عفرين بوست-خاص
أعلن المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي تأييده للغزو التركي على شمال سوريا، واصفاً ذلك بتحرير المناطق من “التنظيمات الإرهابية” في إشارة منها إلى “قوات سوريا الديمقراطية”.
ونشر المجلس المحلي موقفه عبر بيان رسمي لدعم غزو جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية، جاء فيه بأنهم يدعمون العملية العسكرية التي ستقوم بتأمين عودة أمنة للسكان إليها (على حد وصفها)، لافتاً إلى الوقوف بجانب الميليشيات الإسلامية ومباركة تضحياتهم بـ (تحرير) الأراضي السورية.
وشكل الاحتلال التركي منذُ بداية إطباق احتلاله العسكري للإقليم آذار العام الماضي، مجالس شكلية تابعة له في مركز عفرين ونواحيها الستة، حيث تُختصر مهامها على شرعنة استيلاء المستوطنين والمسلحين على أملاك السكان الاصليين من الكُرد المهجرين.
وفي معرض تقييم العفرينيين لموقف مجلس الاحتلال، قال “شورش” وهو أحد السكان الأصليين الكُرد، بأن احتلال “وصمة عار على المجتمع الدولي”، مضيفاً: “المجالس المحلية في عفرين وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات أصدرت بيانات تؤيد فيها الغزو على شرقي الفرات فقط من أجل مواصلة ارتزاقها”.
أما “ام مازن” وهي سيدة كُردية مُهجرة في الشهباء وتعيش في ناحية “فافين” منذ أن جرى تهجيرها كباقي الكُرد من عفرين آذار العام 2018، فقالت إن هؤلاء “لا يمثلون ابناء عفرين، وأنهم من خانوا أرضهم، فتعاونوا مع المحتل التركي منذ بدء الغزو العام الماضي، عندما مهدوا للمسلحين طرقاً جبلية للعبور والالتفاف على ابنائنا المقاتلين وأوقعوهم في كمائن اودت بحياة العشرات، وأدت لسقوط عشرات القرى كقرية معملا وتل الاذاعة في ناحية راجو وغيرها”.
في حين قال “ابو بيوار” وهو مهجر عفريني في ناحية شيراوا: “سنتقص من هؤلاء، كما سنقتص من المسلحين وكل من تورط في تهجيرنا من ديارنا وخطف وتعذيب وقتل شباننا، انا على يقين بأن ساعة الخلاص تقترب من عفرين، هذا ما نراه كمهجرين من عفرين في شيراوا والشهباء، نحن نتحضر الآن لليوم والساعة والدقيقة التي سيخبرنا فيها ابنائنا المقاتلون بالنفير لحملة تحرير عفرين من الاحتلال، إنها باتت قريبة!”.
متابعاً: “كان لدينا تخوف واسع من نجاح الاحتلال التركي في غزو شرق الفرات لأنه كان سيمنعنا من تحرير عفرين، لكن منذ الامس هناك انقلاب واضح في الموقف الامريكي، إننا كأهالي عفرين ندعو العالم لمحاسبة القتلة والمتعاونين معهم من ذيول الاحتلال، فقبل استشهاد هفرين خلف، قتلت الشهيدة بارين كوباني بنفس الاسلوب، وقد تغاطى العالم عن محاسبة المجرمين، فدفعهم غلوهم لتكرار فعلتهم”.
مردفاً: “نطالب المجتمع الدولي، نطالب الولايات المتحدة وروسيا بفرض حظر جوي على عفرين وشمال سوريا، نريد أن نحرر ارضنا من الاحتلال التركي ومن باعوا انفسهم لليرة التركية، نريد أن نعيش بسلام، يكفينا تهديد وخراب، الم تشبع تركيا من دماء الكُرد، إلى متى سيبقى العالم صامتاً عن قتلنا، نحن نتعرض للتطهير العرقي والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي، وكل هذه الجرائم هي جرائم حرب ومعروف من يقوم بها، إنه رأس النظام التركي المدعو اردوغان، ولا بد من محاسبته”.
وتلعب مجالس الاحتلال دوراً مريباً يتمثل في شرعنة الافعال الإجرامية للمستوطنين والمسلحين، عبر سن تشريعات تبرر لهم عمليات السطو والاستيلاء بحجج واهية، فسنت العام الماضي، قرارات لشرعنة عمليات سرقة المواسم الزراعية بحجة الضرائب، حيث استحوذت المليشيات الإسلامية والمجالس بموجبها على جزء من المحاصيل، كما تعمل على تبرير الغزو التركي لمناطق جديدة في شمال سوريا، لتؤكد بذلك ارتباطها الوجودي مع وجود الاحتلال.