عفرين بوست ــ متابعة
في لقاء صحفي مشترك عُقد اليوم الثلاثاء 23/8/2022 في موسكو بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بنظيره السوريّ فيصل المقداد. أكد الجانب الروسيّ عدم وجود عملية عسكرية فيما أوضح الوزير السوري شروط حكومته للتصالح مع أنقرة.
وأوضح لافروف، أنّه “فيما يتعلق بكيفية تطور الوضع في شمال سوريا، فالأمر الأساسيّ هو منع اندلاع أعمال عسكريّة جديدة، والتفاوض عبر القنوات الدبلوماسيّة على أساس المبادئ السياسية الموجودة في العلاقات بين سوريا وتركيا”.
وأشار الوزير الروسي، إلى أنه تم التوصل إلى مثل هذه الاتفاقيات بين البلدين في عام 1998 وتم تبنيها من أجل الحد من التهديد الإرهابي. وأشار إلى أن سوريا تعترف بذلك، وهي مستعدة لتحمل المسؤولية الكاملة لحماية سيادة أراضيها.
وقال “مجمل عملية تنفيذ القرار 2254، وعملية تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بصيغة أستانا، تهدف إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين الجارين، في إطار استعادة وحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقلالها السياسي”.
ولفت لافروف إلى أن “سوريا تعترف بوجود تهديد إرهابي شمالي البلاد، ومستعدة لتحمل المسؤولية الكاملة عن أراضيها السيادية، بعد استعادة السيطرة الكاملة عليها”، مشدداً على أن موسكو “تؤيد هذا الموقف”.
وأضاف لافروف: أكدنا ضرورة دعم المجتمع الدولي لعودة اللاجئين السوريين بعيداً عن التسييس الذي تمارسه الدول الغربية، وتابع لافروف: تحدثنا أيضاً عن الوجود الأمريكي غير الشرعي في الأراضي السورية ودعم واشنطن للانفصاليين وخرقها قرارات الأمم المتحدة.
وأشار لافروف إلى أن “الاتفاقيات الخاصة بسوريا، التي تم التوصل إليها في 19/7/2022، في قمة طهران، يجري تنفيذها بالكامل”.استعادة السيطرة الكاملة عليها”.
وقال لافروف إن بلاده “تعمل منذ سنوات طويلة على تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا منذ إنشاء صيغة أستانا”، مضيفاً أ
وزير الخارجية السوري ركّز في حديثه على وجود القوات الأمريكيّة ووصفها بالاحتلال، واتهمها بسرقة النفط السوريّ، غير مكترثة بمعاناة المواطن السوريّ في تأمين حاجته من المشتقات النفطيّة، فالهم الأساسي لها كما حال كل الدول الغربيّة تحقيق مصالحها وأهدافها ولو كان ذلك على حساب آخر طفل سوريّ.
ولم يذكر المقداد قوات سوريا الديمقراطية بالاسم، وتعمد الإشارة إليها بوصفها “الميليشيات الانفصاليّة”، وأكّد أنّه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون انسحاب قوات الاحتلال الأمريكيّ من سوريا ووقف دعمها التنظيمات الإرهابيّة والميليشيات الانفصاليّة.
وأضاف: “على الميليشيات الانفصاليّة المدعومة من واشنطن أن تعيَ أن مصلحتها تكمن في وقوفها إلى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع عن وحدة سوريا واستقلالها والتراجع عن تعاونها مع المحتل الأمريكيّ فمن لا يقف إلى جانب وطنه لا وطن له وعلى هذا الأساس سوريا مصرة على الحفاظ على وحدة أرضها وشعبها والشيء ذاته ينطبق على الاحتلال التركيّ في شمال غرب سوريا ويجب خروج قواته من جميع الأراضي التي يحتلها ووقف النظام التركيّ دعمه للتنظيمات الإرهابيّة والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
وقال المقداد: نؤكد على المبادرات والجهود التي تبذلها روسيا وإيران لإصلاح ذات البين مع تركيا لكن في الوقت ذاته نشدد على أنه لا يمكن الوثوق بمن يرعى الإرهاب ويدعمه فهناك استحقاقات يجب أن تتم على أساس احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة وحل مشكلات المياه بين البلدين، كل هذه القضايا تحتاج إلى حل وعندما نتوصل لمثل هذا الحل سيكون ذلك في مصلحة سوريا وتركيا وهذا يشكل مقدمة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل بدء الحرب الإرهابيّة على سوريا.
وفي موقفٍ لافت أبدت أنقرة اليوم أيضاً، على لسان وزير خارجيتها مرونة كبيرة تجاه المصالحة مع دمشق بعد إشارات وتلميحات سابقة لإمكانية إعادة تطبيع العلاقات بعد أكثر من عقد من القطيعة والعداء والاحتلالِ العسكريّ لمناطق في شمالي سوريا.
وأعلن وزير الخارجية مولود جاويش أغلو أنَّ بلاده لا تطرح أيّ شروط مسبقة لإجراء حوار مع الحكومة السوريّة، في تصريح يعزز ما تردد من معلومات في الفترة الأخيرة حول مساع تركيّة لفتح صفحة جديدة مع دمشق.
ورداً على سؤال حول احتمال إجراء محادثات، قال جاويش أوغلو إنَّ المحادثات لا بد أن يكون لها أهداف محددة، معلناً لقناة خبر غلوبال “لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين… الناس بحاجة للعودة”، مضيفاً “لا شروط للحوار لكن ما الهدف منه؟ من الضروريّ أن تكون له أهداف”.