرين المحتل؟

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

لا يمكن المقارنة بين المرحلة الحالية التي تعيشها عفرين على صعيد قضية المرأة والسنوات الأربعة خلال فترة الإدارة الذاتية وكذلك العقود السابقة ما قبل الأزمة السورية، لا على مستوى مظاهر الحياة العامة ولا الإحصائيات الرقمية من قبيل مشاركة المرأة بالحياة العامة والحالة الاستثنائية غير المسبوقة باعتماد الرئاسة المشتركة للمؤسسات والهيئات الخدمية، وكذلك زيادة معدلات انضمام المرأة إلى مختلف مجالات العمل والوظائف بما فيها العمل العسكري وتأسيس وحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي.

إجمالي الإحصائيات:

الإحصائيات عادة هي اللغة الأكثر اختصاراً ودلالة على متغير ما في مجتمع، وفيما يتصل بالانتهاكات الممارسة بحق المرأة في عفرين فإن الأرقام تمثلُ الحد الأدنى للحوادث التي وقعت، وهو ما أمكن توثيقه، نظراً لصعوبة التواصل والحصول على المعلومات وعوامل الخوف والتهديد والتضييق على الأهالي، وحساسية وضع المرأة التي تجعل الأهالي يتكتمون على الحوادث، وفيما يلي إحصائيات إجمالية أعدتها منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين:

 1ــ قتل النساء: 67 جريمة متنوعة.

2ــ الخطف: تجاوزت ألف حالة، بعضهن قضين فترات طويلة قيد الاحتجاز ولا يعرف مصير العديد من المختطفات.

3ــ الاغتصاب: 65 حالة، وهو ما أمكن توثيقه، فيما يتجاوز عدد الحالات هذا المقدار، إذ يتكتم الأهالي على حالات الاغتصاب بسبب حساسية الموضوع والخشية من أعمال انتقامية أقلها الاعتقال لأحد أفراد العائلة بتهم مفبركة.

4ــ الانتحار: 5 حالات، وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة.

5ــ جرحى النساء: 213 حالة، في ظروف مختلفة.

6ــ زواج القاصرات والزواج القسريّ: ارتفعت نسبة تزويج القاصرات في عفرين، بشكل لافتٍ بعد الاحتلال التركي، فقد كانت بحدود 50% عام 2013، وانخفضت مع سن قوانين حماية المرأة ومنع زواج القاصرات إلى 10% بداية عام 2018، وأما في ظل الاحتلال التركي فقد بلغت 40% وفق إحصائية المجلس المحلي التابع للاحتلال عام 2019، وهو ما يقارب 4500 فتاة معظمهن من المستوطنات.

يعتبر الزواج القسري من أسوأ الجرائم التي تتعرض لها المرأة، والتي تبرر باسم الزواج، وتفيد المعلومات الواردة من عفرين والمناطق المحتلة بوقوع عشرات حوادث التهديد بالقتل والاعتقال، لإجبار العوائل من قبول الزواج من مسلح. ولا يعرف مصير عشرات النساء المختطفات.

7ــ الآثار النفسيّة: تسببت ظروف الاحتلال كذلك التهجير القسري بتغيير شامل في طبيعة الحياة، وأدت إلى ظاهر نفسية صعبة مثل القلق والخوف والتوتر مشاعر الإحباط واليأس، والأمراض السارية والمعدية وبخاصة اللشمانيا.

الشهيدة حورية بكر

المرأة في ظل الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانيّة

لم يراعِ مسلحو الميليشيات الإسلاميّة خصوصية المرأة ودورها، وأسيئت معاملتها بشكلٍ وتم اعتقال نساءٍ مرضعات وحوامل وأمهات لأطفالٍ صغار، الأمر الذي زاد من حجم المعاناة، يضاف لكل ذلك تراجع الوضع المعيشي نتيجة أعمال السلب والنهب وسرقة المواسم الزراعية، وفقدان الحرية في الانتقال بسبب انعدام الأمان. إضافة لفرض ثقافة مغايرة غير التي اعتاد عليها أهالي عفرين الكرد، والمفارقة الثقافة الجديدة تجمع بين نقيضين، ففيما يعكس السلوك والمظهر الخارجي التشدد في التعاطي مع قضية المرأة، انتشرت في مدينة عفرين المحتلة دور الدعارة، بسبب انحطاط المستوى الأخلاقي وسفر الأزواج ليقاتلوا مرتزقة في ليبيا وأذربيجان.

ويعد التحرش من أكثر الممارسات شيوعاً من قبل مسلحي الميليشيات الإسلاميّة، بحق النساء الكرديات، بالتوازي مع أشكال متعددة للاضطهاد الجنسويّ وهي تنبع من عقيدة الميليشيات الجهادية السلفية التي تضطهد المرأة في مجتمعاتها بدون رادع، وتنتشر حالات تعدّد الزوجات مع الخيانة الزوجية.

في حزيران 2018 انتشرت في الشوارع الرئيسية في مدينة عفرين إعلانات ولوحات تحض النساء على ارتداء الحجاب، واعتباره خطاً أحمر، فيما لم تعتبر كرامتها وحريتها بنفس القيمة كما نشطت في عفرين المؤسسات الدينية الدعوية التي تدفع المرأة للانزواء والانطواء على ذاتها. الأمر الذي يعكس ذهنية الميليشيات الإسلامية والمستوطنين القادمين من مناطق أخرى.

في توجه أكد ضحالة الفكر، أطلقت منظمة تدعى “نحو غدٍ مشرق” حملة لنشر فكرة لبس النقاب لترويج ارتدائه بين النساء الكرديات، وذكر مراسل عفرين بوست أن من تريد العمل مع هذه المنظمة يجب أن تلبس النقاب، وبالمقابل تدفع لها المنظمة 5 – 10 دولار أمريكيّ. ولا تقتصر الحملة على مدينة عفرين، تشمل البلدات والقرى.

بالمثل نشطت دورات دعوية خاصة بالمرأة، ومن جملة المؤسسات التي تستهدف النساء والأطفال مؤسسة “تآخٍ بلا حدودِ” ذات الخلفية الإخوانية وتقوم بتنظيم دورات (أساسيات في العلوم الشرعية والأحوال الشخصية والمعاملات المالية ودورة بعنوان دور المرأة في المجتمعات المعاصرة). ويزعمون أن الدورات تستهدف المرأة الكردية والعربية وسُبل الدمج بينهما وإقامة تواصل بين الطرفين واستمرارها.

ذكرت عفرين بوست في 21/2/2021 أن جماعات دينية دعوية ظهرت مؤخراً في مدينة عفرين، وتجول على الأهالي بغاية نشر الأفكار المتطرفة وإلزامهم بارتياد الجوامع والمساجد. كما ظهرت نسوة منقبات في شوارع المدينة تحت مسمى “حبيبات الله”، ويترددن على المحال التجارية التي تديرها النساء، ويعملن على نشر أفكار متطرفة بينهنّ، وقد أقرت إحدى تلك الداعيات المتطرفات أنها من جماعة “أحباب الله” التي تضم العديد من النسوة اللواتي يعملن في دعوة الناس للدين وهدايتهم، كما اعترفت أن زوجها منتمٍ لتنظيم داعش، وأن نساء غيرها يعملن في المجال الدعوي.  

في الواقع ما تقوم به سلطات الاحتلال التركي في عفرين منسجم مع طبيعة أفكار حزب العدالة والتنمية، فقد وردت هذه الأفكار في سياق المنهاج التعليميّ، ويُعرّف الكتاب المدرسيّ المثير للجدل “طاعة” المرأة للرجال كشكل من أشكال “العبادة”، لكن المسؤولين الحكوميين يقولون إن هذا أمر مفهوم لأن الكتاب يدور حول الإسلام ويقتبس آيات قرآنية، وقال رئيس مجلس التعليم التركي البسلان دورمس مبرراً ذلك: “الله تعالى قال ذلك، ليس أنا، هل يجب أن أصححه أم ماذا؟”.

انتهاكات متنوعة 

تمارس الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان، وبخاصة المرأة، التي تعرضت للقتل والسلب والاغتصاب والابتزاز الجنسي والاختطاف، وذكرت التقارير الإعلامية شهادات مروعة عما يجري داخل سجون المرتزقة، وهي لا تختلف عن ممارسة “داعش”، وقد طرح السؤال علناً داخل البرلمان التركيّ، وطالبت النائبة تولاي حاتيموغولاري، النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي HDP، بإجراء تحقيقٍ برلماني، وسألت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، حول تقارير رصدت اختطاف مئات النساء والفتيات الكرديات في مدينة عفرين، على يد مسلحي الميليشيات التي تدعمها تركيا. وقالت: “هل تحققون في مزاعم إرسال فتيات ونساء من عفرين إلى ليبيا كعبيد؟ هل الحكومة التركية على علم بالاعتداءات الجنسية في معسكرات وسجون عفرين؟ هل ستتخذون الخطوات اللازمة للتعامل مع هذه الانتهاكات للحقوق الإنسان؟ هل ستقومون بأنشطة منسقة مع المنظمات الدولية في هذا الصدد؟”.

وتحدثت ميغان بوديت، مؤسِّسة “مشروع نساء عفرين المفقودات”، عن انتشار خوف شديد من التعذيب لدرجة أن تمتنع النساء عن مغادرة منازلهنّ لأنهن يخشين أن تستهدفهنّ الجماعات المسلّحة. أطلقت بوديت موقعاً إلكترونيّاً عام 2018 لتعقب اختفاء النساء في عفرين، وهو مصدر قلق هائل إلى جانب ممارسات التعذيب.

الأطفال في مرمى الاستهداف

لا تنفصل قضية الأطفال عن النساء، فالانتهاكات بحق الأطفال تعدٍ مباشر على حقوق الأم، وفي هذا السياق تنشط في إقليم عفرين المحتل المؤسسات الدينية والدعوية الإخوانية، وتنظم الدورات الدينية والمسابقات وتقدم الإغراءات العينية والمادية للأطفال للانضمام إلى تلك الدورات. وفي إطار مشروع بعنوان “إلا صلاتي” خصصت دورة خاصة للأطفال من الفئة العمرية (9-15)، الغاية منها كما قال منظموها من مؤسسة “تآخٍ بلا حدود” ربط الأطفال بالمساجد وكذلك ربطهم بآبائهم من خلال مرافقتهم لصلاتي الفجر والعشاء”. وهو يمتد الآن لمرحلته السابعة بما يقارب 2500 طفل من قرى مختلفة بحساب كل 40 يوم منطقة جديدة ضمن منطقتي (درع الفرات وغصن الزيتون)، وفي المرحلة السابعة فقط شارك 450 طفل من خمس جوامع متفرقة. وأضاف المشروع يقدم مشاريع لغير الأطفال،

في 15/5/2019 ذكرت عفرين بوست أنه يتم تشجيع الأطفال على حضور دورات دينية ضمن المساجد، وتقديم هدايا بسيطة لهم، كالمقبلات وقطع البسكويت، إضافة إلى منحهم “عداد البسملة!”.

ويحض الاحتلال التركي عبر هيئات دينية وتعليمية ومن خلال المناهج التي أقرها للتعليم في الإقليم الكُردي المُحتل، إلى توجيه الأطفال نحو التدين، بغية تحضيرهم لاحقاً ليكونوا جنداً في خدمة تنظيم الإخوان المسلمين المصنّف إرهابياً.

كما افتتح العديد من المعاهد والهيئات الدينية. مثل معهد الفتح المبين” في قرية كرزيليه/قرزيحل، الذي افتتحه “تجمع شباب تركمان سوريا” وهو مخصص للأطفال بأعمار صغيرة جداً. وافتتح الاحتلال التركيّ مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا” مكان الثانوية الشرعية وسط مدينة عفرين، وتُعرف مدارس” باشا كاراجا” كأكثر المدارس الدينية التركية رواجاً وتخرج منها الكثير من الشخصيات بينها أردوغان.

وتضمنت قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية!، حيث تضمنت قائمة المواد الدينية، المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، والتي خصص لكل منها خانة في الجلاء!

هناك نشاطات أكثر تفصيلاً تتم تحت ستار العمل الخيري، إلا أنها ذات توجهات دينية متطرفة، والغاية منها ترويج أفكار التكفير وشرعنة الاحتلال تحت ستار الدين ووصف جيش الاحتلال بالفاتحين والمحررين.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons