عفرين بوست – خاص
أبدت ميليشيات “فرقة سليمان شاه” في تعميم لها عن استعدادها لقبول الشكاوى الواردة من أهالي ناحية شيه/شيخ الحديد بهدف (معالجتها ورد المظالم إن وجدت!)، كما أنها كلفت المدعو “علي سينو” بتلقي الشكاوى منهم كونه يحظى بثقة الأهالي حسبما جاء في التعميم المنشور.
هذه الخطوة تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على المدعو “محمد الجاسم الملقب بـ ” أبو عمشة” وهو أبرز متزعمي ميليشيات “الجيش الوطني” والذي تدعمه الاستخبارات التركية بقوة، ويواجه تهماً تتعلّق بالاغتصاب والقتل والتنكيل بالمدنيين.
التجمع الوطني لأحرار عفرين” المشبوه”
كغيرها من المنظمات والأطر والمجالس التي تشكلت بإيعاز تركي قبل وبعد اتخاذ القرار بغزو إقليم عفرين، شكّل المدعو (علي سينو) مع أربعة أشخاص آخرين في ألمانيا، ما يسمى بـ ” التجمع الوطني لأحرار عفرين” في إطار إيجاد واجهات بأسماء وشخوص محلية لتبرير خطوات تركيا الاحتلالية داخل الأراضي السوري في خرق واضح للقوانين والمواثيق المعنية بالحدود الدولية.
وللتجمع مجموعة عامة على الفيس بوك تعرّف عن نفسها على أنها (مجموعة اجتماعية ثقافية ترفيهية معنية بالشأن السوري) وتم انشائها بتاريخ 3/12/2018، أي بعد احتلال إقليم عفرين بتسعة أشهر تقريباً.
ويعقد أعضاء التجمع في ألمانيا اجتماعات أسبوعية كل يوم ثلاثاء في مدينة دوسلدروف (مكان إقامة سينو).
يرأس “سينو” التجمع الذي يضم عدداً من مخاتير القرى والوجهاء في إقليم عفرين، إضافة إلى ذلك يتعاون إخوته معه في أعماله، بينهم صلاح المقيم في تركيا، وكذلك شقيقه محمود الذي توجه قبل نحو ثلاثة أشهر إلى عفرين بطلب من “علي سينو”، بينما شقيقته “زينب” مقيمة بعفرين ومتزوجة من شخص عربي من أهالي الدانا – إدلب، وتتكفل بالترويج لنشاطات شقيقها “علي”.
وبعد قرار التكليف الذي خصه “أبو عمشة” لشريكه السري “علي سينو” بدأ الأخير بشن حملة شعواء ضد ميليشيات” الجبهة الشامية” التي تقود تحالف “عزم” جاهداً في فتح سجل الانتهاكات التي ترتكبها بحق أهالي عفرين، ليس حباً في نصرة المظلومين من أهل عفرين، وانما كرمى لـ “عيون أبو عمشة” ودفاعاً عنه، علماً أن لكل ميليشيا من ميليشيات “الجيش الوطني” سجل إجرامي حافل منذ احتلال إقليم عفرين حتى يومنا هذا.
وبرز دور “علي سينو” وتجمّعه المشبوه في الضجة التي أثيرت في سياق ما تسمى بـ “انتفاضة العودة” الني هدفت لتفكيك مخيمات الشهباء وشيراوا عبر وسمها بـ “مخيمات الذل والعار” رغما أن عشرات الآلاف من كرد سوريا يقيمون منذ سنوات في مخيمات إقليم كردستان العراق، وأتى ذلك في إطار تثبيط الإرادة السياسية للمهجرين وتشجيعهم على العودة فيما تشبه بعملية « انتحار» عبر طريق التهريب دون تقديم أي ضمانات لهم، ما تسبب باعتقال العديد منهم وابتزازهم مالياً (أجور تهريب وفدى مالية)، وذلك خدمة للأجندات التركية التي تسعى لتصفية ملف عفرين سياسياً.
وكذلك كانت هناك منظمات مشبوهة أخرى تختبأ خلف تسميات مدينة كـ “رابطة المستقلين الكرد السوريين” و”مجلس عفرين المدني” – شكل في أوروبا – يرأسه المدعو “إبراهيم كوريش” والذي التقى مؤخراَ بالرئيس السابق لإقليم كردستان العراق في أربيل- قد ساهمت بشكل فعّال في تلك الحملة التي باءت بالفشل بدرجة كبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني الكردي (عضو الائتلاف السوري الإخواني) قد ساهم إعلامياً على الأقل في الترويج لتلك “الانتفاضة” المزعومة من خلال الإشارة إليها في بياناته أو من خلال ظهور قياداته على القنوات الإعلامية.
شراكة سينو مع أبو عمشة
بذل الإخواني” علي سينو” جهوداَ حثيثة لتبرئة أبو عمشة من الجرائم المرتكبة من قبل ميليشياته في ناحية شيه/شيخ الحديد، وبالصدد حصلت “عفرين بوست” على مقاطع صوتية سرية له، ينبري فيها مدافعاً عن شريكه ” أبو عمشة” وخاصة عندما دب الخلاف بين الأخير وأصهاره الذي نشروا عدة مقاطع مصورة، واتهموا فيها “أبو عمشة” بارتكاب جرائم في ليبيا وعفرين، بينها تصفية بحق مدنيين الكرد ومنشقين عنه، مبرراُ” سينو” ذلك بأن عمله ينصب على الانتهاكات المرتكبة بحق ممتلكات الأهالي فقط ولا يتدخل في الخلافات العائلية.
وفي مساعيه من أجل التغطية على أفعال أبو عمشة الشنيعة وتجميل صورته، نشر “سينو” في أواخر تشرين الثاني 2021، على صفحته بياناً قال فيه: شكلت لجنة من وجهاء ومخاتير عفرين وكان عددهم 20 عشرون شخصا وذهبوا الى شيخ الحديد حيث استقبلهم ابو عمشة ومشى معهم في شوارع القرية وأطلعهم على الإنجازات وأهدى سيارة سنتافه لمكتبنا (التجمع الوطني لأحرار عفرين) في عفرين، فرجع الوفد ممنونين سعداء مسرورين!”. متمنياً أن تصبح كل عفرين مثل منطقة شيه/شيخ الحديد التي تعيش في إزدهار ونعيم!
ويتحجج ” علي سينو” بعدم توفر الأدلة على انتهاكات أبو عمشة ولا توجد شكاوى ضده، في وقت هو يدرك فيه جيدا أن الأهالي لا يجرؤون بتاتا على الحديث عن أبو عمشة وجرائمه ولا الشكوى ضده خوفا من عقاب أشد.
وفي سياق دفاعه المستميت عن المدعو “أبو عمشة”، وبحسب المعلومات التي حصلت “عفرين بوست”، فإن هناك اتصالات ساخنة ويومية بين “علي سينو” وشريكه أبو عمشة، حيث يتشاركان في مركز تجاري في مركز ناحية شيخ الحديد “مول شيخ الحديد” ويعتبر شقيقه محمود وكيله الميداني بين عفرين وتركيا، حيث يخشى”سينو” الذهاب إلى عفرين خوفاً من تصفيته.
كما أن لعلي سينو شريكً آخر في مجال شحن زيت الزيتون من عفرين إلى ألمانيا ويُدعى “أستاذ” وهو عضو في حزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا.
سينو وأردوغان:
ما أن تلقي نظرة سريعة على صفحته الشخصية على الفيس بوك، ستجد صورة للرئيس التركي تتربع على بروفايله، وتزدان الصفحة بمنشورات تكيل الثناء لتركيا وحكومتها، بل ويعادي حتى المعارضة التركية، كما يتغنى “سينو” بطائرات البيرقدار التي قتلت من أبناء عفرين ما ينوف على ألفي شهيد/ة من مدنيين ومقاتلين خلال دفاعهم عن أرض آبائهم وأجدادهم في وجه جحافل الفاشية الطورانية والإسلاميين.
السيرة الذاتية لـ “علي سينو”
علي سينو/ من أهالي قرية ماساكا- ناحية راجو، درس الإعدادية في مدرسة “عين جالوت” بحي الأنصاري بمدينة حلب دون الحصول على الشهادة الإعدادية، بعد التحاقه بالخدمة الإلزامية وإنهائها، تطوّع في الجيش السوري، وخدم في بلدة معربا بريف دمشق، ومن ثم تم نقله إلى حلب وخدم في كازية “الراموسة العسكري”، ليترفع إلى رتبة رقيب وبعدها رقيب أول، إلى أن تسرّح صحياً من الجيش.
اجتماعيا، تزوج ثلاث مرات، توفيت الأولى واسمها “صباح” فتزوج من امرأة شامية ثم طلقها في ألمانيا، وبعدها تزوج من امرأة تركية والي تقيم حالياً في تركيا.
وفي عام 1988-1989 شارك علي بارتكاب جريمة قتل بحق إحدى شقيقاته(طعناً بالسكاكين) بالتعاون ومساعدة شقيقين آخرين في مدينة حلب بسبب (قضية شرف) وسجن لمدة ثلاث سنوات على إثر جريمته.