سبتمبر 20. 2024

أخبار

هل بدأت أنقرة بحرق أدواتها باعتقال “أبو عمشة” عربون المسار التصالحي مع دمشق؟

عفرين بوست ــ خاص

هل انتهت صلاحية “أبو عمشة” المتزعم الميليشاوي الذي أنشأ إمارة خاصة به في ناحية شيه؟ “أبو عمشة” الذي تغنّى به عناصره ومسحوا العرق عن جيبنه، وقام بتخريج دورة عسكريّة باسم “ذئاب الشمال” تيمناً باسم “الذئاب الرمادية” التركيّة العنصريّة وجمع عشرات ملايين الدولارات عبر إرهاق أهالي ناحية شيه بالإتاوات وفديات الاختطاف ولم يسلم من بطشه كل من ادّعى عليه أو انتقده حتى العميد أحمد رحال الذي اعتقلته السلطات التركيّة. فهل بدأت أنقرة بحرق أدواتها باعتقال “أبو عمشة” عربون المسار التصالحي مع دمشق؟

وأفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست”، أنّ السلطات التركيّة اعتقلت أول أمس الثلاثاء 23/8/2022 المدعو محمد الجاسم “أبو عمشة”، متزعم ميليشيات “السلطان سليمان شاه/ العمشات” أثناء دخوله إلى الأراضي التركيّة. وأنّه تعرض للضرب الشديد أثناء اعتقاله من قبل حرس الحدود التركيّ (الجندرمة التركيّة)، فيما لم تتضح الأسباب.

وأضافت المصادر أنّ شيقيق “أبو عمشة” المدعو باسل الجاسم “علمدار”، هو الذي يقود الميليشيا بدلاً عنه في أعقاب الحملة العسكريّة التي قادتها ميليشيات “عزم” ضد “العمشات” على خلفية قضايا فساد واغتصاب وأجرام.  

وأضافت المصادر أنّ سلطات الاحتلال التركيّ قد زادت رواتب عناصر ميليشيا “العمشات” نهاية الشهر الماضي من 500 ليرة تركية إلى 750، إلا أنّ متزعمي الميليشيا قاموا بخصم 100 ليرة تركية من الراتب دونما أيّ مبرر.

بعض المواقع المقربة من أوساط الميليشيات المسلحة، بادرت إلى نفي خبر اعتقال “أبو عمشة” لما قد يسببه من آثار سلبيّة بالتزامن مع التغيّر في الموقف التركيّ ودعوات المسؤولين الأتراك إلى المصالحة مع حكومة دمشق، ويمكن أن يُعتبر ذلك بدايةَ حرق الأدوات وعربون المسار التصالحيّ، في توقيتٍ انتخابيّ حرج جداً بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.     

“أبو عمشة” كغيره من متزعمي الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ، لكنه مقرّب من سلطات الاحتلال التي مددت صلاحيته عندما أوشك على النهاية، وهو يختلف عنهم بحجم الولاء العلنيّ ومشاريع تبييض الأموال في تركيا وفي ناحية شيه/ شيخ الحديد التي حولها إلى إمارة خاصة به، ووصفها ناشطون بأنّها بالمعتقل الكبير. ويُتهم “أبو عمشة” بالعديد من القضايا منها الابتزاز والاغتصاب والاتجار بالمخدرات.

لجنة التحقيق:

تأزمت العلاقة بين غرفة القيادة الموحدة “عزم”، وميليشيا “العمشات/ سليمان شاه”، في 10/12/2021، فتحت “عزم” ملف انتهاكاتها والتجاوزات بحق الأهالي في ناحية شيه/ الشيخ حديد، وكانت الغاية إزاحته من قبل باقي الميليشيات.

وفي 11/11/2021، أعلنت “عزم” قبول عودة “العمشات” إلى صفوفها، وعملها ضمن حركة “ثائرون” التي يقودها المدعو “فهيم عيسى”، مقابل شروط، منها تعاونها مع القضاء، وتسليم من تثبت عليه تجاوزات وانتهاكات لتسويتها. وتحولت القضية إلى عهدة المكتب الأمنيّ في “عزم”، وجرى الحديث طويلاً حول المسألة، ووصلت من التهويل حد إمكانية القيام بعمل عسكريّ، واستنفرت “العمشات” داخل الناحية ورفعت الجاهزية.

قامت “اللجنة المشتركة لرد الحقوق في عفرين وريفها” في شهر تشرين الثاني الماضي، بجولات في ناحية شيه/ الشيخ حديد، وأعلنت في 6/12/2021، انتهاء الجولة في شيه وشملت بعض معاصر الزيتون والأهالي والمجلس المحليّ، وأكّدت اللجنة حلّ كل القضايا المقدمة، بالتعاون مع ميليشيات “العمشات” والمتعلقة بقضايا بالإتاوات المفروضة على الأشجار (4 دولارات على شجرة)، والموسم (25% من صافي إنتاج الزيت تؤخذ من المعصرة مباشرة) ولكن سرعان ما أُعلن عن استرداد كميات الزيت مجدداً من الأهالي بعد خروج اللجنة مباشرة.

أحد أعضاء لجنة التحقيق المدعو الشيخ “أحمد أبو علي الحلوي” تحدث عن “أبو عمشة” وأشقائه، وقال إنّهم يتابعون القضية منذ سنتين، وذكر موضوع استدراج النساء، وأنّه ما من امرأة تعجبهم إلا يسافر زوجها إلى ليبيا أو أذربيجان أو ما يسمّى “منطقة نبع السلام” وتُبتز النساء بصورٍ خاصة لها، لتأتي إليهم صاغرة وقال بالحرف: “أبو عمشة ولغ في الأعراض”. ووصفه بأنّه ذراع “هيئة تحرير الشام” في الشمال، وأشار “الحلوي إلى أنّ أبو عمشة مستعدٌ للتخلّي عن إخوته في سبيلِ البقاء، وعمل على الطعن فيمن سماهم المشايخ وهدد المدعين ضده ولديه تفاصيل ضده، والاستخبارات التركيّة تدافع عنه وتحذّر الفصائل من ضربه، وأكّد على الاستمرار في قضية “أبو عمشة”.

اعتبرت غرفة “عزم” أنّها تملك الصلاحيات لمحاسبة “أبو عمشة” على انتهاكاته، بعدما قبوله شروط الانضمام إليها، وتسليم جميع المطلوبين للقضاء ومحاسبتهم. ولكن بالنهاية لم يتم إثبات أيّ من الانتهاكات، لأنَّ المدعين والمشتكين سرعان تراجعوا، في مجمل القضايا (اغتصاب، سرقة رواتب، انتهاكات، استيلاء على البيوت،…).

المدافعون عن أبو عمشة

مؤكد أنّ “أبو عمشة” لم يسلم بالأمر بسهولة، وأما تسليم شقيقيه فتندرج في إطار احتواء كلّ الاتهامات دفعة، بالتوازي مع تدبر أمر الشهود لصالحه، لتخرج بعد الحملة المكثفة ضده، حملة مكثفة تؤيده بالمطلق وتنفي عنه كل الاتهامات، فدعا الشيخ “أبو إسلام” ليلقي خطبة في معسكره وخرج شيوخ الحيات ببيان لصالحه وحتى النساء خرجن ببيان … وزاد “أبو عمشة” على ذلك بإقالة شقيقيه، ووصل إلى درجة الثقة بالتدابير التي اتخذتها ليفوّض أحد أعضاء اللجنة أيّ إجراء يراه فيما لو ثبت عليه أو على عناصره أيّ انتهاكٍ.

وانقسمت الميليشيات في مواقفها إزاء قضية “العمشات” فوقفت إلى جانبه ميليشيات تنضوي في إطار “حركة ثائرون” منها (الزنكي والفرقة التاسعة ولواء الشمال). وميليشيات التزمت الحياد (المعتصم من جسل وميليشيات الفيلق الاول ومنها ميليشيا محمد الفاتح). فيما التحالف الذي تبلور يناهض (الفيلق الثالث وأحرار وجيش الشرقية) يقوده المدعو “فهيم عيسى” متزعم ميليشيا “السلطان مراد وحركة ثائرون”، وسعى إلى تمييع القضية وإنهاء التحقيقات.

دعمٌ تركيّ لأبو عمشة

اختفى “أبو عمشة” عن المشهد فترة من الزمن، على خلفية التحقيق، ومارست الاستخبارات التركيّة الضغط على متزعمي الميليشيات لطي قضيته، ليظهر بعدها في اجتماعاتِ متزعمي الميليشيات، وفي موقفٍ لافتٍ ظهر في معقله في ناحية شيه برفقة ضابط الاستخبارات التركيّ وأحد أهم قيادات “منظمة الذئاب الرماديّة”، ضياء يوسف أرباجيك الذي قدم له الدعم وخاطب مسلحي العمشات بأنهم “جيش طوران”.

بكلّ الأحوال “أبو عمشة” مواطنٌ تركيّ رسميّاً، وقد حصل على الجنسيّة التركيّة، ويفاخرُ بالعلمِ التركيّ وأمجاد العثمانيين ويعظّم أردوغان.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons