نوفمبر 15. 2024

أخبار

ملف اا قرية بربنه… حيث يُستباح الجبل الذي شهد أولى رصاصات الثورة السوريّة ضد الاحتلال الفرنسيّ

عفرين بوست ــ خاص

القرية الكرديّة القريبة من وادي النشاب الذي شهد أولى الرصاصات ضد المحتل الفرنسيّ طلباً لحرية واستقلاله، وبقي الجبل منيعاً، حتى استباح مسلحو الميليشيات السوريّة الموالية لأنقرة، والمفارقة أنهم استباحوا الجبل باسم “الحرية” زوراً.

بربنه Berbenê، أو بربند وهو اسم كرديّ معناه الحرفيّ “قرب الجرف”، وهو مشتق من موقع القرية أسفل جرف صخريّ كبير يمتد من الغرب نحو الشرق.

هي قرية صغيرة، تقع جنوب شرق بلدة راجو وتبعد عنها 7 كم، وهي شرق المدخل الجنوبي لوادي نشاب Gelî Tîra، وتنتشر منازلها على السفوح الجنوبيّة لجبل هاوار. يمر بجانبها الغربيّ خط قطار الشرق السريع والطريق المعبد. ويقدر عمر القرية بأكثر من 4 قرون.

تتألف قرية بربنه من /90/ منزل، نزح جميع أهاليها إثر العدوان على المنطقة، كان فيها حوالي /320/ نسمة سكّان كُـرد أصليين يعمل السكان بالزراعة البعلية على مساحة 69 هـ (الزيتون، الكرمة) بالإضافة إلى الأشجار المثمرة، إلى جانب تربية الأغنام والماعز.

بقي من أهالي القرية الكرد حوالي 60 عائلة ما يعادل 180 نسمة، وتم توطين حوالي 40 عائلة أي نحو 200 نسمة فيها و/30/ عائلة في خيمٍ شرقي القرية من المستقدمين. وفي إطار الحركة الدينيّة المتشددة التي تشهدها المنطقة، تم بناء مسجدٍ في القرية من قبل جهات دينيّة تركية وبمساعدة “المجلس المحليّ في راجو”.

العدوان على القرية

تعرضت قرية بربنه كغيرها من قرى عفرين للقصف أثناء العدوان، إلا أنّه كان أكثر عنفاً في 29/1/2018 وفي 26/2/2018، وخلال العدوان أصيبت المواطنة “هدية علي عمر” (49 سنة) في 4/3/2018.

وخلال العدوان أيضاً، شهد مفرق القرية صباح 5/3/2018، أحد أسوأ مشاهد الحرب عندما استهدف الطيران التركيّ، سيارات نقل على الطريق المؤدي الى منطقة راجو ما أسفر عن إصابة 22 مواطناً بينهم أربع أطفال وأكثر من 15 امرأة، إحداهن المواطنة “نظيفة محسن مصطفى” (20 سنة).

إتاوات وسرقات

تعرضت معظم منازل القرية لسرقة الكوابل الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية وملحقاتها، والمؤن والأواني النحاسية والزجاجيّة وبعض المواشي، عدا الاستيلاء على أكثر من ثلاثين منزل، منها لـ “المرحوم عابدين خليل، محمد حنان رشيد، محمد حنان خليل، محمود محمد حبش، منان داوود”، واتخذت الميليشيات منزل المواطن “محمد نور حبش” مقرّاً عسكرياً.

في أول موسم زيتون بعد الاحتلال فرض المسلحون إتاوة /2-7/ تنك زيت على كل عائلة، بمجموع تقريبي /220/ تنك، لصالح الفصيل المسلح.

تقوم ميليشيات “فرقة الحمزات” المسيطرة على القرية كل فترة بفرض أتاوى على كل أسرةٍ من أهاليها تتراوح ما بين /200-1000/ ليرة تركية.

وتعرض أهالي القرية لمختلف الانتهاكات، منها اعتقالات تعسفية لعدد منهم ولمدد مختلفة، حيث أفرج عنهم بعد أن أجبروا على دفع فدى مالية، إلاّ أن المواطن “محمد حيدر” نُقل بعد اعتقاله إلى تركيا وحُكم عليه بالسجن سنةً، قضاها في سجنٍ تركي.

في 30 تموز 2019 اقتحمت دورية مسلحة خيمة عزاء وبعض المنازل بشكل عشوائيّ، وفرضت إتاوة /5000/ ل.س على كلّ عائلة كرديّة في القرية.

قام المسلحون بقطع معظم الأشجار الحراجية في مقبرة “كنكيه” جنوبي القرية. وفي 25/5/2019 اندلعت حرائق متفرقة، في جبل قرية بربنه.

الوفاة قهراً

شهدت قرية بربنه في أغسطس 2018 حالة من التوتر والخوف نتيجة مداهمة المرتزقة للمنازل ليلاً، بالتزامن مع إطلاق الرصاص بشكل عشوائيّ، وأعمال سطوٍ مسلح.

وفي 18/8/2018 داهم مسلحون من ميليشيا “الحمزات” منزل المواطن “خليل حنان داوود” (65 سنة) وحاولوا الاستيلاء على جراره الزراعي، عدد من رؤوس الماشية والأواني النحاسية من منزله. لكن المواطن خليل رفض التخلي عن الجرار وعلى إثرها اعتدى عليه مرتزقة فرقة الحمزات وأصيب على إثرها المواطن خليل بجلطة قلبية أودت بحياته.

لكن مأساة عائلة داوود لم تنتهِ عند هذا الحد. فقد داهم مسلحون في 22/8/2018، منزل المواطن “خليل داوود” واعتقلوا اثنين من أبنائه وهما: عزت خليل داوود وحنان خليل داوود وعمهما فائق داوود، واستولوا على 3 جرارات زراعيّة تعود لكل واحد منهم. واعتدوا بوحشية على المختطفين ما أسفر عن كسر يد وقدم المواطن عزت داوود. وفيما أفرج عن الشقيقين عزت وحنان بعد تعذيب وحشيّ، أبقى الخاطفون على عمهما فائق رهينة وطلبوا فدية مقدارها مليون ليرة سورية للإفراج عنه. وصادروا الهواتف الخليوية للمختطفين، ومنعوا أهالي القرية من استخدام الهواتف الخليويّة.

وفاة أم جريمة قتل؟

بعد غياب يومين عن مركز عمله في محل الحلاقة الرجاليّة، وُجِد المواطن خوشناف فائق حنان (34 سنة)، بتاريخ 7/2/2019 متوفياً شنقاً داخل منزله بمدينة عفرين، فيما لم تُعرف ملابسات الحادث وظروفه. فيما تم تداول أنّه اُختطف قبل يومين من العثور على جثته.

اختطاف وسلب عضو مجلس محليّ

في 10/2/2022 اعتقل عناصر الشرطة العسكريّة التابعة للاحتلال التركيّ بالتنسيق مع مسلحي ميليشيا “الحمزات” المواطنين الشقيقين: محمد فائق حنان (38 سنة) وحسين فائق حنان.

في 1/7/2021 اختطفت مجموعة ملثمة من أربع أفراد المواطن حسن محمد خليل من أهالي قرية بربنه، وهو عضو مجلس راجو المحليّ التابع للاحتلال ومسؤول قسم المخاتير، أثناء عودته في حافلة تابعة للمجلس برفقةِ أعضاء وموظفي المجلس، في موقع وادي النشاب، وسلبت الأموال التي بحوزتهم والهواتف الخليوية وتجريد السلاح الفردي من حسن خليل واقتيد إلى جهة مجهولة، وبعد ساعات أُفرج عنه، ليُعثر عليه بين البساتين في حالة يرثى لها.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكرديّ (يكيتي)

ــ كتاب عفرين…. نهرها وروابيها الخضراء.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons