عفرين بوست ــ خاص
تشكلُ قرية كوتانا في ناحية بلبله نموذج خطة الاستيطان التي تنفذها سلطات الاحتلال التركيّ، إذ بقي نحو العشر فيما المستوطنين من ثلاث محافظات ومن العرب والتركمان يشكلون أكثر من ستة أضعاف المواطنين الكرد، ويتوافق تنوع المستوطنين مع تعددِ الميليشيات المسيطرة.
ــ الاسم:
ــ كوتانا Kotana أو كوتانلي، المقطع الأخير -an من الاسم Kotan بمعنى “الأم”، والمقطع الأول Kût بالكرديّ يعني الأعرج أو العرجاء بالكردية، ليصبح المعنى “الأم العرجاء”. ويقصد بها سيدة كانت من أوائل سكان القرية. فيما تقول رواية أخرى أنّ الاسم قُصد به السخرية وإغاظة سكان القرية، فقد كانت تلك الأم مصابة بمرض الجدري Kotî وعُرفت بوجهها المجدور. فيما الاسم المعرّب هو المدللة.
ــ الموقع:
– قرية كبيرة تبعد عن بلدة بلبل /12/ كم باتجاه الجنوب الشرقي، تتألف من قسمين يقعان فوق مرتفعين متجاورين، أحدهما شرقي وهي القرية القديمة، والآخر غربي على السفح الشرقيّ لجبل عُپْلا /آبيل أوشاغي الكلسيّ، ويمر بينهما الطريق المعبّد المؤدّي إلى بلبله. وتشرف القرية من جهة الشرق على وادي شاي Çayê. وتبلغ مساحتها نحو 703 هكتار. تحيط بها قرى شمالا قورت أوشاغي مرتفع جبلي مزروع بأشجار الزيتون وقرية حسن ديرا جنوباً ، وغرباً عُبلا/آبيل أوشاغي وشرقاً قريتا بيليه/بيلان كوي وقزلباشا
بُنيت على موقع أثريّ قديم لوجود أحجار أثرية فيها. ويقدر عمر القرية بنحو خمسة قرون، ومساكنها القديمة حجريّة طينية ذات سقوف خشبية مستوية، والحديثة إسمنتية امتدت جنوبا وعلى الأطراف،
ــ عدد السكان والنشاط العام:
يقدر عدد سكان كوتانا 2500 نسمة، يعملون بالزراعة البعليّة (زيتون، كروم، حبوب وبقول) إلى جانب تربية المواشي، ويوجد في القرية معصرة حديثة للزيتون ومحلات تجارية وورشات مهنية صغيرة.
ــ كوتانا أثناء العدوان التركيّ:
تم قصف قرية كوتانا عدة مرات خلال العدوان وفي 8/2/2018 تعرضت القرية للقصف واندلعت اشتباكات عنيفة في محيطها، وأصيبت المواطنة المسنة أمينة خليل هورو (70 عاماً)، فيما عاود القصف في اليوم التالي. واستشهدت المواطنة أمينة حسن (50عاماً) نتيجة صدمة هلع. وفي 15/2/2018 سقط على القرية 7 قذائف.
وفي 23/2/218 أصيب المواطنون زياد محمود حسن، وعلي حسن، ورشيد حسن والطفل رشيد مصطفى رشو (15 عاماً) بجروح جراء القصف المدفعيّ على القرية كوتانا. كما تم قصفها اعتباراً من 6/3/2018، على مدى أسبوع، وفي 12/3/2018 اندلعت اشتباكات في القرية وترافقت بقصفٍ مدفعيّ وجويّ وانتهت المعركة باحتلال القرية.
فدُمِّرت /5/ منازل بشكلٍ كامل وهي عائدة للمواطنين “إبراهيم قرهجه، محمد رشيد، منان حميد خوجة، محمد بلال، خليل منان” و/10/ منازل بشكلٍ جزئي.
وتعرض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من بينها استشهاد الطفل “ريبر يوسف زكريا عليكو” والسيدة “شهيناز رشو زوجة هوزان زكريا عليكو” في مجزرة حي المحمودية بعفرين بتاريخ 16 آذار 2018م نتيجة قصف الطيران التركيّ لقوافل المدنيين القادمين من القرى.
ــ الاستيطان:
مع احتلال القرية تدفق المستوطنون العرب والتركمان إليها من محافظات حماة وحمص وإدلب، وتفيد المعلومات أنّ المستوطنين سكنوا في نحو 50 محلاً ومستودعاً في القرية واستولى المستوطنون التركمان القادمين من حمص وريفها على نحو 90 منزلاً، وهناك 15 عائلة من المستوطنين من عشيرة العز، من محافظة حماة، و40 منزلاً ومحلاً مسكوناً تسكنها عوائل إدلبية”. ويقدر مجموع المستوطنين بنحو 1500 شخصٍ، فيما بقي من أهالي القرية الكرد ما يُقدّر مجموعهم بنحو 240 شخصٍ، وهو أقل من 10% من عدد السكان الأصليين قبل الاحتلال، وبذلك فإنَّ نسبة الاستيطان مرتفعةً، لتكونَ نموذجَ التغييرِ الديمغرافيّ الذي تعمل عليه سلطات الاحتلال التركيّ.
وينتمي المسلحون في القرية إلى عدة ميليشيات: “السلطان مراد” ويمثلها النقيب التركماني (مرهف محمد)، “المعتصم” ويمثلها المدعو (معاذ)، ومسلحو الحولة الحمصيّة ويمثلها المدعو (عماد).
الانتهاكات في القرية
ــ الاختطاف
ــ اعتقل عددٌ من أبناء القرية بتهم ملفقة وفُرضت غراماتٌ عليهم، من بينهم المواطن “حسن عدنان إبراهيم (25 عاماً) الذي اعتقل في آذار 2018م وأخفي قسراً في سجن الراعي- الباب السيء الصيت حتى بداية هذا العام، حيث نقل إلى سجن ماراتِه بعفرين وأُبقي فيه لأكثر من ثلاثة أشهر إلى أن أطلق سراحه قبل شهر مع فرض غرامة /3/ آلاف ليرة تركية عليه.
ــ في 8/4/2020 داهمت قوات الاستخبارات التركيّة بالتنسيق مع ميليشيا “الشرطة العسكرية” قرية كوتانا، واعتقلت خمسة مواطنين كرداً، بذريعة عملهم لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة” والمواطنون المعتقلون هم:
– سامية علو زوجة فتحي رشو (معلمة مدرسة)
– عبد الرحمن مصطفى علو (معلم مدرسة)
– رشيد مصطفى إيبو (إمام جامع)
– مصطفى أحمد إبراهيم البالغ من العمر 82 عاماً
– عبد الحميد شيخو البالغ من العمر 80 عاما (إمام جامع).
وتم اقتيادهم إلى مقر الناحية للتحقيق معهم بغية تحويلهم إلى القضاء في مدينة عفرين لدفع الغرامات المالية وتسوية أوضاعهم القانونية والإدارية.
وأبلغت الاستخبارات التركية ثلاثة مواطنين آخرين للمثول أمام محاكمها في مدينة عفرين، لتسوية أمورهم ودفع غرامات مالية وهم كل من (عارف عبد الرحمن معمو ومصطفى عبد الرحمن هوري ومحمد عبد المنان هورو).
ــ في 11/2/2020 اعتقلت الشرطة المدنية بمرافقة مختار القرية مواطنين من أهالي قرية “كوتانا” وهما: سفر أحمد جولاق (70 عاماً)، وعدنان حسن إبراهيم (50 عاماً)، وأفرج عنهما بعد دفع مبلغ مالي وقدره 700 ليرة تركية.
في 3/6/2021 اختطفت ميليشيا “صقور الشام” المواطن الكردي أحمد عمر ٣٣ عاماً من منزله في قرية كوتانا واقتادته إلى جهة مجهولة.
ــ الاستيلاء على ممتلكات الأهالي
– منذ آذار 2018م، استولى المدعو “فادي ديري” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في قرية كوتانا على معصرة الزيتون العائدة للمواطن “حنيف سليمان” الحديثة، رغم وجوده في عفرين ومطالباته المتكررة لاستلامها وزيارة “لجنة رد المظالم” للقرية، حيث يُقدر مردود المعصرة بعشرات آلاف الدولارات خلال ثلاث سنوات؛ كما استولت ميليشيا “السلطان مراد” على “مطعم البحيرة” العائد له الكائن في غابة جبل بحيرة ميدانكي، واتخذت من مبناه مقرّاً عسكرياً بعد سرقة كافة محتوياته.
واستولت على معظم المحلات ومبنى معصرة “مصطفى عارف” وما يقارب مئتي منزل، من بينها ثلاثة عائدة للمواطنين (رمزي إيبو، محمد منان، بحري رشو) لم يتم تسليمها لهم رغم عودتهم للقرية منذ آذار 2018م وإقامة أُسَرهم لدى أقربائهم، وحتى “لجنة رد المظالم” التي زارت القرية لم ترغم المستحلين على تسليم المنازل الثلاثة لمالكيها. كما استولت على حوالي /35/ ألف شجرة زيتون وتفرض إتاوة /15%/ على انتاج المواطنين الموجودين من مواسم الزيتون والسمّاق وغيرها، وإذا سمحت لأحدهم بإدارة أملاك قريبٍ له بموجب وكالة فتفرض إتاوة 50% على إنتاجها.
ــ قطع الأشجار وسرقة المواسم:
وأقدمت الميليشيات على قطع حوالي /300/ شجرة زيتون عائدة لـ”سيدو جولاق، عائلة هورو، مصطفى عارف وآخرين” بشكلٍ جائر، وقطع حوالي مئة شجرة لوز عائدة لـ”أمير رشيد جولاق” في جبل “قازندبِه- Qazindepê”، وقطع 90% من أشجار غابة “بئر مياه الشرب” بمدخل القرية، وكامل غابات (بريه سيلنك- Pirê Sêling مقابل مفرق قره كوليه، أرض علوش شرقي كوتانا، مرخي چيچكله شرقي كوتانا، عكيليه ومرخي شيخموس بجوار مزار “قميه- Qemê” الإسلامي شمال شرق القرية الذي تم حفره ونبشه).
قطع الأشجار 5/11/2019: قطع أشجار الزيتون بحجة التكسيح في قرية “كوتانا” التابعة لناحية بلبلة عائدة ملكيتها للمواطن “امير رشيد جولاق
في 11/12/2019 9 تم قطع أشجار الزيتون في حقلٍ عائد للمواطن “مصطفى عرب” من اهالي كوتانا التابعة لناحية بلبلة
حتى نهاية عام 2019 بلغ عدد الأشجار المقطوعة من قبل العناصر المسلحة التابعة لفصيل السلطان مراد والمستوطنين في قرية “كوتانا” التابعة لناحية بلبله 5000 شجرة زيتون
في شباط 2020 أقدم مسلحو “صقور الشمال” على قطع 80 شجرة عائدة ملكيتها للمواطن “أبو آزاد” في قرية كوتانا التابعة لناحية “بلبله\بلبل”، وهو أيضاً مقيم في مقاطعة الشهباء.
كلف المدعو أبو طلال وهو متزعم في ميليشيا صقور الشمال 100 مستوطن ومستوطنة بسرقة موسم الزيتون في قرى (قزلباشا وبيليه وكوتانا) التابعة لناحية بلبلة في ريف عفرين.
في 10/10/2020 ذكرت عفرين بوست أنّ المدعو أبو طلال وهو متزعم في ميليشيا صقور الشمال كلف 100 مستوطن ومستوطنة بسرقة موسم الزيتون في قرى (قزلباشا وبيليه وكوتانا).
في 24/11/2020 أفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي أقدموا على قطع نحو سبعين شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي المهجر محمد عثمان، من أهالي قرية كوتانا، ويقع حقل الزيتون ما بين قريتي قسطل وكوتانا تحت الطريق العام.
ــ سرقات:
وإبّان تمركز ميليشيات “فرقة السلطان مراد، المعتصم بالله” في القرية، سرقت محتويات كافة المنازل من مؤن وأدوات وتجهيزات وأسطوانات الغاز وأواني نحاسية وغيرها، وأبواب بعضها، وخيمة العزاء وسجادات ومستلزمات المسجد، وكمية خشب صب البيتون مع /8.5/ طن حديد تسليح و/600/ كيس إسمنت تعود للمواطن عبد الرحمن هورو، كما سرقت محتويات /3/ ورشات خياطة، وسيارتين للمواطن “مصطفى عارف، أمير رشيد”، وكافة كوابل وأعمدة وملحقات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، وكوابل وتجهيزات شبكة النت العائدة للمواطن “مصطفى هوري”.
وسرقت كامل مجموعة ضخ مياه الشرب العامة والعائدة لشبكة القرية، وتم تركيب مجموعة أخرى فيما بعد وبيع المياه بالصهاريج من قبل المدعو “فادي ديري” متزعم في ميليشيا “السلطان مراد” بالقرية.
أما محطة الوقود في القرية فيستثمرها شقيق ضابط نقيب لدى “السلطان مراد” ويعمل صاحبها المواطن “زهير رشو” لديه بنسبة متدنية من الأرباح، مع الاستيلاء على مغسلة السيارات. كما يضّطر أولاد المرحوم “بيان هوري” على إشراك جهة مرتبطة بالاحتلال في تشغيل المخبز الآلي العائد لهم.
اتخذت ميليشيات المراد من مباني “الإرشادية الزراعية، البلدية، معصرة منان رشو عليكو” مقرّات عسكرية لها، وميليشيات المعتصم من منزل المحامي “نظمي إيبو” مقرّاً لها.
في 16/5/2020 أقدم مسلح من ميليشيا “السلطان مراد” على سرقة محل صرافة في بلدة “كوتانا/كوتانلي وسلب المحل مبالغ بعدة عملات، ومنها 2700 ليرة تركية، و1100 دولار أمريكي، إضافة لـ 400 ألف ل.س.
وتواصل الميليشيات بحثها عن الآثار بواسطة أجهزة الكشف، فقد حفرت في موقع “جبل حسكيه” وسرقت منه بعض الآثار، كما قامت بتخريب بعض مراقد الموتى في مقبرة القرية.
نشر التطرف والتتريك
في سياق سياسة التتريك غيّرت سلطات الاحتلال التركيّ اسم قرية كوتانا إلى “ظافر أوباسي”
في شباط 2019 افتتح مركز “سليمان الحلبي” في قرية كوتانا\كوتانلي التابعة لناحية بلبلة\بلبل، الذي يعلم الأطفال التطرف وتزرع الكراهية ضد الكُرد، حيث يتم تعليم الأطفال فيها رفع شعار الذئاب الرمادية، إضافة لتعليم ديني مُكثف إلى جانب اللغة التركية! وافتتح الاحتلال التركي داراً للأيتام في قرية كوتانا /كوتانلي، بالتعاون مع “الفرات التضامنية”.
ــ إطلاق نار
-في 29/5/2019 أطلق مسلحو الميليشيا الرصاص على أهالي قرية “كوتانا” ما أسفر عن إصابة سبعة مواطنين من أهالي القرية وعرف منهم: زينب، محمد بطال، حنان مستو، حسين أبو حسين، نذير، حسين محمد
ــ اختطاف واغتصاب
في 2/7/2020، ذكرت عفرين بوست أنّ مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي أقدموا قبل نحو شهر، على طلب يد فتاة كُردية عشرينية من والدها في قرية “كوتانا/كوتانلي، يتقدمهم مختار القرية المُعين من قبل الميليشيا، إلا أن طلبهم جوبه برفض قاطع من الأب ما دفعهم إلى الاعتداء عليه وضربه واختطاف ابنته عنوة لتزويجها غصباَ عنها وعن والدها لأحد المسلحين. لتعود الفتاة إلى منزل والدها بعد 3 أيام وقد تناوب على اغتصابها أربعة من هؤلاء.
مهجرو كوتانا
في 26/3/2020 قصف جيش الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له بلدة تل رفعت” التابعة لمقاطعة الشهباء بعدد من القذائف المدفعيّة والصواريخ. ما أدى إلى إصابة المواطن “عبد الرحمن إبراهيم” (٣٣ عاماً) من مهجّري قرية كوتانا.
المصادر:
ــ شبكة عفرين الإخبارية
ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكردي (يكيتي)
ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ الدكتور محمد عبدو علي.
ــ كتاب: عفرين …. نهرها وروابيها الخضراء ــ عبد الرحمن محمد