عفرين بوست-خاص
في إطار جهودها لترسيخ الاستيطان وتحويله إلى امر واقع، يحاول الاحتلال التركي عبر مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، دمج المسلحين بالسكان الأصليين الكُرد عبر حضهم على عقد علاقات قُربى معهم!
وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، تناقل الأهالي الاخبار عن عقد عدة حالات زواج جديدة بين مسلحي المليشيات الإسلامية وفتيات من أهالي عفرين الكُرد، تحت بند الإغراءات والتهديد.
وقال مراسل “عفرين بوست” أن إحدى الفتيات شرحت له أسباب قبولها بالزواج من أحد المسلحين برغبتها في حماية أهلها واملاكهم، قائلةً إن أهلها يمتلكون الكثير من الارزاق وقد حرموا من رعايتها نتيجة مضايقات المسلحين في القرية التي ينتمون لها، ما دفعها إلى القبول بالزواج من أحد متزعي المليشيا المحتلة لقريتها بغية الحصول على حمايته لأهلها، ليتمكنوا من مزاولة أعمالهم.
وأضاف مراسل “عفرين بوست” أن هذه الحالة لم تعد فردية كما كان قد يتصور البعض، مع تزايد الاخبار عن حالات مُماثلة تقع في عفرين وريفها، وهو ما يزيد مخاوف أهالي عفرين على مستقبل المنطقة.
أحد أهالي عفرين ويدعى “أبو جوان” شبه ما يجري في عفرين بما حصل في شنكال\سنجار، مع الكُرد الإيزيديين الذين قام مسلحو داعش باختطاف آلاف النسوة منهم، ما وضع أهالي شنكال حالياً في حيرة من امرهم بكيفية التعامل مع أبناء الدواعش الذين انجبتهم نساء كُرد ايزيديات دون ارادتهن.
وقال “أبو جوان” لـ “عفرين بوست”: “اعتقد الموضوع خطير للغاية، هؤلاء يريدون أن يقوموا بتمتين علاقتهم مع السكان الأصليين لكيلا يكون بالمقدور طردهم لاحقاً والتخلص منهم”.
مضيفاً: “لنفترض جدلاً أنه تم تحرير عفرين بعد عدة شهور، ما المصير الذي سينتظر تلك الفتيات اللواتي تزوجن من مسلحي المليشيات، نحن كعفرينيين لن نقبل بهم، هؤلاء المسلحين إما سيهربون وإما سيقتلون، ماذا سيكون مصير أطفالهم؟”.
متابعاً: “إني أرى أن ما يحصل حالياً هو تكرار لمأساة شنكال، للأسف كنا نأمل ان لا نراها تتكرر في عفرين، لكن يبدو أن الأمور تسير إلى ذلك المنحى، وهو ما يستوجب اليقظة والحذر لمواجهة مخططات الاحتلال”.
وكان مراسلو “عفرين بوست” رصدوا فبراير الماضي، بروز ظواهر اجتماعية جديدة على المجتمع العفريني، بينها “الزواج القسري”، حيث تمكن مراسلونا من رصد حدوث عدد من الزيجات عبر إكراه نساء كُرد على الزواج من مسلحي الميليشيات الإسلامية، في مركز الإقليم وريفه.
وتحصل هذه الحالات غالباً لأسباب قسرية أو اضطرارية، كما حصل في مركز ناحية بموباتا/معبطلي، عندما اضطرار أحد اولياء الأمور لتزويج ابنته من مُسلح، لرغبته في حماية شابين له، خدما كمجنّدين في صفوف قوات الحماية الذاتية (التجنيد الإلزامي)، من عمليات الخطف والانتقام.
كما يتلقى بعض المواطنين الكُرد تهديدات بالقتل من المسلحين عندما يرفضون تزويج فتياتهم بمسلحي الاحتلال التركي، إضافة إلى استغلال المسلحين للسيدات اللواتي قد لا يمتلكن معيلاً، لتهديدهن وإجبارهن على الزواج بهم.