![](https://i1.wp.com/afrinpost.net/ar/wp-content/uploads/sites/3/2024/10/بسمة-5.jpg?resize=765%2C510)
عفرين بوست- تقارير
وسط التطورات الجارية في الساحة السورية والدعوات المتعددة لحل كافة الفصائل المسلحة، لاسيما الميليشيات الموالية لتركيا وخروجها من عفرين، أشارت مصادر عدة من عفرين المحتلة إلى أن بعض عوائل المستوطنين القاطنين في قرى عفرين بدأوا بحزم أمتعتهم، إلا أن الغالبية الساحقة ما تزال تنتظر ولا تبادر بالعودة إلى مناطقها التي قالوا إنها تحررت من النظام السوري السابق، وهنا السؤال الأهم ما مصير المستوطنات التي شُيدت في عفرين؟!
خروج خجول للمستوطنين
في ناحية راجو، قرابة 12 عائلة من المستوطنين خرجت من منازل الكُرد، التي استوطنوا فيها منذ ست سنوات، وتوجهوا إلى مناطقهم في ريف دمشق، لكن لا تزال هناك مئات العائلات الأخرى التي ترفض الخروج، لاسيما أن الغالبية هم من عوائل المسلحين الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات الحمزات والعمشات والسلطان مراد الأشد ولاءً لتركيا.
يقول شيخموس محمد المنحدر من قرية درويش، إن المستوطن الذي كان يحتل محله التجاري في سوق راجو قد ترك المحل وخرج من المنطقة، إلا أن منزله مازال مسكوناً من قبل مستوطن آخر، وهو ما يمنع عودته إلى عفرين حالياً، ويؤكد أنه أرسل أحد أقاربه إلى ذاك المستوطن المنحدر من حمص للاستفسار عن موعد معين لخروجه، لكن الإجابة كانت “لا أنوي الخروج وإن خرجت أريد تعويضاً مالياً”.
بدل مادي أو الاعتقال
يبدو أن غالبية المستوطنين يرفضون الخروج من منازل الكُرد في المستقبل القريب، وإن خرجوا سيطالبون بمقابل مالي بحجج مختلفة.
خلال الفترة الماضية عادت عشرات العائلات من حلب والشهباء إلى عفرين المحتلة، ففي ناحية شيه/شيخ الحديد فرضت ميليشيا العمشات مبالغ طائلة على العائلات للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم، وهو ما جعل آخرون يتراجعون عن العودة.
“فريد عمر” القاطن في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، يرغب في العودة إلى مسقط رأسه في ناحية شيه، إلا أنه يتخوف من الاعتقال وفرض الإتاوات عليه، ويقول “لن أعود إلى منزلي لحين التأكد من خروج العمشات من هناك، فلن أستطيع العيش مع تلك الميليشيا التي تنتهك كل الحقوق وتستعبد العباد”.
يطالب فريد وآخرون بضرورة النظر في ملف عفرين، كما يرى باقي السوريين مدنهم وقراهم، وأن لأهالي عفرين حق العودة واستعادة ممتلكاتهم وتسيير أمور منطقتهم بأنفسهم بعيداً عن الميليشيات التي أدخلتها تركيا إليها وسرقت خيرات الأهالي واستعبدتهم.
أخبار كاذبة
نشرت العديد من الصفحات في برامج التواصل الاجتماعي وتطبيقات عدة، أخبار مفادها أن ما تسمى إدارة العمليات العسكرية قد منحت الميليشيات الموالية لتركيا مدة قصيرة لحل نفسها والخروج من عفرين، إلا أنه وبعد تقصي الحقيقة من قبل “عفرين بوست” لا توجد أي معرفة أو صفحة رسمية باسم إدارة العمليات العسكرية أو هيئة تحرير الشام قد نشرت هذه الأخبار، على عكس ذلك تحشد تلك الميليشيات قواتها على تخوم مدينة كوباني والتهديد بالهجوم على المدينة التي هزمت مرتزقة داعش الإرهابية قبل أعوام، وهو ما يؤكد أن تلك الميليشيات ما تزال تعمل لصالح الاستخبارات التركية وتهدد المناطق الكردية.
مناشدات للمجتمع الدولي
غالبية أهالي عفرين المهجرين قسراً ولاسيما الناجين من هجمات المرتزقة في الشهباء مؤخراً يناشدون بضرورة تدخل المجتمع الدولي للعمل على وضع حدٍ الانتهاكات التي تحدث وما تزال مستمرة في عفرين، وعلى إيجاد حلول دائمة لإعادة المدنيين إلى مناطقهم وتوفير الحماية لهم.
المستوطنات باقية
تنوه شيرين حسن عضو مجلس أهالي عفرين والشهباء إلى أن سوريا تمرّ بمرحلة جديدة ويجب أن لا يُغض الطرف عن مآسي أهالي عفرين وأن تُهيأ الظروف لعودتهم إلى منطقتهم، مع إنهاء الاحتلال التركي وإعادة التوازن السكني ومنع التغير الديمغرافي.
لكن يبدو أن هذه المناشدات بعيدة عما يجري على الأرض، إذ لم تعمل المجالس المحلية التي عينها الاحتلال التركي في عفرين على طرح فكرة إفراغ المستوطنات التي شيدت في مناطق عدة من عفرين، وفي بعض المناطق تم تثبيت ملكية المستوطنين لتلك المنازل المشيدة من قبل المنظمات المدعومة من قطر والإخوان المسلمين، وهو ما سيشكل وجوداً استيطانياً شبه مستمراً في عفرين، حتى لو تمّ إفراغ منازل الكُرد من قبل المستوطنين، وستتحول تلك المستوطنات إلى مراكز تجنيد للمرتزقة المواليين لتركيا، وهو دليل على أن تركيا ترغب في ترك ميليشياتها ضمن عفرين، ربما تحت مسمى آخر وبشكل آخر، إذا ما تمّ اتخاذ قرار ضمها لتشكيلات عسكرية جديدة في سوريا.