ديسمبر 25. 2024

“ليلة النار” خامدة في عفرين.. والــ نوروز حزين!

عفرين بوست-خاص

زود أهالي في عفرين اليوم الأربعاء\العشرين من مارس، “عفرين بوست” بمجموعة صور لاحتفالية رمزية أقيمت في إحدى المواقع بإقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.

وعلى وقع السرية، أشعل عشرات الأطفال والنسوة والرجال الكُرد شموعاً، على وقع الأغاني القومية الكردية التي تمجد النوروز وتؤكد على روح المقاومة، حيث يبدي الأهالي الصامدون في عفرين جسارة قل نظيرها في مواجهة شتى صنوف القمع والترهيب التي لم يسلم منها مسن أو صغير، رجل أو امرأة.

وقال أحد المشاركين في التجمع لـ “عفرين بوست”: “هذه ليلة حزينة تمر على عفرين، حتى عندما كان النظام السوري متحكماً برقاب الناس بأجهزته الأمنية، كنا نتحداه ونتظاهر في وجه الطغيان، كوننا كنا ندرك أن أدنى حق للإنسان وهو حق الحياة مصان نوعاً ما، أما اليوم ومع استباحة الاحتلال التركي وهؤلاء المتطرفين لعفرين، لم نعد نستطع حتى أن نقول لا للطغيان، لان حتى حق الحياة غير مُصان معهم”.

وأضافت مشاركة: “نحن اليوم ليس كما اعتدنا على الدوام، خلال ثمان سنوات مضت، كنا نشارك في إيقاد شغلة النوروز في ميدان آزادي، اليوم لا حرية مع مدعيها، الذين يحتلون ارضنا ويحاربون لغتنا وثقافتنا وهويتنا، إلى متى سنبقى تحت نير المحتلين، يجب أن ينتهي هذا الكابوس، لقد طال أمده، مر عام، نريد الانعتاق”.

وخلال عهد الإدارة الذاتية التي أعلنت بشكل رسمي في التاسع عشر من يناير العام 2014، اعتاد الأهالي على الاحتفال بعيد النوروز بشكل جماهيري مكثف، حيث كانت الإدارة الذاتية تعلن عطلة رسمية لثلاث أيام عادة، كي يتمكن جميع الأهالي من المشاركة الفعالة في الاحتفالات.

ونوروز عيد قومي كردي يرمز إلى التجدد والربيع والامل ومواجهة الطغيان، ولعل المفاهيم التي تستدل نوروز عليها، كانت السبب الأبرز الذي دفع الاحتلال التركي ومسلحيه إلى منع الاحتفال به، رغم أنه لم يكن من المتوقع أن يشارك فيها أهالي عفرين، سوى من أعضاء مجالسه ومن يتعاون معهم.

ويُرجح أن خوف المسلحين من تحول ليلة النيران أو صباح يوم عيد النوروز الذي يصادف الواحد والعشرين من آذار، إلى مظاهرات حاشدة للأهالي الأصليين الكُرد، قد دفعهم للضغط في سياق منع الاحتفال به.

وهددت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين الكُردي، بالمحاسبة والاختطاف في حال أقدموا على الاحتفال بأي شكل من الأشكال بعيد النوروز، كون الميليشيات الإسلامية عموما تعتبر “النوروز” عيداً للكفرة والمجوس (حسب زعمها).

ويتجسد النوروز في شخصية البطل “كاوا الحداد” الذي يرمز للانعتاق من العبودية والاستغلال والظلم ويدل على اشراق شمس الحرية مهما طال أمد الظلم وطال ليله، وهي أيضاً معاني كفيلة بمنع الاحتلال ومسلحيه للعيد، كونهم يدركون انهم قوات محتلة بالقوة المسلحة.

وكان مسلحو المليشيات الإسلامية عمدوا في أول يوم لهم من اطباق الاحتلال العسكري على مركز مدينة عفرين في الثامن عشر من آذار\مارس العام 2018، إلى تدمير نصب البطل كاوا الحداد، حيث جرى إطلاق عشرات العيارات النارية على النصب، وهو ما بين كم البغض الذي يحمله هؤلاء في نفوسهم تجاه الشعب الكردي ومعتقداته وثقافته وتاريخه.

كما عمد الاحتلال التركي إلى تغيير اسم دوار نوروز إلى مسمى خاص به، في حين أزيلت الشعلة التي كانت قد جهزت في عهد الإدارة الذاتية، حيث كان مسؤولو الإدارة الذاتية وعموم الأهالي يعمدون إلى ايقاد الشعلة التي تتوسط دوار نوروز ايذاناً ببدء الاحتفالات به، في ليلة العشرين من آذار\مارس من كل عام.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons