ديسمبر 23. 2024

جفاف في مجرى نهر عفرين ومستنقعات للصرف الصحيّ … مخاطر كارثية بالجملة

عفرين بوست ــ متابعة

نشر موقع فوكس حلب في 28 أغسطس الجاري، تقريراً حول انحسار نهر عفرين ومشكلة المياه، وقال: لم تفلح المناشدات والحلول المؤقتة في إنقاذ موسم عفرين الزراعي الصيفيّ بعد جفاف النهر لأسباب تتحمّل مسؤوليتها الحكومة التركيّة التي أغلقت النهر وغياب الرقابة والتخطيط لحبس مياه الأمطار الشتويّة.

وفي إشارة إلى جفافِ مجرى النهر قال التقرير “يمكن للشخص التجوّل داخل مجرى نهر عفرين سيراً على قدميه دون أن تبتلا بعد أن جفّت مياهه تماماً في مناطق من جنديرس وصولاً إلى النسرية الواقعة على الجدار الحدودي مع تركيا جنوب غربي عفرين، بينما تحوّلت أماكن أخرى يمتد فيها النهر إلى مستنقعات ومجرى للصرف الصحيّ.

وأشار التقرير إلى أنّ انخفاض منسوب النهر وجفافه في مناطق معينة تسبب بتلف كبيرٍ في المحاصيل الزراعية دون استجابة لمناشدات المزارعين والناشطين لإيجاد حلّ بإعادة فتح المياه التي اتهمت تركيا بقطعها عن النهر، وفشل الحلول المؤقتة بري المحاصيل الزراعيّة عن طريق الآبار الجوفية.

وبحسب آراء من تم الحديث معهم فإنّ جفاف نهر عفرين يعود لأسباب عديدة منها قطع المياه من تركيا عن النهر وتوقف ضخ المياه من سد ميدانكي وبحيرته، إضافة لقلة الأمطار وعدم حبس مياهها خلال فصل الشتاء.

وقدّر أحمد وردة، مهندس من أعضاء لجنة الكشف على بنية السدّ عقب زلزال فبراير 2023، نسبة التخزين في السد نهاية الشتاء المنصرم بنحو 40 إلى 50% من السعة التخزينية للسد البالغة 190 مليون متراً مكعباً.

ويقول سليمان محمود، مدير وحدة مياه جنديرس، إن منسوب المياه المخزنة في السد تزيد بـ 20 مليون متر مكعب عنها بين عامي 2014 و2017.

ينفي مزارعون وسكان من أبناء المنطقة والفيديوهات والصور التي انتشرت من مجرى النهر وتظهر جفافه بالكامل ما ذهب إليه الوردة والمحمود، مؤكدين أن مياه السد لم تصل إلى هذا المستوى من الانخفاض غير المسبوق من قبل.

ويضيف من تحدثنا معهم أن مياه نهر عفرين كانت تحبس في فترة الشتاء وتخصص لري الأراضي صيفاً عبر شبكات ري ممتدة من السد إلى عموم قرى عفرين، ويتسرب الفائض منها إلى نهر عفرين ما يحافظ على جريانه طول أيام السنة واصفين غزارته بالكبيرة، إذ شهدت المناطق الجافة من النهر اليوم عشرات حالات الغرق سابقاً!

أما في العام الحالي فقد تحوّل النهر إلى مستنقعات مياه صرف صحي قبل أن يجف تماماً بالقرب من دير بلوط وسط مخاوف قاطني المناطق المجاورة للنهر من انتشار الأوبئة.

وأشار المتحدثون إلى أن مياه نهر عفرين لم تحبس في العام الحالي خلال موسم الأمطار، وتذرع المسؤولون بحجج عديدة، يقول أحدهم (لم يكشف عن اسمه) “طوال موسم الشتاء كنا نرى منسوباً مرتفعاً من مياه النهر ما يدلّ على عدم حبسها لملء السد بحجة أن هناك صيانة أو أن هناك مخاوف من بنية السد الذي أهملت صيانته في السنوات الأخيرة”. وأضاف: “السبب الحقيقي يكمن باستخدام مياه النهر لملء سد الريحانية المقام على مجرى نهر عفرين على الجانب التركيّ من الحدود في عام 2020 وبسعة تخزينية بلغت 900 مليون متر مكعب”.

المهندس أحمد وردة أرجع السبب إلى انخفاض منسوب مياه سد ميدانكي بسبب ضخّها إلى مدينة أعزاز مطلع العام الحالي، والاستهلاك الكبير لمياهه في مشاريع الري لكل من أراضي عفرين وأعزاز.

وأضاف وردة أن “نهر عفرين لا يدخل ضمن اتفاقيات المياه المبرمة بين تركيا وسوريا، كما أنّ تركيا لا تقيم على مجراه أي سد قبل دخوله الأراضي السوريّة إلا أنّ وجود مشاريع زراعيّة في الداخل التركيّ غالباً أضعف من معدل جريان المياه فيه”. يناقض هذا الكلام وجود “سد عفرين العلوي” في مدينة كلس التركيّة والتي أنشئ فيها على مصب النهر سدّاً بسعة 39 مليون متراً مكعباً افتتح في 11/6/2021 بمشاركة الرئيس التركي عبر الفيديو.

سكان في عفرين أضافوا أسباباً أخرى منها إنشاء ميليشيا الحمزات سدّاً تجميعيّاً صغيراً في قرية برج عبدالو لري الأراضي التي يستولي عليها، وحبسه لما تبقى من مياه النهر قبل أن يُجبر على إعادة فتح السد دون أن يترك ذلك أثراً إيجابيّاً، إذ ما يزال مجرى النهر جافاً من منطقة تل سلور وصولاً إلى الحدود السورية التركية.

وتحدّث مدير وحدة مياه جنديرس عن زيادة في حفر الآبار العشوائيّة من قبل مزارعي المنطقة ما يهدد مخزون المياه الجوفيّة، يقول “أغلب الآبار حديثة الحفر مخالفة ويتحمل أصحابها غرامات ماليّة من قبل الضابطة”، لكن الشهادات أفادت أنها ذلك محاولة لإنقاذ المحاصيل التي تعرضت للتلف، مع عدم وجود حلول من قبل الجهات المسؤولة وتجاهل جميع المناشدات لدعم القطاع الزراعيّ وفشل المحاولات للتأثير على الحكومة التركيّة لتعيد فتح النهر.

وقد أثار انخفاض منسوب المياه في بحيرة ميدانكي وتدفق نهر عفرين مخاوف الأهالي والسكان من كارثة محتملة بعدما فتحت السلطات التركيّة بوابات تصريف في سد بحيرة ميدانكي لاستجرار المياه إلى سد الريحانية. وأكثر المناطق تضرراً كانت ناحية جنديرس وقد جفت الخطوط الفرعيّة للنهر بشكل كامل وبخاصة قرب قريتي دير بلوط والمحمدية القريبتين من الحدود السورية التركية.

ووجه الناشط فادي شباط في جنديرس، في 16 أغسطس، نداء عبر الإعلام، طلب فيه من سكان المنازل القريبة من النهر، أن يقتنوا مبيدات حشرية، وقال بعد جفاف النهر تشكلت مستنقعات من مياه الصرف الصحيّ ومخلفات المعامل، ما تسبب بظهور الأفاعي بكثرة والحشرات.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons