عفرين بوست
أصدر حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “يكيتي” بتاريخ 29/4/2021 تقريراً خاصاً بعنوان “تغيير ديمغرافي ممنهج يرتقي إلى مستوى التطهير العرقيّ بحق الكُـرد (أرقام وحقائق عن التوطين)”.
ذكر التقرير العوامل والأساليب التي لجأت إليها دولة الاحتلال التركيّ لتنفيذ خطة التغيير الديمغرافي بعد إطباق السيطرة على الإقليم الكرديّ: وقال “من أبرز أهداف الاحتلال تطبيق تغيير ديمغرافي ممنهج (تغيير مجموعة من خصائص السكّان، والخصائص الكميّة منها “الكثافة السكّانية، التوزيع، النمو، الحجم، هيكليّة السكّان…”، والخصائص النوعيّة منها “التنمية، الثقافة والتعليم، التغذية، الثّروة…”):
أولاً: تغيير التركيبة السكّانيّة:
بلغ عدد سكان إقليم عفرين نهاية علم 2017 نحو 700 آلاف نسمة، هاجر نصفهم وبقي منهم 325 ألف مقيماً، ووفد إليها نحو 300 ألف نازح بحركة متغيرة- من الداخل السوريّ خلال سنوات الأزمة وبقي منهم أكثر من 30 ألف مقيماً)؛ وتدنت نسبة الكُـرد في الإقليم من 95% إلى أقل من 25%؛ من خلال عدة أساليب:
1- القتل والتسبب فيه:
اعتباراً من العدوان وضحايا الانتهاكات بعد الاحتلال، وقتل كبار السن.
2- التهجير القسري:
أدت الحرب إلى تهجير قسريّ جماعيّ، لأكثر من /250/ ألف نسمة، ومنع نحو 200 ألف مواطن من العودة إلى ديارهم، بإغلاق المعابر أمامهم من قبل سلطات الاحتلال اعتباراً من 4/4/2018، ويُقدر عدد المتبقين من أهالي عفرين داخل المنطقة حالياً بنحو /150/ ألف نسمة، معظمهم من المسنين، واستمر التهجير بسبب الانتهاكات والتضييق على الأهالي المتبقين.
3– التوطين:
تم توطين أكثر من 450 ألف نسمة من المستوطنين العرب والتركمان المنقولين من أرياف دمشق وحماه وحمص وإدلب وغرب حلب، وفق صفقات وتفاهمات أستانه بين تركيا وروسيا وإيران، في منازل وممتلكات أهالي عفرين المستولى عليها عنوةً وفي مخيمات أنشئت قرب (مدينة عفرين، قرية محمدية- جنديرس، قرية آفراز- معبطلي، بلدة راجو، بلدة بلبل، قرية كفرجنة، قرية ديرصوان…) وأخرى عشوائيّة؛ ومؤخراً باشرت سلطات الاحتلال بالعمل على بناء /7/ قرى استيطانيّة نموذجية لإسكان المستوطنين فيها، بالاعتماد على منظمات مرتبطة بها والميليشيات وشبكات الإخوان المسلمين المموّلة والمنفذة، وعبر مؤسسة “إدارة الكوارث والطوارئ التركية- AFAD، وأموال قطريّة وكويتيّة، وتقع (جنوب قرية “شاديرِه”- شيروا، جبل “شيخ محمد” شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، جبل “شوتي- Çiyayê Şewitî” طريق جبل قازقلي شمال بلدة كفرصفرة- جنديرس، موقع “ليجه- Lêçe بين قريتي “قرمتلق وجقلا تحتاني”- شيه/شيخ الحديد، قرب المستوصف في بلدة شيه/شيخ الحديد، موقعٍ جبلي قرب قرية “حج حسنا”- جنديرس، قرب قرية “خالتا”- شيروا).
فيما يلي إحصائيات تقديرية للاستيطان في بعض القرى والبلدات والمدن:
– مركز مدينة عفرين: تجاوز عدد سكانه الأصليين/ 100/ ألف نسمة، وبقي بعد الاحتلال نحو /30/ ألف نسمة، وعدد المستوطنين نحو /80/ ألف نسمة.
– مركز ناحية جنديرس: فيها نحو /5/ آلاف منزل، عدد سكانه نحو /20/ ألف نسمة، بقي منهم نحو /10/ آلاف نسمة، وعدد المستوطنين، نحو /18/ ألف.
– مركز ناحية شيه/شيخ الحديد تضم نحو /1200/ منزل، وعدد سكانه الأصليين نحو /4800/ نسمة وبقي منهم نحو /2500/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /6/ آلاف.
– مركز ناحية ماباتا/معبطلي تضم نحو /1200/ منزل، وعدد سكانه الأصليين نحو /4800/ نسمة سكّان وبقي منهم نحو ألفي نسمة، وعدد المستوطنين /7500/ نسمة.
– مركز ناحية راجو تضم نحو /1500/ منزل، وعدد سكانه الأصليين نحو /6/ آلاف نسمة وبقي منهم نحو /1200/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /7500/ نسمة.
– مركز ناحية بلبل تضم نحو /750/ منزل، وعدد سكانه الأصليين نحو /3/ آلاف نسمة، وبقي منهم نحو /220/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /3750/ نسمة.
– مركز ناحية شرّا/شرّان تضم نحو /400/ منزل، وعدد سكانه الأصليين نحو /1600/ نسمة، وبقي منهم نحو /400/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /1500/ نسمة.
– بلدة جلمة تضم نحو /1200/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /4800/ نسمة سكّان، وبقي منهم نحو /2500/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /10/ آلاف نسمة.
– بلدة ميدان أكبس تضم نحو /450/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1800/ وبقي منهم نحو /500/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو ألفي نسمة.
– قرية ديرصوان تضم نحو /450/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1800/ وبقي منهم نحو /500/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو ألفي نسمة.
– قرية إسكا تضم نحو /310/ منازل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1250/ نسمة وبقي منهم نحو /400/ نسمة، وعدد المستوطنين ألف نسمة.
– بلدة كفرصفرة تضم نحو /1200/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /4800/ نسمة وبقي منهم نحو /1300/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو ألفي نسمة.
– قرية تل سلور تضم نحو /80/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /320/ نسمة وبقي منهم نحو مئتي نسمة، وعدد المستوطنين نحو مئتي نسمة.
– قرية عربا، تضم نحو /345/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1400/ نسمة وبقي منهم نحو /800/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /500/ نسمة.
– قرية قيبار تضم نحو /300/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1200/ وبقي منهم نحو /570/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /500/ نسمة.
– قرية باسوطة تضم نحو /800/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /3200/ نسمة وبقي منهم نحو /1800/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /1500/ نسمة.
– قرية برج عبدالو تضم نحو /200/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /800/ نسمة وبقي منهم نحو /150/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /400/ نسمة.
– قرية شنگيلِه تضم نحو /120/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /480/ نسمة وبقي منهم نحو /150/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /500/ نسمة.
– قرية بافلون الإيزيدية تضم نحو /80/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو/250/ نسمة ولم يبق منهم أحدٌ، وعدد المستوطنين نحو /750/ نسمة.
– قرية چقماق كبير تضم نحو /300/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1200/ نسمة وبقي منهم نحو /280/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو ألفي نسمة.
– قرية قوݒيْ تضم نحو /122/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /500/ نسمة وبقي منهم نحو /130/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /600/ نسمة.
– قرية فقيرا الإيزيدية تضم نحو /110/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /440/ نسمة وبقي منهم نحو /130/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /325/ نسمة.
– قرية قده تضم نحو /250/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو ألف نسمة وبقي منهم نحو /240/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /850/ نسمة.
– قرية آغجله تضم نحو /120/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /480/ نسمة، وبقي منهم نحو /300/ نسمة، وعدد المستوطنين /350/ نسمة.
– قرية زركا تضم نحو /60/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /250/ نسمة، وبقي منهم نحو /120/ نسمة، وقرية جوبانا المجاورة تضم نحو /50/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /200/ نسمة، وبقي منهم /60/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /500/ نسمة في القريتين.
– قرية حسيه/ميركان تضم نحو /300/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1200/ نسمة، وبقي منهم نحو /700/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /250/ نسمة.
– قرية آشكان شرقي تضم نحو /100/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /400/ نسمة، وبقي منهم نحو مئة نسمة، وعدد المستوطنين نحو /4/ آلاف نسمة فيها وأقيم مخيم بجوارها.
– قرية كوبلك تضم نحو /55/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /220/ نسمة، وبقي منهم نحو /75/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو /400/ نسمة.
– قرية دُمليا تضم نحو /280/ منزل، وعدد سكانها الأصليين نحو /1120/ نسمة، وبقي منهم نحو /350/ نسمة، وعدد المستوطنين نحو ألف نسمة.
4- الاستيلاء على الممتلكات:
توقف التقرير لدى تدمير البنى التحتية وأشكال نزع الملكية، وذكر استهداف المنازل والمنشآت المدنية والإدارية والبنى التحتية والمرافق العامة، والتدمير الكلي أو الجزئيّ لآلاف المنازل السكنية ومنشأة دواجن عامة ومسلخ للمواشي ولمساجد ومدارس ومراكز طبيّة ومخابز ومحطة رئيسية لتخزين وتعبئة المحروقات ومنشأة لإصلاح الآليات الثقيلة ومعاصر الزيتون، إضافةً لتدمير أو تخريب شبكات ومحولات ومولدات التغذية الكهربائيّة العامة والخاصة، وشبكات ومراكز الاتصالات الأرضيّة واللاسلكيّة، ومحطات وخزانات لمياه الشرب، ومحطات وشبكات الري المرتبطة بسد ميدانكي ولوحات التحكم به ومستودعاته وصالاته. إضافة لعمليات السرقة والنهب العام للممتلكات الخاصة والعامة واستنزاف مصادر أرزاق الأهالي وتضييق فرص العمل والأعمال أمامهم؛ وإعادة تسجيل العقارات والأملاك الزراعيّة بالمنطقة لحصر ممتلكات الغائبين والاستيلاء عليها بالكامل (تجاوز 70% من العقارات و50% من الممتلكات الزراعيّة)، وفرض المزيد من الضرائب والأتاوى على المتبقين (10-20%)، ومع ما يكتنف عمليات التسجيل من أخطاء وتزوير واستيلاء غير قانونيّ كثيرة، بسبب تعمد نزع الملكية لدى السلطات وغياب نسبةٍ كبيرة من المالكين الحقيقيين وفقدان الكثيرين لوثائقهم.
ثانياً: تغيير هوية المنطقة وخصوصيتها ومحاربة ثقافة ولغة أهاليها:
ذكر التقرير أمثلة كثيرة على تغيير هوية وخصوصيتها الثقافيّ، اعتباراً من استهداف المواقع الأثرية خلال العدوان، وبعد الاحتلال عبر أعمال الحفر وتجريف التربة والتنقيب عن الآثار وسرقتها، بعضها مدرجة على لوائح التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”. وتم تحويل مرقد “النبي هوري” الهرمي الروماني والمسجد المجاور له إلى “مَعلم تركي- عثماني”.
تم تغيير أسماء الساحات والقرى إما تعريباً أو تتريكاً، وتداول اسم منطقة غصن الزيتون بدل الاسم التاريخيّ للمنطقة Afirîn/Efrîn.
رُفع العلم التركيّ في كل المكان على (مآذن مساجد ومزارات والمدارس والحدائق ومباني المؤسسات وفي ساحات ومواقع لها رمزيتها التاريخية والثقافية، وعلى المقرّات الإدارية والعسكريّة).
واعتمدت مناهج “حكومة الائتلاف المؤقتة” التعليمية العربيّة، مع فرض اللغة التركيّة وزيادة حصص التربية الدينيّة، وأهملت اللغة الكرديّة، ودمرت مدارس كليّاً أو جزئيّاً أثناء الهجوم، وحُول بعضها لمقرّات عسكريّة، وتدنى مستوى التعليم.
ودمر مزارات الشهداء الثلاثة (الشهيد رفيق” بقرية متينا، الشهيد سيدو ببلدة كفرصفرة، “الشهيدة آفستا” بقرية كفرشيل)، وتخريب أضرحة شخصيات كرديّة معروفة (نوري ديرسمي، كمال حنان، عارف خليل شيخو…) وكل ضريح كُتب على شاهدته باللغة الكردية. وغابت الاحتفالات بالمناسبات القومية والاجتماعيّة والقفافيّة الكردية، وغابت مظاهر الفرح بالأعياد، وتم الاستيلاء على صالات الأفراح والمؤسسات الاجتماعيّة.
واُتهم الكُـرد الإيزيديون لاضطهاد مزدوج (نعتهم بالكفّار، إفراغ بعض قراهم “بافلون، قسطل جندو…”، ومُنعوا من ممارسة شعائرهم الدينية والاحتفاء بمناسباتهم الدينية، ونُبشت وخُرّبت مزاراتهم ومقابرهم، وأُجبروا على ارتياد المساجد)، وبعدما كانوا يعيشون في أكثر من /20/ قرية وفي مدينة عفرين، وعدد نحو 25 ألف، ويتمتعون بكامل الحرية والحقوق وبقيَ منهم نحو /5/ آلاف نسمة، بسبب التهجير القسري وهجرة سابقة. وعُوملوا كجذر تاريخيّ أساسيّ للكُـرد وتراثهم وثقافتهم، فالميليشيات الجهاديّة تُشكل خطراً على حياتهم.
وبغية صهر الجميع في بوتقةٍ مجتمعية جديدة وبهويةٍ عثمانية جديدة فرضت بطاقات تعريف شخصية ساوت بين السكان الأصليين والمستوطنين أصدرتها سلطات الاحتلال باللغتين التركية والعربية، وإهمال البطاقة الشخصية السورية الرسمية.
وتنشط حركة دينية متشددة ممزوجة بأفكار عثمانية جديدة، بإشراف الاستخبارات و”وقف ديانت” التركيّ، بين أوساط الشباب والأطفال خاصة، عبر حملات إعلامية وبناء المساجد وافتتاح معاهد حفظ القرآن وأنشطة عديدة بمسميات مختلفة (جمعيات خيرية وثقافية ودينية، جامعة ومعاهد ومدارس خاصة، مدارس إمام الخطيب، أنشطة شبابيّة، إحياء مناسبات تركيّة مع رفع العلم التركي بكثافة وتقليد شارة الذئاب الرماديّة، دورات تدريبية، مسابقات…) ودروس مؤدلجة في المناهج.
ألحقت أضرار كبيرة بالأرض عمداً، فقبل الغزو تم تجريف مساحات زراعية وحراجية واسعة، بعمق /200-500/ متر بمحاذاة الشريط الحدوديّ /135/كم، وبني جدار إسمنتي عازل، واقتلعت آليات التركيّة العسكريّة أثناء العدوان آلاف أشجار الزيتون في مواقع عدة، لإقامة قواعد عسكريّة؛ وطالت الحرائق والقطع الجائر لغابات حراجيّة طبيعيّة، وقطع المسلحون والمستوطنون مئات آلاف أشجار الزيتون والمثمرة والحراجية المعمرة، بغاية التحطيب وصناعة الفحم؛ وتجاوزت مساحة الغابات الحراجية الطبيعيّة والمزروعة المتدهورة في إقليم عفرين /15/ ألف هكتار من أصل 32 ألف هكتار.
وفقدت المرأة الكردية في عفرين حريتها وتدنت أنشطتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتحصيلها للعلم، وفُرض عليها الحجاب مع حالات (التنمر والتحرش المختلفة والاختطاف والاغتصاب والقتل العمد والزواج القسريّ أو استغلال القاصرات). وألغي نظام الاختلاط بالمدارس اعتباراً الصف الخامس ولغاية الثالث الثانوي، بسبب رفض المستوطنين وتظاهراتهم المطالبة السلطات المحلية بالفصل بين الجنسين.
كما ذكر التقرير تغيّر عفرين على مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وحماية الممتلكات العامة والبنى التحتية والحفاظ على السلامة والنظام العام والبيئة والنظافة ومستوى الأمان والاستقرار والانفتاح.
المسؤولية:
حمّل التقرير المسؤولية لحكومة أنقرة ومخالفتها لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية لاهاي 1907م، بشنِّ العدوان على أراضي دولة مجاورة، لتكتسبت توصيف الاحتلال لمنطقة عفرين دون أن تعترف بذلك، ولم تلتزم بمضمون قرار مجلس الأمن 2254 (2015) بحماية المدنيين، وتهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة، وفقاً للقانون الدولي”؛ كما حمّلتها مسؤولية الأوضاع السائدة بالمنطقة (انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، خاصةً اتفاقيات جنيف الأربعة 1949م والبروتوكولين الإضافيين)، من تدهور عام وفقدان النظام والسلامة العامة وكذلك الانتهاكات ومختلف الجرائم المرتكبة، وخاصةً جريمة التغيير الديمغرافي (تغيير خصائص مجموعة إثنية باتجاه التدهور والتفكيك والتبديد، وفق سياسات عدائية وخطط مبيَّتة وبأساليب قسرية، أساليب الترهيب ووسائل الفتك والتنكيل) والتي ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي وهو مصطلح ورد في تقارير أمميّة، وفي قرار الأمم المتحدة رقم (47/121) تاريخ 18/12/1992م بخصوص البوسنة والهرسك) بحق الكُـرد- كإثنيّة متمايزة وسكّان المنطقة الأصليين.
الخاتمة:
خلص التقرير للقول إن عفرين تمرُّ بمرحلةٍ تاريخية خطيرة، تستدعي التحقيق والمساءلة من قبل لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة المعنية بسوريا وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية، وكذلك تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي وخاصةً القوى الدولية الفاعلة بالشأن السوري للضغط على الحكومة التركية لوضع حدٍ للانتهاكات والجرائم، وللعمل على إنهاء الاحتلال التركيّ ووجود الميليشيات الإرهابيّة المرتزقة وعودة المنطقة إلى السيادة السوريّة وإدارة أهاليها.