عفرين بوست – متابعة
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقريره الصادر بـ 27 ديسمبر الجاري، إن 129 شخص قتل واستشهد بأساليب وأشكال متعددة في إقليم عفرين المحتل من قبل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له خلال عام 2021، إلى جانب وقوع 25 انفجار و26 حالة اقتتال وأكثر من 726 حالة اختطاف واعتقال تعسفي للمدنيين من قبل الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركي.
وأشار التقرير في التفاصيل إلى أن 66 مدنياً بينهم 13 طفل و15 مواطنة استشهدوا بالشكل التالي: 26 بينهم 4 أطفال و8 مواطنات بقصف بري مصدره مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، و24 في تفجيرات بينهم 7 أطفال و5 مواطنات، و6 بينهم سيدة تحت التعذيب في سجون الميليشيات المسلحة، و4 بينهم طفلين وسيدة في جرائم قتل، و3 رجال في ظروف مجهولة، ورجلان على يد الفصائل، وشاب أنهى حياته منتحراً بسبب تضييق الخناق عليه من قبل الفصائل.
– 61 عنصر في الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة قتلوا، هم 22 في تفجيرات بينهم 3 قياديين، و13 في اقتتالات فصائلية وعشائرية وعائلية، و11 بقصف جوي روسي، و10 برصاص مجهولين، و4 بقصف بري مصدره مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، وعنصر تحت التعذيب في سجون فرقة الحمزة.
إلى جانب مقتل اثنيْن من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” “داعش” في عملية أمنية للميليشيات التابعة للاحتلال التركي.
الانفجارات والاقتتال العشائري والفصائلي
وأضاف التقرير أن إقليم عفرين المحتل شهد 25 انفجاراً في العام 2021، تمت جميعها عبر عبوات ناسفة وألغام أرضية وآليات مفخخة وملغمة، قتل خلالها 46 شخص، هم: 24 مدني بينهم 7 أطفال و5 نساء، و22 من عناصر الميليشيات المسلحة، كما أصيب خلالها نحو 73 شخص.
وذكر المرصد في تقريره أنه وقع 26 حالة اقتتال فصائلي وعشائري وعائلي خلال العام 2021، أسفرت عن مقتل 13 عنصر من الميليشيات المسلحة، بالإضافة لإصابة 31 شخص في تلك الاقتتالات من ضمنهم مدنيين.
وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 726 حالة اختطاف واعتقال تعسفي لمدنيين من قبل الميليشيات المسلحة، بينهم 185 امرأة و4 أطفال دون سن الـ18، في حين تم الإفراج عن نحو 477 منهم بعد دفع ذويهم لإتاوات مادية بالليرة التركية والدولار الأمريكية، بينما لايزال البقية قيد الاعتقال والخطف.
الانتهاكات
كما وثق تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 465 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 168 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية في عفرين والنواحي التابعة لها، من قبل عناصر وقيادات الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركي، حيث تعود ملكية هذه العقارات لسكان الكرد الأصليين في إقليم عفرين
– 113 عملية استيلاء على أراضي زراعية تعود ملكيتها للمهجرين قسراً من عفرين والنواحي التابعة لها.
– 78 حالة بيع لمنازل المهجّرين قسراً كانت الميليشيات قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأمريكي تحديداً.
– 106 عملية “فرض إتاوة” من قبل الميليشيات المسلحة والمجالس المحلية على المدنيين، مقابل السماح لهم بزراعة أراضيهم وجني محصولها، وتتمثل تلك الإتاوات بدفع الأهالي لمبالغ مادية بالدولار الأمريكي والليرة التركية، أو نسبة من أرباح المحصول أو كمية منه.
بناء المستوطنات وإحداث تغيير ديمغرافي بعفرين
وأضاف المرصد أن الاحتلال التركي والمليشيات التابعة له يحاول على إحداث عملية تغيير ديمغرافي في مدينة عفرين والنواحي التابعة لها.
فقد باشرت القوات التركية والميليشيات في الثلث الأول من العام 2021، بالعمل على بناء /7/ قرى نموذجية بغية توطين القادمين من باقي المحافظات فيها في إطار التغيير الديمغرافي، بالاعتماد على منظمات بها، وعبر مؤسسة “إدارة الكوارث والطوارئ التركية- AFAD”، ودول خليجية، وهي تقع في (جنوبي قرية “شاديرِه”- شيروا، جبل “شيخ محمد” شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، جبل “شوتي- – طريق جبل قازقلي شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، موقع “ليجه” بين قريتي “قرمتلق و جقلا تحتاني”- شيه/شيخ الحديد، قرب المستوصف في بلدة شيه/شيخ الحديد، موقعٍ جبلي قرب قرية “حج حسنا”- جنديرس، قرب قرية “خالتا”- شيروا).
ففي منتصف أبريل قامت منظمة “جمعية شام الخير الإنسانية” المدعومة من دولة الكويت، بتشييد جمعية سكنية تحت مسمى “كويت الرحمة” في إحدى قُرى ناحية شيراوا، وبإشراف المباشر من قِبل “المجلس المحلي” في عفرين.
وفي مايو، أشار المرصد السوري إلى أن جمعية “الأيادي البيضاء” الكويتية تعمل على بناء قرية سكنية “بسمة” في قرية شادير بريف شيراوا “جبل ليلون” بريف عفرين، وتهدف الجمعية إلى بناء 12 وحدة سكنية وتتألف من 144 شقة سكنية في المرحلة الأولى، لتوطين عائلات محسوبين على الميليشيات التابعة لأنقرة وخاصة “التركمان”.
وفي 30 أغسطس، افتتح “المجلس المحلي” في مدينة عفرين قرية جديدة بين قريتي قيبار وقرية الخالدية بناحية شيراوا، تحت مسمى “كويت الرحمة” لتسكين النازحين والمهجرين من مختلف المناطق السورية بها.
وبتاريخ 6 أكتوبر، افتتحت جمعية “الأيادي البيضاء” بالتعاون مع منظمة “العيش بكرامة” لفلسطيني 48، قرية “بسمة” قرب قرية ديرة بناحية شيراوا بريف عفرين.
وذكر المرصد أن الميليشيات المسلحة عاثت فساداً بممتلكات المواطنين، وقطعت آلاف الأشجار المثمرة إن لم يكن عشرات الآلاف منها، لبيعها واستخدامها كوسيلة للتدفئة، في حين تواصل الميليشيات التابعة لأنقرة، جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن اللقى والدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري.