نوفمبر 08. 2024

أخبار

شحنة المخدرات في إسكندرون وفضائح سادات بكر..هل مجرد تزامن أم علاقة ارتباط؟

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

حوّلت سلطات الاحتلال التركيّ إقليم عفرين الكرديّ إلى جزيرة معزولة عن العالم الخارجيّ، تتحكم بها الميليشيات الإخوانية ويغيب عنها القانون، وأضحت بؤرة للجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات وتصنيعها، وتوريدها عبر شبكات مافيوية إلى دول العالم. 

في 17/5/2021 ذكرت مواقع تركيّة أنَّ كمية تتجاوز طناً من الموادِ المخدّرةِ ضُبطت في ميناء ليماكبورت Limakport ــ إسكندرون، وأفادت المعلوماتُ الأوليّة أنّها قادمة من ناحية شيه/ شيخ الحديد التي تسيطر عليها ميليشيا سليمان شاه/ العمشات، ودخلت إلى الأراضي التركيّة بطريق الترانزيت، وفيما أعلنت السلطاتُ التركيّة مصادرةَ البضاعة، فقد تحفظت على مصدرها.

وأعلن وزير التجارة التركيّ محمد موش أنّ فرق الجمارك التابعة لوزارته ضبطت أكبر كميةٍ من المخدّرات “كبتاغون”. وكانت الكمية مخبأة ضمن ألواح “حجر بناء” ومكوّنة من 17 حاوية تم تحميلها في ميناء إسكندرون قبل فترة لنقلها إلى دولة الإمارات العربيّة المتحدة. وقال موش: “أثناء البحث، تم ضبط 1072،6 كغ من حبوب المخدّرات من نوع كبتاغون في 11 حاوية. وتعادل القيمة السوقيّة التقريبيّة للمادة المضبوطة 313 مليون ليرة تركيّة.

وتم تداول معلومات تفيد بأن السلطات التركيّة نفذت مداهمات على خلفية ضبط كمية المخدرات الريحانية والعثمانيّة، طالت أشخاصاً محسوبين على مرتزقة “العمشات” في مدن الريحانيّة والعثمانيّة، وأنّ مصدر الشحنة المدعو “محمد أنس” مقرّبٌ من المدعو “محمد جاسم/ أبو عمشة”.

سادات بكر وفضائح المخدرات

والجدير ذكره أنّ عملية المصادرة جاءت بالتزامن مع أزمةٍ في تركيا فجّرها رجلُ المافيا سادات بكر، على خلفيّةِ حملة المداهماتِ واعتقال رجاله في 9/4/2021، واتهم بكر عبر فيديوهات مصوّرة رجالَ السياسةِ من الصفِ الأول بالفساد والتهريب ولاتجار بالمخدرات، ومنهم نجلُ وزير الداخلية سليمان صويلو والبرلماني تولغا آغار نجل رئيس ما يسمّى الدولة العميقة ووزير الداخلية السابق محمد آغار، ووعد بالكشف عن مزيدٍ من الشخصياتِ.

وتتعدد تأويلات التصريحات التي أفاد بها رجل المافيا “بكر”، ولكنها أظهرت بجلاءٍ درجة من التطابق بين التنافس السياسيّ والمافيويّ، وبخاصة أنّ المدعو بكر تحفّظ على ثلاثة أسماء قال إنه سيكشف لاحقاً، ويقول مراقبون أنّ الأشخاص الثلاثة هم أعمدة الأمن التركي وهم خلوصي آكار وزير الدفاع، وهاكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات، وسليمان صويلو الذي تجاوزوا في شعبيته الرئيس التركيّ في استطلاعان الرأي، وبات يشكل أهم المنافسين السياسيين ضمن الحزب الحاكم لأردوغان. وبالمجمل فالأسماء المستهدفة هي من الدائرة الضيقة للرئيس التركيّ، الذي عُرف بانقلابه على خصومه بمجرد الشك ببوادر الخطر على سلطته منهم.

عفرين بؤرة المخدرات وحقول الحشيش

مصادر محلية من عفرين أفادت بأنّ شحنة المخدرات التي ضُبطت في ميناء إسكندرون، تقف وراءها ميليشيا “الجبهة الشاميّة، وتعتمد عليها كأحد أهم مصادر التمويل، ولدى الميليشيا أكثر من مصنع لحبوب المخدرات في قرية كفرجنة، التي تعد أهم معاقل الميليشيا في إقليم عفرين، وحيث لديها سجن كبير بالمعسكر، لا تتوفر معلومات التفصيليّة حول عدد المعتقلين فيه، ويعرف من متزعمي الميلشيا الذين يديرون المعسكر كلٌّ من هيثم العموري وأبو محمد الإعزازي وأبو علي النداف.

فيما يشرف المدعو “أبو أحمد نور وشركائه العموري وإخوته” على تصنيع المواد المخدرة وتخزينها وكذلك استخراج أحجار البناء في مناطق إقليم عفرين ويصدرونها إلى دول الخليج عبر تركيا.

وفقاً لتقاطع المعطيات وتزامن الأحداث، يقول مراقبون، إن عمليات التهريب والمكاسب الكبيرة من ورائها يحظى متزعمو الميليشيات بقدر من الحصانة ضد المساءلة، وعفرين تحوّلت إلى مرتع خصبٍ للمخدرات وكذلك يُزرع حشيش “القنب” في مناطق متفرقة وبخاصة القرى الحدودية.

في 27/2/2021 ذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أنّ ميليشيات الاحتلال التركيّ ومنها “أحرار الشام والسلطان مراد وأحرار الشرقية والجبهة الشامية” تزرع “الحشيش” على نطاق واسع بريف عفرين، وبخاصة في قرى ميدان إكبس، وخرابي سلوك وسوركه بناحية راجو.

وفي 8/4/2021 أفادت مصادر محلية من عفرين بأنه تم ضبط أكثر من 100 ألف حبة مخدّرة معدة للتهريب، ضمن كبسولات دوائيّة ووضعت داخل عبوات لنقل الزيتِ، بغايةِ تمويهِ الشحنةِ وإخفائها.

وسبق أنّ نشر عفرين بوست تقريراً مفصلاً حول تورط كل الميليشيات بتجارة المخدرات، وأماكن توزع معامل إنتاج الحبوب المخدرة.

 وإذا كانت الجهات الأمنيّة في تركيا هي نفسها المتورطة بتجارة المخدرات وتؤمن لها الحماية لها، إلا أنّ بيان ميليشيا “العمشات” والحكم القضائيّ على العميد رحال، أثبت أنّ الميليشيات المتورطة بالانتهاكات والمخدرات فوق مستوى المساءلة وهي محصّنة أيضاً. ويُطرح السؤال هل المخدرات هي قناة التواصل الأعمق بين سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له في عفرين؟   

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons