ديسمبر 27. 2024

أحد أقرباء “سليم ادريس” يُحي”داعش” من فوق صوامع بـ شرق الفرات

عفرين بوست-متابعات

نشر موقع مُعارض “جسر” تسجيل مصور يظهر مسلحين مقنعين في منطقة صوامع الحبوب في العالية جنوب مدينة “سريه كانيه\رأس العين”، على الطريق الدولي M4 شمال شرق البلاد.

وقال الموقع أنه قد أُدخلت على التسجيل بعض المؤثرات، كصوت خطيب يصدح بأبيات من أنشودة جهادية، “قول الصوارم” للمنشد السعودي موسى عميرة، وهي منتشرة على موقع “يوتيوب”، ترافقها مشاهد من المسلسل التركي الشهير “قيامة أرطغرل”!.

ويرافق صوتُ الخطيبِ مشهد يُظهر مسلحين يعتليان ذروة إحدى الصوامع، ويسقطان عنها راية! يتضح فيما بعد أنها راية “وحدات حماية الشعب-ypg”، فيما يُظهر مشهد لاحق المسلحين وهما يدنسانها، فيما قالو أنها “ثأر ممن تجرؤ من “عبّاد الصليي” على اسقاطا ما أسماها “راية التوحيد وراية أمة اﻹسلام”، في إشارة لكونه مسلحاً سابقاً في تنظيم داعش، حيث انضم غالبية الدواعش إلى المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ويعرفون بمسميات كـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، النصرة وغيرها).

وقالت مصادر خاصة لموقع “جسر”، أن المسلحين في الفيديو منضويان ضمن ما يسمى بمليشيا “فيلق حمص”، وهي إحدى مجاميع مليشيا “فرقة السلطان مراد”، التي يتزعمها المدعو “عرابة ادريس” وهو مسؤول الفرقة عن إقليم عفرين حتى شباط/فبراير 2019 على اﻷقل.

وكان المدعو “عرابة” سابقاً متزعماً لـ “لواء المغاوير” التابع لمليشيات “الجيش الحر” في منطقة القلمون بريف دمشق، قبل أن يتم طردهم منها، وهو أيضاً ابن عم المدعو “سليم إدريس” الذي يسمي نفسه “وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ورئيس أركان “الجيش الوطني السوري”، وشارك مؤخراً، إلى جانب القوات التركية، في غزو مناطق شرق الفرات ضمن غزو “نبع السلام”، وتعتبر مليشيا “فرقة السلطان مراد” عماد قواته فيها.

وقال المقنع المتكلم، وهو يدنس راية “وحدات حماية الشعب”: “هذه راياتكم تحت أقدامنا، وهذه راية التوحيد تعلو فوق سمائنا”، ويشير إلى رقعة في كتفه تحمل “راية التوحيد”، قبل أن يشير إلى السماء متعهدا بقادم “أدهى وأمرّ”، فاﻷيام “دول والحرب سجال”، كما قال قبل أن يعود صوت الخطيب المذكر بخالد وأبي عبيدة والقعقاع، يرافق مشهد “راية الفاروق التي لن تهزمها راية أبي لؤلؤة المجوسي بحال!” تخفق أعلى الصومعة.

ويشير الموقع إلى المشهد الثالث الذي يشكل ذروة استعراضية التسجيل، حين ينشد المقنع المتكلم أبياتاً قبل أن يصرخ بطلب “التكبير”، فيرد عليه المقنع الثاني مكبراً، ولعلها الكلمات الوحيدة التي نطق بها خلال الفيديو، ليلتفتا بسلاحيهما إلى راية “وحدات حماية الشعب” مرمية على اﻷرض فيطلقان عليها النار.

ولا يحتاج المهتمون إلا لمتابعة الفضائح التي يقوم المسلحون التابعون للمليشيات الإسلامية بنشرها بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، للجرائم والممارسات المتطرفة التي يقومون بها خلال عمليات الغزو بحق مناطق شمال سوريا، لتكون دليلاً صريحاً على كونهم ارهابيون دواعش وإن باسماء أخرى، لم تصنف بعد على قوائم الارهاب، لاعتبارات سياسية تتعلق بالدعم التركي اللامحدود لهم.

وينشر هؤلاء الجرائم التي يرتكبونها بحق الاهالي في شمال سوريا بتفاخر، مُرفقةً بالاناشيد الداعشية والشعارات المتطرفة التي تثبت كونهم تكفيريون يسعون إلى خدمة الاحتلال التركي لاقتطاع الاراضي السورية وتحوليها إلى إمارة لاتباع تنظيم الاخوان المسلمين و القاعدة وداعش والنصرة.

فمع بدء الغزو التركي لمناطق شمال سوريا، بدأت بعض المقاطع المصورة التي تثبت دعشنة المسلحين التابعين لتركيا بالخروج للعلن اثناء غزوهم مناطق “تل ابيض\كري سبي”، و”رأس العين\سريه كانيه”، وكان أحدها قد اظهر في منتصف اكتوبر الماضي، دعشنة مسلحي المليشيات الإسلامية\”الجيش الوطني”، حيث صور المقطع في الحادي عشر من أكتوبر\تشرين الأول، وفق ما يرويه المسلح الداعشي الذي قال: “الان في اراضي راس العين، الان تتوجه العربة المصفحة حتى يفوت الشيباب على المعركة… الله اكبر والعزة لله”.

بينما أضاف المسلح الذي كان يقود العربة ويدعى “ابو علي”: “بسم الله الرحمن الرحيم، لواء ميماتي باش، نقوم بالاستعداد لاقتحام راس العين وانشالله قادمون إلى مدينة البوكمال والعشارة والقورية ومدينة الميادين ودير الزور”، ليرد مسلح ملتحي ثالث جالس على العربة التركية المصفحة بالقول: “جاينكم جاينكم يا خنازير”، قبل أن يقتحم المشهد مسلح اغبر ملتحي ويفضح كل شيء فيقول: “باقية باقية” (وهو شعار تنظيم داعش الارهابي الذي كان يردده مسلحوه بالقول: باقية وتتمدد)، وعقب ذلك الدليل الصريح من الداعشي، كرر مُسلح آخر على المصفحة التركية ما قاله زميله الداعشي، فقال هو الآخر: “باقية باقية بإن الله عز وجل”.

وياتي المقطع المصور كغيره، ليكون دليلاً جديداً على استخدام الاحتلال التركي للدواعش في غزو عفرين ومناطق شمال سوريا، حيث أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” عقب بدء الغزو التركي لشمال سوريا، ذلك بالقول: “نرصد في إشارات الراديو والمحادثات بين القوات المدعومة تركياً ألفاظاً ومصطلحات يستخدمها تنظيم داعش والقاعدة”.

ولا يعد استخدام الدواعش اسلوباً جديداً من قبل الاحتلال التركي، فقد سبق وأن استخدمهم لاحتلال عفرين، فكانوا رأس حربة في حربه الغاشمة على إقليم عفرين الذي كان يحيا اهاليه في أمن وأمان، قبل أن يتوجه نحوه الغزاة كالجراد، فلم يبقوا فيه على اخضر او يابس، ودمروا البيوت واحرقوا الشجر واهانوا البشر، ولم يكتفي الاحتلال التركي بذلك، بل حوّل المناطق الخاضعة لاحتلاله إلى مأوى آمن لقادة تنظيم داعش بعد سقوط آخر معاقله في الباغوز. وكان التحالف الدولي وبمساعدة استخبارات قوات سوريا الديمقراطية على قتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في ريف إدلب وساعده الأيمن في جرابلس في إطار عمليتين منفصلتين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons