عفرين بوست ــ متابعة
في مقال كتبه مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة، ونشرته صحيفة واشنطن بوست ، يوم أمس السبت، قدّم تقييماً إجماليّاً مكثفاً للوضع الراهن بما فيه قصف جيش الاحتلال التركيّ لمناطق شمال وشرق سوريا، وتحول المناطق التي تحتلها تركيا إلى ملاذ لعناصر داعش، مؤكداً على خيار المقاومة، على أن يدعم العالم جهودهم من أجل السلام.
وقال عبدي: “هذه المرة، التهديد لا يأتي من إرهابِ “الدولة الإسلاميّة”، بل من حليفٍ للولايات المتحدة وعضوٍ في الناتو. لأكثر من أسبوع، قامت حكومة الرئيس التركيّ أردوغان بإلقاء القنابل على مدننا، ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتيّة المدنيّة الحيويّة واستهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تعمل على إبقاء داعش محبطًا.
ويشير عبدي إلى أنّ الغزو التركيّ لعفرين عام 2018 ورأس العين وتل أبيض عام 2019 تسبب بتهجير مئات آلاف الأشخاص وتعطيل مكافحة العالم لـ”داعش”. وبعد سنوات من الحكم التركيّ، أصبحت هذه المناطق الآن سيئة الصيت بالفوضى وعدم الاستقرار والاقتتال الداخليّ ووجود المتطرفين.
وبالمقابل يقول عبدي: فيما كانت إدارتنا تحمي التعايش الإثنيّ والحرية الدينيّة وحقوق المرأة، كانت القوات التركية والميليشيات التي تدعمها ترتكب انتهاكات لا توصف ضد الأقليات العرقيّة والدينيّة والنساء دون محاسبة.
ويضيف “تحت إدارتنا، كانت عفرين الجزءَ الوحيد من شمال غرب سوريا الذي لم يمسّه إسلاميون متطرفون. ومنذ أن خضعت للسيطرة التركيّة، تعمل الجماعات التابعة للقاعدة بحريةٍ على أراضيها. وهذا الصيف، قتلت غارة أمريكيّة بطائرة مسيّرة “ماهر العكال”، أحد كبار قادة داعش هناك”.
ويختم عبدي بتأكيد خيار المقاومة فيقول: “لا نطلب من أحد القتال من أجلنا. شعبي لا يزال هنا لأننا قاومنا وحدنا مرات لا تحصى من قبل. إذا كان لا بد من ذلك، فسنقاوم مرة أخرى. ما نطلبه هو أن يكون العالم معنا في مهمة أكثر صعوبة: السلام”.
لو وقف المجتمع الدوليّ بحزم ضد الغزو التركيّ ودافع عن السلام، لربما سارت الأمور بشكلٍ مختلفٍ تماماً. رغم أنّه لا يمكن لأحد أن يعود بالزمن للوراء، لكن يمكننا التعلم من مآسي الماضي.